والبة بن الحباب
:: عضو منتسِب ::
التفاعل
0
الجوائز
1
- تاريخ التسجيل
- 6 جويلية 2011
- المشاركات
- 79
- آخر نشاط

على هامش الثورة .. والثوار .. والنار تلتهم الدُوار ..
مالفرق بين الثورتين .. ثورة الامس وثورة اليوم ... ؟
سؤال لطالما راود خاطري ... انا ذلك المواطن البسيط المحسوب على هذه الدولة .. المسماة مجازا الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
فانا ابن هذه الدولة .. واحد العاملين في اجهزتها السيادية بلا تحفظات تذكر
هذه الدولة ..جمهورية .. وديمقراطية.. وشعبية .. بمعنى يحكما الشعب انتخابا وانتحابا
وثورة الامس .. كانت مع بداية الثمانينات .. خرجت تلك الجموع .. فاحرقت . ودمرت .. واشتعلت الجمهورية الجزائرية من أدناها الى اقصاه .. يومها طلع علينا مفكر حقير مصري من آل فرعون يعيب على تلك الجوع تمردها ويصف الجزائر بانها بلد لا يعرف الا الدماء فيكفي انه قتل من اجل حريتها مليون ونصف المليون شهيدا ..؟ ياه ده كتير اوي اوي اوي ..
شووووف يا بن عمك فرعون كيفاه ايفكر .. ؟
قالها وفي نفسه شيئ من امتعاض .. وكأن تلك الدماء ما كان ينبغي انه تسيل ليتذوق المواطن على اعتاب الالفية طعم الحرية والاستقلال بل كان ينبغي ان ينال الشعب حريته على طبق فول مدمس كالذي اعتاده المصري المذكور في تاريخه الحافل بالخنوع والاستعباد ..
وكانت الثورة .. واستدرك النظام في الجزائر ما فاته ...
وفُتح الباب على مصراعيه ..لاول مرة في تاريخ الامم العربية من المحيط الى الخليج .. وكان ينبغي ان يتسلم الرئيس المحترم الشاذلي بن جديد – حفظه الله - جائزة نوبل للديمقراطية بدل الهالك انور العبد - السادات - ..
وظهر الاسلاميون بقوة على الساحة وانقسموا طائفتين ..
طائفة آثرت ما أُلقي اليها من فتات المائدة وطائفة أخرى أعلنت تمردا من نوع جديد كان مفتاح شر كبير آلت فيه الجزائر الى صراع دامٍ بين الاسلاميين والنظام ..
وصفه المفكر الجزائري والاستاذ اللامع حميدة العياشي في تلك الفترة في سلسلة مقالات عنونها بالاسلاميين بين السلطة والرصاص ..
واستطاع الشعب في تلك الفترة مرة اخرى ان يقف سدا منيعا في وجه ذلك الانفلات الامني في الجزائر و الذي لم يُلقي فيه الجيش بثقله كله بل سلم الامور الى المتطوعين من الشعب .... فحمى الشعب الدور والبلاد والعباد ولله الحمد والمنة ...
ثم جاءت تلك المصالحة التي اصبحت سنة حميدة يقتدي بها حكام العرب في صراعهم مع شعوبهم .. فكان قانون الرحمة اولا .. والفضل يرجع فيه للرئيس السابق سيادة اليمين زروال حفظه الله والذي يعتبر اول رئيس عربي يذكر في التاريخ البشري يلقي استقالته في وجه شعبه ضاربا بيد من حديد عرض الحائط في وجه الدنيا والمسؤولية بكاملها .. رجل يستحق بحق وصف الشاعر في قوله :
شُمُّ الانوف من الطراز الاول ...
وهكذا كل جزائري حر
وظاهرة لن تتكرر في عالمنا العربي ..
ثم جاء قانون المصالحة الذي وضع النقاط على الحروف .. فعاد الامن وارتفع الخوف ..
وبعد مرور قرابة عشرين سنة تقريبا عاد الحديث عن الثورة في البلاد العربية كلها من تونس الى اليمن على طول خط التماس العربي ..
ثورة على الارض بين الشعب والسلطة ... مرة بلغة الاحتجاجات ومرة بلغة الرصاص ..
وثورة على الاوراق يخوضها الاسلاميون والسماسرة والنفعيون واصحاب البذلات والكرفطات الانيقة ..
وأعتقد ان الذين يخوضون تلك الثورات اليوم يحتاجون الى وقت طويل وطويل جدا ليفقهو ابجديات الثورة ومعانيها يحتاجون الى درس على ارض الواقع يستلهمون منه خلفيات
الثورات على منهج جزائري صحيح
لا على منهج امريكي مفضوح قبيح
ودعم اسرائيلي صريح
أبى الله الا ان تبقى الجزائر مصدر الهام لثورات العالم كله حتى قيامة الساعة
رغم أنف الحاقدين والمكابرين ..
لم اكن اريد ان اعرج على كل الذي ذكرت لكنه كالمقدمة الطويلة لسؤال في سطرين وهما :
اذا كان ولا بد من ثورة .. فهل معنى ذلك ان الشعب في الجزائر خان ثورة الثامن من اكتوبر ثم خان الذين تحملو تبعاتها من بعد ... ؟
ام ان الثورة يجب ان يكون لها حدود .. لا ينبغي ان تتخطاها ..؟
ساعود اليكم .. ولكن بعد قليل .. وبثوب جديد