يدعي البعض أن الشيخ أسامة بن لادن زعيم القاعدة رحمه الله كان عميلا لأمريكا
وقال البعض الآخر ... بل هو الذي بدأ العدوان على أمريكا وأتي للمسلمين بالخراب
فاليكم ايها الافاضل اسرد هذه الوقائع والحقائق بالتاريخ والمصدر عسى أن ترى فيها بصيرة للحقائق الغائبة وتعلم هل يكون عميلاً من هذه حاله مع أهل الكفر ؟ وهل بدأ العدوان وهذا حالهم معه ؟
وهذا الجزء منقول من الباب الخامس عشر من كتاب " التبرئة " للشيخ أيمن الظواهري حفظه الله
أ- منذ صيف عام 1997 وحتى يوم 10/ 9/ 2001 والأمريكان في سعي دؤوب لضرب القاعدة وإمارة أفغانستان الإسلامية، وسأسرد هنا بعض الوقائع:
(1) منذ صيف عام 1997م بدأت المخابرات المركزية الأمريكية تناقش خططاً للعمل ضد بن لادن[1]. ومنذ خريف عام 1997 حتى يونيو 1998 أعدت السي آي إيه خطتين لاختطاف ابن لادن بواسطة عناصر عميلة في القبائل البشتونية، الأولى بكمين يترصده في حركته من قندهار لمجمعه السكني خارجها، وزعم العملاء القبليون أنهم حاولوا وفشلوا! أما الثانية فكانت عن طريق هجوم ليلي يقوم به عملاء من القبائل على سكن بن لادن للقبض عليه ونقله للمحاكمة في أمريكا أو في بلد عربي. وقد تم التصديق على الخطة الأخيرة والتدرب عليها عدة مرات، وحدد يوم 23 يونيو 1998 لتنفيذها، ولكن الخطة ألغيت في آخر مايو 1998 خوفاً من الخسائر وعدم قدرة القبائل على الحصول على بن لادن حياً[2].
أي أن أمريكا كانت تعد لخطف بن لادن قبل إعلان الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين في فبراير 1998.
(2) وفي العشرين من أغسطس 1998 أطلقت أمريكا وابلاً من الصواريخ على المعسكرات في خوست، فقتلت قرابة ثلاثين شهيداً، في محاولة منها لقتل الشيخ أسامة بن لادن ومعاونيه.
(3) ما بعد الصواريخ:
(أ) بدأ الجنرال شِلتون[1] منذ يوم إطلاق الصواريخ في إصدار أمر تخطيط لمتابعة الضربات، وللتفكير فيما هو أكثر من مجرد استخدام صواريخ كروز، وكانت الضربات المبدئية قد أعطيت الاسم الرمزي (الوصول اللامتناهي)، بينما أعطيت خطط المتابعة الاسم الرمزي (العزم اللامتناهي)[2].
(ب) بدأ ريتشارد كلارك[3] بعد حملة الصواريخ يفكر في حملة متواصلة ضد بن لادن، فرسم لدائرته المقربة (الخطة السياسية العسكرية؛ دالِندا[4])، التي كانت تهدف أساساً إلى (إزالة أي خطر مؤثر على الأمريكيين من شبكة بن لادن). وكانت تهدف لمجموعة من الجهود الدبلوماسية لتحرم القاعدة من المأوى، والأعمال السرية لإفشال الأنشطة الإرهابية وأهم شيء القبض على بن لادن ومعاونيه، وجلبهم للعدالة، وجهود لتجفيف إمداد بن لادن بالمال، والاستعداد لمواصلة العمل العسكري. وكان جانب الخطة العسكري هو أكثرها وضوحاً، وكان يطرح حملة مستمرة من الضربات ضد قواعد بن لادن في أفغانستان وغيرها، حيثما يبدو أي هدف مستحقاً للضرب. ورغم توقعه بأن من يسميهم بالإرهابيين لن يجتمعوا مرة أخرى في مكان ظاهرين، فقد زعم أن مواصلة الضربات قد تقنع الطالبان بتسليم بن لادن. وسوف تظهر الضربات أن ضربات أغسطس ليست آخر المطاف، وأن الولايات المتحدة مصممة بلا هوادة على تحطيم شبكة بن لادن. ولكن كبار المسؤولين لم يقتنعوا بجدوى مواصلة الضربات ضد أهداف زهيدة، مما قد يزيد من شعبية بن لادن[5].
(ج) وبدأ المسؤولون الأمريكيون يدرسون في الأسبوع الأخير من أغسطس 1998 متابعة الضربات، وكان الرئيس كلينتون مائلاً لتوجيه عدة ضربات عاجلاً وليس آجلاً[6]. ولكن المشكلة أن وزارة الدفاع كانت تبحث عن أهداف ذات قيمة.
(د) وفي محاولة لتحقيق ذلك فإن عدداً من موظفي وزارة الدفاع في مكتب مساعد الوزير لشؤون العمليات الخاصة والصراعات المحدودة قدموا خطة من ثمانية أجزاء، لا تنبني على مجرد توجيه ضربات، ولكن على القيام بعلميات واسعة المدى تستفيد من كل الإمكانات العسكرية. لكي تكون وزارة الدفاع أكثر مبادرة وعدوانية، وإلا فإن المستقبل قد يجلب هجمات مروعة[7].
(4) في يونيو 1999 اتصل كلينتون بنواز شريف، وحاول إقناعه -بكل طاقته- أن يضغط على طالبان لتطرد بن لادن، وأن يهدد بقطع إمدادات البترول عن أفغانستان أو منع وارداتها من كراتشي، واقترح نواز بدلاً من ذلك أن تقوم قوة باكستانية خاصة بالقبض على بن لادن، وفي يوليو التالي قابل كلينتون نواز في واشنطن، وأعاد مناقشة المسألة، ووافق الأمريكان على ما اقترحه نواز؛ بأن يدرب الأمريكان قوة باكستانية خاصة، ويجهزوها بما يلزمها للقبض على بن لادن[8].
(5) وكجزء من استجابة كلنتون لتفجير السفارتين أصدر مذكرة تخول السي أي إيه صلاحية القبض على بن لادن ومعاونيه باستخدام عملائها القبليين، أو مهاجمته بوسائل أخرى[1].
(6) وفي ديسمبر 1998 اجتمعت اللجنة الأمنية المصغرة بمجلس الأمن القومي لمناقشة خطر بن لادن، وطرح الجنرالان شِلتون وزيني[2] بدائل عسكرية، وفيما بعد أخطرت القوات الخاصة الأمريكية أنها قد تؤمر بشن غارة على أبي حفص الموريتاني في الخرطوم أو بن لادن في قندهار[3].
(7) وفي العشرين من ديسمبر 1998 وصلت معلومات للمخابرات المركزية بأن بن لادن قد يبيت ليلته في منزل حاجي حبش، وهو كما يزعمون جزء من منزل حاكم قندهار، وعقد اجتماع عاجل لرؤساء المؤسسات الأمنية لأخذ قرار بضرب المنزل بالصواريخ، ولكن تراجعوا خشية إصابة مئات السكان والمسجد المجاور، وأن الشيخ أسامة ربما يكون قد غادر المكان[4].
وليس هناك منزل لحاجي حبش، ولكن هناك مسجد حاجي حبش، وكان يقابله وإلى الشمال قليلاً ما كان يعرف بين الإخوة العرب (ببيت الرمان)، وكان مقراً لمعهد اللغة العربية، وليس مسكناً لحاكم قندهار، ولم يكن الشيخ أسامة يبيت فيه.
(8) وفي ديسمبر 1998 أعدت هيئة الأركان المشتركة ورقة قرار لاستخدام نوع معين من طائرات السي إيه 130 قادر على التحليق السريع والمرتفع ولا يكتشفه الردار، ويستخدم قذائف من عيارات 25 و40 و105 مم لإصابة أهدافه بدقة ضد بن لادن[5]. ولكن القرار لم ينتقل للواقع العملي لظن المخططين عدم وجود أهداف محددة[6].
(9) وفي 4 ديسمبر 1998 أصدر مدير السي آي إيه؛ جورج تنت[7] مذكرة[8] للعديد من مرؤوسيه ولرؤساء وكالات الاستخبارات الرئيسية نص فيها على:
"إننا في حرب مع أسامة بن لادن. ولا أريد إدخار إمكانات ولا رجال في هذا المجهود، سواء داخل السي آي إيه أو في الوسط (الاستخباري)"[9].
(10) وفي الرابع والعشرين من ديسمبر 1998 صدق كلنتون على مذكرة تخول عملاء السي آي إيه القبليين القبض على بن لادن ومعاونيه، أو قتلهم إذا بدا أن القبض عليهم لن ينجح[10].
(11) وفي فبراير 1999 أصدر كلنتون بناء على طلب السي آي إيه مذكرة تخول تحالف الشمال صلاحية مشابهة لما خوله للعملاء القبليين، ويذكر ضابط الاستخبارات شروين أن مسعود لما علم بأن أمريكا تريد منه أساساً أن يقبض على بن لادن لا أن يقتله، أنه قال:
"أيها الناس إنكم مجانين، ولم تتغيروا قط"[11].
(12) وفي فبراير 1999 أيضاً زعم الأمريكان رصدهم لمعسكر صيد لأمراء إماراتيين يزوره أسامة بن لادن، وزعموا أنهم كانوا على وشك ضربه، لكن تراجعوا خوفاً على الأمراء الإماراتيين، وهو وهم فلا صلة للشيخ أسامة بذلك المعسكر[1].
(13) ويزعم الأمريكان أنهم في مايو 1999 رصدوا بن لادن داخل وحول قندهار لمدة خمسة أيام، وتجهزوا لضربه بالصواريخ، ولكن لم يأتهم الأمر[2].
(14) وفي الخامس والعشرين من يونيو 1999 دعا ساندي برجر المجموعة الأمنية المصغرة، لمناقشة قرار بضرب بن لادن، وكانت قيادة الأركان الأمريكية قد أعدت خطة في مطلع نفس العام لحملة مركزة ضد مراكز بن لادن والمراكز الحكومية للطالبان، ولكن لم يتخذ قرار بالضرب. لخشيتهم كما يزعمون من وجود عائلات في مجمع بن لادن السكني[3].
(15) وفي يوليو 1999 خول كلنتون السي آي إيه صلاحية العمل مع حكومات أخرى للقبض على بن لادن أو مساعديه الرئيسيين، كما خولها صلاحية القيام بأعمال سرية -في حالات محددة- قد تؤدي لموت بن لادن[4].
(16) وفي يوليو 1999 أصدر كلينتون قراراً إدارياً باعتبار طالبان دولة راعية للإرهاب[5].
(17) وفي سبتمبر 1999 كشف مدير السي آي إيه جورج تنت عن استراتيجية جديدة لمحاربة بن لادن سميت ببساطة (بالخطة)، وكانت تهدف لعمليات من التفكيك للخلايا والترحيل على مستوى العالم، ولتجنيد كفاءات في محاربة الإرهاب، وأيضاً لزيادة الاتصالات مع تحالف الشمال المقاتل ضد الطالبان[6].
(18) وبضغط من الولايات المتحدة أصدر مجلس الأمن القرار رقم 1267 في أكتوبر 1999 يطالب فيه أفغانستان بتسليم أسامة بن لادن خلال ثلاثين يوماً، وإلا تعرضت لعقوبات اقتصادية ضدها وضد طيرانها[7].
(19) وفي آخر أكتوبر 1999 طارت مجموعة من ضباط مركز مكافحة الإرهاب الأمريكان بطائرات حوامة لوادي بنشير للقاء مسعود، وهي رحلة تكررت عدة مرات فيما بعد[8]، وقد بدا مسعود في اللقاء مصمماً على مساعدة الولايات المتحدة في جمع المعلومات عن أنشطة وأماكن وجود بن لادن، كما وافق على أن يحاول القبض عليه إذا سنحت الفرصة[9].
(20) وفي نهاية عام 1999 بدأت السي آي إيه في النظر في احتمال إرسال أمريكيين لأفغانستان، وكانت قد ناقشت هذا الأمر مع قيادة القوات الخاصة، وكان تقديرها أن القوات الخاصة قادرة بنسبة 95% على القبض على بن لادن لو أرسلت لأفغانستان[10].
(21) وفي منتصف ديسمبر 1999 وقع كلنتون (مذكرة توجيه) تخول السي آي إيه صلاحية أوسع في أن تستخدم وكلاءها الخارجيين في القبض على مساعدي بن لادن، دون الحاجة لنقلهم لمعتقلات الولايات المتحدة. وكانت صلاحية في أن يقبضوا لا أن يقتلوا، رغم إمكانية استخدام القوة القاتلة عند الضرورة[1].
(22) وفي أواخر ديسمبر 1999 أرسل الجنرال زيني قائد القيادة المركزية كمبعوث خاص للرئيس الأمريكي إلى برويز مشرف ليتخذ أي إجراء يراه ضرورياً لحل مشكلة بن لادن في أسرع وقت ممكن[2].
(23) وفي يناير 2000 قابل مساعد وزير الخارجية الأمريكي كارل إيندرفورث[3] و منسق قسم مكافحة الإرهاب بالوزارة ميتشل شيهان[4] الجنرال مشرف في إسلام أباد، وقد أخبر مشرف المبعوثين أنه سيقابل الملا عمر ويضغط عليه بشأن بن لادن[5].
(24) وفي مارس 2000 زار كلنتون باكستان، ورجا مشرف أن يساعدهم بشأن بن لادن، وأغراه بمساعدات أمريكية وتطوير العلاقات بين البلدين لو وفى بوعده، وزار أفغانستان، وضغط على الملا عمر لطرد بن لادن[6].
(25) وفي نهاية مارس 2000 زار نائب وزير الخارجية توماس بيكرينج باكستان لنفس الغرض[7].
(26) وفي مايو 2000 زار وفد يمثل مسعود واشنطن، والتقى بريتشارد كلارك و ميتشل شيهان وكبار المديرين في السي آي إيه لمناقشة ما اتفق عليه من قبل[8].
(27) وفي يونيو 2000 زار جورج تنت مدير السي آي إيه باكستان بنفس الرسالة، واتفق معه مشرف على إنشاء مجموعة مكافحة إرهاب لتنسيق الجهود بين الوكالات الباكستانية والسي آي إيه[9].
(28) وفي صيف عام 2000 استمرت الخطط لضرب القاعدة وأفغانستان في التطور، وكانت السفن الحربية في بحر العرب على أهبة الاستعداد لضرب أهدافها في أفغانستان. وفي الصيف دقق العسكريون من قائمة أهدافهم وإمكانات العمليات الخاصة لمجموعة من ثلاثة عشر اختياراً ضمن عملية (العزم اللامتناهي)[10].
(29) وخلال هذه الفترة كان كلنتون محبطاً من قلة البدائل العسكرية المتاحة للظفر ببن لادن وقيادة القاعدة، وقد عبر عن ذلك للجنرال هيوج شلتون حين قال له:
"أتعلم؟ سوف نخلع قلوب القاعدة، لو فجأة قفزت مجموعة من النينجا السوداء من حواماتها في وسط معسكرهم"[11].
(30) وفي السابع من سبتمبر 2000 بدأت طائرة الاستطلاع بدون طيار (بريديتور) في التحليق فوق أفغانستان ضمن عملية (عيون أفغانية)، لمحاولة تحديد موقع بن لادن أو أعوانه أو مخازن أسلحته، حتى يمكن ضربه بالطيران أو صواريخ كروز، وقامت تلك الطائرة بخمس عشرة رحلة، اعتبرت عشرة منها ناجحة. وزعم الأمريكان أنهم تمكنوا من تصوير بن لادن مرتين[12].
(31) وفي سبتمبر 2000 اجتمع تومي فرانكس -القائد العام للقيادة المركزية الأمريكية[1]- بكبار مديري القيادة المركزية، وقال عن ذلك في مذكراته:
"في صباح الثلاثاء أواخر سبتمبر 2000 جمعت كبار مديري القيادة الوسطى في مكتبي بتامبا لمراجعة موقف القيادة العملياتي تجاه القاعدة.
كانت مجموعة عمليات (الجنرال) ساندي ساندستروم قد حددت سلسلة من خيارات أهداف القاعدة اعتماداً على التصوير والمعلومات الالكترونية. وكان هذا يرتبط بمعسكرات تدريب معروفة أو محتملة، وما نسميه من ناحية متفائلة تسهيلات «الضيافة»، أي بعض البيوت والمكاتب، التي كانت الأوساط الاستخباراتية تعتقد أن أسامة ومساعديه يقومون بعملهم فيها بين حين وآخر. وإذا ما أخذنا بالحسبان نوعية معلوماتنا الاستخباراتية، فإنني لم أكن مقتنعاً بأن بوسعنا أن نقضي على القاعدة في أفغانستان باستخدام صواريخ كروز والضربات الجوية فقط. ولكنني وجهت العاملين في مجموعة عمليات ساندي إلى العمل على نحو وثيق مع نائب الأدميرال ويلي مور، قائد بحريتنا لتحسين أوقات استجابة «قاذفات توماهوك» للحالات الضرورية.
وإذا ما كان لنا أن نشن هجوماً فعالاً ضد القاعدة فقد كنت أعرف أن ذلك سيتطلب عمليات برية. وكان سيتعين علينا أن ندخل، ونحصل على المعلومات، ونتصرف في ضوء ذلك.
ولكن أية غارة من جانب القوات الهجومية الاستراتيجية كان ينبغي أن تكون قوية بما فيه الكفاية، لإلحاق الهزيمة بحلقة القوات الأمنية، ذات القدرات والتسليح الثقيل المحيطة بأسامة بن لادن ومساعديه. وتتطلب مثل هذه العملية وحدات مهمات خاصة، أي تحليق طائرات على مناطق أكثر من دولة، والقيام بإجراءات التنظيم والإعداد، ومعلومات دقيقة كافية تبلغنا عن الموقع، الذي نستهدفه في ضرباتنا. والأكثر أهمية أن مثل هذه العملية تتطلب قرارات سياسية خطيرة. وكنت أعتقد أن بوسعنا أن نعالج موضوع الاستعداد وتحليق الطائرات، ولكن المصادقة الوطنية على شن عملية هجومية استراتيجية ذات مخاطر في أفغانستان، في ظل غياب معلومات دقيقة، لم يكن محتملاً في عصر ما بعد مقديشو"[2].
(32) وفي منتصف نوفمبر 2000 طلب برجر[3] من الجنرال شِلتون أن يعيد تقييم الخطط العسكرية للعمل بسرعة ضد بن لادن. وطلب شلتون بدوره من الجنرال تومي فرانكس أن يراجع البدائل مرة أخرى. وأوجز شلتون لبرجر بدائل خطة (العزم اللامتناهي) التي تطورت منذ عام 1998، والتي دققتها هيئة الأركان والقيادة المركزية إلى قائمة من 13 احتمالاً، كما أضافت القيادة المركزية مبدأً جديداً (للحملة المتدرجة) لنطاق أوسع للضربات، يشمل ضربات ضد الطالبان. ولأول مرة كانت هذه الضربات ترمي لحملة جوية ضد أفغانستان لمدة غير محددة[4].
(33) والتقى تومي فرانكس بريتشارد كلارك -مستشار الأمن القومي في عهدي كلينتون وبوش- في عام 2000 لتدارس القيام بعمليات عسكرية ضد القاعدة، وعن ذلك يقول في مذكراته:
"كان موضوع النقاش القاعدة وطالبان. وبدأ كلارك باستعراض
المعلومات الاستخبارية المتاحة، ومع أن تلك المعلومات وصلت مؤخراً إلا أنها ربما لا تكون دقيقة.
............
ثم سألته عن المعلومات الاستخبارية عن القاعدة. قلت: ديك، من أجل أن تتمكن القيادة الوسطى من رسم خطط عملية للحرب، فإننا نحتاج إلى معلومات استخبارية قابلة للاستخدام. فصواريخ توماهوك قادرة على ضرب المواقع، التي تحدد لها بصورة مسبقة. ولكن التقرير الذي يقول إن أسامة بن لادن ربما يكون قد قضى ليلته في ذلك الكهف، لا تمثل أهدافاً محتملة. وربما تساعدنا مثل هذا التقارير على الوصول إلى نمط محدد لتحركاته، ولكننا نحتاج إلى معلومات دقيقة ومحددة زماناً ومكاناً حتى نستطيع استهدافه.
ابتسم كلارك ابتسامة العارفين وقال إنه يملك « تقنيات» يمكن أن تساعد في حل هذه المشكلة. واستنتجت مباشرة أنه يقصد طائرة الاستطلاع «بريديتور»، والتي تستطيع أن تحلق لساعات فوق أرض العدو، وترسل صوراً شديدة الوضوح ليلاً ونهاراً. وكانت «سي آي إيه» تحاول تسليح بريديتور بصواريخ هيلفاير، وقلت لنفسي إن هذا سيكون سلاحاً خطيراً جداً. ولكني تذكرت في نفس الوقت الحكمة العسكرية التي تقول : «من الخطير عدم التمييز بين الرغبة والقدرة».
وتساءلت عما إذا كان ديك كلارك قد سمع بهذه الحكمة.
كنت حريصاً على تدمير القاعدة. ولكن زيارتي لكلارك لم تقدمني خطوة واحدة تجاه هذا الهدف"[1].
(34) وقادت الولايات المتحدة حملة في الأمم المتحدة لفرض عقوبات جديدة على أفغانستان أدت لإصدار قرار مجلس الأمن رقم 1333 في ديسمبر 2000، الذي يكرر الطلب بطرد بن لادن، ويحظر على أية دولة أن تمد الطالبان بالسلاح أو المساعدة العسكرية[2].
(35) وفي ختام عام 2000 بدأت السي آي إيه ومجلس الأمن القومي يفكران في السياسة الجديدة التي سيقدمانها لإدارة بوش الجديدة بخصوص مقاومة الإرهاب. وبدأ مركز مقاومة الإرهاب في السي آي إيه يفترض أنه سيقدم أفضل ما عنده من أفكار، وأنه لن تكون عليه أية قيود مالية من أية سياسة سابقة، ولذا قدم ورقة أسماها بمذكرة (السماء الزرقاء) طرحت ما يلي:
- القيام بمجهود ضخم لدعم تحالف الشمال عبر تبادل الاستخبارات وزيادة التمويل، حتى يمكنه أن يحطم جيش الطالبان ويقيد القاعدة. ولم يكن هذا المجهود يهدف لإزالة الطالبان من السلطة، لأن هذا الهدف اعتبر غير عملي وشديد الكلفة على السي أي إيه وحدها.
- زيادة الدعم للأوزبك ليساعدوا أمريكا في مقاومتها للإرهاب.
- دعم المجموعات المناوئة لطالبان[3].
(36) ولما أوشكت مدة إدارة كلنتون على الانتهاء أعد كلارك وفريقه ورقة سياسة بعنوان (استراتيجية التخلص من تهديد شبكات جهاديي القاعدة- الواقع والتطلعات). وقد راجعت الورقة التهديد حتى كتابتها، وضمت الأفكار التي احتوتها مذكرة السي آي إيه؛ (السماء الزرقاء)، وطرحت عدة بدائل قريبة المدى. وقد توقع كلارك وفريقه أن يعيدوا القاعدة للوراء في خلال
ثلاث إلى خمس سنوات، ويحولوها لمجموعة من البقايا، وقد رأت الورقة أن الجهود الحالية ضد القاعدة قد تمنع بعض الهجمات، ولكنها تعجز عن شل قدرة القاعدة على التخطيط وشن الهجمات. وقد أيدت الورقة الدعم السري لتحالف الشمال ولأوزبكستان، وتجديد طلعات البريدتور من مارس 2001. كما طالبت بعمل عسكري لتدمير مراكز القاعدة للتحكم والسيطرة وبنيتها التحتية، وكذلك قدرات الطالبان القيادية والعسكرية[1].