النفقة أو الوعدة بين الخرافات والجهل

الورد الأحمر

:: أمينة اللمة الجزائرية ::
طاقم الإدارة
jb13172091742.gif

jb13148804212.gif


do.php

باسمي وباسم مجموعة نجوم اللمة
أريد طرح هذا الموضوع
رغم أنني عنونته بالعنوان أعلاه
إلا أنني أفضل تسميته
الجهل
...
النفقة أو الوعدة أو كما يسميها البعض الزردة ماهي ؟
نحر ماشية تكون عادة بقرة وبيع لحمها بسعر أرخص من سعر السوق ويتوافد الناس لشراء هذا اللحم !!!
حتى الآن الأمر يبدو طبيعي
لكن من يقوم بهذا النحر ؟
ومن المسؤول عن هذه النفقة ؟
هو كما نسميه طالب ... أو دجال
يقوم بالادعاء أن كل من يأكل من اللحم يفرج عنه الله كربه ...
أمثلة
العانس تتزوج
المريض يشفى
الفقير يرزقه الله
والأمثلة كثيرة ومتنوعة جدا
...
الغريب في الأمر أن الناس يتوافدون بكثرة والأغرب أنهم لا يأتون بأيدي فارغة بل يأتون محملين بالهدايا لهذا الدجال وأكثر الناس نسوة منها من تطبخ وتقدم له طبخها و و و و
المهم لا أحد يصل إليه فارغ اليد على الأقل يحمل له قارورة ماء معدني طبيعي.
...
يقوم الامام في كل عام في نفس الوقت بتحذير الناس من هذه النفقات لكن لا حياة لمن تنادي الكل يتهافت عليها
...
ما الذي يجعل الناس إذن يؤمنون بمصداقية هكذا دجالين ؟
هل دافعهم قنطة من رحمة الله ؟
لم يفرج الله عسى أن يفرج عليهم الدجال ؟
أم أنهم جهلاء لا يفقهون ؟
...
نصيحة
اتقوا الله يا جماعة واخرجوا من جهلكم عسى يفرج الله عنكم ... اجتنبوا هذه البدع فإن كل بدعة ظلالة وكل ظلالة في النار واتقوا النار التي وقدودها الناس والحجارة
...
الشفاء بيد الله والزواج بيد الله
لا بيد الدجال
هذا شرك صريح بالله
...
اللهم اهدنا ... من يهد الله فهو المهتدي ومن يظلل فلا هادي له
...
اسألوا الله الهداية لمثل هؤلاء البشر الذي يجحدون بالله ...
لم يبق لي سوى أن أقول ما قاله الله تعالي
(( ربنا لاتؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ))


إليكم خط النقاش ...
هل توجد مثل هذه الظاهرة عندكم ؟
ما هي أسباب نجاحها في رأيكم ؟
لماذا يؤمن الكثيرون بهذه الخرافات ؟
هل يمكن اعتبار هذا التصرف شرك بالله لمن يؤمن بقدرة هكذا دجالين ؟
...
من لديه من أفراد عائلته من يتبع هذه البدعة وهذا الشرك فلينصحه لوجه الله


بآغبي اللمة

do.php


do.php
 
توقيع الورد الأحمر
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكي على تطرقكي لهذا الموضوع المتشعب بأبعاده
الايمان بخرافات عاشها اناس جاهلون في فترات سابقة ولهم الاعذار لذلك
ولكن مانراه الان في مجتمعنا
الذي يدعي الحضارة والتحرر والفهم الراقي
يثير عدة تساؤلات لماذا ؟ وكيف يفعلون هكذا امور
الاجابة باختصار هي
الجهل بحذافيره
وضعف الايمان والوازع الديني ككل
نقطة الى السطر.
فالمظاهر خداعة
قد يكون عالما ودارسا وووو لكنه يمارس هذه الطقوس الجاهلية
فالمشكل هنا هو مشكل ذاتي متعلق بجهل مستوطن العقل والقلب


شكرا نور على الموضوع الطيب
تحياتي


 
توقيع السلطانة
attachment.php


+تقييم

 
توقيع السلطانة
السلآم عليكم ورحمة الله تعآلى وبركآته
موضوع قيم مشكورة أختي نور على الطرح
الوعدة قبل كل شئ هي ترآث وموروث ثقآفي لم نحسن إستغلآله
بل وتم تحريفه عن مفهومه الحقيقي ففي أيآمنآ هذه إقترنت بلقآءآت الأهآلي
وإجتمآعهم كمآ ذكرتي سآبقآ من أجل التبرك بفلآن وعلآن
لكنهآ في الحقيقة عآدة حميدة مآ لم تحد عن مسآرهآ الحقيقي
فالوعدة من قبل أو على الأقل كمآ هي في منطقتي تعد لقآء
لأهل القرية أو المنطقة ليجتمعوآ وكل من يأتي يحضر معه طعآم من بيته
أو زآد أو مآ إستطآع ويلتقون جميعآ عند الشخص الذي يقيم هذه الوعدة
من أجل تقديم يد المسآعدة له وتكون غآلبآ في أعمآل شآقة تحتآج للمعونة
فيهب كل أهآلي المنطقة لمسآعدة المحتآج دون شورط ولآ يكون فيهآ لآ بيع
ولآ شرآء ولآ دعآء ولآ تبرك فقط إلتقآء وتعآون كل حسب مقدرته
وأحيآنآ تتخللهآ عروض ترفيهية لفرسآن على الخيول ولوحآت فنية تختم بهآ الوعدة
هنآ كل شي عآدي ومآ كآن غير ذلك أنآ معكِ في إعتبآره بدعة بل وحتى زندقة من نوع آخر
فلآ مجيب للدعآء غير الله ولآ معين ومعيل غيره عز وجل
°°°
 
بارك الله فيكِ أختي الفاضلة على الطرح المميز
الوعدة أو الزردة بدعة ابتعدها أهل الزيغ والضلال من المبتدعة
ما عرفنا ولا سمعنا على مثل هذه الزردة في عصر النبِّي -صلى الله عليه وسلم- ولا في عصر صحابته ولا في القرون الثلاثة المفضلة
والبدعة كما هو معلوم لدى الجميع أنها ضلالة من جهة الحكم الشرعي ومن جهة مآلها فهي في النار كما بيَّن ذلك الصادق المصدوق عليه السلام
فالواجب علينا نحن أن ننشر الوعي بين الناس وأن نبيِّن لهم خطر هذه البدع والضلالات والتي للأسف مازلنا نراها منتشرة في مجتمعاتنا
فالبدعة أحب إلى إبليس من المعصية -كما قال بذلك أهل العلم-، لأن صاحب المعصية يعلم أنه يرتكب معصية ويرجو أن يتوب الله عليه، أما صاحب البدعة فإنه يظن أنه ببدعته يتقرب إلى الله فتوبته تكون أصعب من توبة العاصي.


لكنهآ في الحقيقة عآدة حميدة مآ لم تحد عن مسآرهآ الحقيقي
فالوعدة من قبل أو على الأقل كمآ هي في منطقتي تعد لقآء
لأهل القرية أو المنطقة ليجتمعوآ وكل من يأتي يحضر معه طعآم من بيته
أو زآد أو مآ إستطآع ويلتقون جميعآ عند الشخص الذي يقيم هذه الوعدة
من أجل تقديم يد المسآعدة له وتكون غآلبآ في أعمآل شآقة تحتآج للمعونة
فيهب كل أهآلي المنطقة لمسآعدة المحتآج دون شورط ولآ يكون فيهآ لآ بيع
ولآ شرآء ولآ دعآء ولآ تبرك فقط إلتقآء وتعآون كل حسب مقدرته
وأحيآنآ تتخللهآ عروض ترفيهية لفرسآن على الخيول ولوحآت فنية تختم بهآ الوعدة
هنآ كل شي عآدي ومآ كآن غير ذلك أنآ معكِ في إعتبآره بدعة بل وحتى زندقة من نوع آخر
فلآ مجيب للدعآء غير الله ولآ معين ومعيل غيره عز وجل
°°°

أختي اسمحيلي بالإقتباس على مشاركتكِ، فقد لفتني قولكِ: عادة حميدة، يجب أن نعلم جميعًا أن البدعة بدعة، ولا توجد بدعة حميدة وبدعة سيئة، البدعة ضلالة بنص الحديث، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( كل بدعة ضلالة)
أما ما ذكرتِ عمَّا يحدث في منطقتكِ فأظن والله أعلم أنها قريبة مما يُسمى بالتويزة إذا كان الغرض منها المساعدة بين الأهالي

أسأل الله أن يفقنا في ديننا وأن يجنبنا البدع وأهلها

 
بارك الله فيكِ أختي الفاضلة على الطرح المميز


الوعدة أو الزردة بدعة ابتعدها أهل الزيغ والضلال من المبتدعة
ما عرفنا ولا سمعنا على مثل هذه الزردة في عصر النبِّي -صلى الله عليه وسلم- ولا في عصر صحابته ولا في القرون الثلاثة المفضلة
والبدعة كما هو معلوم لدى الجميع أنها ضلالة من جهة الحكم الشرعي ومن جهة مآلها فهي في النار كما بيَّن ذلك الصادق المصدوق عليه السلام
فالواجب علينا نحن أن ننشر الوعي بين الناس وأن نبيِّن لهم خطر هذه البدع والضلالات والتي للأسف مازلنا نراها منتشرة في مجتمعاتنا
فالبدعة أحب إلى إبليس من المعصية -كما قال بذلك أهل العلم-، لأن صاحب المعصية يعلم أنه يرتكب معصية ويرجو أن يتوب الله عليه، أما صاحب البدعة فإنه يظن أنه ببدعته يتقرب إلى الله فتوبته تكون أصعب من توبة العاصي.




أختي اسمحيلي بالإقتباس على مشاركتكِ، فقد لفتني قولكِ: عادة حميدة، يجب أن نعلم جميعًا أن البدعة بدعة، ولا توجد بدعة حميدة وبدعة سيئة، البدعة ضلالة بنص الحديث، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كل بدعة ضلالة)
أما ما ذكرتِ عمَّا يحدث في منطقتكِ فأظن والله أعلم أنها قريبة مما يُسمى بالتويزة إذا كان الغرض منها المساعدة بين الأهالي

أسأل الله أن يفقنا في ديننا وأن يجنبنا البدع وأهلها

عذرآ أختآه لكنكِ لم تكملي ردي بل ولم تفهمي مآ قصدت حقآ
فأنآ لم أستخدم كلمة بدعة حسب معلومآتي قلت عآدة والعآدة إمآ حميدة وإمآ مذمومة
وإن تكرمتي وأكملتي القرآءة فلربما توآفقيني الرأي ولو نسبيآ
ملآحظة تويزة عندنآ هي نفسهآ الوعدة
 
آخر تعديل:
عذرآ أختآه لكنكِ لم تكملي ردي بل ولم تفهمي مآ قصدت حقآ
فأنآ لم أستخدم كلمة بدعة حسب معلومآتي قلت عآدة والعآدة إمآ حميدة وإمآ مذمومة
وإن تكرمتي وأكملتي القرآءة فلربما توآفقيني الرأي ولو نسبيآ
ملآحظة تويزة عندنآ هي نفسهآ الوعدة

بل قرأته وفهمتُه أختي
ربُما التبس عليكِ بعض ما قلته، أنا لما بيَّنتُ معنى البدعة أنها لا توجد بدعة حسنة وبدعة سيِّئة كنت بصدد التنبيه للجميع، لأنه هناك فهم خاطئ منتشر حول البدع حيث يُقسِّمونها إلى بدعة حسنة وبدعة سيِّئة.
ومن ردكِ فهمتُ معنى الوعدة التي تقصدين لهذا قلتُ لكِ ربما أنتِ تقصدين التويزة
لأنه يوجد فرق كبير بين التويزة وبين الوعدة أو الزردة التي يقوم بها أهل البدع من أصحاب الزوايا
ولمعرفة المزيد حول الزردة أنصح بقراءة هذا الموضوع:
https://www.4algeria.com/forum/t/308801



 
للاسف هذا هو حال البعض
الجهل الذي غرسه الاستعمار في مجتمعنا
نسأل الله الهداية
 
كي نشوفوا ناس كبار في السن الواحد يقدر يعذرهم لانوا فعلا هداك هو معتقدهم والشي الي كبروا عليه وفيهم الي عمرهم ماقراوا ولا كان لهم فرصة يتعلموا ويتثقفوا من هدي الناحية ولكن المؤسف والي حقيقة الواحد مايعرفش وش يقولهم هم الي صغار في السن والي من المفروض عندهم ادنى التعليم يعرف بلي هداك شرك وما لازم يقرب منو باي حال من الاحوال ومع هداك نصيبوه في الصف الاول
 
بل قرأته وفهمتُه أختي

ربُما التبس عليكِ بعض ما قلته، أنا لما بيَّنتُ معنى البدعة أنها لا توجد بدعة حسنة وبدعة سيِّئة كنت بصدد التنبيه للجميع، لأنه هناك فهم خاطئ منتشر حول البدع حيث يُقسِّمونها إلى بدعة حسنة وبدعة سيِّئة.
ومن ردكِ فهمتُ معنى الوعدة التي تقصدين لهذا قلتُ لكِ ربما أنتِ تقصدين التويزة
لأنه يوجد فرق كبير بين التويزة وبين الوعدة أو الزردة التي يقوم بها أهل البدع من أصحاب الزوايا
ولمعرفة المزيد حول الزردة أنصح بقراءة هذا الموضوع:
https://www.4algeria.com/forum/t/308801

الإختلآف في الرأي لآ يفسد في الود قضية أختي الكريمة
ولقد سبقتني لكلمة الإلتبآس لأنه أنت من إلتبس عليه الأمر عند قرآءة ردي
وأحيطك علمآ عزيزتي أني لآ أعتمد الإرتجآلية في ردودي
بل قبل أن أخط كلمة أرآجع نفسي وأضبط فهمي حتى أعطي الموضوع حقه
فلآ أتفوه بكلمة أجهل معنآهآ أو قد يسآء فهمهآ فأزر وآزرتها دون علم مني
لذلك شرحت بالتفصيل بل وأعطيت مثآلآ بسيطآ لأفرق بين مسميآت الأشيآء
وخصيت بالذكر منطقتي لذلك أرى أنه لآ حرج علي فيمآ قلت
أتمنى أن أكون قد كفيت ووفيت
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
موضوع مهم حجزت مقعدا ساعود للنقاش
 
توقيع آمِيْرَتُه
شكرا لك ..

موضوع الزردة او الوعدة .. اذا كان فيه الذبح لغير الله .. وغيرها من مظاهر الشرك.

فان المؤمن الموحد لا يحضر تلك الاجتماعات واللقاءات ..

ومطالب بعدم الاكل من تلك الاطعمة ..

واجتناب كل ما له علاقة بذلك ..

اما ان كان مثل ما قالت الاخت سالي ..

اجتماع على الخير والتعاون وخلى من المحرمات .. فهو امر مستحب ومندوب.

ولربما لي عودة ان شاء الله تعالى.

فهذه اطلالة خفيفة فقط..
 
سبق و ان قرات افتاء على هذا الموضوع اذا قيل اذا كان الذبح لتقرب الى الله تعالى فهو جائز واما اذا كان الذبح للأهل و الأقارب و كما تسمى الوعدة فهي مستحسنة و لكن المكروه و المحرم هو الذبح للجن و السلاطين و الملائكة و غيرهم
نحن بعيدين عن هذا الافتاء نتركه لأصحاب المكان المناسب
شكرا على طرح الفكرة
 
توقيع آمِيْرَتُه
لماذا لا نحي عهد "الزردة" و"الوعدة" ؟

بقلم: فضيلة الشيخ العلامة الفقيه أحمد حماني (رحمه الله)

رئيس المجلس الإسلامي الأعلى سابقا بالجزائر

فحوى السؤال :

كنّا نزور المشايخ بنّية خالصة ونتبرك بآثار الصالحين ونتمسّح بقبورهم
ونتوسّل بهم ونقيم الزردات والوعدات كلّما اشتدّت بنا المحن فنظفر بالمنن
وتفرج علينا، حتّى جاء البادسيّون وقطعوا علينا هذه الاحتفالات البهيجة
وغابت علينا وغضب علينا ديوان الصالحين. أفليس من الخير أن نعود
إلى الزردة والوعدة ونحيي ما اندثر، فإنّ ذلك عادات الآباء والأجداد،
زيادة على الرجاء في تبديل الأحوال، وانصراف الأهوال وإرضاء الرجال
وعسى أن تنفرج عنّا المحن وتكثر المنن. هذا ما يقوله بعض الناس ويودّ
أن تُسَبِّح الأمّة فتذهب الغمّة وما علينا في الزردة والوعدة وقضاء زمن كثير
في الأفراح والأيّام والليالي الملاح والقَصْبَة والبَنْدِير، والتهويل والشخير والنحير،
وما رأيكم دام فضلكم ؟



عبد الله الغفلان زمورة (ولاية غليزان)


الجواب :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتّبع هداه.
أوّلا :
سؤال محيّر لا ندري أصاحبه جادّ به أم هازل ؟
فإن كان جادّا أجبناه بعلمنا ولا عتب علينا وإن كان هازلا بنا
فإنّا نعوذ بالله أن نكون من الهازلين.


فقول السائل : "كنا نزور المشايخ بنية صالحة" الصواب كنّا
نزورهم بغفلة فاضحة، أعيننا مغفلة وعقولنا معطّلة. فالشيوخ
كانوا عاطلين عن كلّ ما يؤهّلهم للزيارة ! فلا علم ولا زهد ولا صلاح
ولكن نسب مرتاب في صحّته فكنّا – كما قيل – نعبدهم ونرزقهم.
والزيارة الشرعية تكون للشيخ إذا كان من ذوي العلم والفهم والصلاح
فيكتسب منه الزائر العلم والدين والصلاح ويأخذ منه المنقول والمعقول
ويرجع بفوائده جمّة، كما كان عالم المدينة بها وأبو حنيفة في العراق،
هذه الزيارة هي المأذون فيها وكانت تضرب إليه آباط الإبل، فأمّا إذا كان
الشيخ كالصنم فماذا يستفيد منه الزائر ؟ أعلما أم زهدا أم صلاحا أم نصيحة
وعقلا ؟ إنّ المشايخ كانوا خلوا من كلّ ذلك، وفاقد الشيء لا يعطيه.
والذين كان لا يمكن الاستفادة من علمهم لم يَرِدُوا في سؤالكم ولا يمكن
أن يخطروا ببالكم مثل ابن باديس والتبسي رحمهما الله، فقد كان يزورهم
الطلاب ويرجعون من عندهم بعلم وفير ونصائح جمّة أفادت الوطن والأمّة.


وإنّما حكمت بأنّك لا تريد هذا الصنف المقيّد من العلماء لأنّك ذكرت مع
زيارتهم، البركة والتمسّح بالقبور والزردة والوعدة ونسيت الهردة والوخدة
والفجور والخمور، فقد أنقذوا الأمة من هذه الشرور وخلّصوها من قبضة
مشايخ الطرق، فكان ذلك مقدمة لتحريرها ورفع رايتها، ولم يكن لغالب مشايخ
الطرق إلا قضية النسب الشريف وهو مظنون، وإن صحّ ففي الحديث :
"من بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه" (رواه مسلم)، وأمّ الشرفاء قال لها رسول الله
صلى الله عليه وسلم : "يا فاطمة لا أغني عنك من الله شيئا" (رواه البخاري ومسلم)
فإذا أردت أخذ البركة من المشايخ فاقصدهم للعلم والفضل والصلاح والزهد واقتد بهم
واعمل عملهم تنتفع وتحصل لك أنواع من البركة الحقيقية لا المتخيّلة.


ثانيا :
وأمّا قولك "نتمسّح بقبورهم" فإنّ مثل هذا التمسّح نوع من الشرك
ولا يكون إلاّ للحجر الأسود بالكعبة فقط مع التوحيد الخالص لله وقد قال له عمر
يخاطبه : "والله ما أنت إلا حجر لا تنفع ولا تضر ولو لا أنّي رأيت رسول الله
يقبلك ما قبلتك" (متفق عليه). فإن كنت مع الحجر الأسود كما قال عمر فلا بأس
أن تقبّله، أمّا غيره فلا يجوز لك التمسّح به فإنّ التمسّح به وتقبيله شرك يتنَزّه عنه
المؤمن الموحّد. إنّ المؤمن يعلم – كما علم عمر – أنّه حجر والله يقول في مثله
من الجماد الذي كان يفتن العباد : "إنْ تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا
مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشركِكُمْ وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ" [فاطر: 14].
فالبركة المستفادة من هذا التمسّح هي الرجوع إلى عهد الجاهلية والشرك بالله
.


هذا هو التمسّح بالقبور، فإنّها أجداث، فإن قصدت ساكني القبور فإنّ ذلك
منك أضلّ ألم تر أنّ صاحب القبر كان حيّا يرزق ثم جاءه الموت، والموت
كريه لا يحبّ زيارته أحد من الأحياء، فلم يستطع دفعه عن نفسه واستسلم
مكرها ولو استطاع أن يفتدي منه لبذل له الدنيا وما فيها.


فمن رجا الخير من ميّت أو دفع الضرّ المتوقّع فلا أضلّ منه، فادع في كلّ ما
يصيبك الحيّ الذي لا يموت فإنّه النافع الضّار وحده والله يوصي عباده فيقول :
"ومِنْ آيَاتِِهِ اللَّيْلُ والنَّهَارُ والشَّمسُ والقَمَرُ لاَ تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ
واسْجُدُوا لله الذي خَلَقهُنَّ إنْ كُنتُمْ إيَّاهُ تَعْبُدُون" [فصلت: 37]. ثالثا : فأمّا قولك
"كنّا نتوسّل بهم" فإنّ التوسّل الشائع بين الناس وهو الدعاء – الدعاء هو مخ العبادة –
شرك محض، فالتوحيد أن تدعو الله الذي خلقك – ولو عظمت ذنوبك – فإنه معك
يسمع دعاءك فإن كان لا بدّ من التوسّل فتوسّل بصالح أعمالك كما فعل الثلاثة
اصحاب الغار حينما نزلت عليهم الصخرة وسدّته عليهم، فاستجاب لهم من يعلم
شدّتهم. هذا هو التوسّل الصحيح وغيره قد يوقع صاحبه في الشرك، فلا تحم حوله.


رابعا :
وأمّا قولك "كنّا نقيم الزردات والوعدات كلما اشتدّت بنا المحن"
فإنّ هذه الزردات كانت من آثار غفلتنا منافية ليقظتنا وكان علماؤنا رحمهم الله
يسمونها (أعراس الشيطان)، لما يقع فيها من سفه وتبذير وعهر وخمر واختلاط
وفجور، وإنّما كان يشّد إليها الرحال من تونس حتّى المغرب الغافلون منّا المستهترون
بالدين والأخلاق ممن نامت ضمائرهم وكانت من أعظمها زردة (سيدي عابد)
بناحيتكم، يأتيها الفسّاق من تونس والمغرب وما بينهما، وسل الشيوخ عن الأحياء
ينبئونك، وكانت هذه الزردة كثيرة لأنّ لكلّ قوم لإلههم من أصحاب القبور من حدود
تبسة إلى مغنية، كانت القبور تعبد من دون الله ولكلّ قوم من يقدسونه. فـ(سيدي سعيد)
في تبسة،و(سيدي راشد) في قسنطينة و(سيدي الخير) بالسطيف و(سيدي بن حملاوي)
بالتلاغمة، و(سيدي الزين) بسكيكدة و(سيدي منصور) بولاية تيزي وزو
و(سيدي محمد الكبير) في البليدة، و(سيدي بن يوسف) بمليانة و(سيدي الهواري)
بوهران و(سيدي عابد) بغليزان و(سيدي بومدين) بتلمسان و(سيدي عبد الرحمن)
بالجزائر ويزاحمه (سيدي امحمد) وليعذرني الإخوة ممن لم أذكر آلهة بلدانهم وهم ألوف.


ففعل هؤلاء القوم مع هؤلاء المشايخ يشبه فعل الجاهلية مع هبل
واللات والعزّى وخصوصا إقامة الزردة حولها والذبح لها والتمسح بالقبور،
أفترانا نحيي آثار الشرك ونحن الموحدون ؟


لقد وقف العلماء وقفة صادقة ضدّ هذه المناكير في الزرد، لا فرق بين علماء
الإصلاح وغيرهم ممن كان يناصر جمعية العلماء ومن كان خارجها حتّى قضوا
على الزردة وساء ذلك الدوائر الاستعمارية فأرادت أن تحييها وتحافظ عليها،
وفي علمي أنّ آخر زردة قسنطينة، أقامها سياسي فشل في سياسته الإدماجية
فعادى العلماء واتّهمهم وأقام زردة بثيران المعمون وأخرافهم وأين مدينة قسنطينة
عرين أسد الإصلاح لكنّه دفن نفسه ولم تقم له قائمة.

فمن يريد أن يسير اليوم بإحياء الزردة والوعدة فبشره بخيبة تصيبه مثل
خيبة الأمس فأحذر يا صاحب السؤال.

خامسا :
ثم إنّ الطعام واللحم المقدّم في الزردة لا يحلّ أكله شرعا لأنّه مما نصّ القرآن
على حرمة أكله فإنه سبحانه وتعالى يقول : "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ والدَّمُ وَلَحْمُ
الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ" [المائدة: 3]. فاللحم من القسم الرابع أي مما أهل
لغير الله، أي ذبح لغير الله بل للمشايخ.


فزردة (سيدي عابد) أقيمت له وهكذا (سيدي أحمد بن عودة) و(سيدي بومدبن)الخ..
أقيمت له الزردة ليرضى وينفع ويدفع الضّر، وتقول إنّ هذه الذبائح قد ذكر اسم الله
عليها، فأقول : ولو ذكر اسم الله فإنَّ النّية الأولى وهي تقديمها إلى صاحب المقام،
يجعلها لغير الله.


برهان ذلك، فعل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه،
مع والد الفرزدق وسحيم، فإنّ سحيما علم أنّ غالبا نحر ليطعم الناس فنحر،
فسمح به غالب فنحر عشرات، فغالبه سحيم ونحر مثله وكثر المنحور حتىّ
عدّ بالمئات، يريدان به الفخر، فلما جاء الأمر إلى علي رضي الله عنه نهى الناس
على أكل لحمها واعتبرها مما أهلّ لغير الله، ولا شكّ أنّ ناحريها قد ذكروا عند
نحرها اسم الله، لكنّ الناحرين قصدا بذلك التباهي والافتخار، فكانت مما أهل
به لغير الله.


فلحم الزردة حرام، وطعامها حرام لأنّه صنع بذلك اللحم والحضور في الزردة حرام،
لأنه تكثير لأهل الباطل ولو كان الذي حضر إماما أو رئيس أئمة أو دكتور أو عالما
فإنّه عار أن نزرد بأموال الدولة ونحن غارقون في الديون، وقد شاهدنا في تلفزتنا
ما يحبّ الأوروبيون أن نكون عليه من اللعب بالثعابين. فكلّ من أحيا فينا الغفلة
التي كنّا فيها بالأمس ليس بناصح لنا بل غاشّ ولن يفلح في مقاصد وسيكون كما
قال الله في مثله ممن جعلوا المال للكيد بالمسلمين : "فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً
ثُمَّ يُغْلَبُونَ" [الأنفال: 36].


وهذا وعد من الله صادق ولن يخلف وعده.


سادسا :
وأمّا قولك "حتى جاء البادسيّون" فالحق أنّ ابن باديس وأصحابه
إنّما دقّوا الجرس فاستيقظ الشعب ورأى الخطر المحدق به فانفضّ عنهم ولم يأت
ابن باديس بدين جديد ولا بطريق جديد وإنما تلا كتاب الله وحدّث بكلام رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وسار بسيرة السلف الصالح رضي الله عنه أجمعين وكفى
ابن باديس أن أيقظ المسلمين.


سابعا :
إذا أردنا أن تزول المحن عنّا فلنجتنبها ونخالف طريقها : نعبد الله وحده ونطيع الله ورسوله ونوحّد الكلمة فيما بيننا ونعتصم بحبل الله المتين ونجتنب الخلاف والنزاع
ونؤمن بالله ونستقيم ونعمل الصالحات فلا بدّ من العمل المتواصل لأنّ الله يأمر به
"وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ والْمُؤْمِنُونَ" [التوبة: 105]، هذه وسائل النجاح
وليست إقامة الوعدات والزردات ودعاء غير الله فهذا عمل الخاسرين. فإن طلبنا النجاح
وزال المحن بغير هذه الطريقة فنحن في ضلال وخسران كما أقسم على ذلك ربّ الناس.


"وَالعَصْرِ إنْ الإنْسَانَ لضفِي خُسْرٍ إلاَّ الذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وتَوَاصَوْا بِالحَقِّ
وتَواصَوْا بِالصَّبْرِ"


هذا جواب سؤالك، يا أخا زمورة وستعود إلى الموضوع والسلام عليكم
وعلى كل من اتّبع الهدى.


أحمد حماني (رحمه الله)

(من جريدة الشعب اليومية : الاثنين 18/11/1991 رقم 9 – رياض الإسلام)
 
السلام عليكم
لكاتب الموضوع
أعتقد انك مخطئ في نقل المفاهيم فربما هم مخطئون في شرح ماتعنيه ما ذركت ... أي ما ذكرت في شرح تلك الكلمة هو حقا و اوافقك انه غير جيد تماما لكن ما يكون من خلال االكلمة التي شرحتها غير الذي شرحته ..
و لهذا أطرح تساؤلات عدة عليك ..
هل انت فعلا من الجزائر ؟ و هل تعرف المناطق كلها ؟
هل فعلا حضرت او سمعت بهذه الامور ؟
هل شكلت الموضوع بناءا على ماوضع في الشبكة العنكبوتية اي بحث هنا فقط من الكمبيوتر ؟

للعلم أني أوافقك الرأي لما ذكرته في الشرح انه حرام لأن ذلك يتوافق مع الشرح و هو صحيح مئة بالمئة ... لكن في الجزائر لا تذبح المواشي لغير الله في الوعدة كيما قلت بل هي صدقة لله و غالبيتها تقام بحضور مرات كثيرة أئمة مساجد .. ربما يدهشك ذلك لكن هذا الواقع و هي عادة فعلا كانت قديما تقام عن جهل لكن بنية خالصة من اهلينا الذين كانو لا يعلمون بأمور الدين لأن المستعمر ثاني قوة في العالم ضرب ركائز الدين و هو من جعل اهلينا في ظلمات لكن الله كان يعلم و إنما الأعمال بالنيات ... أخي أهلينا في زمن قد مضى بجهلهم الذي وصفتهم قد حررو هدا الوطن من ظلمات ألم ينصر الله هؤلاء الجاهلين كما وصفت ؟ الآن نحن نعيش في حرية هم من صنعوها بالحفاء و العري و دعائهم الصافي الطاهر و للعلم أنهم كانو يعملون ما ينطقون به و ليس مثلنا نقول امرا و نعمل امر
ليس انتقادا لك هذا الكلام مع كامل التقدير لكن يجب شرح الامور كما هي و في زمانها كما هي و لا ندعي العلم نحن و الجهل للآخرين في زمن قد مضى عليه سنين ...
الحديث يطول و تمنيت ان تترك ردود المنتقد فهذا نقاش و ليس إساءة عندما نكون عكس افكاركم
تقديري
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

على حد علمي أن كلمة وعدة وكما عرفتها منذ صغري هي وليمة تذبح فيها الخرفان ويعمل منها الكسكسي ويدعى لها الناس من كل الطبقات للأكل وهي تسمى كما نقول بالمعروف أو الصدقة لله

والوعدة من الوعد لله سبحانه وتعالى بأن يعمل شخص مآ صدقة لو نوله الله مراده..
وهناك من يقومون بذلك الامر كل سنة بدون دواعي كما الزاوية التجانية في عين ماضي في الاغواط كل سنة يذبحون المواشي ويقيمون الأكلات ويدعى لها كل الناس من كل مكان وغالبا ما تكون في أماكن خاصة يدخل أيا كان ويأكل الفقير والغني وكل الطبقات
ونيتها صدقة لله ومعروف
هذاما أعرفه عن الوعدة أو النفقة وكما هو مشاع

لكن ما حكيتي عنه أو مرة أسمع به ..؟
أن يقوم دجال بالتحايل على الناس والناس تصدقه .. ؟
فــ ربي يهديهم

 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom