في رثاء القدس

صرخة وجع

:: عضو مُشارك ::
في رثاء القدس
ثمة متسع بحجم مدينة الله
وحجم بلادنا الطاعنة في حزنها العالي
وثمة مساحة للبكاء ,
على القدس التي أخلاها من متر دم الوجع
وقد أطفأ قناديلها الوضاءة ليل العدو .
وخذلان ذوي القربى
وطعنات المتباكين
على تمزيقها بشفار الموت الأثيم .
طالما رفعت المدينة أيدي الدعاء
بعد انخساف الفعل و التمكين
من الأمة منذ مائة عام و القدس ,
طفلة السماء .
تذرف أزهار الدم وينابيع الدمع
على عتباتها ....فابيضت عيون المدينة
من الدمع الجارح ..
ولا قميص ولا شهم يسندها
على جدار الحرية و الحق
والعيش الكريم ...
ولا صريخ سوى أنين الأسواق ..
وغرغرة الصغار و عويل البيوت المنسوفة
وباحات المسجد الأقصى النادهة
لأحرار الأمة و العالم لكف يد المحتل
عن سخونة دمها الذي رنخ الحجارة العتيقة
وذاكرة المكان و المعراج المقدس .
وهاهي القدس صنو بغداد الشقيقة المنهوبة ..
في عناق الألم و الانفتاح على الأمل
و الإرادة و الصمود نحو التحرير الناجز .
وقوس الغار الذي سيكلل رأس الحرتين الصابرتين
المنازلتين بشموخ النخل وأوار التحدي
اللاهب بعد عام من الحزن الناهب
و الحصار الملغوم .. ترفع المدينة مقولتها
.....لقد خذلت ...هذا الخذلان الذي طفح موتا وتشريدا
وجدارا أفعواني وإلغاء لهويات أهلنا
و العصف على أشده
و على الرغم من سوء المنقلب
إلا أن كوة الألم في اتساع
لان المدينة تعول على صبرها النبوي
وقدرتها على المنازلة و التحدي ...
قلبها الجمرة ينازل مخارزهم الغليظة
وطوطمهم المختال .
ومازال أهلنا في القدس يؤكدون التصاقهم
بأهداب المدينة ويحرسون نومها الملائكي
من حراب الغزاة وأنيابهم الغولية الحمراء .
تسند القدس رأسها إلى صغره العروج
مستجمعة طاقة الخير و السمو و العلو .
لتبقى على خيط الكرامة
و خط المواجه وخط التحرير ...
وهاهي القدس تقول للقريب و للبعيد:
أين أنتم يا أبناء فلسطين الطاهرة .
 
ركزي أكثر موضوع جميل
 
فيما اركز لم افهم.على كل فانا اشكرك اخي.
 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom