المدن الأولى - توتول "تل البيعة"

تقع مدينة "توتول" عند ملتقى نهر الفرات برافده نهر البليخ وتسمى اليوم تل البيعة، ورد ذكر مدينة "توتول" في أخبار "صارغون" الذي استمد سلطته من إله "توتول" "داغان" الذي منحه البلاد العليا سورية والأناضول12
من "توتول" انطلقت فتوحات "صارغون"، ذلك لما تتمتع به هذه المدينة من ميزات تعبوية، فهي غنية بالغذاء لزراعتها المتطورة. ولقد ذكر أن أفراد جيش "صارغون" المؤلف من /4800 شخص/ كانوا يأكلون يومياً بحضرته. وبفضل الإله "دجن" حامي "صارغون". تحققت له سطوة لا منافس لها في كل البلاد.
وفي إحدى كتابات رقم ماري إشارة إلى اسم ملك "توتول" ياخلو كوليم. ولم تكن "توتول" مستقرة كي تستطيع صد أطماع مملكة "يمحاض" حلب ومملكة ماري والسيطرة عليهما.
وعندما حاول ملك "توتول" التحالف مع شيخ البدو لاعوم ومعه العشائر يدعمهم ملك "يمحاض" قام ملك ماري بمقاومة هذا التحالف في مدينة "حماتوم" تل الحمام وهدم أسوار "توتول"، وأصبح يلقب باسم ملك ماري و"بلاد هانار".
وفي فترة حكم "زيميري ليم" ملك ماري، استمر سلطان ماري على "توتول" وكان حاكمها "لاناسوم"، وفي عصره ثار سكان "توتول" بقيادة "باشوب دجن" ضد الحاكم المعين من ملك ماري، وكان ملك "زلبا" حمام التركمان قد ساعد في هذه الثورة، ولكن ملك ماري دعم الحاكم وأخمد هذه الثورة بعد أن أرضى السكان بتغيير الحاكم، وأصبح "عبدوما دجن" حاكماً، ولعله قام بإصلاحات حسنت من المدينة وأعاد إليها ازدهارها، مما دفعه في إحدى الرسائل، أن يغري ملك ماري "زيميري ليم" بالإقامة فيها، واقتنع الملك، ولكنه اكتفى ببناء حصن سكنت فيه حاشية مختارة من مدينة "رابيكوم" القريبة من "توتول".
ولقد اجتاح "حمورابي" ملك "بابل"، "توتول" مع ماري و"إيمار" ومع أنها عادت إلى الظهور حتى 1300ق.م فإن أخبارها لم تعرف حتى الآن.
لقد بينت التنقيبات الأثرية الأخيرة(12)، إن مدينة "توتول" كانت مسورة ولقد تم بناء سور جديد بعد أن توسعت المدينة في عصر "يخدون ليم"، وأصبح السور الجديد خلف الأسوار القديمة مشيداً باللبن بسماكة لا تتجاوز الأربعة أمتار.
وفي المدينة ثمة قصر ضلعه 42م، وكانت جدرانه منيعة والغرفة الرئيسية بمساحة 24.10م تتصل من الجنوب بحجرة طينية لعلها كانت هيكلاً للعبادة. أما المعبد فكان مستقلاً عن المباني الأخرى في الجهة الغربية وكانت له ردهة وممرات. وكانت المباني من اللبن خالية من النوافذ للأمن، ولكنها مفتوحة على الفناء الداخلي، وكانت أزقة المدينة ضيقة، واستمر دفن الموتى تحت أرضية المنازل.
وتم العثور على معبد آخر قديم يشبه بطرازه المعابد السورية في "إيبلا" و"إيمار" و"تل الخويرة".
ولأن "توتول" تقع عند التقاء مياه نهرين، كانت وسائل الانتقال الأساسية هي السفن، وكانت أنواع هذه السفن مختلفة، وتركت لنا الكتابات الأكادية ذكر أسمائها المختلفة باختلاف مظهرها وطرق استعمالها، وما إذا كانت تصعد عكس مجرى النهر أو مع المجرى هابطة مع التيار، وما إذا كانت تُستعمل للعبور أو للترفيه أو للإنقاذ، وهكذا كانت "توتول" تشتهر بصناعة السفن، التي تنقل البضائع بين الممالك والمدن. وكذلك كانت السيطرة على الطريق المائي من الأمور التي تثير النزاعات والحروب. وكثيراً ما حاول ملوك ماري وإيبلا السيطرة على المدن والمرافئ النهرية لتأمين سلامة الطريق المائي.
وهكذا فلقد كانت منطقة الفرات مشغولة بالحركات العسكرية، مما أوجب نشوء ثغور وحصون عسكرية مستقرة كانت موئلاً للتجار الباحثين عن الأمن لتنشيط تجارتهم، وهكذا تتحول هذه الثغور والحصون أو المحطات العسكرية إلى مدن عامرة ومثالها "دورا أوروبوس" و"حلبيا" و"زلبيا".
هكذا كان للفرات دور في نقل الجيوش على السفن، كما فعل "سنحريب" الذي ذكر "أرسلت جنود جيوشي الشجعان إلى المعركة عن طريق السفن بينما سرت أنا قريبا منهم برا".

 
بارك لله فيك على هده المواضيع
دمت متالق ومتميز

 
يعطيك العافية فايرمان ع المعلومات القيمة

وحابة ضيف شغلة قرأتا من فترة وهيي

توتول تعد من المدن المهمة جدا حيث بدأت التنقيبات فيها بالسبعينات من قبل بعثة ألمانية بإدارة Eva Shtromenger واستمرت حتى عام 1995
و كشفت هي البعثة عن المئات من الرقم المسمارية باللغة الأكادية ( اللهجة البابلية القديمة ) اللي بتعود ل فترة مملكة ماري ، وهيي عبارة عن نصوص إدارية واقتصادية وقوائم أسماء وإيصالات سجلات تجارية ورسائل نشرها الباحث الألماني Krebernik في أعداد مجلة الجمعية الشرقية وبعدا نشرها بشكل كامل في مجلد ضخم عام 2002


تحياتي
 
يعطيك العافية فايرمان ع المعلومات القيمة

وحابة ضيف شغلة قرأتا من فترة وهيي

توتول تعد من المدن المهمة جدا حيث بدأت التنقيبات فيها بالسبعينات من قبل بعثة ألمانية بإدارة eva shtromenger واستمرت حتى عام 1995
و كشفت هي البعثة عن المئات من الرقم المسمارية باللغة الأكادية ( اللهجة البابلية القديمة ) اللي بتعود ل فترة مملكة ماري ، وهيي عبارة عن نصوص إدارية واقتصادية وقوائم أسماء وإيصالات سجلات تجارية ورسائل نشرها الباحث الألماني krebernik في أعداد مجلة الجمعية الشرقية وبعدا نشرها بشكل كامل في مجلد ضخم عام 2002


تحياتي


معلومات جيدة ومغنية للموضوع
الشكر كل الشكر لك عطر الياسمين
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top