العرب والأعراب والحروب السورية

إذا كان سكان المنطقة الشمالية قد توطنوا واندمجوا في حضارة ذلك العصر، فإن الأعراب في البادية كان أكثرهم على بداوتهم في الجنوب. وفي أخبار "شاروكين" أو "صرغون الثاني الآشوري"، ذكر لاسم قبائل "شمو" و"عبابيدي" و"مرسيمانو" و"الخيافة"، وهم العرب البعيدون القاطنون في البادية، لا يعرفون حاكماً أو نظاماً ولم يؤدوا الجزية إلى أي ملك.علماً أن القبائل العربية في البادية كانت على اتصال بالممالك المتحضرة، ويذكر إن قبيلة عربية برئاسة الشيخ جندبو العربي كانت قد تعاونت مع ملك دمشق في موقعة "قرقر" عندما هاجم دمشق "شلمناصر الثالث" ملك آشور.
وتذكر العالمة الأثرية "شترومنغر" أن العرب لم يكونوا مجرد رعاة غنم وإبل، بل كانوا تجاراً أوصلتهم تجارتهم بقوافلهم إلى مناطق مستقرة وقد شاركوا في المعارك، إذ كانت بادية الشام مسرحاً لصراعات كبيرة بين الرافديين والآراميين والكنعانيين.
ونستطيع القول انه لا مبرر لربط الشعوب التي تكلمت لغة واحدة ذات لهجات مختلفة على أنها شعوب سامية بل هي من الشعوب العربية، لكن كلمة عرب مرتبطة بأذهان المستشرقين بمفهوم البدو الأعراب، مع أنها كلمة قديمة تعني شعوب هذه المنطقة الذين كانوا أعراباً في البادية وعرباً في الحضر. إن مبرر استعمال صفة العرب هو اللغة، فلقد تأكد علماء اللغة أن اللغة العربية الحالية قديمة جداً وترجع إلى بداية التاريخ، ولكنها كانت على شكل لهجات، الأكادية والإيبلائية والآرامية والكنعانية ثم النبطية فالعربية. ونظرة متفحصة للمعجم المقارن بين هذه اللهجات، تتوضح الأواصر اللغوية وأساس اللغة العربية. بل أساس الأمة العربية وقصة التاريخ العربي منذ بداية التاريخ.
 
مشكورة ع مروروك الكريم
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top