هل مات عمر؟؟؟

شذى الإيمان

:: عضو مثابر ::
إخوتي أخواتي
أرجو قراءة هذه القصة على أبنائكم وبناتكم ، ستجدون فيها عبر كبيرة وكثيرة
وأرجو أيضا نشرها في المواقع والمنتديات
ولكم مني جزيل الشكر والعرفان

هل مات عمر بن الخطاب؟؟


كان شيء من خوف ممتزج بوجوم يكسو وجه زوجتي عندما فتحت لي الباب ظهر اليوم.

سألتها: ماذا هناك؟

قالت بصوت مضطرب: الولد


أسرعت إلى غرفة أطفالي الثلاثة منزعجاً فوجدته فوق السرير منزوياً في انكسار
وفي عينيه بقايا دموع.

احتضنته وكررت سؤالي.

ماذا حدث؟

لم تجبني .. وضعتُ يدي على جبهته .. لم يك هناك ما يوحي بأنه مريض .

سألتها ثانية:

ماذا حدث؟!

أصرت على الصمت.. فأدركت أنها لا تريد أن تتحدث أمام الطفل الصغير..
فأومأت إليها أن تذهب لغرفتنا وتبعتها إلى هناك بعد أن ربت فوق ظهر صغيري .

عندما بدأت تروي لي ما حدث منه وما حدث له أيضاً هذا الصباح بدأت أدرك .

فالقصة لها بداية لا تعرفها زوجتي.. هي شاهدت فقط نصفها الثاني..
رحت أروي لها شطر القصة الأول كي تفهم ما حدث ويحدث.


القصة باختصار أني أعشق النوم بين أطفالي الثلاثة أسماء وعائشة وهذا الصبي الصغير .

وكثيراً ما كنت أهرب من غرفة نومي لأحشر نفسي بقامتي الطويلة في سريرهم الصغير..
كانوا يسعدون بذلك وكنت في الحقيقة أكثر سعادة منهم بذاك .

بالطبع كان لابد من حكايات أسلي بها صغاري ..
كانت أسماء بنت الثمانية أعوام تطالبني دائماً بأن أحكي لها قصة سيدنا يوسف .

وأما فاطمة فكانت تحب سماع قصة موسى وفرعون أو الرجل الطيب والرجل الشرير كما كانت تسميهما هي.

وأما صغيري فكان يستمع دون اعتراض لأي حكاية أحكيها سواء عن سيدنا يوسف أو عن سيدنا موسي .

ذات ليلة سألت سؤالي المعتاد سيدنا يوسف أم سيدنا موسي..
صاحت كل واحدة منها تطالب بالحكاية التي تحبها ..
فوجئت به هو يصيح مقاطعاً الجميع:

عمر بن الخطاب

تعجبت من هذا الطلب الغريب.. فأنا لم أقص عليه من قبل أي قصة لسيدنا عمر..
بل ربما لم أذكر أمامه قط اسم عمر بن الخطاب.. فكيف عرف به.. وكيف يطالب بقصته .


لم أشأ أن أغضبه فحكيت له حكاية عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه..
ارتجلت له هذه الحكاية بسرعة.

حدثته عن خروجه بالليل يتحسس أحوال رعيته وسماعه بكاء الصِبية الذين كانت أمهم تضع
على النار قدراً به ماء وحصى وتوهمهم أن به طعاماً سينضج بعد قليل ليسدوا به جوعهم.

حدثته كيف بكي عمر وخرج مسرعاً..
ثم عاد وقد حمل جوال دقيق على ظهره وصنع بنفسه طعاماً للصبية ..
فما تركهم حتى شبعوا وناموا .

نام صغيري ليلتها سعيداً بهذه الحكاية..
في الليلة التالية فوجئت بصغيري يعلن أنه سيحكي لنا قصة عمر بن الخطاب

قلت له مستهزئاً: أتعرف

أجاب في تحد : نعم

لا أستطيع أن أصف دهشتي وأنا أسمعه يحكيها كما لو كان جهاز تسجيل يعيد ما قلته.

في ليلة أخرى أحب أن يسمع حكايات ثانية لعمر بن الخطاب..

حكيت له حكاية ابن القبطي الذي ضربه ابن عمرو بن العاص..
وكيف أن عمر بن الخطاب وضع السوط في يد ابن القبطي وجعله يضرب ابن العاص .

في الليلة التالية أعاد على مسامعي حكايتي .. كان قد حفظها هي الأخرى.

وهكذا أمضينا قرابة شهر.. في ليلة أحكي له قصة عن عدل عمر..
أو عن تقواه.. أو عن قوته في الحق.. فيعيدها على مسامعي في الليلة التالية..

في إحدى الليالي فاجأني بسؤال غريب

هل مات عمر بن الخطاب؟

كدت أن أقول له – نعم مات !! ..

لكني صمت في اللحظة الأخيرة فقد أدركت أنه صار متعلقاً بشخص عمر بن الخطاب..

وأنه ربما يصدم صدمة شديدة لو علم أنه قد مات.. تهربت من الإجابة.

في الليلة التالية سألني ذات السؤال تهربت أيضاً من الإجابة.

بعدها بدأت أتهرب من النوم مع أطفالي كي لا يحاصرني صغيري بهذا السؤال..

صباح اليوم خرج مع والدته..

في الطريق لقي امرأة وعلى كتفها صبي يبكي كانت تسأل الناس شيئاً تطعم به صغيرها،

فوجئ الجميع بصغيري يصيح بها

لا تحزني سيأتي عمر بن الخطاب بطعام لك ولصغيرك

جذبته أمه بعد أن دست في يد المرأة بعض النقود.

بعد خطوات قليلة وجد شاباً مفتول العضلات يعتدي على رجل ضعيف بالضرب بطريقة وحشيه ..

صاح صغيري في الناس كي يحضروا عمر بن الخطاب ليمنع هذا الظلم.

فوجئت أمه بكل من في الطريق يلتفت نحوها ونحو صغيري ..

قررت أن تعود إلى المنزل بسرعة..

لكن قبل أن تصل إلى المنزل اعترض طريقها شحاذ رث الهيئة وطلب منها مساعدة .

دست في يده هو الآخر بعض النقود وأسرعت نحو باب المنزل لكنها لم تكد تصعد درجتين من السلم

حتى استوقفها زوجة البواب لتخبرها أن زوجها مريض في المستشفي وأنها تريد مساعدة.

هنا صاح صغيري بها

هل مات عمر بن الخطاب؟!

عندما دخلت الشقة كان صوت التلفاز عالياً كان مذيع النشرة يحكي ما فعله اليهود بالقدس ومحاصرتهم للمسجد الأقصى.

أسرع صغيري نحو التلفاز وراح يحملق في صورة الجنود المدججين بالسلاح

وهم يضربون المصلين بقسوة بالهراوات والرصاص المطاطي التفت نحو أمه وهو يقول:

مات إذن عمر بن الخطاب !!

راح يبكي ويكرر

مات عمر بن الخطاب

دفع صغيري باب الغرفة صمتت أمه ولم تكمل الحكاية.. لم أكن محتاجاً لأن تكملها فقد انتهت.

توجه صغيري نحوي بخطوات بطيئة وفي عينية نظرة عتاب

مات عمر بن الخطاب؟

رفعته بيدي حتى إذا صار وجهه قبالة وجهي رسمت على شفتي ابتسامه وقلت له

أمك حامل .. ستلد بعد شهرين .. ستلد عمر ..

صاح في فرح : عمر بن الخطاب

قلت له: نعم.. نعم ستلد عمر

ضحك بصوت عالٍ وألقي نفسه في حضني وهو يكرر

عمر بن الخطاب .. عمر بن الخطاب

حبست دموعي وأنا أترحم على عمر بن الخطاب.
 
raw3aaaaaaaa
intika2 jamil jidan li mawdo3 motamayiz
chokrane okhti fi ellah*
salami
:regards01:
 
توقيع زهور الشوق
اليوم مع الاسف صرنا مسلمين بلا اسلام واتمنى ان تكون هذه الفئة قليلة
استمعت لدبلوماسي ايطالي اسلم حديثا يقول صرت ادعي المسلمين في ايطاليا الى الاسلام ياليت نرجع للعصور الاولى في جميع امورنا الحياتية
 
رضي الله عن الفاروق وعن الصحابة الكرام أجمعين وأرضاهم​
 
ليت كل الابااء ,, يروون لاطفالهم قصصا عن اعلاام الاسلاام
فيحبووهم بشغف ,, كابطاال لهم في الخياال ,, بدل من ابطالهم الحاليين
من سوبرماان وسبيدرماان ,,
القصة حقا ,, رآآئعه ,, ممتعه , مفيدة
فيهآآ كل آلخصآآل آلتي تجعلهآآ تنشر في الخير
بآآرك آلله فيك على طرحك آلرآآئع =)
 
ان الفتنة كانت نائمة وسوف تستيقظ بعد وفاة رجل من أمتي هو عمر بن الخطاب
قصة رائعة جدا
بارك الله فيك على الانتقاء الموفق
 
روعة هذا هو عمر وهذا ما خلف لنا عمر
حبه القوي بعد حب الله و الرسول الله صلى الله عليه وسلم
بكل فخر اقولها هو الشخصية الثانية التي اثرت في حياتي بعد شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم
تحياتي لصاحبة الموضوع​
 
بارك الله فيك ...
 
بذرة خير في قلب صبي نمت وترعرعت ثم اغتالها تاريخ كان حافل بأمجاد الماضي وصحابة النبي (صلى الله عليه وسلم) وبقين نحنت مسجونين بين ماض منير وحاضر بشرّ مسطير فأين أنت يا عمر لتر دمعة صبي أحبك من أفعالك واهتدى بأقوالك |؟ بورك فيكي اختي الكريمة على هذا الطرح المميز ونفعنا الله بحكمة سردك للقصة
 
توقيع بقايا إنسان
كان من الافضل أن تجعل مثله اأعلى عمر ويقلده
فهكذا سيظن أن أخاه وحده امسؤول عن الناس
والوحيد الذي يتحلى بهذه الصفات
اجعله يعتقد أن كل الناس في استطاعتهم ان يكونو كعمر
وأأأأأأأخيرا أقول
كم أنت أب رائع
 
اليوم مع الاسف صرنا مسلمين بلا اسلام واتمنى ان تكون هذه الفئة قليلة
استمعت لدبلوماسي ايطالي اسلم حديثا يقول صرت ادعي المسلمين في ايطاليا الى الاسلام ياليت نرجع للعصور الاولى في جميع امورنا الحياتية
بارك الله فيك أخي الكريم على مشاركتك الطيبة
نسأل الله أن يصلح أحوالنا وأحوال جميع المسلمين
 
ليت كل الابااء ,, يروون لاطفالهم قصصا عن اعلاام الاسلاام
فيحبووهم بشغف ,, كابطاال لهم في الخياال ,, بدل من ابطالهم الحاليين
من سوبرماان وسبيدرماان ,,
القصة حقا ,, رآآئعه ,, ممتعه , مفيدة
فيهآآ كل آلخصآآل آلتي تجعلهآآ تنشر في الخير
بآآرك آلله فيك على طرحك آلرآآئع =)
وفيك بارك الله أختي
صدقت فياليت الآباء يحرصون على غرس الخصال الحميدة للصحابة رضوان الله عليهم في أبنائهم
من صدق الحديث والوفاء بالعهد وأداء الأمانات وإتقان العمل وغيرها
سعدت لمرورك أختي
دمت الأفضل

 
ان الفتنة كانت نائمة وسوف تستيقظ بعد وفاة رجل من أمتي هو عمر بن الخطاب
قصة رائعة جدا
بارك الله فيك على الانتقاء الموفق
صدقت أختي
نرجو أن يكرم الله أمتنا بأمثال عمر رضي الله عنه وأرضاه
سررت بتواجدك العطر
ودي وسلامي
 

أمك حامل .. ستلد بعد شهرين .. ستلد عمر ..
صاح في فرح : عمر بن الخطاب
قلت له: نعم.. نعم ستلد عمر

ضحك بصوت عالٍ وألقي نفسه في حضني وهو يكرر

عمر بن الخطاب .. عمر بن الخطاب

حبست دموعي وأنا أترحم على عمر بن الخطاب.
جميعنا يتمنى أن يولد بطل يحمل ولو خصلة من خصال عمر رضي الله عنه
لكن هل فكرنا ما إذا كنا نعمل ما في وسعنا لتنشئة الأم التي ستحمل هذا البطل؟؟؟

وكما يقول الشاعر:

الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق

بوركت على الموضوع الرائع أخيتي
ولا أخفيك سرا فكلما قرأته لم أستطع أن أحبس دمعتي

رضي الله عن الفاروق وأرضاه
 
روعة هذا هو عمر وهذا ما خلف لنا عمر
حبه القوي بعد حب الله و الرسول الله صلى الله عليه وسلم
بكل فخر اقولها هو الشخصية الثانية التي اثرت في حياتي بعد شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم
تحياتي لصاحبة الموضوع​
ما شاء الله عليك أختي سمو الذات نعم القدوة قدوتك
أسعدني مرورك الرائع
دمت بعافية
 
السلام عليكم
قصة اكثر من روعة و فعلا شخصية عمر القوية دائما ما تفرض نفسها على مستوى الشخصيات الاسلامية
اشكرك جزيل الشكر​
 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom