اننا أمة لا تقرأ ولا تعتبر ولا نقدر علمائنا وحكمائنا .
العرب لما حكمو تعاليم الاسلام النقي والطاهر وكانت الغاية الدين والحضارة والانسان اشتهرو بالملك والسياسة وكانو قدوة في عصور الظلام .
لكن لما حكمو المصلحة الذاتية والعشائرية وحرفو الدين ليتطابق مع معاييرهم وكانت الغاية التملك والاستحواذ والخلود في النعم والعز اضحو اضحوكة والعوبة الاخرين في عصور الانحطاط والانهيار .
والاسلام بعد تمكنه في الارض هذب الملك والسياسة وحدد الغايات والسبل .
لكن مافتئ هذا التهذيب ان يزول ويعود العرب الى عاداتهم وغاياتهم الضيقة والجاهلية ولعلى هذا ما درسه العلامة في تاريخهم واستخلص هذه القاعدة وقد عايش زمن حضارتهم وزمن انهيارها والله اعلم .
- الفتن التي تختفي وراء قناع االدين تجارة رائجة جدا في عصور التراجع الفكري للمجتمعات -
أكيد وخير دليل ما نعيشه في هذا الزمان حيث الدين اضحى سلعة يتاجر بها وماركات توزع وفق الاهواء والمصالح وفزاعة صممها البعض وشوهوها ليبعدو عنهم الخصوم ويتوعدون بها ويصلو بها الى اعلى مراتب الحياة ثم يطمعو ان يكونو من اهل الجنان هم فقط لا غير .
الفتنة اذا اقترنت بالدين كانت مصيبتها عميقة وعواقبها وخيمة وافسدت على الناس دنياهم واخرتهم . وقد تكون الفتنة في الدين اما بجهل او بعلم سببا في النفور منه والهجوم عليه والانتقام منه من اعدائه وفرصة لا تعوض للمتربصين به .
والمحزن الان ان المفتنين اكثر من المصلحين واصبحو هم البارزون بحجج واهية واحكام جائرة وفهم مشكوك وسطحي . واما المصلح فسرعانما يلقى في دائرة الاتهام وتشتعل الحرب عليه وهكذا تعم الفتنة وتتراجع الحكمة .
والله المستعان .