عذرا رسول الله نحن من ظلمناك وليسوا هم من ظلموك

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
397340_372544786156296_1073089608_n.jpg

 
ومشهدٌ آخر في بيت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -:
ينشب خلافٌ بينها وبين المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لم تنقل لنا كتب السيرة ومدوَّنات السنَّة سبب الخلاف، ولكن نقلت لنا أن عائشة - رضي الله عنها - قد علا صوتُها صوتَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وراجعته في بعض الأمور، ووافقت هذه اللحظات مرور الصدِّيق - رضي الله عنه - بباب ابنته عائشة، فأدرك سمعه صوت ابنته عاليًا على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فاستأذن الصدِّيق، ودخل بيت عائشة وقد امتلأ غيظًا، وهو يقول: "يا ابنة أمّ رومان.. "؛ لم ينسبها لنفسه من شدَّة حنقه عليها. قال: "لا أراكِ ترفعين صوتكِ على رسول الله.. ".

وإذا بعائشة التي كانت تراجع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - تلوذ بالذي كانت تراجعه، وتحتمي خلف ظهره، ورسولنا - صلى الله عيه وسلم - يمنع أبا بكرٍ من ابنته، ويهدئ غضبه، ويسكن نفسه، حتى خرج أبو بكر - رضي الله عنه - من عندهم مغضبًا، فالتفت أكرم الخَلْق، ومَنْ أَسَرَ القلوب بخُلُقه إلى عائشة وقال لها ممازِحًا ومخفِّفًا: ((يا عائشة، كيف رأيتِني أنقذتُكِ من الرجل؟!))!!!

فما كان من عائشة إلا أن استحيَتْ، وذهب ما كان من مراجعتها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم.

ويشاء الله أن يمرَّ الصدِّيق من بيت عائشة؛ فيسمع رنين الضحكات، فيستأذن عليهما ويقول: "أدخِلاني في سِلْمِكما كما أدخلتُماني في حربكم"؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((قد فعلنا.. قد فعلنا)).

ولعله يزداد عجبك يا عبد الله وتطول دهشتك - إذا عملت أن خير الخَلْق - صلى الله عليه وسلم - كانت تهجره إحدى زوجاته يومًا كاملاً فلا تكلِّمه!!



يحكى لنا عمر بن الخطاب خبر هذا الهجران فيقول: "كنا معشر قريش نغلب النساء، فلما قدمنا على الأنصار إذا قوم تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار". قال عمر: "فصخبت عليَّ امرأتي فراجعتني، فأنكرتُ أن تراجعني، فقالت: ولم تنكر أن أراجعك؟! فوالله إنَّ أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم – ليراجعنه، وإن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل. ففزع عمر وقال: لقد خاب مَنْ فعل ذلك منهنَّ. ثم انطلق إلى ابنته حفصة أم المؤمنين ليستثبَّت الخبر منها؛ قال: يا حفصة، أتُغاضِب إحداكنَّ رسول الله؟! قالت: نعم، قال: وتحجره حتى الليل؟! قالت: نعم، قال لها: قد خبتِ وخسرتِ، أفتأمنين أن يغضب الله لغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فتهلكي".

أما نبينا - صلى الله عليه وسلم - فما زاده هذا الهجران إلا حلمًا، ولا هذه الإساءة إلا صبرًا؛ فسبحان مَنْ خلق الخُلُق ثم أعطاه لنبيِّه - صلى الله عليه وسلم.
 
توقيع زهور الشوق
✿أسيـل✿+, ‏ṥǻЯẠ, ‏*joujita*, ‏BARCA232, ‏قلب القرأن
منوريـــــن
 
ومشهدٌ آخر تبرز فيه براعة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في حل مشاكل الأسرة:
يدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - بيته ذات يوم، فيجد أمَّ المؤمنين صفيَّة بنت حُيَيٍّ تبكي وتمسح الدموع من مآقيها! سألها عن سبب بكائها؛ فأخبرته أن حفصة بنت عمر جرحت مشاعرها، وقالت لها: "أنت ابنة يهوديٍّ!".

فقال لها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بضع كلمات ضمَّدت جرحها وجبرت خاطرها؛ قال: ((قولي لها: زوجي محمد، وأبي هارون، وعمي موسى))!! والتفت النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى حفصة وقال لها: ((اتَّقِ الله يا حفصة)).

وهكذا عالج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الموقفَ بكلماتٍ معدودات، رأب فيه الصدع، وهدَّأ النَّفْس، وذكَّر المخطئ.
 
توقيع زهور الشوق
✿أسيـل✿+, ‏ṥǻЯẠ, ‏*joujita*, ‏barca232, ‏قلب القرأن

منوريـــــن



الله ينورك خيي
شكرآآ جزيلآآآ
 
توقيع زهور الشوق
صفة تعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الاطفال!
كانَ الحَبيبُ المُصْطفَى يتعامَلُ معَ الأطفالِ بكُلِّ حُبِّ وَحَنانٍ ...
إسْتَطاعَ أنْ يجْذِبهُمْ إليْهِ كالمَغْناطيسِ معَ كُلّ هذا القدْرِ العَظيمِ .. لَمْ يَهابوهُ بلْ أحَبّوهُ قبْلَ كُلّ شيْءٍ
فكان يَعْمَلُ على تشْجيعِ الطفلِ على طَلَبِ العِلْمِ ومُخالَطةِ العُلماءِ
فقدْ روى مسلمٌ في صَحيحِهِ أن سَمُرَة بْنَ جُندُبٍ رضي اللهُ عنهُ
قال: لقدْ كنتُ عَلى عَهْدِ رَسولِ اللهِ صلى اللهُ عَليْهِ وسلمَ غُلاماً،
فكُنْتُ أحْفظُ عَنْهُ فما يَمْنعُني مِنَ القوْلِ إلاّ أنّ ها هُنا رِجالاً هُمْ أسَنُّ مِنّي. صحيح مسلم
 
وَكَانَ يَتقرّبُ إلَى الأطفالِ بالهـِباتِ والهَدايا
ومِمّا يدُلُّ عَلى ذلِكَ ما رَواهُ مُسْلِمٌ عَن أبي هُريْرَةَ
رضي الله عنه قال: كانَ النّاسُ إذا رَأوْا أوّلَ الثّمْرِ جاءُوا بِهِ رَسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ،
فإذا أخَذَهُ قال:
اللّهُمَّ بارِكْ لَنا فِي ثمْرِنا وَبارِكْ لَنا في مَدينَتِنا
ثُمَّ يَدْعُو أصْغرَ وَليدٍ يَراهُ فيُعْطِيهُ ذلِكَ الثمْرَ. صحيح مسلم
 
كما أقـَرَّ النبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ نهْجَ طريقَةِ المُداعَبَةِ وَاللعِبِ في التَّعْليمِ وعَمِلَ بهِ
وهُناكَ الكَثيرُ مِنَ الأحاديثِ التّي تَدُلُّ على ذلِكَ
ومِنْها ما رَواهُ الشّيْخانِ وغَيرُهُما
من حديثِ أنَسٍ رضِيَ اللهُ عنْهُ قال:
كانَ النبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ أحْسنَ النّاسِ خُلُقاً،
وكان لي أخٌ يُقالُ له أبو عُمَيْرٍ، وكان إذا جاءَ قال
يا أبا عُمَيْرُ، ما فَعَلَ النّـُغَيْرُ
والنّـُغَيْرُ تصْغيرٌ لِكلِمَةِ نَغْرٍ وهُوَ طائِرٌ كانَ يَلْعبُ بِهِ
وذاتَ مَرّةٍ كانَ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ يَمْشي في السّوقِ
فرَأى أبَا عُمَيْرٍ يَبْكي، فَسَألَهُ عَنِ السّبَبِ ... فقالَ لَهُ
مَاتَ النٌّغَيْرُ يا رَسولَ اللهِ
فَظَلَّ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ يُداعِبُهُ ويُحادِثُهُ ويُلاعِبهُ حتّى ضَحِكَ،
فَمَرّ الصّحابَةُ بهِما فسَألُوا الرّسولَ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ عَمّا أجْلَسَهُ مَعَهُ،
فقال لَهُم مَاتَ النّـُغَيْرُ، فجَلَسْتُ أُواسِي أبَا عُمَيْرٍ
إنّها دَعْوةٌ مِنَ الرّحْمَةِ المُهْداةِ إلى العالَمِ
لاحْتِرامِ مَشاعِرِ الصِّغارِ وَالتّلَطفِ بهِمْ
 
ومن صور عَيْش النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مع أهله: أنه كان كثيرًا ما يشاورهم ويبثُّ همومه لهم، فلم يكن نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - ينظر أن دعوته وقضيته أكبر من شأن المرأة.

يُصدُّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن البيت، ويُصالِح المشركين بالحديبية، فيأمر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أصحابَه وقد احرموا بأن ينحروا ويحلِقوا، فثقل هذا الأمر على نفوس الأصحاب - رضي الله عنهم - فما خرجوا من ديارهم إلا لأجل العمرة. فلم يمتثلوا أمرَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فدخل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - خيمته وقد عُرف في وجهه الأسى والغضب؛ فتسأله أم المؤمنين أم سلمة؛ فيقول: ((ما لي أمرُ بالأمر فلا يُتَّبَع))! وأخبرها الخبر، فأشارت عليه - رضي الله عنها - بمشورةٍ طابت لقلب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالت: "اخرج ولا تكلِّم أحدًا، ثم انحرْ هَدْيَك واحلق رأسكَ؛ فإنهم سيفعلون كما تفعل".

فأخذ المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بمشورة زوجته وصنع كما أشارت؛ فثار الصحابة - رضي الله عنهم - يلحق بعضهم بعضًا، حتى كاد يقتل بعضهم بعضًا من الغمِّ.

تلك - عباد الله - حال نبيِّكم - صلى الله عليه وسلم - مع أهله، وشيءٌ من أخباره داخل بيته؛ علَّها تكون لنا قدوةً ومَثَلاً
: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].

بارك الله لي ولكم في القرآن والسنَّة، ونفعني وإيَّاكم بما فيهما من الآيات والحكمة.


 
توقيع زهور الشوق
وَما كَذبَ الرّسولُ قَطٌّ عَلَى طِفلٍ أوْ غَشَّهُ
بَلْ كانَ يُعَلّمُنا أنْ نُعامِلهُمْ بالصِّدْقِ في القوْلِ والعَمَلِ
ومِمّا جاءَ في ذلِكَ حديثُ عبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ رضي اللهُ عنهُ،
قال:
دَعَتْني أمّي وَرسُولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَليْهِ وسلّمَ قاعِدٌ في بَيْتِنا
فقالت:
هَا تَعَالَ أُعْطيكَ
فقال
لها صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: ما أرَدْتِ أنْ تُعْطيهِ؟
قالت
أُعْطيهِ تَمْراً
فقال لَها:
أمَا أنَّكِ لَوْ لَمْ تُعْطيهِ شَيْئاً كُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذبَةً
يا اللهُ
تِلكَـ هي الرّحْمة ُالحَقّةُ
 
حب الرسول - صلى الله عليه وسلم - تابع لحب الله تعالى ،
ولازم من لوازمه ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - حبيب
ربه سبحانه ، ولأنه المبلغ عن أمره ونهيه ، فمن أحب الله
تعالى أحب حبيبه - صلى الله عليه وسلم - وأحب أمره الذي
جاء به ؛ لأنه أمر الله تعالى .
ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - يُحب لكماله،
فهو أكمل الخلق والنفس تحب الكمال ،
ثم هو أعظم الخلق - صلى الله عليه وسلم -
فضلاً علينا وإحسانـًا إلينا ،
والنفس تحب من أحسن إليها ،
ولا إحسان أعظم من أنه أخرجنا من الظلمات إلى النور ،
ولذا فهو أولى بنا من أنفسنا ، بل وأحب إلينا منها .

هو حبيب الله ومحبوبه .. هو أول المسلمين ، وأمير الأنبياء ،
وأفضل الرسل ، وخاتم المرسلين .. - صلوات الله تعالى عليه -
هو الذي جاهد وجالد وكافح ونافح حتى مكّن للعقيدة السليمة النقية
أن تستقر في أرض الإيمان ونشر دين الله تعالى في دنيا الناس ،
وأخذ بيد الخلق إلى الخالق - صلى الله عليه وسلم - .

40-www.ward2u.com-ola-aleslam.gif
 
آخر تعديل:
هو الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه وجمّله وكمّله :
(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)
(القلم/4) ،
وعلمه : (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً)

(النساء/113)
وبعد أن رباه اجتباه واصطفاه وبعثه للناس رحمة مهداة :
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)
(الأنبياء/107)

27-www.ward2u.com-ola-aleslam.gif

 
كمالُ خِلْقَتِه وجمالُ صورته:
فشيءٌ معلومٌ لا يُجهَل، معروفٌ لا يُنكَر؛ فقد كان أَزْهَر اللَّوْن، أبيض، مستنير، مشوب بحُمْرَة، واسع الجبين، أَدْعَج العينَيْن - الدَّعَجُ: شدَّة سواد العينَيْن، مع سَعَتِهما - وقيل: أَكْحَل، أهدب الأشْفَار[1]، مفلَّج الأسنان، كثّ اللِّحية تملأ صدرَه، عظيم المَنْكِبَيْن، رَحْب الكفَّيْن والقدمَيْن، ليس بالطَّويل البائن، ولا بالقصير المتردِّد، رَجْل الشَّعْر[2]، إذا تكلَّم رؤيَ كالنُّور يخرج من ثناياه.


روى البخاريُّ – رحمه الله - عن البَرَاء بن عازِب – رضيَ الله عنه - أنه سئل: أكان رسول الله مثل السَّيْف؟ قال: "لا؛ بل مثل القمر"[3].
وروى يعقوب بن سفيان، عن محمد بن عمَّار بن ياسر قال: قلتُ للرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ: "صِفِي لي رسولَ الله". قالت: "يا بنيَّ، لو رأيتَه رأيتَ الشَّمسَ طالعةً".
وثَبَتَ في "الصَّحيحَيْن" عن أنسٍ – رضيَ الله عنه - أنَّ رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يضرب شعره إلى مِنْكَبَيْه[4].
قال ناعِتُهُ: "ما رأيتُ أحدًا في حُلَّةٍ حمراءَ مرجَّلاً أحسنَ منه، كأنَّ الشَّمس تجري في وجهه، وإذا ضحك يتلألأ في الجدِّ، وأجمل النَّاس من بعيد، وأحسنه من قريب، مَنْ رآه بديهةً هابَهُ، ومَنْ خالَطَهُ معرفةً أحبَّهُ".


قال ناعِتُهُ: "لم أَرَ قبله ولا بعده، طيِّبُ الرَّائحة والعَرَق، ولقد كان يُعرَفُ برائحته وإنْ لم يُرَ، ولقد كان يضع يده على رأس الطِّفل - رحمةً له - فكانت تُشَمُّ عليه رائحةً طيِّبةً".
وأمَّا فصاحة لِسانه:
فقد أطلَّ من الفصاحة على كلِّ نهاية، وبَلَغَ من البلاغة كلَّ غاية، فقد أوتيَ جوامعَ الكَلِم وبدائع الحكم؛ فلقد كان يُخاطِب كلَّ حيٍّ من أحياء العرب بلُغتهم، مع أنَّه إنَّما نشأ على لغة بني سعدٍ وقريش، وكان يعرفُ لغاتِ غيرهم، حتى كانوا يتعجَّبون منه ويقولون: ما رأينا بالذي هو أفصحُ منكَ".
 
توقيع زهور الشوق
وكان مبعثه - صلى الله عليه وسلم - نعمة ومنّة :
(لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ
يَتْلُوعَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ )
(آل عمران/164) .

هو للمؤمنين شفيع ، وعلى المؤمنين حريص ،
وبالمؤمنين رؤوف رحيم :
(لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ
حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)
(التوبة/128) - صلى الله عليه وسلم - .

على يديه كمل الدين ،
وبه ختمت الرسالات
- صلى الله عليه وسلم - .
29-www.ward2u.com-ola-aleslam.gif
 
وأمَّا نَسَبُهُ:
فمعلومٌ لا يُجهَل، ومشهودٌ لا يُنكَر، جدُّه الأعلى إبراهيم، والأقرب عبد المطَّلِب، كابرًا عن كابرٍ، وشريفًا عن شريفٍ؛ فهم بين أنبياء فضلاء، وبين شرفاء وحكماء؛ فهو من خير قرون بني آدم. وذلك أنَّ الله اصطفى من ولد آدم إبراهيم، ومن ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كِنانة، واصطفى من بني كِنانة قريشًا، واصطفى من قريشٍ بني هاشم، واصطفاه من بني هاشم؛ فهو خيارٌ من خيارٍ من خيارٍ، وكذلك الرُّسل تُبْعَثُ في أشرف أنساب قومها؛ ليكون أَمْيَلَ لقلوب الخَلْق إليهم.
 
توقيع زهور الشوق
هو سيدنا وحبيبنا وشفيعنا رسول الإنسانية والسلام والإسلام
محمد بن عبد الله عليه أفضل صلاة وسلام ،
اختصه الله تعالى بالشفاعة ، وأعطاه الكوثر ،
وصلى الله تعالى عليه هو وملائكته :
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً
)
(الأحزاب/56)
صلى الله عليك يا سيدي يا حبيب الله ،
يا رسول الله ، يا ابن عبد الله
هو الداعية إلى الله ، الموصل لله في طريق الله ،
هو المبلغ عن الله ، والمرشد إليه،
والمبيّن لكتابه والمظهر لشريعته .

30-www.ward2u.com-ola-aleslam.gif

 
وأمَّا عِزَّةُ قومه:
فقد كانوا في جاهليَّتهم لم يَنَلْهُم سباءٌ، ولا ظَفَرَتْ بهم أعداءٌ، ولا دخلوا في أغلب أزمانهم تحت قهر غيرهم؛ بل كانوا قد حازوا الشَّرَف الباهِر والمَفاخِر والمآثِر، هم أوْفَرُ النَّاس عقولاً، وأقلُّهم فضولاً، وأفصحُ النَّاس مقالاً، وأكرمهم فِعالاً، الشُّجعان الكُرماء، والحُكَماء الأُدباء.

 
توقيع زهور الشوق
ومتابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - من حبّ الله تعالى
فلا يكون محبـًّا لله عز وجل إلا من اتبع سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛
لأن الرسول - عليه الصلاة والسلام - لا يأمر إلا بما يحب الله تعالى ،
ولا يخبر إلا بما يحب الله عز وجل ، التصديق به ،
فمن كان محبـًا لله تعالى لزمَ أن يتبع الرسول - صلى الله عليه وسلم -
فيصدقه فيما أخبر ويتأسَّى به - صلى الله عليه وسلم - فيما فعل ،
وبهذا الاتباع يصل المؤمن إلى كمال الإيمان وتمامه ،
ويصل إلى محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

وهل محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلا من محبة الله تعالى ؟!
وهل طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلا من طاعة الله عز وجل ؟! :
(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
)
(آل عمران/31) .

32-www.ward2u.com-ola-aleslam.gif
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
العودة
Top Bottom