امتلك قلبا ناردا.
نبضه الرأفة والرحمة.
وكان ذا حكمة وموعظة حسنة.
أعطي تلك الكلمات العظيمة.
فكانت سلاحا استطاع به كشف الظلام عن تلك العقول الجاهلة
وغرس النور في تلك القلوب السوداء المتحجرة.
ظن البعض انها كلمات ساحرة ،ولكنها لم تكن سوى كلمات معجزة.
كان يحلم بتلك المملكة الفاضلة ،وبذل دمائه لجعلها حقيقة سائدة.
قاوم رياح تلك المحن العاصفة ،وصبر حتى رأى بارقة النور تتلألأ خلف ذاك الأفق البعيد ،منيرة الكون بفجر أمة عظيمة قادمة.
وكان قد أعطي معجزة باهرة.
بها استطاع قهر الأباطرة ، وإرغام أنف القياصرة.
لحاله ذاك قد تعجب الجبابرة ،ودخل البعض تحت لواءه مذعنين بلا منازلة.
كان للهدي ناشرا ،وللحق والخير مناصرا .
وكان للظلم رافضا ،وللشر والضلال محاربا.
كان غير آبه لتلك الحياة ،ولا بمتفكر بمال أو جاه.
عرشه من الحصير ، وحاله كالفقير ،وطعامه من التمر والشعير.
كان يتألم جوعا وعطشا، ويستيقظ في عتمة الليل حامدا شاكرا.
كان همه تلك الأمة ،
همه الفقير والمسكين وذا الحاجة
لم يعرف نفسه .
وما عرفه هي أمته.
أي قائد هذا..
وأي ملك هذا...
بل أي رجل عظيم هذا....
إنه خاتم المرسلين ،و حبيب رب العالمين
إنه من ذكر في القرآن الكريم .
(وإنك لعلى خلق عظيم )
41- لعـق الأصابع قبل مسحها أو غسلها عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما-: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا أكل أحدكم فلا يمسح يده حتى يَلعقها أو يُـلعقها». [ البخاري ومسلم وابن ماجه
انا و الله من قلبي احبك يا رسول الله
و ما حبي اكاذيب و لا اهواء .
انا قد جئت للدنيا غريبا.
تتوق نفسي الظمأى لنبع الماء
و كان الكون معتلا .
و لا امل بأي شفاء..
و كان الكون من قبلك
يهيم كبطه عرجاء... طبيبا جئت للدنيا
تشخص للقلوب الداء.
وان كان جميع الناس اكفاء
فأنت هنالك استثناء. فلا قبلك و لا بعدك..
و لا احد يضاهيك من الازل الي ما شاء
و احببتك و ليس الحب مكرمه
ولا منة
و لا خوف من النار. ولا طمعا بفردوسين في الجنة.
و ليس لأنه فرض ولا سنة.
و لكن أحبك يا رسول الله
حبيبا لي
قريبا لي.
و لو بحت بأسراري تصدقني؟
انا المكروب
و كلي في الحياة عيوب
وكلي في الحياه ذنوب..
و اخطائي بلا حد
و زلاتي بلا عد ..
و اخلاصي مثار الشك و النقد.
انا العبد الذي دوما يناجي باكيا مولاه.
و رغم الخوف و المأساه
اقول لعل اخرتي تعوضني عن البؤس الذي القاه
انا الخائف
فطمأنني بعفو الله
انا الخجلان من نفسي
و من ربي
فكيف الان
ادعوه.
و بعد دقيقه اعصاه؟؟؟
احبك يا رسول الله.
و كان الحلم في عمري أحج البيت اعتمر
و لكن حالت الاقدار
و بؤس الحال
ستبقي كل امنيتي
اجيئك حاملا عشقي.
و معصيتي.
و عند الباب
و انت تقابل الاحباب.
تصافحهم و تحضنهم
تقبلهم بكل الحب و الترحاب
و تعطيهم من الرحمات.
تعطيهم بغير حساب.
تري دمعي علي خدي
انا العاصي
و ها هم اغلقوا الأبواب
و ربك دائما تواب
فتشفع لي بيوم كلنا اتيه منفردا.
بلا مال و لا جاه و لا انساب
صحيح ما رأيت النور من وجهك.
و لا يوما سمعت العذب من صوتك..
ولا يوما حملت السيف في ركب
و لا حاربت في أحد
و لا قتلت في بدر
و لا هاجرت في يوم
ولا كنت من الأنصار
و لا يوما حملت الزاد و التقوى لباب الغار.
و لكن يا نبي الله انا و الله احببتك
لهيب الشوق
في قلبي كما الاعصار.. فهل تقبل؟
حبيبي يا رسول الله ، هل تقبل؟
.. نعم جئت هنا متأخرا جدا ولكن ليس لي حيله
ولو كان قدوم المرء حين يشاء.
لكنت رجوت تعجيله
و عندي دائما شيئا من الحيره
فمن سأكون امام الصحب و الخيره؟
فما كنت انا انس الذي خدمك،
و لا عمر و قد سندك
و لا عثمان حين نراه قد نصرك
و ما كنت ابا بكر و قد صدقك،
و لا حمزه
و لا خالد
و اسلامي نلته شرفا من الوالد
و لم اسمع بلال لحظه التكبير. و
لا جسمي انشوى بصحراء بكل هجير
و ما حطمت اصناما
و لا قاتلت جنود الكفر و التكفير
و لا قطعت يدي في الحرب
و لم يدخل هنا رمحا الي صدري يشق القلب.
و لا يوما حملت لواء
و لا واجهت في شمم هنا الاعداء
و لا يوما رفعت الراي خفاقه
ولكن يا رسول الله
انا نفسي
لحبك يا رسول الله و حب الله تواقة.
عن جابر - رضي الله عنه - « أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِلَعْقِ الأَصَابِعِ وَالصَّحْفَةِ، وَقَالَ: إِنَّكُمْ لاَ تَدْرُونَ فِي أَيِّهِ الْبَرَكَةُ ».
و في لفظ: «إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها، فليمط ما كان بها من الأذى، وليأكلها ولا يدعها للشيطان. و لا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه، فإنه لا يدري في أي طعامه البركة». [مسلم (2033) وابن ماجه (3270
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: دخلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا و خالد بن الوليد على ميمونة، فجاءتنا بإناءٍ من لبنٍ، فشرب رسول الله، وأنا على يمينه وخالد على شماله، فقال لي: «الشربة لك فإن شئت آثرت بها خالداً» فقلت: ما كنت أوثر على سؤرك أحداً، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «من أطعمه الله الطعام فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وأطعمنا خيراً منه. ومن سقاه الله لبناً فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه» وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ليس شيء يجزئ مكان الطعام والشراب غير اللبن
بينما النبي صلى الله عليه واله وسلم في الطواف إذا سمع اعرابياً
يقول: يا كريم
فقال النبي خلفه: يا كريم
فمضى الاعرابي الى جهة الميزاب وقال: يا كريم
فقال النبي خلفه : يا كريم
فالتفت الاعرابي الى النبي وقال: يا صبيح الوجه, يا رشيق القد ,
اتهزأ
بي لكوني اعرابياً؟
والله لولا صباحة وجهك ورشاقة قدك لشكوتك الى حبيبي محمد صلى الله
عليه واله وسلم
فتبسم النبي وقال: اما تعرف نبيك يا اخا العرب؟
قال الاعرابي : لا
قال النبي : فما ايمانك به؟
قال : اّمنت بنبوته ولم اره وصدقت برسالته ولم القه
قال النبي : يا أعرابي , اعلم أني نبيك في الدنيا وشفيعك في الاخرة
فأقبل الاعرابي يقبل يد النبي صلى الله عليه واله وسلم
فقال النبي: مه يا اخا العرب
لا تفعل بي كما تفعل الاعاجم بملوكها, فإن الله سبحانه وتعالى بعثني لا متكبراً ولا متجبراً, بل بعثني بالحق بشيراً ونذيراً
فهبط جبريل على النبي وقال له: يا محمد. السلام يقرئك السلام ويخصك بالتحية والاكرام, ويقول لك : قل للاعرابي, لا يغرنه حلمنا ولا كرمنا,فغداً نحاسبه على القليل والكثير, والفتيل
والقطمير
فقال الاعرابي: او يحاسبني ربي يا رسول الله؟
قال : نعم يحاسبك إن شاء
فقال الاعرابي: وعزته وجلاله, إن حاسبني لأحاسبنه
فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم : وعلى ماذا تحاسب ربك يا اخا العرب؟
قال الاعرابي : إن حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرته, وإن حاسبني على معصيتي حاسبته على عفوه, وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه
فبكى النبي حتى إبتلت لحيته
فهبط جبريل على النبي
وقال : يا محمد, السلام يقرئك السلام , ويقول لك
يا محمد قل من بكائك فقد الهيت حملة العرش عن تسبيحهم
وقل لأخيك الاعرابي لا يحاسبنا ولا نحاسبه فإنه رفيقك في الجنة
عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «إن كنا نعد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المجلس الواحد مائة مرة: رب اغفر لي. وتب عليَّ إنك أنت التواب الرحيم». و الأدلة على الاستغفار كثيرة من القرآن والسنة. [ أبوداود والترمذي ].
قال البغوي في شرح السنة [(3/316)]: ( سجود الشكر سنة عند حدوث نعمة طالما كان ينتظرها، أو اندفاع بلية ينتظر انكشافها ).
و قال ابن القيم: في زاد المعاد [(1/360)] ( وكان من هديه - صلى الله عليه وسلم - وهدي أصحابه، سجود الشكر عند تجدد نعمة تسر، أو اندفاع نقمة ). وانظر الادلة في الأصل.
جاء من رواية أسماء بن الحكم الفزاري عن علي - رضي الله عنه -عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما من رجلٍ يذنب ذنباً، ثم يقوم فيتطهر، ثم يصلي - وفي رواية ركعتين - ثم يستغفر الله إلاّ غفر الله له>>
49-العدول عن الأمر المحلوف عليه للمصلحة مع الكفارة
عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها فليكفر عن يمينه وليفعل». [ مسلم والترمذي ].
من الخطأ في حقِّ الحب الطاهر والعفيف أن نبحث عنه في غير مظانِّه، وأن نحرص على تعلُّمه عند غير أهله، فالحب أكبر من أن يبدأ من مكالمة هاتفيَّة عابرة، بل خاطئة، وأسمى من أن تكون المسلسلات والأفلام مدرسته، وميدانَ تعلُّمه، وهو أطهر وأنقى من أن نبحث عن معانيه الراقية في ثنايا قصيدة لشاعر ماجنٍ لا يتقيَّد بشيء، ولأنَّ ديننا الحنيف دين الجمال والروح والعقل والبدن، فلا بد أنه سيعطي موضوع الحب قدرًا من الاهتمام، فقد شغل البشر قديمًا وحديثًا، ومثَّل قضيةً عامةً في جميع المجتمعات، فكان الحب الذي يصون كرامة المرأة وعفافها، ويكرم الرجل ويحفظ مكانته، بعيدًا عن اللعب واللهو والعبث باسم الحب، والتشبه بالضائعين والضائعات.
فلسنا بحاجةٍ إلى الحب بالمعنى المستورد من المجتمعات المتفككة والعابثة والبعيدة عن قوانين السماء مهما كانت دعاواهم.
تعالوا نتعرف عن الحب في حياة أتقى وأنقى الخلق - صلى الله عليه وسلم - لنعرف أين نحن منه، وكم حرمنا أنفسنا من حقيقة الحب: كان يُقبِّل وإن كان صائمًا، وإذا شربت حبيبته من إناء تعمَّد أن يضع فمه على موضع فمها، وإذا كان في سفر مع من يحب، استغل الفرصة للمسابقة فسُبق وسَبق، وكان يغتسل معها من إناءٍ واحدٍ تختلف فيه أيديهما، وإذا زارته في تعبُّده، عاد معها مرافقًا مؤنسًا، وإذا أراد سفرًا لا يخرج بدون من يحب، وإذا كان معهم في بيته، كان في مهنتهم يساعدهم، ويلاطفهم، ويؤنسهم، وإذا دُعي لضيافة كريمة، يشترط أن يأخذ حبيبته معه، فلا يذهب إلا بها، يذبح الشاة فيذكر حبيبته التي سبقته إلى الآخرة، فيرسل لصواحبها وفاءً وحبًّا، تأتي عروسه لتركب فيعد ركبته؛ لتعتمد عليها فتصعد مركبها، ولم يضرب بيده امرأةً قط، وقد جمع تسع نسوة، وكان يمازح، ويداعب، ويستمع الشكوى، وينصت إلى القصص، ويعطي أهله فرصة النظر إلى الألعاب، وهو الذي يسترهم، ولا يترك حتى يشبعوا، وإذا سُئل عمن يحب، صرَّح باسمها دون تحرج أو تردد، فالحب مما لا يمكن إخفاؤه.