من اقوال المالكية في حكم قراءة القران جماعة بصوت واحد (بحث نفيس)

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,283
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر

بسم الله الرحمن الرحيم
أقوالُ أهل السنة و الجماعة من المالكية و غيرهم في حُكم قِراءة القرآن جماعة

الحمد لله رب العالمين وبه أستعين وعليه أتوكل وهو المعين وبعد :
فعلى كل مسلم ومسلمة ان تكون له في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة والذين عايشوه وآمنوا به وبالنور الذي انزل معه, يقول تعالى : لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا (الأحزاب 21) وقال تعالى: لاّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مّن نّجْوَاهُمْ إِلاّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَآءَ مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً * وَمَن يُشَاقِقِ الرّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيّنَ لَهُ الْهُدَىَ وَيَتّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلّهِ مَا تَوَلّىَ وَنُصْلِهِ جَهَنّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً.. (النساء 114)
ومما لاشك فيه ان الصحابة الكرام ما كانو يقرؤون القرآن جماعة بل كان من هديهم رضي الله عنهم اتباع سنة المصطفى والكتاب الحكيم مطبقين بذالك قوله تعالى : وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (الأعراف 204)
ولو كان عكس ذالك لنقل ذالك إلينا كما نقل عنهم كل ما فيه قربى الى الله سبحانه وتعالى وما ليس عندهم بقربى الى الله فهو عند اهل السنة مردود بل هو من البدع لقوله صلى الله عليه وسلم : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد متفق عليه ، وقوله : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد (مسلم )
و عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في خطبة الجمعة : أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة
وجاء في كتاب جامع العلوم والحكم لابن رجب في شرح الحديث الذي رواه مسلم (2699) والامام احمد وغيرهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : .. وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم الا نزلت عليهم السكينة ، وحفتهم الملائكة ،وغشيتهم الرحمة ،وذكرهم الله فيمن عنده..
قال ابن رجب :
(.. ذكر حرب أنه رأى أهل دمشق وأهل حمص وأهل مكة وأهل البصرة يجتمعون على القرآن بعد صلاة الصبح ولكن أهل الشام يقرءون القرآن كلهم جملة من سورة واحدة بأصوات عالية وأهل البصرة وأهل مكة يجتمعون فيقرأ أحدهم عشر آيات والناس ينصتون ثم يقرأ آخر عشر آيات حتى يفرغوا.. قال حرب وكل ذلك حسن جميل وقد أنكر مالك على أهل الشام
وقال زيد بن عبيد الدمشقي قال لي مالك بن أنس بلغني أنكم تجلسون حلقا تقرؤون فأخبرته بما كان يفعل أصحابنا فقال مالك عندنا كان المهاجرون والأنصار ما نعرف هذا ! قال فقلت هذا طريف قال وطريف رجل يقرأ ويجتمع الناس حوله فقال هذا من غير رأينا..
.. وقال ابن وهب سمعت مالكا يقول لم تكن القراءة في المسجد من أمر الناس القديم وأول من أحدث ذلك في المسجد الحجاج بن يوسف الثقفي .." )

قال إبن القاسم : قال الامام مالك في القوم يجتمعون جميعا في السورة الواحدة مثل ما يفعل اهل الاسكندرية فكره ذلك و انكر ان يكون من فعل الناس .

و في العتيبة و سئل عن القراءة في المسجد يعني على الوجه مخصوص كالحزب فقال لم يكن بالامر القديم و إنما هو شيئ أحدث يعني أنه لم يكن في زمان الصحابة و التابعين و قال و لن يأتي بأخر هذه الامة بأهدى مما كان عليه اولها و قال في موضع اخر أترى الناس اليوم أرغب في الخير ممن مضى .
و يعني انه لو كان في ذلك خير لكان السلف أسبق إليه منا و ذلك يدل على أنه ليس بداخل تحت معنى الحديث .
فتاوى الشاطبي ص 206.


قال ابو اسحاق الشاطبي عاطفا على البدع المنكرة :
و من امثلة ذلك ايضا قراءة القران على صوت واحد فان تلك الهيئة زائدة على مشروعية القراءة و كذلك الجهر الذي اعتاده أرباب الرواية انتهى .

و قال في كتابه الاعتصام
ونقل ايضا الى اهل المغرب الحزب المحدث بالاسكندرية و هو المعتاد في جوامع الاندلس و غيرها فصار ذلك كله سنة في المساجد الى الان فإنا لله و إنا ليه راجعون .


و سئل ابو اسحاق الشاطبي عن قراءة الحزب بالجمع هل يتناوله قول النبي صلى الله عليه و سلم : "و ما اجتمع قوم في بيت " الحديث . كما وقع لبعض الناس اهو بدعة فاجاب : ان مالك رحمه الله سئل عن ذلك فكره و قال لم يكن من عمل الناس . فتاوى الشاطبي


قال الامام ابو اسحاق الشاطبي :
فهكذا يقال لمن إلتزم قراءة الحزب دائما على تلك القراءة على ذلك الوجه، أفعلها رسول الله صلى الله عليه و سلم؟؟؟
فلابد له أن يقول لم يفعلها.
فيقال له فلا تفعل ما لم يفعله خير الخلق لأنه يخشى عليك الفتنة في الدنيا و العذاب الاليم في الاخرة لانك تزعم أنك سبقت الى فضيلة قصر عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم .


قال بن رشد الفقيه المالكي في" البيان و التحصيل " :

إنما كرهه مالك رحمه الله لأنه أمر مبتدع ليس من فعل السلف ولأنهم يبتغون به الألحان و تحسين الاصوات بموافقة بعضهم بعضا و زيادة بعضهم في صوت بعض على نحو ما يفعل في الفناء . فوجه المكروه في ذلك بيّن و الله اعلم .


قال الامام ابو بكر الطرطوشي الاندلسي المالكي :

و قراءة القران جماعة ضمن البدع غير انه اجازه بالادارة أي ان يقرأ هذا ثم يقرأ الذي بعده ثم الذي بعده . الحوادث و البدع

و قال ناقلا عن مختصر ما ليس في المختصر لابن شعبان قول مالك

و الذين يجتمعون و يقرؤون سورة واحدة حتى يختموها . يختمها كل واحد على اثر صاحبه مكروه منكر و لو قرأ احدهم منها أيات ثم قرأ الأخر على إثر صاحبه و الأخر كذلك لم يكن به بأس هؤلاء يعرضون بعضهم على بعض .

امام المذهب محمد بن سحنون :

قال رحمه الله في كتاب اداب المعلمين

و لقد سئل مالك عن هذه المجالس التي يجتمع فيها للقراءة فقال هذه بدعة و أرى للوالي ان ينهاهم عن ذلك و يحسن أدبهم و ليعلمهم الأدب . فإنه من الواجب لله عليه النصيحة و حفظهم و رعايتهم .

الشيخ محمد كنوني المذكوري مفتي رابطة المغرب

قال في كتابه " الفتاوى " بتقديم العلامة عبد الله كنون الامين العام للرابطة قال الجواب السؤال 10

حول قراءة القران بالصفة الجماعية على النحو الذي يفعله قرائنا .

قال رحمه الله بعد ان ذكر السنة في القراءة

و لكن العمل في المغرب جرى بالاجتماع للقراءة في المساجد و غيرها و من المقرر المعلوم أن الامام مالك رحمه الله يقول بكراهة ذلك حيث قال ليست القراءة في المساجد بالأمر القديم و انما هو شئ احدث و لن ياتي اخر هذه الامة باهدى مما كان عليه اولها ... و الى أن قال و الذي ينبغي الاخذ به هو عمل السلف الصالح و منهم الامام مالك رضي الله عن الجميع .

واستثنى اهل العلم القراءة جماعة قصد التعلم فلا بأس بها اما للتعبد والتقرب الى الله بالتلاوة فلا يستحسن ان تكون بصوت جماعي لما يترتب عن ذالك من إحداث في دين الله تعالى و تضييع لبعض الحروف وقد بيّن هذا الإمام المغربي تقي الدين الهلالي قدس الله روحه في كتابه " الحسام الماحق " أحسن بيان فقال رحمه الله:
" اعلم أنَّ الاجتماع لقراءة القرآن في المسجد في غير أوقات الصلاة مشروع لقول النبي صلى الله عليه وسلم " و ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله و يتدارسونه فيما بينهم إلا نَزَلت عليهم السكينة و غَشيتهم الرحمة و حفتهم الملائكة و ذكرهم الله فيمن عنده ، و من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه" . رواه مسلم من حديث أبي هريرة .
لكن الاجتماع لقراءة القرآن الموافقة لسنة النبي صلى الله عليه و سلم و عمل السلف الصالح أن يقرأ أحد القوم و الباقون يسمعون، و من عرض له شك في معنى الآية استوقف القارئ، و تكلم من يحسن الكلام في تفسيرها حتى ينجلي تفسيرها، و يتضح للحاضرين، ثم يستأنف القارئ القراءة. هكذا كان الأمر في زمان النبي صلى الله عليه و سلم إلى يومنا هذا في جميع البلاد الإسلامية ما عَدَا بلاد المغرب في العصر الأخير، فقد وضع لهم أحد المغاربة و يسمى ( عبد الله الهبطي ) وَقْفاً محدثاً ليتمكنوا به من قراءة القرآن جماعة بنغمة واحدة، فنشأ عن ذلك بدعة القراءة جماعة بأصوات مجتمعة على نغمة واحدة وهي بدعة قبيحة تشتمل على مفاسد كثيرة :

الأولى: أنـها محدثة و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم: " و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة ".

الثانية: عدم الإنصات فلا ينصت أحد منهم إلى الآخر، بل يجهر بعضهم على بعض بالقرآن، و قد نـهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: " كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن، و لا يؤذ بعضكم بعضاً ".

الثالثة: أن اضطرار القارئ إلى التنفس و استمرار رفقائه في القراءة يجعله يقطع القرآن و يترك فقرات كثيرة فتفوته كلمات في لحظات تنفسه، و ذلك محرم بلا ريب .

الرابعة : أنه يتنفس في المد المتصل مثل : جاء ، و شاء ، و أنبياء ، و آمنوا ، و ما أشبه ذلك فيقطع الكلمة الواحدة نصفين ، و لا شك في أن ذلك محرم و خارج عن آداب القراءة ، و قد نص أئمة القراءة على تحريم ما هو دون ذلك ، و هو الجمع بين الوقف و الوصل ، كتسكين باء ( لا ريب ) و وصلها بقوله تعالى :"فيه هدى" قال الشيخ التهامي بن الطيب في نصوصه :
الجمع بين الوصل و الوقف حرام *
** نص علـيه غير عـالم هـمام.

الخامسة: أن في ذلك تشبهاً بأهل الكتاب في صلواتـهم في كنائسهم.
فواحدة من هذه المفاسد تكفي لتحريم ذلك، و الطامة الكبرى أنه يستحيل التدبر في مثل تلك القراءة و قد زجر الله عن ذلك بقوله في سورة محمد :" أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" و نحن نشاهد معظم من يقرأ على تلك القراءة لا يتدبر القرآن و لا ينتفع به، و تا الله لقد شاهدت قُراء القرآن على القبر فلم يتعظوا بمشاهدته و لا برؤية القبور و لا بما يقرؤونه من القرآن، فقبح الله قوماً هذا حالهم (و بعداً للقوم الظالمين) (..)
إلى ان قال رحمه الله
..ثم قال الإمام الشاطبي عاطفاً على البدع المنكرة: ( و من أمثلة ذلك أيضاً: قراءة القرآن على صوت واحد، فإن تلك الهيئة زائدة على مشروعية القراءة، و كذلك الجهر الذي اعتاده أرباب الرواية..).


قال بن وضاح القرطبي المالكي :

و قد كان مالك يكره كل بدعة و ان كانت في خير .

و في الاخير العلامة السلفي عبد الحميد بن باديس رحمه الله :

و ياليت الناس كانوا مالكية حقيقة اذا لطرحوا كل بدعة و ضلالة فقد كان مالك رحمه الله كثيرا ما ينشد.

و خير امور الدين ما كان سنة ... و شر الامور المحدثات البدائع

ارجوا ان تنشروه للافادة و جزاكم الله كل خير .
منقول مع اعادة الترتيب و زيادة في التنسيق.
 
آخر تعديل:

فتوى للعلاّمة المحقق / أبي إسحاق إبراهيم بن موسى اللخمي الشاطبي الغرناطي المالكي _ رحمه الله تعالى _
( المتوفى سنة 728ه/ 1388م ).
قال الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى في فتاويه ص 197:
الثالثة : قراءة سورة الكهف يوم الجمعة سئل عنها فقال : الحمد لله : سأل سائل عن حكم قراءة سورة الكهف بعد صلاة العصر من يوم الجمعة يقرؤها الناس على صوت واحد كهيئة قراءة الحزب في المساجد الجامعة و هل هو مكروه أم جائز أم مستحب ؟
و القول في ذلك و الله المستعان أن قراءة القرءان على الجملة إما تذكرا لحفظه أو للتفقه في معانيه أو للإعتبار في آياته أو لتعلمه و تحفّظ مطلوبه و جاء في فضل ذلك كثير من القرءان و السنة و الأجر في قراءته على هذا الوجه معلوم من دين الإسلام و لا إشكال فيه على الخاص و العام و على هذا الوجه كان الصحابة رضي الله عنهم و التابعون لهم يقرؤونه و يقرئونه و أما قراءته بالإدارة و في وقت معلوم على ما نص في السؤال و ما أشبهه فأمر مخترَع و فعل مبتدَع لم يجر مثله قط في زمان رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا في زمان الصحابة رضي الله عنهم حتى نشأ بعد ذلك أقوام خالفوا عمل الأولين و عملوا في المساجد بالقراءة به على ذلك الوجه الإجتماعي الذي لم يكن قبلهم فقام عليهم العلماء بالإنكار و أفتوا بكراهيته و أن العمل به كذلك مخالفة لمحمد رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه و ذلك أن قراءة القرءان عبادة إذا قرأه الإنسان على الوجه الذي كان الأولون يقرؤون فإذا قرأ على غيره كان قد غيرها عن وجهها فلم يكن القارئ متعبدا الله بما شرع له لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد " معناه : مردود على صاحبه غير مقبول منه.
و نقل عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال : " كل عبادة لم يتعبد بها أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فلا تتعبدوها فإن الأول لم يدع للآخر مقالا فاتقوا الله يا معشر القراء و خذوا بطريق من كان قبلكم "
و قال الزبير بن بكار : سمعت مالك بن أنس و أتاه رجل فقال : يا أبا عبد الله من أين أحرم قال : من ذي الحليفة من حيث أحرم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : إني أريد أن أحرم من المسجد يعني مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : لا تفعل قال : إني أريد أن أحرم من المسجد من عند القبر قال : لا تفعل فإني أخشى عليك الفتنة
قال : و أي فتنة في هذا ؟ إنما هي أميال أزيدها قال : و أي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصر عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم إني سمعت الله يقول : " فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "
فهكذا يقال لمن التزم قراءة الحزب دائما في تلك القراءة على ذلك الوجه : أ فعلها رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فلا بد له أن يقول : لم يفعلها فيقال له : فلا تفعل ما لم يفعله خير الخلق لأنه يخشى عليك الفتنة في الدنيا و العذاب الأليم في الآخرة لأنك تزعم أنك سبقت إلى فضيلة قصر عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال مالك : لا يجتمع القوم يقرؤون في سورة واحدة كما يفعل أهل الإسكندرية هذا مكروه و لا يعجبني .
و قال أيضا : لم يكن من عمل الناس يعني من عمل السلف الصالح و الصحابة و من تبعهم بإحسان .
و قال في مثله أيضا : ذلك مكروه منكر .
قال الباجي : إنما كرهه مالك للمجاراة في حفظه و المباهاة بالتقدم فيه .
و قال الطرطوشي : و من البدع قراءة القارئ يوم الجمعة عشرا من القرءان عند خروج السلطان قال : و كذلك الدعاء بعد الصلاة و قراءة الحزب في جماعة و قراءة سورة الكهف بعد العصر في المسجد في جماعة
فهذه القراءة من الأمور المحدثة و قد صح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : " كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة " .
و جاء في ص 205 : [ مسائل مختلفة تتصل بالبدع ] :
الثانية : قراءة الحزب بالجمع : هل يتناوله قوله عليه السلام : " ما اجتمع قوم في بيت......الحديث " كما وقع لبعض الناس أم هو بدعة ؟
قال رحمه الله : الجواب عن الثانية : أن مالكا سئل عن ذلك فكرهه و قال : هذا لم يكن من عمل الناس .
و في العتبية : سئل عن القراءة في المسجد ؟ يعني على وجه مخصوص كالحزب و نحوه فقال : لم يكن بالأمر القديم و إنما هو شيء أحدث يعني أنه لم يكن في زمان الصحابة و التابعين .
قال : و لن يأتي آخر هذه الأمة بأهدى مما كان عليه أولها .
و قال في موضع آخر : أترى الناس اليوم أرغب في الخير ممن مضى ؟! يعني أنه لو كان في ذلك خير لكان السلف أسبق إليه منا و ذلك يدل على أنه ليس بداخل تحت معنى الحديث " انتهى نص الفتوى .
و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
منقول من شبكة سحاب.
 
آخر تعديل:
3ish.tchof، تم حظره "حظر دائم". السبب: مخالفة القوانين
برك الله فيك
 
لا عدمنا خدمتكم للامة و الاسلام

جعلك الله نورا و اماما للناس

وفقك الله و اشكرك على الطرح الهادف و النافع

نفع الله بك

 
و كذلكم أنتم أخي الفاضل أمير.
لا عدمن اخونا ناصحين صادقين من أمثالك أيها الحبيب.
 
السلآم عليكــم ورحمــة الله وبركــآتــه
أستـــآذنــآ الفــآضــل ..
لقد درَجَتْ مسآجد مدينتنــآ ،
على الطــريقــة التي أنكــرهآ إمــآمنــآ مـآلكـ "رحمـه الله"
لــم أكــن أعلـــم أنهــآ مبتدَعــة ،
فنحن كنــآ ومآزآل بعضنــآ ندرس القرآن ،
ونحفـــظــه بطريقة الزوآيــآ ،
أي نقــوم بالكتــآبــة على اللوح
بقلم الرصآص ، ثم نقوم بعرض مــآ تمّت كتــآبتــه
على شيخنــآ ، بوآسطـة طريقة تسمّى "العَـــرْضــَـــة"
أي نعرِضُ عليه مــآ تمّ حفــظــه في تلكـ السآعتين والنصف_تقريبآ_
وهو يقــوم بتصــويب أخطــآئنـــآ ،
كــل وآحــد على حدى ،
ثم لمــآ تكتــمـــل "العــرضــة"
نقوم بمرآجعــة حزب معين من الأحزآب
التي حفظنــآهآ من قبــل ، بطريقــة جمــآعيـــة ،
بروآيــة ورش لقرآءة نــآفع عن طريق الإمـآم الأزرق،
ونتوقف عند الوقــوف التي هي موجودة ومضبـوطـة
بالــــرّســـم العثمـــآنــي في المصــحف ،
فهــل هذآ يعنـــي أنــه يجــب عليّ وفرض لآزم ،
أن أنـــشر هآتـه الرّســآلــة ؟
ســألقــى معآرضــة شديدة جدّآ ،
قد تصــل حدّ مقــآطــعتـــي ،
لأن هــآته الطريقــة هــــي الشــآئعــة مذ عشرآت السنيــن ،
ومحــآولــة زعزعــة قنــآعة النــآس بهــآ في هآته الفتــرة بالذآت ،
سيجلــب عليّ زوآبــع لآ يحمد جــآنبــهآ ،
فَهَلّآ نصيـــحه ؟؟!!

ومـــــــــــضــــــــــــة:
السنة سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق
مــآلكـ_رحــمــه الله-

حيــــــــآكــ الله وبيــآكـ وفي الفردوس الأعلـى جمعنــآ وإيــآكـ
 
لكن الاجتماع لقراءة القرآن الموافقة لسنة النبي صلى الله عليه و سلم و عمل السلف الصالح أن يقرأ أحد القوم و الباقون يسمعون، و من عرض له شك في معنى الآية استوقف القارئ، و تكلم من يحسن الكلام في تفسيرها حتى ينجلي تفسيرها، و يتضح للحاضرين، ثم يستأنف القارئ القراءة. هكذا كان الأمر في زمان النبي صلى الله عليه و سلم
بارك الله فيك أخي الكريم ونفع بك وجزاك خيرا

وجعل كل عمل تقوم به خالصا لوجهه الكريم
 
السلآم عليكــم ورحمــة الله وبركــآتــه
أستـــآذنــآ الفــآضــل ..
لقد درَجَتْ مسآجد مدينتنــآ ،
على الطــريقــة التي أنكــرهآ إمــآمنــآ مـآلكـ "رحمـه الله"
لــم أكــن أعلـــم أنهــآ مبتدَعــة ،
فنحن كنــآ ومآزآل بعضنــآ ندرس القرآن ،
ونحفـــظــه بطريقة الزوآيــآ ،
أي نقــوم بالكتــآبــة على اللوح
بقلم الرصآص ، ثم نقوم بعرض مــآ تمّت كتــآبتــه
على شيخنــآ ، بوآسطـة طريقة تسمّى "العَـــرْضــَـــة"
أي نعرِضُ عليه مــآ تمّ حفــظــه في تلكـ السآعتين والنصف_تقريبآ_
وهو يقــوم بتصــويب أخطــآئنـــآ ،
كــل وآحــد على حدى ،
ثم لمــآ تكتــمـــل "العــرضــة"
نقوم بمرآجعــة حزب معين من الأحزآب
التي حفظنــآهآ من قبــل ، بطريقــة جمــآعيـــة ،
بروآيــة ورش لقرآءة نــآفع عن طريق الإمـآم الأزرق،
ونتوقف عند الوقــوف التي هي موجودة ومضبـوطـة
بالــــرّســـم العثمـــآنــي في المصــحف ،
فهــل هذآ يعنـــي أنــه يجــب عليّ وفرض لآزم ،
أن أنـــشر هآتـه الرّســآلــة ؟
ســألقــى معآرضــة شديدة جدّآ ،
قد تصــل حدّ مقــآطــعتـــي ،
لأن هــآته الطريقــة هــــي الشــآئعــة مذ عشرآت السنيــن ،
ومحــآولــة زعزعــة قنــآعة النــآس بهــآ في هآته الفتــرة بالذآت ،
سيجلــب عليّ زوآبــع لآ يحمد جــآنبــهآ ،
فَهَلّآ نصيـــحه ؟؟!!

ومـــــــــــضــــــــــــة:
السنة سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق
مــآلكـ_رحــمــه الله-

حيــــــــآكــ الله وبيــآكـ وفي الفردوس الأعلـى جمعنــآ وإيــآكـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
أنصحك بقراءة هذا الكلام أولا ثم سوقه مع الأول في شكل نصيحة مؤدبة بأسلوب حكيم و ذكر للأدلة و البراهين، واعطاء للبديل الشرعي الذي يذكره الشيخ هنا في مقدمة كلامه حفظه الله.
يقول الشيخ :بن حنفية عابدين أحد أبرز فقهاء المذهب المالكي المعاصرين، ممن لهم قدم راسخة و علم واسع بالمذهب.
الإجتماع على قراءة القرآن , بحيث يقرأ واحد وينصت غيره من خير ما يفعله المسلمون , فإن قراءة القرآن أفضل أنواع الذكر , إذ خير الكلام كلام الله تعالى , فهو أفضل الذكر , وفي سنن الترمذي من حديث أبي أمامة مرفوعاً , وهو ضعيف :" وما تقرب العباد إلى الله بمثل ما خرج منه " , وترك تلاوة القرآن والاستماع إليه من جملة هجرانه الذي شكا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ربه في قوله :" وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا " .
ولما كانت عادة الناس قد جرت في بلادنا وغيرها من بعض بلدان المغرب الإسلامي على قراءة القراءن جماعة منذ قرون , ومن جملة قراءة ذلك قراءة الحزب الراتب في المساجد , وقد جعله الحاكم من جملة وظائف معلمي القرآن والأئمة , وكذا قراءة القرآن في الجنائز وغيرها من المناسبات , وقراءة سورة الفاتحة وآية الكرسي في بعض المساجد أدبار الصلوات , وحيث إن بعض الناس انبرى للكتابة في هذا الموضوع , يلتمسون له الأدلة , ويؤصلون له المشروعية , ويبعثون ما قال أهل العلم فيه منذ القدم بعثاً جديداً , ويعتبرون المنكر لذلك قد اتى إفكاً , وقال زرواً , وهم لا يعلمون أن إنكار القراءة جماعة هو مذهب مالك , وهم يزعمون أنهم يتبعونه , ويلومون من خرج عن مذهبه , ويصفون ما خالفه بالوافد ,,,
1 -السنة الفعلية
وقد دلت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الفعلية على أن القراءة إنما تكون من واحد , فإذا كان معه غيره واحداً كان أو أكثر استمع إليه , ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم أمر عبد الله بن مسعود أن يقرأ عليه , فقال له : أقرأ عليك وعليك نزل ؟ فقال :" إني أحب أن أسمعه من غيري " , فقرأ عليه حتى إذا بلغ قوله تعالى :" فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً , قال حسبك , فالتفت فإذا عيناه تذرفان ", دل قوله : إني أحب أن أسمعه من غيري " , على فضيلة الاستماع للقرآن , ودل قوله أقرأ وعليك نزل , على أن الحاضر يستمع ولو كان حافظاً أو أقرأ من التالي , لا كما عليه الأمر عندنا , فإنه يعاب الساكت الحافظ , كما دل الحديث على اختيار من يقرأ على الناس , بحيث يكون من الحفاظ المتقنين , فإن عبد الله بن مسعود كان من كبار حفاظ القرآن الكريم , وقد قال أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة , وهو في صحيح البخاري , وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل , فليقرأه على قراءة ابن أمّ عبد " , رواه ابن ماجة في المقدمة , كما دل الحديث على أن الأصل استماع ماعدا الواحد , إذ القراءة متوفرة .
كما استمع النبي صلى الله عليه وسلم لأبي موسى وهو يقرأ القرآن , وقد قال له :" يا أبا موسى أوتيت مزماراً من مزامير آل داود " وهو في صحيح البخاري عنه ,,
2- السنة التركية
و كما دل فعله صلى الله عليه وسلم على قراءة الواحد وإنصات ماعداه , فإنه لم يرد أنه قرأ مع جماعة , أو قرأ جماعة بمحضره فأقرهم , فاجتمع على ترك القراءة جماعة سنته الفعلية وسنته التركية وهي حجة , فإن الأمر إذا قام مقتضيه وانتفى مانعه ولم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم كان تركه له حجة , ومن فعله دخل في جملة المخالفين عن أمره ,وقد قال تعالى :" فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " .
وقراءة الفرد مع انصات غيره هي ما كان عليه الصحابة الكرام , ومن أتى بعدهم في الزمان الأول ,,
القراءة جماعة من المحدثات
وليعلم أن القراءة عبادة , والأصل في العبادة المنع إلا ما دل الدليل على جوازه , بخلاف المعاملة فإن الأصل فيها الجواز ,إلا ما دل الدليل على منعه , والقراءة الجماعية التقى فيها المشروع , وهو أصل القراءة , وهي كما تقدم من أعظم القربات , وغير المشروع وهو الوصف الذي ألحق بها , أعني قراءة الجماعة بصوت واحد , فهذا الزائد الذي ألحق بها محتاج إلى دليل , ولا دليل , والذي أراه أنه من البدع الإضافية , وكثير من الأمور التي هي مشروعة في الأصل ألحق بها وصف دون حجة من كتاب وسنة , وهذا الضرب من المخالفات يخفى على معظم الناس , ويتساهل فيه بعضهم , وكثيراً ما يستحسنونه , بل ربما أدخله بعض أهل العلم فيما سموه بالبدعة الحسنة , وما هو بها , ولا هي موجودة .


لا مناص من الخلل في القراءة

ثم إني لا أرى إمكان قراءة الناس جماعة مع ماهو معلوم بالضرورة من تفاوت سعة أنفاس القارئين , واختلافهم في تطويل المدود وتقصيرها , وفي مواضع الوقف , مما لا يمكن معه القراءة جماعة إلا بأحد أمرين : فإما أن يقرأ الواحد منهم مع غيره حتى إذا انقطع نفسه وقف , ثم أدرك غيره فيما هو فيه من التلاوة , فيفوته بعض القرآن : كلمة أو بعضها , أو كلمات , وفي هذه الحال قد يقف وقفاً قبيحاً , ويبتدئ ابتداء قبيحاً , وهذا هو الذي راعاه مالك فيما نقل عنه من كراهته للقراءة جماعة خشية تقطيع الكلام , فهذا الذي ذكرته من تعذر التوافق في القراءة الجماعية بين القارئين يكفي للتزهيد فيها , فكيف إذا كانت غير مشروعة في نفسها لكونها عبادة لم تفعل على هذا النحو المخترع ,,,
ثم إن الذين قالوا بجواز القراءة جماعة يذكرون شرطاً لذلك وهو أن تكون القراءة صحيحة خالية من اللحن , وذكرنا بعضه فيما تقدم يتعذر معه تلك الشروط , فمن تحدث عن الشروط التي ينبغي أن تتوفر في القراءة الجماعية حتى تجوز فعليه أن يستحضر هذا الذي قلت , فإنه لا يمكن التفصي منه .
والعجب من الإمام النووي رحمه الله كيف ذكر أن قراءة الجماعة جميعاً مستحبة , ونسبها إلى السلف والخلف , وأنكر قول مالك ومن نحا نحوه في عيبها , ثم ذكر عن القراءة بالدارة , وهي قراءة المجتمعين واحداً بعد واحد , إما من حيث انتهى من تقدمه , أو من غير ذلك , ووصفها بأنها جائزة حسنة , واستصوب راي مالك فيها , مع أنها قراءة مشروعة , أو أقل إنها تقع في المرتبة الوسطى , فإن قراءة الواحد وإنصات الباقين هي المتفق على مشروعيتها , وقراءة الدارة في معناها , والقراءة الجماعية هي التي الكلام فيها , بل إن مالكاً رحمه الله نقل عنه في قراءة الجماعة على الواحد قولان الأول بالكراهة , والثاني بالجواز , وقد نقل الشيخ الدسوقي عن بعض شيوخه قوله : والظاهر من الروايتين الكراهة , لأن كلام الله ينبغي مزيد الاحتياط فيه , ومحل الخلاف إذا كان في إفراد كل قارئ بالقراءة مشقة , فإن انتفت المشقة فالكراهة اتفاقاً " , فتأمل كلام أهل المذهب في القراءة جماعة على الوجه التعليم , فكيف بغيرها مما نراه ؟ .

هل هذه القراءة مما تعمر به المساجد ؟
فإن قيل : إن القراءة جماعة فيها من التشجيع على الحفظ والتنافس في التلاوة وعمارة المساجد بقراءة القرآن فيها باستمرار ما يدعو إلى إقرارها , لما يترتب عليها من المصلحة , فالجواب هو قول الله تعالى :" وماكان ربّك نسيا " , والشريعة قد تكفلت بمصالح العباد , ودلت عليها بما فيها من الأوامر , ودفعت عنهم المفاسد بما فيها من النواهي , فهما عنوانان على المصالح والمفاسد , ومايراه الناس من المصالح المرتبة على الوسائل غير المشروعة ليس مصلحة حقيقية , بل هي موهومة , وإن بدت للناس كذلك , وأي مصلحة في تجاوز الشرع ومخالفته , ولا سيما في العبادات والقراءة من جملتها , ولو ذهبنا نتتبع المعاني لقلنا إن التشجيع والتنافس يكون أكبر إذا ما قرأ الواحد وأنصت الباقون , أو تداولوا على القراءة , وماذا يقال عن الدول التي لا يقرأ فيها جماعة كموريتانيا مثلاً , وحفاظها أكثر من حفاظنا نسبة ؟ .
أما أن قراءة القرآن على هذا النحو هي مما تعمر به المساجد , فالجواب أنها إنما تعمر بما يشرع فيها من الأعمال , من الصلاة , والذكر , والمدارسة , والاعتكاف , ومن جملتها قراءة القرآن على النحو المشروع , وليس من جملة ذلك القراءة جماعة , نعم إنها عماروها مظهرية شكلية , وما أشد الناس عناية بالمظاهر !!

التكرير وتلقين الجماعة

فإن قيل : فالتلقين والتكرير جماعة ؟ , قيل : مالحاجة إليه ؟ , وأي فرق بين التكرير وغيره , ؟ , ثم إن التلقين للمجموع بصوت واحد إن كانوا صغاراً مبتدئين فقد علمنا بالتجربة طوال سنوات عملنا أنهم يرتكبون من الأخطاء مالا يمكن للمعلم أن يتفطن له بسبب اختلاط الأصوات , ويعسر عليه أن يصلحه بعد أن يتعود عليه القارئ المبتدئ ويتمرن عليه لسانه إن طلع عليه , لذلك كنا نوجه المعلمين إلى التلقين الفردي , حتى إذا استقامت ألسنة الصغار على كلام الله تعالى لقنوهم جماعة , أما الكبار فما الحاجة إلى ذلك معهم غير العناية بالمظاهر كما يفعل في بعض القنوات الفضائية التي تعني بتعليم ترتيل القرآن الكريم , ولا ننسى أن من تعود التكرير الجماعي وألفه فإنه يعسر عليه تركه , فضلاً عن كونه لا حاجة إليه ,فلم لا يقرأ كل واحد لنفسه ؟.
فإن قيل إن التلقين والتكرير لا يقصد بهما التعبد , بل الغرض الحفظ والاتقان والتشجيع , فالجواب أن الإتقان لا يحصل بالقراءة الجماعية , والتشجيع يكون بغيرها كما تقدم , أما انه لا يقصد به التعبد فغير ممكن , إذ لايصح للمسلم أن يفعل عبادة , ويقول أنا لا أقصد التعبد بها , إلا على وجه التعليم , والأمر في القراءة جماعة وفي التلقين والتكرير ليس كذلك ,,.
" منهجية ابن أبي جمعة الهبطي في أوقاف القرآن الكريم ", للشيخ بن حنفية عابدين

للأمانة الموضوع منقول من منتديات تبسة الاسلامية و هو كما ذكر صاحبه مستل من أحد الردود.
 
آخر تعديل:
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
أنصحك بقراءة هذا الكلام أولا ثم سوقه مع الأول في شكل نصيحة مؤدبة بأسلوب حكيم و ذكر للأدلة و البراهين، واعطاء للبديل الشرعي الذي يذكره الشيخ هنا في مقدمة كلامه حفظه الله.
يقول الشيخ :بن حنفية عابدين أحد أبرز فقهاء المذهب المالكي المعاصرين، ممن لهم قدم راسخة و علم واسع بالمذهب.
الإجتماع على قراءة القرآن , بحيث يقرأ واحد وينصت غيره من خير ما يفعله المسلمون , فإن قراءة القرآن أفضل أنواع الذكر , إذ خير الكلام كلام الله تعالى , فهو أفضل الذكر , وفي سنن الترمذي من حديث أبي أمامة مرفوعاً , وهو ضعيف :" وما تقرب العباد إلى الله بمثل ما خرج منه " , وترك تلاوة القرآن والاستماع إليه من جملة هجرانه الذي شكا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ربه في قوله :" وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا " .
ولما كانت عادة الناس قد جرت في بلادنا وغيرها من بعض بلدان المغرب الإسلامي على قراءة القراءن جماعة منذ قرون , ومن جملة قراءة ذلك قراءة الحزب الراتب في المساجد , وقد جعله الحاكم من جملة وظائف معلمي القرآن والأئمة , وكذا قراءة القرآن في الجنائز وغيرها من المناسبات , وقراءة سورة الفاتحة وآية الكرسي في بعض المساجد أدبار الصلوات , وحيث إن بعض الناس انبرى للكتابة في هذا الموضوع , يلتمسون له الأدلة , ويؤصلون له المشروعية , ويبعثون ما قال أهل العلم فيه منذ القدم بعثاً جديداً , ويعتبرون المنكر لذلك قد اتى إفكاً , وقال زرواً , وهم لا يعلمون أن إنكار القراءة جماعة هو مذهب مالك , وهم يزعمون أنهم يتبعونه , ويلومون من خرج عن مذهبه , ويصفون ما خالفه بالوافد ,,,
1 -السنة الفعلية
وقد دلت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الفعلية على أن القراءة إنما تكون من واحد , فإذا كان معه غيره واحداً كان أو أكثر استمع إليه , ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم أمر عبد الله بن مسعود أن يقرأ عليه , فقال له : أقرأ عليك وعليك نزل ؟ فقال :" إني أحب أن أسمعه من غيري " , فقرأ عليه حتى إذا بلغ قوله تعالى :" فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً , قال حسبك , فالتفت فإذا عيناه تذرفان ", دل قوله : إني أحب أن أسمعه من غيري " , على فضيلة الاستماع للقرآن , ودل قوله أقرأ وعليك نزل , على أن الحاضر يستمع ولو كان حافظاً أو أقرأ من التالي , لا كما عليه الأمر عندنا , فإنه يعاب الساكت الحافظ , كما دل الحديث على اختيار من يقرأ على الناس , بحيث يكون من الحفاظ المتقنين , فإن عبد الله بن مسعود كان من كبار حفاظ القرآن الكريم , وقد قال أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة , وهو في صحيح البخاري , وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل , فليقرأه على قراءة ابن أمّ عبد " , رواه ابن ماجة في المقدمة , كما دل الحديث على أن الأصل استماع ماعدا الواحد , إذ القراءة متوفرة .
كما استمع النبي صلى الله عليه وسلم لأبي موسى وهو يقرأ القرآن , وقد قال له :" يا أبا موسى أوتيت مزماراً من مزامير آل داود " وهو في صحيح البخاري عنه ,,
2- السنة التركية
و كما دل فعله صلى الله عليه وسلم على قراءة الواحد وإنصات ماعداه , فإنه لم يرد أنه قرأ مع جماعة , أو قرأ جماعة بمحضره فأقرهم , فاجتمع على ترك القراءة جماعة سنته الفعلية وسنته التركية وهي حجة , فإن الأمر إذا قام مقتضيه وانتفى مانعه ولم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم كان تركه له حجة , ومن فعله دخل في جملة المخالفين عن أمره ,وقد قال تعالى :" فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " .
وقراءة الفرد مع انصات غيره هي ما كان عليه الصحابة الكرام , ومن أتى بعدهم في الزمان الأول ,,
القراءة جماعة من المحدثات
وليعلم أن القراءة عبادة , والأصل في العبادة المنع إلا ما دل الدليل على جوازه , بخلاف المعاملة فإن الأصل فيها الجواز ,إلا ما دل الدليل على منعه , والقراءة الجماعية التقى فيها المشروع , وهو أصل القراءة , وهي كما تقدم من أعظم القربات , وغير المشروع وهو الوصف الذي ألحق بها , أعني قراءة الجماعة بصوت واحد , فهذا الزائد الذي ألحق بها محتاج إلى دليل , ولا دليل , والذي أراه أنه من البدع الإضافية , وكثير من الأمور التي هي مشروعة في الأصل ألحق بها وصف دون حجة من كتاب وسنة , وهذا الضرب من المخالفات يخفى على معظم الناس , ويتساهل فيه بعضهم , وكثيراً ما يستحسنونه , بل ربما أدخله بعض أهل العلم فيما سموه بالبدعة الحسنة , وما هو بها , ولا هي موجودة .


لا مناص من الخلل في القراءة

ثم إني لا أرى إمكان قراءة الناس جماعة مع ماهو معلوم بالضرورة من تفاوت سعة أنفاس القارئين , واختلافهم في تطويل المدود وتقصيرها , وفي مواضع الوقف , مما لا يمكن معه القراءة جماعة إلا بأحد أمرين : فإما أن يقرأ الواحد منهم مع غيره حتى إذا انقطع نفسه وقف , ثم أدرك غيره فيما هو فيه من التلاوة , فيفوته بعض القرآن : كلمة أو بعضها , أو كلمات , وفي هذه الحال قد يقف وقفاً قبيحاً , ويبتدئ ابتداء قبيحاً , وهذا هو الذي راعاه مالك فيما نقل عنه من كراهته للقراءة جماعة خشية تقطيع الكلام , فهذا الذي ذكرته من تعذر التوافق في القراءة الجماعية بين القارئين يكفي للتزهيد فيها , فكيف إذا كانت غير مشروعة في نفسها لكونها عبادة لم تفعل على هذا النحو المخترع ,,,
ثم إن الذين قالوا بجواز القراءة جماعة يذكرون شرطاً لذلك وهو أن تكون القراءة صحيحة خالية من اللحن , وذكرنا بعضه فيما تقدم يتعذر معه تلك الشروط , فمن تحدث عن الشروط التي ينبغي أن تتوفر في القراءة الجماعية حتى تجوز فعليه أن يستحضر هذا الذي قلت , فإنه لا يمكن التفصي منه .
والعجب من الإمام النووي رحمه الله كيف ذكر أن قراءة الجماعة جميعاً مستحبة , ونسبها إلى السلف والخلف , وأنكر قول مالك ومن نحا نحوه في عيبها , ثم ذكر عن القراءة بالدارة , وهي قراءة المجتمعين واحداً بعد واحد , إما من حيث انتهى من تقدمه , أو من غير ذلك , ووصفها بأنها جائزة حسنة , واستصوب راي مالك فيها , مع أنها قراءة مشروعة , أو أقل إنها تقع في المرتبة الوسطى , فإن قراءة الواحد وإنصات الباقين هي المتفق على مشروعيتها , وقراءة الدارة في معناها , والقراءة الجماعية هي التي الكلام فيها , بل إن مالكاً رحمه الله نقل عنه في قراءة الجماعة على الواحد قولان الأول بالكراهة , والثاني بالجواز , وقد نقل الشيخ الدسوقي عن بعض شيوخه قوله : والظاهر من الروايتين الكراهة , لأن كلام الله ينبغي مزيد الاحتياط فيه , ومحل الخلاف إذا كان في إفراد كل قارئ بالقراءة مشقة , فإن انتفت المشقة فالكراهة اتفاقاً " , فتأمل كلام أهل المذهب في القراءة جماعة على الوجه التعليم , فكيف بغيرها مما نراه ؟ .

هل هذه القراءة مما تعمر به المساجد ؟
فإن قيل : إن القراءة جماعة فيها من التشجيع على الحفظ والتنافس في التلاوة وعمارة المساجد بقراءة القرآن فيها باستمرار ما يدعو إلى إقرارها , لما يترتب عليها من المصلحة , فالجواب هو قول الله تعالى :" وماكان ربّك نسيا " , والشريعة قد تكفلت بمصالح العباد , ودلت عليها بما فيها من الأوامر , ودفعت عنهم المفاسد بما فيها من النواهي , فهما عنوانان على المصالح والمفاسد , ومايراه الناس من المصالح المرتبة على الوسائل غير المشروعة ليس مصلحة حقيقية , بل هي موهومة , وإن بدت للناس كذلك , وأي مصلحة في تجاوز الشرع ومخالفته , ولا سيما في العبادات والقراءة من جملتها , ولو ذهبنا نتتبع المعاني لقلنا إن التشجيع والتنافس يكون أكبر إذا ما قرأ الواحد وأنصت الباقون , أو تداولوا على القراءة , وماذا يقال عن الدول التي لا يقرأ فيها جماعة كموريتانيا مثلاً , وحفاظها أكثر من حفاظنا نسبة ؟ .
أما أن قراءة القرآن على هذا النحو هي مما تعمر به المساجد , فالجواب أنها إنما تعمر بما يشرع فيها من الأعمال , من الصلاة , والذكر , والمدارسة , والاعتكاف , ومن جملتها قراءة القرآن على النحو المشروع , وليس من جملة ذلك القراءة جماعة , نعم إنها عماروها مظهرية شكلية , وما أشد الناس عناية بالمظاهر !!

التكرير وتلقين الجماعة

فإن قيل : فالتلقين والتكرير جماعة ؟ , قيل : مالحاجة إليه ؟ , وأي فرق بين التكرير وغيره , ؟ , ثم إن التلقين للمجموع بصوت واحد إن كانوا صغاراً مبتدئين فقد علمنا بالتجربة طوال سنوات عملنا أنهم يرتكبون من الأخطاء مالا يمكن للمعلم أن يتفطن له بسبب اختلاط الأصوات , ويعسر عليه أن يصلحه بعد أن يتعود عليه القارئ المبتدئ ويتمرن عليه لسانه إن طلع عليه , لذلك كنا نوجه المعلمين إلى التلقين الفردي , حتى إذا استقامت ألسنة الصغار على كلام الله تعالى لقنوهم جماعة , أما الكبار فما الحاجة إلى ذلك معهم غير العناية بالمظاهر كما يفعل في بعض القنوات الفضائية التي تعني بتعليم ترتيل القرآن الكريم , ولا ننسى أن من تعود التكرير الجماعي وألفه فإنه يعسر عليه تركه , فضلاً عن كونه لا حاجة إليه ,فلم لا يقرأ كل واحد لنفسه ؟.
فإن قيل إن التلقين والتكرير لا يقصد بهما التعبد , بل الغرض الحفظ والاتقان والتشجيع , فالجواب أن الإتقان لا يحصل بالقراءة الجماعية , والتشجيع يكون بغيرها كما تقدم , أما انه لا يقصد به التعبد فغير ممكن , إذ لايصح للمسلم أن يفعل عبادة , ويقول أنا لا أقصد التعبد بها , إلا على وجه التعليم , والأمر في القراءة جماعة وفي التلقين والتكرير ليس كذلك ,,.
" منهجية ابن أبي جمعة الهبطي في أوقاف القرآن الكريم ", للشيخ بن حنفية عابدين

للأمانة الموضوع منقول من منتديات تبسة الاسلامية و هو كما ذكر صاحبه مستل من أحد الردود.
السلآم عليــكم ورحمـة الله وبركــآته
متشكــرة أستــآذنــآ عالتوضيحــآت ،
وان شالله في موآزين الحسنــآت ،
وكــلآم المشــآيخ الكــرآم على رآسنــآ :regards01:
لكـــــــــــــــن
لقد قمتُ بتلوين عبآرة من عبآرآت
الرّد وتسطيرها ، فهــل هي تعني أن التلقين الجمآعي
للأفرآد بعد أن يكبــروآ ويشبّوآ على النطق السليم
جــــــــآئزة ؟؟!!
:regards01:
 
السلآم عليــكم ورحمـة الله وبركــآته
متشكــرة أستــآذنــآ عالتوضيحــآت ،
وان شالله في موآزين الحسنــآت ،
وكــلآم المشــآيخ الكــرآم على رآسنــآ :regards01:
لكـــــــــــــــن
لقد قمتُ بتلوين عبآرة من عبآرآت
الرّد وتسطيرها ، فهــل هي تعني أن التلقين الجمآعي
للأفرآد بعد أن يكبــروآ ويشبّوآ على النطق السليم
جــــــــآئزة ؟؟!!
:regards01:
التلقين عند التعليم هو أن يقرأ الشيخ الأية ثم يقرأها الطلبة على إثره على نحو ما قرأ، و هذا يكون بعد التعليم و التلقين الفردي، وهذا الوجه في التعليم أجازه المحقيقين من أهل العلم، أما الحفظ الجماعي و القراءة الجماعية فهذه التي تشيع و تذيع في مساجدنا، علما أني لم أرى متقنا للقرأن حفظ بهذه الطريقة، أعني طريقة الحفظ الجماعي لا التلقين، بل رأيت من زاول طريقة الحفظ الجماعي ما يزيد عن عشر سنوات، يحسب نفسه يحفظ و هو في الحقيقة و عند التحقيق لم يحفظ الا أقل القليل مما يكثر تلاوته عند الصلوات حتى ملَّ المصلين الصلاة ورائه، و على العكس من ذلك، شيخي الذي يقرئني القرأن، ظابط و متقن تتلمذ في المدرسة القرأنية بطريقة الكتاتيب القديمة، لكنه كان يحفظ لوحده و يعرض لوحده حتى نبغ،حتى اننا نعرض عليه مشافهتا من غير حمله للمصحف وفي الحلقة الواحدة من كل جزء، منا من هو في الأعراف و منا من هو في هود و منا من هو الجاثية و منا من هو في المجادلة و منا من في الأعلى و منا من في الأسفل، لا يختلط عليه القرأن قط لا في رسمه و لا تشكيله و لا أحكام تلاوته و لا حتى في موضعه، مما جعلني أنبهر به و أجعله قدوة لي في حفظه و ظبطه، وجعلني أوصي كل أخ و أخت بهذه الطريقة المثلى التي سار عليها السلف و تابع عليها خيرة الخلف. أسأل الله لي و لكم و لكل المؤمنين و المؤمنات التوفيق و الاخلاص.
 
آخر تعديل:
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top