مسابقة في العقيدة (المرحلة الأخيرة و الحاسمة)

السؤال السادس: ما هو الصراط المستقيم الذي أمرنا الله تعالى بسلوكه ، ونهانا عن اتباع غيره، بماذا يتأتى سلوكه والسلامة من الانحراف عنه، ثم ما معنى العروة الوثقى، و هل يتأتى لمن اعتصم بها سلوك الصراط المستقيم؟


هو دين الاسلام الذي ارسل به رسلهوانزل به كتبه
ولم يقبل من احدا سواه ولا ينجو الا من سلكه
ومن سلك غيره تشعبت عليه الطرق وتفرقت به السبل .
قال تعالى
(وان هذا صراط مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل
فتفرق بكم عن سبيله)
وخط النبي صلى الله عليه وسلم خطاً ثم قال (هذا سبيل الله مستقيما)
وخط خطوطاً عن يمينه وشماله ثم قال (هذه سبل ليس منها سبيل
الا عليه الشيطان يدعو اليه)
ثم قرأ (وان هذا صراط مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)
قال صلى الله عليه وسلم (ضرب الله مثلا صراطاً مستقيماً وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما ابواب مفتحة وعلى الابواب ستور مرخاة
وعلى باب الصراط داع يقول : يا ايها الناس ادخلوا الصراط المستقيم جميعا ولا تفرقوا ، وداع يدعو من فوق الصراط
فاذا اراد الانسان ان يفتح شيئاً من تلك الابواب قال :ويحك لا تفتحه فانك ان تفتحه تلجهفالصراط الاسلام والسوران حدود الله
والابواب المفتحة محارم الله
وذلك الداعي على راس الصراط كتاب الله
والداعي من فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم) .
بماذا يتاتى سلوكه والسلامة من الانحراف عنه؟
لا يحصل ذلك الا :بالتمسك بالكتاب والسنة والسير بسيرهما والوقوف عند حدودهما
وبذلك يحصل تجريد التوحيد لله
وتجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم
(ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداءوالصالحين وحسن اولئك رفيقا)
وهؤلاء المنعم عليهم المذكورون ههنا تفصيلا
هم الذين اضاف الصراط اليهم في فاتحة الكتاب بقوله تعالى (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليم ولا الضالين) .
ولا اعظم منة على العبد :
من هدايته الى هذا الصراط المستقيم
وتجنيبه السبل المضلة .
وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم امته على ذلك
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
(تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها
لا يزيغ عنها بعدي الا هالك" انتهى.
فاللهم اجعلنا من اهل الصراط السوي ..

الحافظ العلامة حافظ الحكمي في كتابه القيم اعلام السنة
ذكرت كلمة (العروة الوثقى) في موضعين من كتاب الله تعالى، الأولى في سورة البقرة، قال الله تعالى: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {البقرة:256}، الثاني في سورة لقمان، قال الله تعالى: وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ {لقمان:22}، وهي في كلا الموضعين قد فسرت بعدة تفسيرات، فقد فسرها بعض المفسرين بـ (لا إله إلا الله)، وقال آخرون هي الإيمان، وقال آخرون هي الإسلام، وقال آخرون هي القرآن، وكل هذه الأقوال لا تعارض بينها لأن من تمسك بلا إله إلا الله فقد تمسك بالإيمان والإسلام والقرآن، والمقصود أنه تمسك بالدين القويم الذي ثبتت قواعده ورسخت أركانه وكان المتمسك به على ثقة من أمره لكونه استمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها أي لا انقطاع لها..





جزاك الله خيرا.
نفس التقييم مع نفس السؤال المطروح على الأخ الطيب.
 
توقيع ابو ليث
ما هو الصراط المستقيم الذي أمرنا الله تعالى بسلوكه ، ونهانا عن اتباع غيره، بماذا يتأتى سلوكه والسلامة من الانحراف عنه، ثم ما معنى العروة الوثقى، و هل يتأتى لمن اعتصم بها سلوك الصراط المستقيم؟


اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ والمعنى دلنا على الخير وأرشدنا إليه وثبتنا عليه ، والصراط المستقيم هو دين الله وهو القرآن والسنة يعني ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ، فهذا هو الصراط المستقيم وهو الإسلام وهو الإيمان والبر والتقى وهو دين الله الشيخ بن باز حمه الله

فالصراط المستقيم هو ما بعث الله به رسوله محمداً بفعل ما أمر، وترك ما حظر، وتصديقه فيما أخبر، لا طريق إلى الله إلا ذلك. وهذا سبيل أولياء الله المتقين وحزب الله المفلحين وجند الله الغالبين مجموع الفتاوى (01/145)

عن أبي العالية قال: قال رجلٌ لأُبَيّ بنِ كعب: أوْصني، قال: "اتخذْ كتابَ الله إمامًا، وارضَ به قاضياً وحَكمًا، فإنّه الذي استخلف فيكم رسولكم، شفيع، مطاع وشاهد لا يتهم، فيه ذكركم وذكر من قبلكم، وحكمُ ما بينكم، وخبركم وخبر ما بعدكم" [سير أعلام النبلاء، للذهبي: 1/392]

[FONT=&quot]سُئِل الحسنُ الجوزجاني: كيفَ الطَّريقُ إلىَ الله؟ فقال: الطُّرُقُ إلىَ الله ِكثيرةٌ، وَأَوْضَحُ الطُّرُقِ وأبعَدُها عنِ الشُّبهِ اتِّباع السَّنّة قوْلاً وَفِعْلاً وَعزْماً وَعقْدًا ونِيَّةً، لأَنَّ الله يقول: (وَإنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا) فقيل له: كيفَ الطّريقُ إلىَ السُّنَّةِ؟ فقال: مُجانبة البِدعِ، واتِّباع ما أجمعَ عليهِ الصَّدْرُ الأوَّل منَ عُلَماءِ الإسْلام، والتَّباعدُ عنْ مجاِلسِ الكلامِ وأهلِهِ؛ ولزوم طريقةِ الاِقتداءِ وبذلك َ أُمِرَ النَّبِيُّ صلَّى الله عليهِ وسلَّم بقولهِ تعالى: (ثُمَّ أَوْحَيْناَ إلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ) [الاعتصام للشاطبي: 1/62 ][FONT=&quot]

[/FONT][/FONT]السؤال: أحسن الله إليكم وبارك فيكم هذا السائل يقول ما هي العروة الوثقى. الجواب
الشيخ: العروة الوثقى هي الإسلام وسميت عروة وثقى لأنها توصل إلى الجنة نعم.

مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب الشيخ بن عثيمين رحمه الله

اعلم أخا الإسلام أرشدك الله لطاعته ووفقك لمحبته أن خير الكلمات وأعظمها وأنفعها وأجلّها كلمة التوحيد « لا إله إلا الله » ؛ فهي العروة الوثقى ، وهي كلمة التقوى ، وهي أعظم أركان الدين ، وأهم شعب الإيمان ، وهي سبيل الفوز بالجنة والنجاة من النار ، لأجلها خلق الله الخلق وأنزل الكتب وأرسل الرسل ، وهي كلمة الشهادة ومفتاح دار السعادة ، وهي أصل الدين وأساسه ورأس أمره، (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [آل عمران:18] ، والنصوص الواردة في فضلها وأهميتها وعظم شأنها كثيرة جداً في الكتاب والسنة .
شروط لا إله إلا الله عبد الرزاق البدر

شذرات و قبسات جد جد مهمات.
أنصحك أن تتوجهي للعلم الشرعي، فأراك قادرة على تحصيله و النبوغ فيه، و كذلك نفس التوجيه للأخ الطيب و الأخت أمينة.
وفقكم الله الى كل خير.
لا يفوتني أنك مطالبة بالجواب على نفس السؤال الموجه الى الأخ الطيب.
 
توقيع ابو ليث
اجابة أختنا (Nina dz) كانت مفيدة، و قد ساهمت معنا حفظها الله على رغم المشكل التقني الذي تعاني منه، فجزها الله كل خير و أجزل لها المثوبة و أعظم لها العطاء، انه ولي ذلك و القادر عليه.
 
توقيع ابو ليث
بارك الله فيك أخي الفاضل المفضال، العلامة الكاملة أيضا لكن شريطة ذكر صحة حديث الحكيم الترمذي : " { أفلا أدلك على ما يذهب الله به عنك صغار الشرك وكباره , تقول كل يوم ثلاث مرات : اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلم , وأستغفرك لما لا أعلم }.صحيح الجامع
باركالله فيك على التنبيه اخي ابوليث
 
توقيع الطيب الجزائري84
وقال إسحاق بن راهويه : أنا جرير ، عن ليث بن أبي سليم ، عمن حدثه ، عن معقل بن يسار قال : قال أبو بكر الصديق وشهد به على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الشرك فقال : « هو أخفى فيكم من دبيب النمل » فقال أبو بكر : يا رسول الله ، هل الشرك إلا أن نجعل مع الله إلها آخر ؟ فقال : « ثكلتك (1) أمك يا أبا بكر الشرك أخفى فيكم من دبيب النمل وسأدلك على شيء إذا فعلته ذهب عنك صغار الشرك وكباره أو صغير الشرك وكبيره قل : اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم ، وأستغفرك لما لا أعلم » ثلاث مرات قال أبو يعلى : ثنا موسى بن محمد بن حيان ، ثنا فهد ، وروح بن أسلم قالا : ثنا عبد العزيز بن مسلم ، عن ليث ، عن أبي محمد ، عن معقل بن يسار ، فذكر نحوه . قلت : ليث ضعيف ؛ لسوء حفظه واختلاطه ، وشيخه مبهم قال أبو يعلى : ثنا إسحاق بن إبراهيم هو ابن أبي إسرائيل ، ثنا هشام بن يوسف ، عن ابن جريج ، في قوله تعالى : جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه (2) ، أخبرني ليث بن أبي سليم ، عن أبي محمد ، عن حذيفة ، عن أبي بكر إما حضر ذلك حذيفة من النبي صلى الله عليه وسلم وإما أخبره أبو بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : . . . . . . . . . ، فذكره
المطالب العالية للحافظ ابن حجر العسقلاني
 
بارك الله فيك أخي الفاضل المفضال، العلامة الكاملة أيضا لكن شريطة ذكر صحة حديث الحكيم الترمذي : " { أفلا أدلك على ما يذهب الله به عنك صغار الشرك وكباره , تقول كل يوم ثلاث مرات : اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلم , وأستغفرك لما لا أعلم }.

وقال إسحاق بن راهويه : أنا جرير ، عن ليث بن أبي سليم ، عمن حدثه ، عن معقل بن يسار قال : قال أبو بكر الصديق وشهد به على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الشرك فقال : « هو أخفى فيكم من دبيب النمل » فقال أبو بكر : يا رسول الله ، هل الشرك إلا أن نجعل مع الله إلها آخر ؟ فقال : « ثكلتك (1) أمك يا أبا بكر الشرك أخفى فيكم من دبيب النمل وسأدلك على شيء إذا فعلته ذهب عنك صغار الشرك وكباره أو صغير الشرك وكبيره قل : اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم ، وأستغفرك لما لا أعلم » ثلاث مرات قال أبو يعلى : ثنا موسى بن محمد بن حيان ، ثنا فهد ، وروح بن أسلم قالا : ثنا عبد العزيز بن مسلم ، عن ليث ، عن أبي محمد ، عن معقل بن يسار ، فذكر نحوه . قلت : ليث ضعيف ؛ لسوء حفظه واختلاطه ، وشيخه مبهم قال أبو يعلى : ثنا إسحاق بن إبراهيم هو ابن أبي إسرائيل ، ثنا هشام بن يوسف ، عن ابن جريج ، في قوله تعالى : جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه (2) ، أخبرني ليث بن أبي سليم ، عن أبي محمد ، عن حذيفة ، عن أبي بكر إما حضر ذلك حذيفة من النبي صلى الله عليه وسلم وإما أخبره أبو بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : . . . . . . . . . ، فذكره
المطالب العالية للحافظ ابن حجر العسقلاني

تتمة للفائدة هنا تخاريج الحديث بألفاظ متعددة
 
جزاك الله خير أختي على التتمة الطيبة
 
بارك الله في كل من الأختين الفاضلتين.
لزيادة الفائدة و تتمة النفع اليكم روابط هذه المطويات الطيبة.
[مطوية] حقيقة الشهادتين
[للتحميل]
من هنا

[مطوية] الشرك ومظاهره
[للتحميل]
من هنا

[مطوية] التَّميمة
[للتحميل]
من هنا

[مطوية] عقيدة الإمام مالك بن أنس
[للتحميل]
من هنا.


[مطوية] خطورة التسرع في التكفير
هيئة كبار العلماء
[للتحميل]
من هنا

[مطوية] متن ثلاثة الأصول
لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى
[للتحميل]
من هنا.


[مطوية] العلمانية حقيقتها وخطورتها
لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله تعالى
[للتحميل]
من هنا.

[مطوية] كيف ترسخ التوحيد في قلبك
[للتحميل]
من هنا.


[مطوية] تنبيه الغيور على حكم الصلاة في المساجد التي فيها قبور
من فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى
[للتحميل]
من هنا.

[مطوية] إن الشرك لظلم عظيم
من فتاوى: اللجنة الدَّائمة للبحوث العلمية والإفتاء؛ الشّيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله؛ الشّيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
[للتحميل]
من هنا.

[مطوية] فضائل التوحيد
للعلامة ابن القيم رحمه الله
[للتحميل]
من هنا.
[مطوية] الشرك ومظاهره عند العلامة ابن باديس رحمه الله
[للتحميل]
من هنا.
 
توقيع ابو ليث
السؤال السابع:
أعط تعريفا جامعا للكبائر، و ما هي السبع الموبقات وهل هي من الكبائر، ثم لما سميت بالموبقات، هل تنفع في محوها التوبة النصوح، ماهي شروطها اذا، و متى تنقطع التوبة عن صاحبها و لا تقبل منه.

لم تبقى الا ثلاثة أسئلة، فنحن اذا في العد التنزلي الحاسم للانتهاء من مضمار هذه لمسابقة الطيبة، أحسن الله ختامنا و ختامكم.
 
توقيع ابو ليث
إن الكبائر جمع كبيرة، والكبيرة في اللغة تعني: الشيء العظيم،وتقول: أَكْبَرْت الشيءَ أي استعظمته، والتكبير: التعظيم،ومنه قوله تعالى:{ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ} [يوسف: 31]، أي: أعظمنه، على قول أكثر المفسرين[1]؛ فالمقصود بالكبائر إذًا: الذنوب العظام.
لسان العرب (12/13)، وتفسير الطبري (12/204)، وتفسير ابن كثير (2/477).

قال ابن حجر : " ومن أحسن التعاريف قول القرطبي في المفهم " كل ذنب أطلق عليه بنص كتاب أو سنة أو إجماع أنه كبيرة أو عظيم أو أخبر فيه بشدة العقاب أو علق عليه الحد أو شدد النكير عليه فهو كبيرة " . اهـ فتح الباري

________________________

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبيr قال :
« اجتنبوا السبع الموبقات.
قالوا : يا رسول الله وما هن ؟.
قال : الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ؛ وأكل الربا وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات » رواه البخاري(1) ومسلم(2) وأبو داود(3) والنسائي(4)
الموبقات : المهلكات.
يحذر الرسول - أمته من الوقوع في الذنوب الموبقة – وهي : المردية المهلكة وكل واحدة من هذه السبع توقع صاحبها في الهلكة.
مذكرة الحديث النبوي في العقيدة والاتباع _ربيع المدخلي
_______________
التوبة من الكبائر والصغائر، لكن من تاب من الكبائر غفر الله له الصغائر، كما قال تعالى: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ[النساء: 31]، يعني الصغائر، وندخلكم مدخلاً كريماً، فإذا تجنب العبد الكبائر أو تاب منها إلى الله توبة صحيحة توبة نصوحاً غفر الله له الصغائر، والكبائر هي التي جاء فيها الوعيد بالنار، أو بغضب الله أو باللعنة أو بإقامة حد فيها كحد الزنا، أو نحو ذلك، يقال لها: كبائر، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، كفارات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر). ابن باز
التوبة النصوح يكفر الله بها جميع الذنوب حتى الشرك؛ لقول الله سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[2]، وقوله عز وجل في سورة (الفرقان): وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا[3].
فأخبر سبحانه في هاتين الآيتين: أن المشرك والقاتل بغير حق والزاني يلقى أثاماً، يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً، إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((التوبة تجب ما قبلها))،وقال عليه الصلاة والسلام: ((التائب من الذنب كمن لا ذنب له)).
وشروط التوبة النصوح التي يكفر الله بها الخطايا ثلاثة:
الأول: الندم على ما وقع منه من السيئات والمعاصي.
والثاني: تركها والإقلاع منها؛ خوفاً من الله سبحانه وتعظيماً له.
والثالث: العزم الصادق ألا يعود فيها.
وهناك شرط رابع لصحة التوبة، إذا كان الذنب يتعلق بالمخلوق؛ كالقتل والضرب وأخذ المال، ونحو ذلك: وهو إعطاؤه حقه، أو استحلاله من ذلك.
نسأل الله أن يوفقنا والمسلمين جميعاً للتوبة النصوح من جميع الذنوب، إنه جواد كريم.


[1] صدرت من سماحته بتاريخ 27/5/1419هـ.

[2] سورة النور، الآية 31.

[3] سورة الفرقان، الآيات 68- 70.

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثاني والعشرون.ابن باز
____________________
الحال الأول: حال الغرغرة فإذا غرغر الإنسان وهو قد ودع الدنيا وختم على صفحات أعماله وأصبح الموت أقرب إليه من شراك نعله فحينئذ لا تقبل توبته؛ لأن أعماله قد ختمت، وهو يشاهد قبل الموت أحوالاً عجيبة هي التي ذكرها الله في قوله:
sQoos.gif
وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ
eQoos.gif
[الزمر:47]

الحال الثانية :بعد أن تطلع الشمس من مغربها فإن الناس قد قامت عليهم الحجة النهائية في هذه الدنيا، وقد أقبلت الآخرة مرتحلة، وأدبرت الدنيا مرتحلة كذلك.ومن هنا لا تقبل التوبة ممن كان حياً قبل مطلع الشمس من مغربها، والله سبحانه وتعالى يقول:
sQoos.gif
يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ
eQoos.gif
[الأنعام:158]، فإذا طلعت الشمس من مغربها فهذا بعض آيات ربك، وإذا جاء ذلك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً،

 
آخر تعديل:
العلامة الكاملة للأخت بلقيس، و بارك الله فيك و جزاك الله خيرا على حسن صيغة الجواب و حسن عرضه.
بقيت مشاركاتكم أنتم اخواني و أخواتي، فأين هي.
ترقبوا السؤال الثامن، غدا صباحا بإذن الله.
 
توقيع ابو ليث
العلامة الكاملة للأخت بلقيس، و بارك الله فيك و جزاك الله خيرا على حسن صيغة الجواب و حسن عرضه.
بقيت مشاركاتكم أنتم اخواني و أخواتي، فأين هي.
ترقبوا السؤال الثامن، غدا صباحا بإذن الله.

حقيقة أنا سعيدة جدا بهذه المسابقة أولا لانها تنشر العقيدة الصحيحة وتحمل في طياتها فوائد جمة
وثانيا من أجل الأخت بلقيس، فمنذ مدة قرات لها مشاركة مفادها ان العلماء السلفيين متشددين والآن ولله الحمد الأخت تنقل عنهم العلم الشرعي وتستفيد من بحر علومهم وتُفيدنا معها
أتمنى أن تكون نظرة الاخت تغيرت بخصوص العلماء الربانيين
فبارك الله فيكم اخ ابو ليث وبارك الله في الجميع
 
حقيقة أنا سعيدة جدا بهذه المسابقة أولا لانها تنشر العقيدة الصحيحة وتحمل في طياتها فوائد جمة
وثانيا من أجل الأخت بلقيس، فمنذ مدة قرات لها مشاركة مفادها ان العلماء السلفيين متشددين والآن ولله الحمد الأخت تنقل عنهم العلم الشرعي وتستفيد من بحر علومهم وتُفيدنا معها
أتمنى أن تكون نظرة الاخت تغيرت بخصوص العلماء الربانيين
فبارك الله فيكم اخ ابو ليث وبارك الله في الجميع
أحسن الله اليك أختي، وزادك رشدا وهدى و نورا و بركة و كذلك أختنا التي نتشرف بمشاركتها معنا هنا، و التي غمرتنا بالفوائد القيمة، و النقول النافعة، و المقلات و الفتاوى الطيبة، فلا عدمنها معنا من أخت فاضلة ناصحة.
ثم اني لم أطالع مشاركة الأخت في مضمار ما ذكرتي حفظك الله،لكن أعلم يقينا أن كثرت دعاوى أعداء الحق سببت لبسا كبيرا في أذهن كثير من الناس، ممن قد يكون فيهم خيرا كبير كما هو حال أختنا بلقيس وفقها الله، ولم يصرفهم عن أهله و اتباع منهجه الا مثل الأراجيف التي عمت الأفاق لتغطي شمس الهدى، لكن يأبى الا أن يتم نوره و لو كره أهل البدع و الأهواء والكفر و الالحاد.
نسأل الله أن يجعلنا و يجعل كل من شارك معنا و حضر مسابقتنا هذه مفاتيح خير مغاليق شر هداة مهتدين، راضين مرضيين، كما نسأله سبحانه أن يدخلنا جناته مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا.
 
توقيع ابو ليث
س: ما هي الكبائر؟

ج: في ضابطها أقوال للصحابة والتابعين وغيرهم فقيل: هي كل ذنب ترتب عليه حد، وقيل: هي كل ذنب أتبع بلعنة أو غضب أو نار أو أي عقوبة، وقيل: هي كل ذنب يشعر فعله بعدم اكتراث فاعله بالدين وعدم مبالاته به وقلة خشيته من الله، وقيل غير ذلك، وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة تسمية كثير من الذنوب كبائر على تفاوت درجاتها فمنها كفر أكبر كالشرك بالله والسحر، ومنها عظيم من كبائر الإثم والفواحش وهو دون ذلك كقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق والتولي يوم الزحف وأكل الربا وأكل مال اليتيم وقول الزور، ومنه قذف المحصنات الغافلات المؤمنات وشرب الخمر وعقوق الوالدين وغير ذلك، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: " هي إلى السبعين أقرب منها إلى السبع " [188] ا هـ. ومن تتبع الذنوب التي أطلق عليها أنها كبائر وجدها أكثر من السبعين، فكيف إذا تتبع جميع ما جاء عليه الوعيد الشديد في الكتاب والسنة من إتباعه بلعنة أو غضب أو عذاب أو محاربة أو غير ذلك من ألفاظ الوعيد، فإنه يجدها كثيرة جدا.

س: بماذا تكفر جميع الصغائر والكبائر؟

ج: تكفر جميعها بالتوبة النصوح، قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ } وعسى من الله محققة، وقال تعالى: { إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ }. الآيات، وقال تعالى: { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ }. الآيات وغيرها، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « التوبة تجب ما قبلها »، وقال صلى الله عليه وسلم: « لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلا وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال: أرجع إلى مكاني فنام نومة ثم رفع رأسه، فإذا راحلته عنده » [189]
191

س: ما هي التوبة النصوح؟

ج: هي الصادقة التي اجتمع فيها ثلاثة أشياء: الإقلاع عن الذنب والندم على ارتكابه، والعزم على أن لا يعود أبدا، وإن كان فيه مظلمة لمسلم تحللها منه إن أمكن، فإنه سيطالب بها يوم القيامة، إن لم يتحللها من اليوم ويقتص منه لا محالة، وهو من الظلم الذي لا يترك الله منه شيئا، قال صلى الله عليه وسلم: « من كان عنده لأخيه مظلمة فليتحلل منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له حسنات أخذ من حسناته وإلا أخذ سيئات أخيه فطرحت عليه » [190]

س: متى تنقطع التوبة في حق كل فرد من أفراد الناس؟

ج: قال الله تعالى: { إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا }.
أجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن كل شيء عصي الله به فهو جهالة سواء كان عمدا أو غيره وأن كل ما كان قبل الموت فهو قريب. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر » [191] ثبت ذلك في أحاديث كثيرة، فأما إذا عاين الملك، وحشرجت الروح في الصدر وبلغت الحلقوم وغرغرت النفس صاعدة في الغلاصم فلا توبة مقبولة حينئذ ولا فكاك ولا خلاص { وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ } وذلك قوله عز وجل عقب هذه الآية: { وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ }. الآية.
193

س: متى تنقطع التوبة من عمر الدنيا؟

ج: قال الله تعالى: { يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا } الآية. وفي صحيح البخاري: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعين، وذلك من حين { لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا } » [192] ثم قرأ الآية وقد وردت في معناها أحاديث كثيرة عن جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأمهات وغيرها، وقال صفوان بن عسال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « إن الله فتح بابا قبل المغرب عرضه سبعون عاما للتوبة، لا يغلق حتى تطلع الشمس منه » [193] رواه الترمذي، وصححه النسائي، وابن ماجه في حديث طويل.
المصدر ..أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة

ما هي السبع الموبقات، وهل صاحبها يدخل النار؟

السبع الموبقات بينها النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (اجتنبوا السبع الموبقات - يعني المهلكات - قلنا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات) أعظمها الشرك وهو المهلك الذي ليس معه رجاء، إذا مات عليه الإنسان فله النار مخلداً فيها أبد الآباد قال تعالى: (إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) وقال تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) وقال تعالى: (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ) والسحر من الشرك؛ لأنه عبادة للجن واستعانة بالجن في إضلال الناس، والساحر هو الذي يتعاطى ما يضر الناس بواسطة الجن وعبادتهم من دون الله فتارة، يتعاطى ما يضرهم من أقوال وأعمال ونفث في العقد وتارة بالتخييل حتى يرى الشيء على غير ما هو عليه كما قال في حق سحرة فرعون يقول سبحانه: (يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى)، وقال في حقهم: (فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) فالساحر تارة يعمل أشياء تضر الناس بواسطة الجن وعبادتهم من دون الله من أقوال وأعمال ونفث في العقد كما قال تعالى: (وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ)، وتارة بالتخييل حتى يرى الأمور على غير ما هي عليه فيرى الحبل حية ويرى العصا حية ويرى الحجر بيضة، ويرى الإنسان على غير ما هو عليه، وما أشبه ذلك فهو من جملة الكفرة والواجب على ولي الأمر ولي أمر المسلمين وأمير المسلمين متى ثبت السحر عند الحاكم وجب قتله، متى ثبت السحر عند المحكمة وجب قتل الساحر ولا يستتاب بل يقتل لأن شره عظيم، وقد ثبت عن عمر - رضي الله عنه - عن أمير المؤمنين - رضي الله عنه - أنه كتب إلى أمرائه في الشام وغيره أن يقتلوا كل ساحر وكل ساحرة لعظم شرهم وخطرهم، أما قتل النفس التي حرم الله فذلك جريمة عظيمة يقول الله فيها: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) قتل النفوس من أعظم الجرائم؛ لكنها كبيرة دون الشرك، من جنس المعاصي التي هي كبيرة كالزنا والسرقة ونحو ذلك، ليس بكافر إلا أن يستحل ذلك ولهذا قال في حقه سبحانه: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) خالداً فيها إن استحل ذلك، وإن لم يستحل فهو خلود مؤقت له نهاية خلود أهل المعاصي خلود مؤقت له نهاية أما خلود الكفار فليس له نهاية يقول - صلى الله عليه وسلم -: (اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق) القتل بالحق زاني محصن يرجم، إنسان قتل نفساً بغير حق وهو مكافئ له يقتل، وجد ما يوجب قتله يقتل كقطع الطريق الذي يقطع الطريق، يعني يتعرض للناس بأخذ أموالهم في الطرقات أو ضربهم أو قتلهم يقتل لشره وعظم شره. الرابع: أكل الربا، يتعاطى الربا المحرم الذي حرمه الله وقال فيه جل وعلا: (وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا) وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ) فأكل الربا من الكبائر، فالواجب الحذر منه، والربا أنواع: ربا نسيئة وربا فضل ربا، فضل مثل بيع الدرهم بالدرهمين، صاع من الحنطة بصاعين من الحنطة، هذا ربا فضل، صاع من الرز بصاعين من الرز، يعني من جنسه هذا ربا فضل لا يجوز، ربا النسيئة: مثل يبيع صاع من الحنطة بصاعين من الشعير مؤقت بعد يوم بعد يومين يعني ما يقبض إلا بعد المجلس هذا ربا نسيئة يبيع مائة دولار بمائة جنيه أو بعشرة جنيهات في غير المجلس ما تقبض في المجلس هذا يسمى ربا النسيئة، يبيع مثلاً صاع بر بصاعين شعير من غير تقابض، فهذا يسمى ربا نسيئة أو يبيع مثلاً عشرة دولارات بعشرين دولار إلى أجل هذا ربا نسيئة......أيضاً هذا ربا وهو من أكبر الكبائر. والخامس: أكل مال اليتيم وهو الذي مات أبوه وهو صغير دون البلوغ يسمى يتيم الواجب الإحسان إليه وحفظ ماله وتنميته، والإصلاح فيه فالذي يفسد مال اليتيم ويأكل ماله بغير حق في هذا وعيد شديد؛ لأنه ضعيف يتعدى عليه ويأكل ماله هذا متوعد بهذا الوعيد الشديد وليس بكافر لكنه عاصي إذا لم يستحل ذلك. السادس: التولي يوم الزحف عندما يلتقي المسلمون بالكفار ينهزم يخلي إخوانه يوم الزحف يوم زحف الكفار على المسلمين أو زحف المسلمين على الكفار الذي ينهزم ويترك إخوانه متوعد بهذا الوعيد الشديد، إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ) إلا إذا تأخر ليستعد وليحضر سلاحه يلبس درعه الاستعداد للقتال، يعني هذا لا يضر أو منتقل من فئة إلى فئة ينتقل من صف إلى صف أو من جماعة إلى جماعة لمكيدة العدو. السابع: قذف المحصنات الغافلات المؤمنات، الذي يقذف بالمحصنات وهو من أطلق بالزنا يقول فلانة زانية فلانة تدعو إلى الزنا وهو كاذب هذا من السبع الموبقات، يستحق جلد ثمانين جلدة كما قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً) قذف المحصنات كبيرة من الكبائر، وهكذا المحصن من الرجال لكن لما كان الغالب قذف النساء جاء الحديث للنساء، وإلا إذا قذف المحصن من الرجال قال أنه يزني فعليه أن يأتي بأربعة شهداء، وإلا يجلد بثمانين جلدة، هذه السبع الموبقات يعني المهلكات لشدة خبثها نسأل الله العافية.
المصدر ..موقع ابن باز رحمه الله.

السؤال: رجل أذنب ذنبا فحلف ألا يعود، ثم عاد إلى ذنبه فتاب وكفر عن يمينه، ثم عاد إلى الذنب ثم تاب، فماذ عليه، وما نصيحتكم له حفظكم الله؟
الإجابة: نعم. عليه أن يتوب، إذا كان توبة نصوحا بشروطها، ندم على ما مضى، وأقلع عن المعصية، وعزم على ألا يعود إليها مرة أخرى، ورد المظلمة إلى أهلها، إذا كانت للناس فتكون هذه التوبة تمحو هذا الذنب، ثم إذا بلي بالذنب مرة أخرى يحتاج هذا الذنب إلى توبة، فإذا تاب توبة نصوحا محي هذا الذنب، فإذا بلي بالذنب مرة أخرى، يحتاج إلى توبة، لكن على الإنسان أن يجاهد نفسه.

جاء في الحديث ما معناه أن العبد كلما أذنب فقال: ربي اغفر لي، علم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ به، فتاب، فتاب الله عليه، ثم أذنب، فقال: ربي أذنبت، فاغفر لي، فقال الله: علم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ به، فتاب الله عليه، ثم قال الله في آخر الحديث: "فإني قد غفرت لعبدي، فليفعل ما يشاء" المعنى مادام أنه كلما أذنب يتوب.

فليعلم أن التوبة تمحو الذنب، ولكن ليس معناه أن للإنسان أن يقترف السيئات، ينبغي للإنسان أن يجاهد نفسه، وأن يحذر بالاستمرار على الذنب، لأنه قد لا يوفق للتوبة.

فالواجب على الإنسان أن يحذر الذنب، وأن يجاهد نفسه حتى لا يقع في الذنب مرة أخرى، لكن متى بلي بالذنب ووقع، فليبادر بالتوبة، وليس له أن يصر، ليس من شأن المؤمن أنه لا يقع في الذنب، لكن ليس من شأن المؤمن الاستمرار والإصرار عليه، قال الله تعالى في وصف المتقين: {الَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [سورة آل عمران: آية 135]، ليس من شأن المؤمن الإصرار، لكن قد يقع في الذنب، قد يبتلي بالذنب، ولو كان مؤمنا ولو كان متقيا قد يغفل ويحصل ويقع في الذنب، لكن المؤمن إذا وقع في الذنب يبادر بالتوبة، ولا يصر على الذنب.
المصدر..شروط التوبة النصوح.
عبد العزيز بن عبد الله الراجحي.
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
توقيع الطيب الجزائري84
بارك الله في كل من شارك في هذه المسابقة الطيبة.
أم ليث الأثرية (زوجة أبو ليث).
 
توقيع om leith
هذه الصور التفصيلة من وضع الأخت انسانة ما المشاركة و المثابرة معانا سابقا، جسدتها وأرسلتها لتكون عونا لاخوانها على تعلم أمر دينهم، خاصتا فيما لا يعذر المرء بجهله من المعتقد الصحيح.
فجزاها الله عنا وعن الاسلام كل خير.


644358_265264773605034_63810203_n.jpg


602138_265264260271752_304841083_n.jpg


wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها. إضغط هنا لعرض الصورة بالحجم الطبيعي. أبعاد الصورة الأصلية هي 695×960.
65550_265264290271749_7157388_n.jpg


600341_273521796112665_1964623711_n.jpg
 
توقيع om leith
المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً
بارك الله فيك أختي loula2 على اهتمامك وتتبعك لمشاركاتي
وأنا سعيدة أكثر باضافاتك القيمة ومشاركتك معنا في هذه المسابقة القيمة
كما أتمنى ان تبقي معنا وتنفعينا بما رزقك الله من علم نافع
أسأل أن يزيدكِ من فضله
 
انسانة ما
نعم لم نعد نرى مشاراكتها القيمة
ان شاء الله تكون بخير ونعمة
 
س: ما هي الكبائر؟

ج: في ضابطها أقوال للصحابة والتابعين وغيرهم فقيل: هي كل ذنب ترتب عليه حد، وقيل: هي كل ذنب أتبع بلعنة أو غضب أو نار أو أي عقوبة، وقيل: هي كل ذنب يشعر فعله بعدم اكتراث فاعله بالدين وعدم مبالاته به وقلة خشيته من الله، وقيل غير ذلك، وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة تسمية كثير من الذنوب كبائر على تفاوت درجاتها فمنها كفر أكبر كالشرك بالله والسحر، ومنها عظيم من كبائر الإثم والفواحش وهو دون ذلك كقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق والتولي يوم الزحف وأكل الربا وأكل مال اليتيم وقول الزور، ومنه قذف المحصنات الغافلات المؤمنات وشرب الخمر وعقوق الوالدين وغير ذلك، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: " هي إلى السبعين أقرب منها إلى السبع " [188] ا هـ. ومن تتبع الذنوب التي أطلق عليها أنها كبائر وجدها أكثر من السبعين، فكيف إذا تتبع جميع ما جاء عليه الوعيد الشديد في الكتاب والسنة من إتباعه بلعنة أو غضب أو عذاب أو محاربة أو غير ذلك من ألفاظ الوعيد، فإنه يجدها كثيرة جدا.

س: بماذا تكفر جميع الصغائر والكبائر؟

ج: تكفر جميعها بالتوبة النصوح، قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ } وعسى من الله محققة، وقال تعالى: { إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ }. الآيات، وقال تعالى: { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ }. الآيات وغيرها، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « التوبة تجب ما قبلها »، وقال صلى الله عليه وسلم: « لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلا وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال: أرجع إلى مكاني فنام نومة ثم رفع رأسه، فإذا راحلته عنده » [189]
191

س: ما هي التوبة النصوح؟

ج: هي الصادقة التي اجتمع فيها ثلاثة أشياء: الإقلاع عن الذنب والندم على ارتكابه، والعزم على أن لا يعود أبدا، وإن كان فيه مظلمة لمسلم تحللها منه إن أمكن، فإنه سيطالب بها يوم القيامة، إن لم يتحللها من اليوم ويقتص منه لا محالة، وهو من الظلم الذي لا يترك الله منه شيئا، قال صلى الله عليه وسلم: « من كان عنده لأخيه مظلمة فليتحلل منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له حسنات أخذ من حسناته وإلا أخذ سيئات أخيه فطرحت عليه » [190]

س: متى تنقطع التوبة في حق كل فرد من أفراد الناس؟

ج: قال الله تعالى: { إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا }.
أجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن كل شيء عصي الله به فهو جهالة سواء كان عمدا أو غيره وأن كل ما كان قبل الموت فهو قريب. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر » [191] ثبت ذلك في أحاديث كثيرة، فأما إذا عاين الملك، وحشرجت الروح في الصدر وبلغت الحلقوم وغرغرت النفس صاعدة في الغلاصم فلا توبة مقبولة حينئذ ولا فكاك ولا خلاص { وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ } وذلك قوله عز وجل عقب هذه الآية: { وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ }. الآية.
193

س: متى تنقطع التوبة من عمر الدنيا؟

ج: قال الله تعالى: { يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا } الآية. وفي صحيح البخاري: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعين، وذلك من حين { لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا } » [192] ثم قرأ الآية وقد وردت في معناها أحاديث كثيرة عن جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأمهات وغيرها، وقال صفوان بن عسال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « إن الله فتح بابا قبل المغرب عرضه سبعون عاما للتوبة، لا يغلق حتى تطلع الشمس منه » [193] رواه الترمذي، وصححه النسائي، وابن ماجه في حديث طويل.
المصدر ..أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة

ما هي السبع الموبقات، وهل صاحبها يدخل النار؟

السبع الموبقات بينها النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (اجتنبوا السبع الموبقات - يعني المهلكات - قلنا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات) أعظمها الشرك وهو المهلك الذي ليس معه رجاء، إذا مات عليه الإنسان فله النار مخلداً فيها أبد الآباد قال تعالى: (إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) وقال تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) وقال تعالى: (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ) والسحر من الشرك؛ لأنه عبادة للجن واستعانة بالجن في إضلال الناس، والساحر هو الذي يتعاطى ما يضر الناس بواسطة الجن وعبادتهم من دون الله فتارة، يتعاطى ما يضرهم من أقوال وأعمال ونفث في العقد وتارة بالتخييل حتى يرى الشيء على غير ما هو عليه كما قال في حق سحرة فرعون يقول سبحانه: (يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى)، وقال في حقهم: (فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) فالساحر تارة يعمل أشياء تضر الناس بواسطة الجن وعبادتهم من دون الله من أقوال وأعمال ونفث في العقد كما قال تعالى: (وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ)، وتارة بالتخييل حتى يرى الأمور على غير ما هي عليه فيرى الحبل حية ويرى العصا حية ويرى الحجر بيضة، ويرى الإنسان على غير ما هو عليه، وما أشبه ذلك فهو من جملة الكفرة والواجب على ولي الأمر ولي أمر المسلمين وأمير المسلمين متى ثبت السحر عند الحاكم وجب قتله، متى ثبت السحر عند المحكمة وجب قتل الساحر ولا يستتاب بل يقتل لأن شره عظيم، وقد ثبت عن عمر - رضي الله عنه - عن أمير المؤمنين - رضي الله عنه - أنه كتب إلى أمرائه في الشام وغيره أن يقتلوا كل ساحر وكل ساحرة لعظم شرهم وخطرهم، أما قتل النفس التي حرم الله فذلك جريمة عظيمة يقول الله فيها: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) قتل النفوس من أعظم الجرائم؛ لكنها كبيرة دون الشرك، من جنس المعاصي التي هي كبيرة كالزنا والسرقة ونحو ذلك، ليس بكافر إلا أن يستحل ذلك ولهذا قال في حقه سبحانه: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) خالداً فيها إن استحل ذلك، وإن لم يستحل فهو خلود مؤقت له نهاية خلود أهل المعاصي خلود مؤقت له نهاية أما خلود الكفار فليس له نهاية يقول - صلى الله عليه وسلم -: (اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق) القتل بالحق زاني محصن يرجم، إنسان قتل نفساً بغير حق وهو مكافئ له يقتل، وجد ما يوجب قتله يقتل كقطع الطريق الذي يقطع الطريق، يعني يتعرض للناس بأخذ أموالهم في الطرقات أو ضربهم أو قتلهم يقتل لشره وعظم شره. الرابع: أكل الربا، يتعاطى الربا المحرم الذي حرمه الله وقال فيه جل وعلا: (وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا) وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ) فأكل الربا من الكبائر، فالواجب الحذر منه، والربا أنواع: ربا نسيئة وربا فضل ربا، فضل مثل بيع الدرهم بالدرهمين، صاع من الحنطة بصاعين من الحنطة، هذا ربا فضل، صاع من الرز بصاعين من الرز، يعني من جنسه هذا ربا فضل لا يجوز، ربا النسيئة: مثل يبيع صاع من الحنطة بصاعين من الشعير مؤقت بعد يوم بعد يومين يعني ما يقبض إلا بعد المجلس هذا ربا نسيئة يبيع مائة دولار بمائة جنيه أو بعشرة جنيهات في غير المجلس ما تقبض في المجلس هذا يسمى ربا النسيئة، يبيع مثلاً صاع بر بصاعين شعير من غير تقابض، فهذا يسمى ربا نسيئة أو يبيع مثلاً عشرة دولارات بعشرين دولار إلى أجل هذا ربا نسيئة......أيضاً هذا ربا وهو من أكبر الكبائر. والخامس: أكل مال اليتيم وهو الذي مات أبوه وهو صغير دون البلوغ يسمى يتيم الواجب الإحسان إليه وحفظ ماله وتنميته، والإصلاح فيه فالذي يفسد مال اليتيم ويأكل ماله بغير حق في هذا وعيد شديد؛ لأنه ضعيف يتعدى عليه ويأكل ماله هذا متوعد بهذا الوعيد الشديد وليس بكافر لكنه عاصي إذا لم يستحل ذلك. السادس: التولي يوم الزحف عندما يلتقي المسلمون بالكفار ينهزم يخلي إخوانه يوم الزحف يوم زحف الكفار على المسلمين أو زحف المسلمين على الكفار الذي ينهزم ويترك إخوانه متوعد بهذا الوعيد الشديد، إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ) إلا إذا تأخر ليستعد وليحضر سلاحه يلبس درعه الاستعداد للقتال، يعني هذا لا يضر أو منتقل من فئة إلى فئة ينتقل من صف إلى صف أو من جماعة إلى جماعة لمكيدة العدو. السابع: قذف المحصنات الغافلات المؤمنات، الذي يقذف بالمحصنات وهو من أطلق بالزنا يقول فلانة زانية فلانة تدعو إلى الزنا وهو كاذب هذا من السبع الموبقات، يستحق جلد ثمانين جلدة كما قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً) قذف المحصنات كبيرة من الكبائر، وهكذا المحصن من الرجال لكن لما كان الغالب قذف النساء جاء الحديث للنساء، وإلا إذا قذف المحصن من الرجال قال أنه يزني فعليه أن يأتي بأربعة شهداء، وإلا يجلد بثمانين جلدة، هذه السبع الموبقات يعني المهلكات لشدة خبثها نسأل الله العافية.
المصدر ..موقع ابن باز رحمه الله.

السؤال: رجل أذنب ذنبا فحلف ألا يعود، ثم عاد إلى ذنبه فتاب وكفر عن يمينه، ثم عاد إلى الذنب ثم تاب، فماذ عليه، وما نصيحتكم له حفظكم الله؟
الإجابة: نعم. عليه أن يتوب، إذا كان توبة نصوحا بشروطها، ندم على ما مضى، وأقلع عن المعصية، وعزم على ألا يعود إليها مرة أخرى، ورد المظلمة إلى أهلها، إذا كانت للناس فتكون هذه التوبة تمحو هذا الذنب، ثم إذا بلي بالذنب مرة أخرى يحتاج هذا الذنب إلى توبة، فإذا تاب توبة نصوحا محي هذا الذنب، فإذا بلي بالذنب مرة أخرى، يحتاج إلى توبة، لكن على الإنسان أن يجاهد نفسه.

جاء في الحديث ما معناه أن العبد كلما أذنب فقال: ربي اغفر لي، علم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ به، فتاب، فتاب الله عليه، ثم أذنب، فقال: ربي أذنبت، فاغفر لي، فقال الله: علم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ به، فتاب الله عليه، ثم قال الله في آخر الحديث: "فإني قد غفرت لعبدي، فليفعل ما يشاء" المعنى مادام أنه كلما أذنب يتوب.

فليعلم أن التوبة تمحو الذنب، ولكن ليس معناه أن للإنسان أن يقترف السيئات، ينبغي للإنسان أن يجاهد نفسه، وأن يحذر بالاستمرار على الذنب، لأنه قد لا يوفق للتوبة.

فالواجب على الإنسان أن يحذر الذنب، وأن يجاهد نفسه حتى لا يقع في الذنب مرة أخرى، لكن متى بلي بالذنب ووقع، فليبادر بالتوبة، وليس له أن يصر، ليس من شأن المؤمن أنه لا يقع في الذنب، لكن ليس من شأن المؤمن الاستمرار والإصرار عليه، قال الله تعالى في وصف المتقين: {الَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [سورة آل عمران: آية 135]، ليس من شأن المؤمن الإصرار، لكن قد يقع في الذنب، قد يبتلي بالذنب، ولو كان مؤمنا ولو كان متقيا قد يغفل ويحصل ويقع في الذنب، لكن المؤمن إذا وقع في الذنب يبادر بالتوبة، ولا يصر على الذنب.
المصدر..شروط التوبة النصوح.
عبد العزيز بن عبد الله الراجحي.
بارك الله فيك أخي الطيب، أتحفتنا بإجابتك يا فاضل، خاصتا بكلام الأئمة الكبار كأمثال العلامة ابن باز رحمه الله رحمة واسعة.
العلامة الكاملة.
 
توقيع ابو ليث
السؤال الثامن: هل للمتبدع من توبة، وكيف تكون توبته، و ما معنى الأثر (إن العاصي ترجى توبته، والمبتدع فلا ترجى توبته) وما الذي يدل عليه حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم: "إن الله احتجز التوبة عن صاحب كل بدعة".، و لماذا المعصية أحب الى ابليس من البدعة.
 
آخر تعديل:
توقيع ابو ليث
العودة
Top Bottom