مسابقة في العقيدة (المرحلة الأخيرة و الحاسمة)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البدعة شر من المعصية فقرة من كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة لشيخ الإسلام_بن تيمية_رحمه الله:
وهي بعنوان (التحذير من البدع):
_أهل البدعة شر من أهل المعاصي الشهوانية بالسنة والإجماع.
وذلك لأن الكاذب الظالم إذا علم أنه كاذب ظالم كان معترفاً بذنبه معتقداً لتحريم ذلك, فترجى له التوبة, ويكون اعتقاده التحريم وخوف من الله تعالى من الحسنات التي يُرجى أن يمحو الله بها سيئاته.
وأما إذا كذب في الدين معتقداً أن كذبه صدق, وافترى على الله ظاناً أن فريته حق_ فهذا أعظم ضرراً وفساداً.
ولهذا كان السلف يقولون: "البدعة أحب إلى إبليس من المعصية, لأن المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها".انتهى
روى ابن عبد البر في (جامع بيان العلم وفضله) عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: (تعلموا قبل أن يرفع العلم، فإن العالم والمتعلم في الأجر سواء)، وروى عنه أيضاً أنه قال: (كن عالماً أو متعلماً أو محباً أو متبعاً، ولا تكن الخامس فتهلك. قال: قلت للحسن: وما الخامس؟ قال: المبتدع).المصدر / كتاب الأعتصام للشاطبي
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البدعة شر من المعصية فقرة من كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة لشيخ الإسلام_بن تيمية_رحمه الله:
وهي بعنوان (التحذير من البدع):
_أهل البدعة شر من أهل المعاصي الشهوانية بالسنة والإجماع.
وذلك لأن الكاذب الظالم إذا علم أنه كاذب ظالم كان معترفاً بذنبه معتقداً لتحريم ذلك, فترجى له التوبة, ويكون اعتقاده التحريم وخوف من الله تعالى من الحسنات التي يُرجى أن يمحو الله بها سيئاته.
وأما إذا كذب في الدين معتقداً أن كذبه صدق, وافترى على الله ظاناً أن فريته حق_ فهذا أعظم ضرراً وفساداً.
ولهذا كان السلف يقولون: "البدعة أحب إلى إبليس من المعصية, لأن المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها".انتهى
روى ابن عبد البر في (جامع بيان العلم وفضله) عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: (تعلموا قبل أن يرفع العلم، فإن العالم والمتعلم في الأجر سواء)، وروى عنه أيضاً أنه قال: (كن عالماً أو متعلماً أو محباً أو متبعاً، ولا تكن الخامس فتهلك. قال: قلت للحسن: وما الخامس؟ قال: المبتدع).المصدر / كتاب الأعتصام للشاطبي
فقرة رائعة و جواب أروع، تطلب تتمة على ما تبقى من السؤال.
 
رد متقطع استاذي ...............آسفة

أما نصوص التوبة والغفران فهي كثيرة جداً، وهي تفيد في مجموعها أن المغفرة تحصل لكل تائب إذا استكمل شروط التوبة مهما كان الذنب وكيفما كان الجرم من هذه النصوص: قوله - تعالى -: ((فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ))[المائدة: 39].
ولا شك أن البدعة من الظلم للنفس والمجتمع، ومن العدوان على حقوق الله - سبحانه وتعالى -، فمن تاب منها فإن الله يتوب عليه.
وقوله - سبحانه وتعالى -: ((وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى))[طه: 82].
وقوله - سبحانه -: ((وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً))*((يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً))*((إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً))*((وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً))[الفرقان: 68-71].
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
فإذا كانت التوبة مقبولة لمن أشرك في الدعاء، وارتكب كبائر الذنوب العملية فإنها تقبل ممن ابتدع حتى ولو خرج ببدعته عن الإسلام.وقوله - سبحانه وتعالى -: ((قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ))[الزمر: 53].وتدل الآية على أنه لا ييأس المذنب من مغفرة الله - سبحانه وتعالى -، ولو كانت ذنوبه ما كانت، فإن الله - سبحانه - لا يتعاظمه ذنب أن يغفره لعبده التائب، ويدخل في ذلك كل الذنوب: الشرك والبدعة والكبائر وغيرها من الذنوب.ولا شك أن الشرك أعظم الذنوب وأكبر الآثام، وهو الذي لا يغفر لصاحبه إذا مات عليه مطلقاً.. ولكن الله بسط غفرانه وقدم رحمته فقبل توبة المشرك إذا تاب كما قال - سبحانه وتعالى -: ((فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ))[التوبة: 5]. وكما قال - جل وعلا -: ((لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ))*((أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ))[المائدة: 73-74].
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
فإذا كانت التوبة مفتوحة للكافر والمشرك، ومقبولة منهما فكيف بالمسلم المبتدع؟/والمبتدع الذي تخرجه بدعته عن الإسلام ليس كالكافر الأصلي، فإذا قبلت توبة الكافر الجاحد فتوبة المبتدع أولى، ولا فرق بين الداعية وغيره كما سيأتي./أما الأحاديث الدالة على هذا المعنى فهي كثيرة أيضاً ومنها: قوله - صلى الله عليه وسلم -: (من تاب قبل طلوع الشمس من مغربها تاب الله عليه) ([5])./وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر) ([6])./وقوله - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه (يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا...) ([7])./فمجموع هذه الأدلة وغيرها مما يشبهها تدل دلالة قطعية على أن التوبة غير محجورة على أحد ولا ممنوعة من أحد مهما كان ذنبه، وأن التائب الصادق مغفور له ومعفي عنه مهما عمل إذا استكمل شروط التوبة، سواء كان مشركاً ثم تاب أو مبتدعاً أو صاحب كبيرة. والله اعلم
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
للفائدة:
ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﺃﺧﻄﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ، ﻭﻫﻲ ﺑﺮﻳﺪ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ، ﻗﺎﻝ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ : " ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻰ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻳﺘﺎﺏ ﻣﻨﻬﺎ ، ﻭﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻻ‌ ﻳﺘﺎﺏ ﻣﻨﻬﺎ " ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻟﻠﺒﻐﻮﻱ 1/216

ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﻓﻲ ﻓﺘﺎﻭﺍﻩ [10/9ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ] :
" ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻬﻢ (ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻻ‌ ﻳﺘﺎﺏ ﻣﻨﻬﺎ ) ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺒﺘﺪﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺨﺬ ﺩﻳﻨﺎً ﻟﻢ ﻳﺸﺮﻋﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ‌ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻗﺪ ﺯﻳﻦ ﻟﻪ ﺳﻮﺀ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﺮﺁﻩ ﺣﺴﻨﺎ ﻓﻬﻮ ﻻ‌ ﻳﺘﻮﺏ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻳﺮﺍﻩ ﺣﺴﻨﺎ ﻷ‌ﻥ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﻓﻌﻠﻪ ﺳﻴﺊ ﻟﻴﺘﻮﺏ ﻣﻨﻪ . ﺃﻭ ﺑﺄﻧﻪ ﺗﺮﻙ ﺣﺴﻨﺎ ﻣﺄﻣﻮﺭﺍ ﺑﻪ ﺃﻣﺮ ﺇﻳﺠﺎﺏ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﻟﻴﺘﻮﺏ ﻭﻳﻔﻌﻠﻪ . ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﻳﺮﻯ ﻓﻌﻠﻪ ﺣﺴﻨﺎ ﻭﻫﻮ ﺳﻴﺊ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻷ‌ﻣﺮ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ‌ ﻳﺘﻮﺏ
ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً : " ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠﻪ ﺣَﺠَﺐَ ﺍﻟﺘَّﻮْﺑَﺔَ ﻋَﻦْ ﺻَﺎﺣِﺐِ ﻛُﻞِّ ﺑِﺪْﻋَﺔٍ " ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ [ﺻﺤﻴﺢ ، ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ 4/154
ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ " ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻣﻨﻪ ﻣﻤﻜﻨﺔ ﻭﻭﺍﻗﻌﺔ ﺑﺄﻥ ﻳﻬﺪﻳﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺮﺷﺪﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻖ ﻛﻤﺎ ﻫﺪﻯ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﻫﺪﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻭﻃﻮﺍﺋﻒ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﻟﻀﻼ‌ﻝ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﻳﺘﺒﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﻪ ﻓﻤﻦ ﻋﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺃﻭﺭﺛﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻢ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ " ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ
ﺃﻣﺎ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﻤﺒﺘﺪﻉ ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻔﻮﺯﺍﻥ " ﺗﺤﺮﻡ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺒﺘﺪﻉ ﻭﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻪ ﺇﻻ‌ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻟﻪ ﻭﺍﻹ‌ﻧﻜﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻷ‌ﻥ ﻣﺨﺎﻟﻄﺘﻪ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺎﻟِﻄِﻪ ﺷﺮﺍً ، ﻭﺗﻨﺸﺮ ﻋﺪﺍﻭﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ ، ﻭﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﺷﺮﻫﻢ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻷ‌ﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﻣﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺰﺍﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﺪﻉ " ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺹ 121

 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
ومعلوم أن المذنب إنما ضرره على نفسه ، وأما المبتدع فضرره على النوع ، وفتنة المبتدع في أصل الدين ، وفتنة المذنب في الشهوة ، والمبتدع قد قعد للناس على صراط الله المستقيم يصدهم عنه ، والمذنب ليس كذلك ، والمبتدع قادح في أوصاف الرب وكماله ، والمذنب ليس كذلك .
والمبتدع يقطع على الناس طريق الآخرة ، والعاصي بطيء السير بسبب ذنوبه .
الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ابن القيم


يتبع ان شاء الله
 
ومعلوم أن المذنب إنما ضرره على نفسه ، وأما المبتدع فضرره على النوع ، وفتنة المبتدع في أصل الدين ، وفتنة المذنب في الشهوة ، والمبتدع قد قعد للناس على صراط الله المستقيم يصدهم عنه ، والمذنب ليس كذلك ، والمبتدع قادح في أوصاف الرب وكماله ، والمذنب ليس كذلك .
والمبتدع يقطع على الناس طريق الآخرة ، والعاصي بطيء السير بسبب ذنوبه .
الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ابن القيم


يتبع ان شاء الله

قيم جدا هذا الكلام لابن القيم بارك الله فيك على حسن الانتقاء
 
في التوبة من البدعة المفسقة والمكفرة وما اشترط فيها
ومن تاب من بدعة مفسقة أو مكفرة صح إن اعترف بها وإلا فلا . قال في الشرح : فأما البدعة فالتوبة منها بالاعتراف بها والرجوع عنها واعتقاد ضد ما كان يعتقد منها قال في الرعاية في موضع آخر من كفر ببدعة قبلت توبته على الأصح ، وقيل إن اعترف بها وإلا فلا ، وقيل إن كان داعية لم تقبل توبته ، وذكر
القاضي في الخلاف في آخر مسألة هل تقبل توبة الزنديق .

قال
أحمد في رواية المروذي في الرجل يشهد عليه بالبدعة فيجحد ليست له توبة إنما التوبة لمن اعترف .

فأما من جحد فلا توبة له وقال في رواية المروذي وإذا تاب المبتدع يؤجل سنة حتى تصح توبته واحتج بحديث إبراهيم التيمي أن القوم نازلوه في صبيغ بعد سنة فقال جالسوه وكونوا منه على حذر .

وقال القاضي أبو الحسين بعد أن ذكر هذه الرواية وغيرها فظاهر هذه الألفاظ قبول توبته منها بعد الاعتراف والمجانبة لمن كان يقارنه ومضي سنة ، ثم ذكر رواية ثانية أنها لا تقبل واختاره ابن شاقلا واحتج لاختياره بقوله عليه السلام { من سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة } وروى
أبو حفص العكبري بإسناده عن أنس مرفوعا { أن الله عز وجل احتجب التوبة عن كل صاحب بدعة } .

وقال الشيخ تقي الدين وهذا القول الجامع للمغفرة لكل ذنب للتائب منه كما دل عليه القرآن والحديث هو الصواب عند جماهير أهل العلم وإن كان من الناس من استثنى بعض الذنوب كقول بعضهم إن توبة الداعية إلى البدع لا تقبل باطنا للحديث الإسرائيلي الذي فيه " وكيف من أضللت ؟ " [ ص: 110 ] وهذا غلط فإن الله تعالى قد بين في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أنه يتوب على أئمة الكفر الذين هم أعظم من أئمة البدع انتهى كلامه .

قال
ابن عقيل في الإرشاد الرجل إذا دعا إلى بدعة ثم ندم على ما كان وقد ضل به خلق كثير وتفرقوا في البلاد وماتوا فإن توبته صحيحة إذا وجدت الشرائط ويجوز أن يغفر الله له ويقبل توبته ويسقط ذنب من ضل به بأن يرحمه ويرحمهم وبه قال أكثر العلماء خلافا لبعض أصحاب أحمد وهو أبو إسحاق بن شاقلا وهو مذهب الربيع بن نافع وأنها لا تقبل ثم احتج بحديث الإسرائيلي وغيره وقال لا نمنع أن يكون مطالبا بمظالم الآدميين ولكن هذا لا يمنع صحة التوبة ، كالتوبة من السرقة وقتل النفس وغصب الأموال صحيحة مقبولة ، والأموال والحقوق للآدمي لا تسقط ، ويكون هذا الوعيد راجعا إلى ذلك ، ويكون نفي القبول راجعا إلى القبول الكامل وقال هو مأزور بضلالهم وهم مأزورون بأفعالهم وقد تقدمت المسألة في أول فصول التوبة .

الآداب الشرعية والمنح المرعية

محمد بن مفلح بن محمد المقدسي
 
الآداب الشرعية والمنح المرعية

محمد بن مفلح بن محمد المقدسي

القاضي شمس الدين أبي عبد الله محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج الراميني المقدسي الدمشقي الصالحي هو أحد ابرز تلامذة الإمام ابن تيمية، المزي والذهبي وأحد أبرز فقهاء الحنابلة.[1] سمع من عيسى المطعم
ناب في الحكم عن قاضي القضاة جمال الدين المرداوي وتزوج ابنته وله منها سبعة أولاد ذكور وإناث وكان آية وغاية في نقل مذهب الإمام أحمد قال عنه أبو البقاء السبكي ما رأت عيناي أحداً أفقه منه وكان ذا حظ من زهد وتعفف وصيانة وورع ودين متين وشكرت سيرته وأحكامه وذكره الذهبي في المعجم فقال شاب عالم له عمل ونظر في رجال السنن ناظر وسمع وكتب وتقدم ولم ير في زمانه في المذهب الأربعة من له محفوظات أكثر منه فمن محفوظاته المنتقى في الأحكم وقال ابن القيم لقاضي القضاة موفق الدين الحجاوي سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة ما تحت قبة الفلك أعلم بمذاهب الإمام أحمد من ابن مفلح وحسبك بهذا الشهادة من مثل هذا وحضر عند الشيخ تقي الدين ونقل عنه كثيراً وكان يقول له ما أنت أبن مفلح بل أنت مفلح وكان أخبر الناس بمسائل واختياراته حتى أن ابن القيم كان يراجعه في ذلك وله مشايخ كثيروين منهم ابن مسلم و البرهان الزرعي و الحجار و الفويره و البخاري و المزي و الذهبي ونقل عنهما كثيراً وكانا يعظمانه وكذلك الشيخ تقي الدين السبكي يثنى عليه كثيراً قال ابن كثير وجمع مصنفات منها على المقنع نحو ثلاثين مجلداً وعلى المنتقى مجلدين وكتاب الفروع أربع مجلدات قد اشتهر في الآفاق وهو من أجل الكتب وأنفها وأجمعها للفوايد لكنه لم يبيضه كله ولم يقر عليه وله كتاب جليل في أصول الفقه حذا فيه حذو ابن الحاجب في مختصره وله الآداب الشرعية الكبرى مجلدان و الوسطى مجلد و الصغرى مجلد لطيف ونقل في كتابه الفروع في باب ذكر أصناف الزكاة أبياتاً عن يحيى بن خالد بن برمك في ذم السؤال وهي :
ما اعتاض باذل وجهه بسؤاله
عوضاً ولو نال الغنى بسؤال وإذا بليت ببذل وجهك سائلاً
فابذله للمتكرم المفضال وإذا السؤال مع النوال وزنته
رجح السؤال وخف كل نوال
 
قال ابن تيمية عليه رحمة الله كما في مجموع الفتاوى ج: 10 ص: 318

وأما الاعتراف بالذنب على وجه الخضوع لله من غير اقلاع عنه فهذا فى نفس الاستغفار المجرد الذي لا توبة معه
وهو كالذي يسأل الله تعالى ان يغفر له الذنب مع كونه لم يتب منه وهذا يأس من رحمة الله


-------------------------------------------
فائدة
ذكر العلماء أن عسى من الله في القرآن واجبة إلا في قوله تعالى (عسى ربه إن طلقكن)
-----------------------------------------------
فائدة
توبة المبتدع والزنديق تعلن عند الحاكم بخلاف العاصي

الصارم المسلول ج: 3 ص: 686
00000فعلم ان من لم يعترف بذنبه كان من المنافقين

ولهذا الحديث قال الامام احمد في الرجل يشهد عليه بالبدعة فيجحد ليست له توبة انما التوبة لمن اعترف فاما من جحدها فلا توبة له

قال القاضي أبو يعلي وغيره واذا اعترف بالزندقة ثم تاب قبلت توبته لانه باعترافه يخرج عن حد الزندقة لان الزنديق هو الذي يستبطن الكفر وينكره ولا يظهره فاذا اعترف به ثم تاب خرج عن حده فلهذا قبلنا توبته ولهذا لم يقبل علي رضي الله عنه توبة الزنادقة لما جحدوا
الحمد لله والصلاة والسلا م على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه
[/poet]

(عنوان1 كلام نفيس للإمام ابن القيم في توبة المبتدع وتطبيق عملي للشيخ البخاري في رده على أبي الحسن )

(مميز قال الشيخ عبد الله بن عبد الرحيم البخاري ( الفتح الرباني في الرد على أبي الحسن السليماني ) نقلا عن مدارج السالكين للإمام ابن القيم (1/163-وما بعدها ))

قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:

بعد أن عدد أجناساً عشرة من أهل فسق الاعتقاد قال :

(( فالتوبة من هذا الفسوق : بإثبات ما أثبته الله لنفسه ورسوله ، من غير تشبيه ولا تمثيل ، وتنزيهه عما نزه نفسه عنه ورسوله ، من غير تحريف و لا تعطيل ...

وتوبة هؤلاء الفساق من جهة الاعتقادات الفاسدة : بمحض أتباع السنة .

ولا يكتفي منهم بذلك أيضاً حتى يبينوا فساد ما كانوا عليه من البدعة ؛ إذ التوبة من ذنب بفعل ضده .
ولهذا شرط الله تعالى في توبة الكاتمين ما أنزال الله من البيانات والهدى : البيان ؛ لان ذنبهم لما كان بالكتمان ، كانت توبتهم بالبيان قال تعالى : ((إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ (159) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) ))[ البقرة : 159-160]

وذنب المبتدع فوق ذنب الكاتم ؛ لان ذاك كتم الحق ، وهذا كتمه ودعا إلي خلافه ، فكل مبتدع كاتم و لا ينعكس .

وشرط في توبة المنافق : الإخلاص ، لان ذنبه الرياء وتوبة القاذف : إكذابه نفسه ؛ لأنه ضد الذنب الذي ارتكبه وهتك به عرض المسلم المحصن ....

(مميز - ثم عدد جملة من الأمور تكون التوبة منها بفعل ضدها ، من ذلك لما تكلم على عظم جرم القول على الله بغير علم ؛ لأنه يتضمن الكذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ثم قال -
smile.gif



فذنوب أهل البدع كلها داخلة تحت هذا الجنس فلا تتحقق التوبة منه إلا بالتوبة من البدع .

وأنى بالتوبة منها لمن لا يعلم أنها بدعة ، أو يظنها سنة ؟ فهو يدعو إليها ويحض عليها ؟ فلا تنكشف لهذا ذنوبه التي يجب عليه التوبة منها إلا بتضلعه من السنة ، وكثرة إطلاعه عليها ودوام البحث عنها والتفتيش عليها ، ولا ترى صاحب بدعة كذلك أبداً .

فإن السنة بالذات تمحق البدعة ، ولا تقوم لها .

وإذا طلعت شمسها في قلب العبد قطعت كل من قلبه ضبابة كل بدعة ، وأزالت ظلمة كل ضلالة ؛ اذ لا سلطان للظلمة مع سلطان الشمس ، ولا يرى العبد الفرق بين السنة والبدعة ويعينه على الخروج من ظلمتها الى نور السنة ؛ إلا المتابعة ، والهجرة الى رسوله ، بالحرص على الوصول الى اقواله واعماله وهديه وسنته ( فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ) ومن كانت هجرته الى غير ذلك فهو حظه ونصيبه في الدنيا والاخرة ، والله المستعان ))


(مميز مدارج السالكين (1/361- وما بعدها))


منقول من كتاب الشيخ عبدالله بن عبد الرحيم البخاري ( الفتح الرباني في الرد على ابي الحسن السليماني ) (ص: 169)
الطبعة الاولى 1425 هـ 2004 م دار ماجد عسيري جدة المملكة السعودية
.....................
ولعل في هذا النقل من كتاب غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب مطلب توبة المرابي والمبتدع لعل فيه كفايتك وغايتك سلمك الله
[ ص: 581 ] مطلب : في توبة المرابي والمبتدع .

( تنبيهات ) :

( الأول ) : توبة المرابي بأخذ رأس ماله وبرد ربحه إن أخذه .

وتوبة المبتدع أن يعترف بأن ما عليه بدعة . قال في الشرح : فأما البدعة فالتوبة منها بالاعتراف بها , والرجوع عنها , واعتقاد ضد ما كان يعتقد منها .

وفي الرعاية : من كفر ببدعة قبلت توبته على الأصح , قيل إن اعترف بها وإلا فلا . قال الإمام أحمد في رواية المروذي في الرجل يشهد عليه بالبدعة فيجحد : ليست له توبة إنما التوبة لمن اعترف فأما من جحد فلا توبة له .

وفي إرشاد ابن عقيل الرجل إذا دعا إلى بدعة ثم ندم على ما كان , وقد ضل به خلق كثير وتفرقوا في البلاد وماتوا فإن توبته صحيحة إذا وجدت الشرائط , ويجوز أن يغفر الله له ويقبل توبته ويسقط ذنب من ضل به بأن يرحمه ويرحمهم , وبه قال أكثر العلماء خلافا لبعض أصحاب الإمام أحمد وهو أبو إسحاق بن شاقلا , وهو مذهب الربيع بن نافع , وأنها لا تقبل , ثم احتج بالأثر الإسرائيلي الذي فيه " فكيف من أضللت " وبحديث { من سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة } وبما روى أبو حفص العكبري عن أنس مرفوعا , { إن الله عز وجل احتجب التوبة عن كل صاحب بدعة } .

واختار شيخ الإسلام روح الله روحه صحة التوبة من كل ذنب كما دل عليه القرآن والحديث وصوبه , وقال إنه قول جماهير أهل العلم وغلط من استثنى بعض الذنوب , كقول بعضهم بعدم قبول توبة الداعية باطنا , واحتج بأن الله تعالى قد بين في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أنه يتوب على أئمة الكفر الذين هم أعظم من أئمة البدع . انتهى .

وقال ابن عقيل : التوبة من سائر الذنوب مقبولة , خلافا لإحدى الروايتين عن أحمد لا تقبل توبة القاتل ولا الزنديق ثم بحث المسألة وقال : الزنديق إذا أظهر لنا هذا يجب أن نحكم بإيمانه بالظاهر وإن جاز أن يكون عند الله عز وجل كافرا ; لأن الزندقة نوع كفر , فجاز أن تحبط بالتوبة كسائر الكفر من التوثن , والتمجس , والتهود , والتنصر , وكمن تظاهر بالصلاح إذا أتى معصية وتاب منها . قال وليس الواجب علينا معرفة الباطن جملة وإنما المأخوذ علينا حكم الظاهر , فإذا بان في الظاهر حسن طريقته [ ص: 582 ] وتوبته وجب قبولها ولم يجز ردها لما بينا , وأن جميع الأحكام تتعلق بها .

قال : ولم أجد لهم شبهة أوردها إلا أنهم حكوا عن علي رضي الله عنه أنه قتل زنديقا ولا أمنع من ذلك , فإن الإمام إذا رأى قتله لكونه ساعيا في الأرض بالفساد ساغ له ذلك , فأما أن يكون توبته لم تقبل فلا بدلالة أن قطاع الطريق لا يسقط الحد عنهم بالتوبة بعد القدرة عليهم , ويحكم بصحتها عند الله عز وجل في غير إسقاط الحد عنهم , فليس حيث لم يسقط القتل لا تصح التوبة . قال : ولعل الإمام أحمد رضي الله عنه عنى بقوله لا تقبل في إسقاط القتل , فيكون ما قبله هو مذهبه رواية واحدة . انتهى .

والذي جزم به المتأخرون كالإقناع والمنتهى والغاية وغيرها عدم قبول توبة زنديق في الدنيا , يعني بحسب الظاهر وهو المنافق , يعني من يظهر الإسلام ويخفي الكفر , ولا من تكررت ردته . واستوجه في الغاية أن أقله ثلاث مرات كعادة حائض , وكالحلولية والإباحية , ومن يفضل متبوعه على النبي صلى الله عليه وسلم أو أنه إذا حصلت له المعرفة والتحقيق سقط عنه التكليف , أو أن العارف المحقق يجوز له التدين بدين اليهود والنصارى وأمثال هؤلاء , ولا من سب الله ورسوله أو ملكا صريحا أو تنقصه , ولا لساحر الذي يكفر بسحره , ويقتلون بكل حال وأما في الآخرة فمن صدق منهم في توبته قبلت باطنا , ومن أظهر الخير وأبطن الفسق فكالزنديق في توبته , وعللوه بأنه لم يوجد بالتوبة سوى ما يظهره .

وظاهر كلام غير ابن عقيل تقبل . قال في الفروع : وهو أولى في الكل لقوله تعالى في المنافقين { إلا الذين تابوا } وهو ظاهر ما قدمه في الرعاية الصغرى والحاوي الصغير , وهو ظاهر كلام الخرقي واختيار الخلال فيمن تكررت ردته والساحر والزنديق قال في الإنصاف : وهو آخر قولي الإمام أحمد واختيار القاضي . انتهى .

وقال القاضي : سئل الإمام أحمد رضي الله عنه عن ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم { أن الله احتجر التوبة عن كل صاحب بدعة } وحجر التوبة أيش معناه ؟ قال أحمد : لا يوفق ولا ييسر صاحب بدعة . وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ هذه الآية { إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا [ ص: 583 ] لست منهم في شيء } فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل أهل البدع والأهواء ليست لهم توبة .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه : لأن اعتقاده كذلك يدعوه إلى أن لا ينظر نظرا تاما إلى دليل خلافه فلا يعرف الحق , ولهذا قال السلف : إن البدعة أحب إلى إبليس من المعصية وقال أبو أيوب السجستاني وغيره : إن المبتدع لا يرجع .

وقال أيضا : التوبة من الاعتقاد الذي كثر ملازمة صاحبه له ومعرفته بحججه يحتاج إلى ما يقابل ذلك من المعرفة والعلم والأدلة . ومن هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم { اقتلوا شيوخ المشركين واستبقوا شبابهم } قال الإمام أحمد وغيره : لأن الشيخ قد سعى في الكفر فإسلامه بعيد بخلاف الشاب فإن قلبه لين فهو قريب إلى الإسلام
المصدر ..ملتقى اهل الحديث
...........................
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
للفائدة:
ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﺃﺧﻄﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ، ﻭﻫﻲ ﺑﺮﻳﺪ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ، ﻗﺎﻝ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ : " ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻰ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻳﺘﺎﺏ ﻣﻨﻬﺎ ، ﻭﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻻ‌ ﻳﺘﺎﺏ ﻣﻨﻬﺎ " ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻟﻠﺒﻐﻮﻱ 1/216

ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﻓﻲ ﻓﺘﺎﻭﺍﻩ [10/9ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ] :
" ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻬﻢ (ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻻ‌ ﻳﺘﺎﺏ ﻣﻨﻬﺎ ) ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺒﺘﺪﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺨﺬ ﺩﻳﻨﺎً ﻟﻢ ﻳﺸﺮﻋﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ‌ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻗﺪ ﺯﻳﻦ ﻟﻪ ﺳﻮﺀ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﺮﺁﻩ ﺣﺴﻨﺎ ﻓﻬﻮ ﻻ‌ ﻳﺘﻮﺏ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻳﺮﺍﻩ ﺣﺴﻨﺎ ﻷ‌ﻥ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﻓﻌﻠﻪ ﺳﻴﺊ ﻟﻴﺘﻮﺏ ﻣﻨﻪ . ﺃﻭ ﺑﺄﻧﻪ ﺗﺮﻙ ﺣﺴﻨﺎ ﻣﺄﻣﻮﺭﺍ ﺑﻪ ﺃﻣﺮ ﺇﻳﺠﺎﺏ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﻟﻴﺘﻮﺏ ﻭﻳﻔﻌﻠﻪ . ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﻳﺮﻯ ﻓﻌﻠﻪ ﺣﺴﻨﺎ ﻭﻫﻮ ﺳﻴﺊ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻷ‌ﻣﺮ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ‌ ﻳﺘﻮﺏ
ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً : " ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠﻪ ﺣَﺠَﺐَ ﺍﻟﺘَّﻮْﺑَﺔَ ﻋَﻦْ ﺻَﺎﺣِﺐِ ﻛُﻞِّ ﺑِﺪْﻋَﺔٍ " ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ [ﺻﺤﻴﺢ ، ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ 4/154
ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ " ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻣﻨﻪ ﻣﻤﻜﻨﺔ ﻭﻭﺍﻗﻌﺔ ﺑﺄﻥ ﻳﻬﺪﻳﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺮﺷﺪﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻖ ﻛﻤﺎ ﻫﺪﻯ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﻫﺪﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻭﻃﻮﺍﺋﻒ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﻟﻀﻼ‌ﻝ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﻳﺘﺒﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﻪ ﻓﻤﻦ ﻋﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺃﻭﺭﺛﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻢ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ " ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ
ﺃﻣﺎ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﻤﺒﺘﺪﻉ ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻔﻮﺯﺍﻥ " ﺗﺤﺮﻡ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺒﺘﺪﻉ ﻭﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻪ ﺇﻻ‌ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻟﻪ ﻭﺍﻹ‌ﻧﻜﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻷ‌ﻥ ﻣﺨﺎﻟﻄﺘﻪ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺎﻟِﻄِﻪ ﺷﺮﺍً ، ﻭﺗﻨﺸﺮ ﻋﺪﺍﻭﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ ، ﻭﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﺷﺮﻫﻢ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻷ‌ﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﻣﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺰﺍﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﺪﻉ " ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺹ 121

و أنعم بها من فائدة.
جزاكم الله خيرا و نفع بكم.
 
أما نصوص التوبة والغفران فهي كثيرة جداً، وهي تفيد في مجموعها أن المغفرة تحصل لكل تائب إذا استكمل شروط التوبة مهما كان الذنب وكيفما كان الجرم من هذه النصوص: قوله - تعالى -: ((فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ))[المائدة: 39].
ولا شك أن البدعة من الظلم للنفس والمجتمع، ومن العدوان على حقوق الله - سبحانه وتعالى -، فمن تاب منها فإن الله يتوب عليه.
وقوله - سبحانه وتعالى -: ((وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى))[طه: 82].
وقوله - سبحانه -: ((وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً))*((يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً))*((إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً))*((وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً))[الفرقان: 68-71].

فإذا كانت التوبة مقبولة لمن أشرك في الدعاء، وارتكب كبائر الذنوب العملية فإنها تقبل ممن ابتدع حتى ولو خرج ببدعته عن الإسلام.وقوله - سبحانه وتعالى -: ((قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ))[الزمر: 53].وتدل الآية على أنه لا ييأس المذنب من مغفرة الله - سبحانه وتعالى -، ولو كانت ذنوبه ما كانت، فإن الله - سبحانه - لا يتعاظمه ذنب أن يغفره لعبده التائب، ويدخل في ذلك كل الذنوب: الشرك والبدعة والكبائر وغيرها من الذنوب.ولا شك أن الشرك أعظم الذنوب وأكبر الآثام، وهو الذي لا يغفر لصاحبه إذا مات عليه مطلقاً.. ولكن الله بسط غفرانه وقدم رحمته فقبل توبة المشرك إذا تاب كما قال - سبحانه وتعالى -: ((فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ))[التوبة: 5]. وكما قال - جل وعلا -: ((لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ))*((أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ))[المائدة: 73-74].

فإذا كانت التوبة مفتوحة للكافر والمشرك، ومقبولة منهما فكيف بالمسلم المبتدع؟/والمبتدع الذي تخرجه بدعته عن الإسلام ليس كالكافر الأصلي، فإذا قبلت توبة الكافر الجاحد فتوبة المبتدع أولى، ولا فرق بين الداعية وغيره كما سيأتي./أما الأحاديث الدالة على هذا المعنى فهي كثيرة أيضاً ومنها: قوله - صلى الله عليه وسلم -: (من تاب قبل طلوع الشمس من مغربها تاب الله عليه) ([5])./وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر) ([6])./وقوله - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه (يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا...) ([7])./فمجموع هذه الأدلة وغيرها مما يشبهها تدل دلالة قطعية على أن التوبة غير محجورة على أحد ولا ممنوعة من أحد مهما كان ذنبه، وأن التائب الصادق مغفور له ومعفي عنه مهما عمل إذا استكمل شروط التوبة، سواء كان مشركاً ثم تاب أو مبتدعاً أو صاحب كبيرة. والله اعلم
بارك الله فيك.
على رغم ثقل الشبكة، و صعوبة البحث، و عسر الانتقاء، الا أنك وضعت مشاركة تشكارين عليها، و لك بها تقييما إضافيا.
 
ومعلوم أن المذنب إنما ضرره على نفسه ، وأما المبتدع فضرره على النوع ، وفتنة المبتدع في أصل الدين ، وفتنة المذنب في الشهوة ، والمبتدع قد قعد للناس على صراط الله المستقيم يصدهم عنه ، والمذنب ليس كذلك ، والمبتدع قادح في أوصاف الرب وكماله ، والمذنب ليس كذلك .
والمبتدع يقطع على الناس طريق الآخرة ، والعاصي بطيء السير بسبب ذنوبه .
الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ابن القيم


يتبع ان شاء الله

في التوبة من البدعة المفسقة والمكفرة وما اشترط فيها
ومن تاب من بدعة مفسقة أو مكفرة صح إن اعترف بها وإلا فلا . قال في الشرح : فأما البدعة فالتوبة منها بالاعتراف بها والرجوع عنها واعتقاد ضد ما كان يعتقد منها قال في الرعاية في موضع آخر من كفر ببدعة قبلت توبته على الأصح ، وقيل إن اعترف بها وإلا فلا ، وقيل إن كان داعية لم تقبل توبته ، وذكر
القاضي في الخلاف في آخر مسألة هل تقبل توبة الزنديق .

قال
أحمد في رواية المروذي في الرجل يشهد عليه بالبدعة فيجحد ليست له توبة إنما التوبة لمن اعترف .

فأما من جحد فلا توبة له وقال في رواية المروذي وإذا تاب المبتدع يؤجل سنة حتى تصح توبته واحتج بحديث إبراهيم التيمي أن القوم نازلوه في صبيغ بعد سنة فقال جالسوه وكونوا منه على حذر .

وقال القاضي أبو الحسين بعد أن ذكر هذه الرواية وغيرها فظاهر هذه الألفاظ قبول توبته منها بعد الاعتراف والمجانبة لمن كان يقارنه ومضي سنة ، ثم ذكر رواية ثانية أنها لا تقبل واختاره ابن شاقلا واحتج لاختياره بقوله عليه السلام { من سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة } وروى
أبو حفص العكبري بإسناده عن أنس مرفوعا { أن الله عز وجل احتجب التوبة عن كل صاحب بدعة } .

وقال الشيخ تقي الدين وهذا القول الجامع للمغفرة لكل ذنب للتائب منه كما دل عليه القرآن والحديث هو الصواب عند جماهير أهل العلم وإن كان من الناس من استثنى بعض الذنوب كقول بعضهم إن توبة الداعية إلى البدع لا تقبل باطنا للحديث الإسرائيلي الذي فيه " وكيف من أضللت ؟ " [ ص: 110 ] وهذا غلط فإن الله تعالى قد بين في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أنه يتوب على أئمة الكفر الذين هم أعظم من أئمة البدع انتهى كلامه .

قال
ابن عقيل في الإرشاد الرجل إذا دعا إلى بدعة ثم ندم على ما كان وقد ضل به خلق كثير وتفرقوا في البلاد وماتوا فإن توبته صحيحة إذا وجدت الشرائط ويجوز أن يغفر الله له ويقبل توبته ويسقط ذنب من ضل به بأن يرحمه ويرحمهم وبه قال أكثر العلماء خلافا لبعض أصحاب أحمد وهو أبو إسحاق بن شاقلا وهو مذهب الربيع بن نافع وأنها لا تقبل ثم احتج بحديث الإسرائيلي وغيره وقال لا نمنع أن يكون مطالبا بمظالم الآدميين ولكن هذا لا يمنع صحة التوبة ، كالتوبة من السرقة وقتل النفس وغصب الأموال صحيحة مقبولة ، والأموال والحقوق للآدمي لا تسقط ، ويكون هذا الوعيد راجعا إلى ذلك ، ويكون نفي القبول راجعا إلى القبول الكامل وقال هو مأزور بضلالهم وهم مأزورون بأفعالهم وقد تقدمت المسألة في أول فصول التوبة .

الآداب الشرعية والمنح المرعية

محمد بن مفلح بن محمد المقدسي
أراك موفقة كعادتك، وفقك الله الى ما فيه رضاه.
 
قال ابن تيمية عليه رحمة الله كما في مجموع الفتاوى ج: 10 ص: 318

وأما الاعتراف بالذنب على وجه الخضوع لله من غير اقلاع عنه فهذا فى نفس الاستغفار المجرد الذي لا توبة معه
وهو كالذي يسأل الله تعالى ان يغفر له الذنب مع كونه لم يتب منه وهذا يأس من رحمة الله


-------------------------------------------
فائدة
ذكر العلماء أن عسى من الله في القرآن واجبة إلا في قوله تعالى (عسى ربه إن طلقكن)
-----------------------------------------------
فائدة
توبة المبتدع والزنديق تعلن عند الحاكم بخلاف العاصي

الصارم المسلول ج: 3 ص: 686
00000فعلم ان من لم يعترف بذنبه كان من المنافقين

ولهذا الحديث قال الامام احمد في الرجل يشهد عليه بالبدعة فيجحد ليست له توبة انما التوبة لمن اعترف فاما من جحدها فلا توبة له

قال القاضي أبو يعلي وغيره واذا اعترف بالزندقة ثم تاب قبلت توبته لانه باعترافه يخرج عن حد الزندقة لان الزنديق هو الذي يستبطن الكفر وينكره ولا يظهره فاذا اعترف به ثم تاب خرج عن حده فلهذا قبلنا توبته ولهذا لم يقبل علي رضي الله عنه توبة الزنادقة لما جحدوا
الحمد لله والصلاة والسلا م على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه
[/poet]

(عنوان1 كلام نفيس للإمام ابن القيم في توبة المبتدع وتطبيق عملي للشيخ البخاري في رده على أبي الحسن )

(مميز قال الشيخ عبد الله بن عبد الرحيم البخاري ( الفتح الرباني في الرد على أبي الحسن السليماني ) نقلا عن مدارج السالكين للإمام ابن القيم (1/163-وما بعدها ))

قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:

بعد أن عدد أجناساً عشرة من أهل فسق الاعتقاد قال :

(( فالتوبة من هذا الفسوق : بإثبات ما أثبته الله لنفسه ورسوله ، من غير تشبيه ولا تمثيل ، وتنزيهه عما نزه نفسه عنه ورسوله ، من غير تحريف و لا تعطيل ...

وتوبة هؤلاء الفساق من جهة الاعتقادات الفاسدة : بمحض أتباع السنة .

ولا يكتفي منهم بذلك أيضاً حتى يبينوا فساد ما كانوا عليه من البدعة ؛ إذ التوبة من ذنب بفعل ضده .
ولهذا شرط الله تعالى في توبة الكاتمين ما أنزال الله من البيانات والهدى : البيان ؛ لان ذنبهم لما كان بالكتمان ، كانت توبتهم بالبيان قال تعالى : ((إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ (159) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) ))[ البقرة : 159-160]

وذنب المبتدع فوق ذنب الكاتم ؛ لان ذاك كتم الحق ، وهذا كتمه ودعا إلي خلافه ، فكل مبتدع كاتم و لا ينعكس .

وشرط في توبة المنافق : الإخلاص ، لان ذنبه الرياء وتوبة القاذف : إكذابه نفسه ؛ لأنه ضد الذنب الذي ارتكبه وهتك به عرض المسلم المحصن ....

(مميز - ثم عدد جملة من الأمور تكون التوبة منها بفعل ضدها ، من ذلك لما تكلم على عظم جرم القول على الله بغير علم ؛ لأنه يتضمن الكذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ثم قال -
smile.gif



فذنوب أهل البدع كلها داخلة تحت هذا الجنس فلا تتحقق التوبة منه إلا بالتوبة من البدع .

وأنى بالتوبة منها لمن لا يعلم أنها بدعة ، أو يظنها سنة ؟ فهو يدعو إليها ويحض عليها ؟ فلا تنكشف لهذا ذنوبه التي يجب عليه التوبة منها إلا بتضلعه من السنة ، وكثرة إطلاعه عليها ودوام البحث عنها والتفتيش عليها ، ولا ترى صاحب بدعة كذلك أبداً .

فإن السنة بالذات تمحق البدعة ، ولا تقوم لها .

وإذا طلعت شمسها في قلب العبد قطعت كل من قلبه ضبابة كل بدعة ، وأزالت ظلمة كل ضلالة ؛ اذ لا سلطان للظلمة مع سلطان الشمس ، ولا يرى العبد الفرق بين السنة والبدعة ويعينه على الخروج من ظلمتها الى نور السنة ؛ إلا المتابعة ، والهجرة الى رسوله ، بالحرص على الوصول الى اقواله واعماله وهديه وسنته ( فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ) ومن كانت هجرته الى غير ذلك فهو حظه ونصيبه في الدنيا والاخرة ، والله المستعان ))


(مميز مدارج السالكين (1/361- وما بعدها))


منقول من كتاب الشيخ عبدالله بن عبد الرحيم البخاري ( الفتح الرباني في الرد على ابي الحسن السليماني ) (ص: 169)
الطبعة الاولى 1425 هـ 2004 م دار ماجد عسيري جدة المملكة السعودية
.....................
ولعل في هذا النقل من كتاب غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب مطلب توبة المرابي والمبتدع لعل فيه كفايتك وغايتك سلمك الله
[ ص: 581 ] مطلب : في توبة المرابي والمبتدع .

( تنبيهات ) :

( الأول ) : توبة المرابي بأخذ رأس ماله وبرد ربحه إن أخذه .

وتوبة المبتدع أن يعترف بأن ما عليه بدعة . قال في الشرح : فأما البدعة فالتوبة منها بالاعتراف بها , والرجوع عنها , واعتقاد ضد ما كان يعتقد منها .

وفي الرعاية : من كفر ببدعة قبلت توبته على الأصح , قيل إن اعترف بها وإلا فلا . قال الإمام أحمد في رواية المروذي في الرجل يشهد عليه بالبدعة فيجحد : ليست له توبة إنما التوبة لمن اعترف فأما من جحد فلا توبة له .

وفي إرشاد ابن عقيل الرجل إذا دعا إلى بدعة ثم ندم على ما كان , وقد ضل به خلق كثير وتفرقوا في البلاد وماتوا فإن توبته صحيحة إذا وجدت الشرائط , ويجوز أن يغفر الله له ويقبل توبته ويسقط ذنب من ضل به بأن يرحمه ويرحمهم , وبه قال أكثر العلماء خلافا لبعض أصحاب الإمام أحمد وهو أبو إسحاق بن شاقلا , وهو مذهب الربيع بن نافع , وأنها لا تقبل , ثم احتج بالأثر الإسرائيلي الذي فيه " فكيف من أضللت " وبحديث { من سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة } وبما روى أبو حفص العكبري عن أنس مرفوعا , { إن الله عز وجل احتجب التوبة عن كل صاحب بدعة } .

واختار شيخ الإسلام روح الله روحه صحة التوبة من كل ذنب كما دل عليه القرآن والحديث وصوبه , وقال إنه قول جماهير أهل العلم وغلط من استثنى بعض الذنوب , كقول بعضهم بعدم قبول توبة الداعية باطنا , واحتج بأن الله تعالى قد بين في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أنه يتوب على أئمة الكفر الذين هم أعظم من أئمة البدع . انتهى .

وقال ابن عقيل : التوبة من سائر الذنوب مقبولة , خلافا لإحدى الروايتين عن أحمد لا تقبل توبة القاتل ولا الزنديق ثم بحث المسألة وقال : الزنديق إذا أظهر لنا هذا يجب أن نحكم بإيمانه بالظاهر وإن جاز أن يكون عند الله عز وجل كافرا ; لأن الزندقة نوع كفر , فجاز أن تحبط بالتوبة كسائر الكفر من التوثن , والتمجس , والتهود , والتنصر , وكمن تظاهر بالصلاح إذا أتى معصية وتاب منها . قال وليس الواجب علينا معرفة الباطن جملة وإنما المأخوذ علينا حكم الظاهر , فإذا بان في الظاهر حسن طريقته [ ص: 582 ] وتوبته وجب قبولها ولم يجز ردها لما بينا , وأن جميع الأحكام تتعلق بها .

قال : ولم أجد لهم شبهة أوردها إلا أنهم حكوا عن علي رضي الله عنه أنه قتل زنديقا ولا أمنع من ذلك , فإن الإمام إذا رأى قتله لكونه ساعيا في الأرض بالفساد ساغ له ذلك , فأما أن يكون توبته لم تقبل فلا بدلالة أن قطاع الطريق لا يسقط الحد عنهم بالتوبة بعد القدرة عليهم , ويحكم بصحتها عند الله عز وجل في غير إسقاط الحد عنهم , فليس حيث لم يسقط القتل لا تصح التوبة . قال : ولعل الإمام أحمد رضي الله عنه عنى بقوله لا تقبل في إسقاط القتل , فيكون ما قبله هو مذهبه رواية واحدة . انتهى .

والذي جزم به المتأخرون كالإقناع والمنتهى والغاية وغيرها عدم قبول توبة زنديق في الدنيا , يعني بحسب الظاهر وهو المنافق , يعني من يظهر الإسلام ويخفي الكفر , ولا من تكررت ردته . واستوجه في الغاية أن أقله ثلاث مرات كعادة حائض , وكالحلولية والإباحية , ومن يفضل متبوعه على النبي صلى الله عليه وسلم أو أنه إذا حصلت له المعرفة والتحقيق سقط عنه التكليف , أو أن العارف المحقق يجوز له التدين بدين اليهود والنصارى وأمثال هؤلاء , ولا من سب الله ورسوله أو ملكا صريحا أو تنقصه , ولا لساحر الذي يكفر بسحره , ويقتلون بكل حال وأما في الآخرة فمن صدق منهم في توبته قبلت باطنا , ومن أظهر الخير وأبطن الفسق فكالزنديق في توبته , وعللوه بأنه لم يوجد بالتوبة سوى ما يظهره .

وظاهر كلام غير ابن عقيل تقبل . قال في الفروع : وهو أولى في الكل لقوله تعالى في المنافقين { إلا الذين تابوا } وهو ظاهر ما قدمه في الرعاية الصغرى والحاوي الصغير , وهو ظاهر كلام الخرقي واختيار الخلال فيمن تكررت ردته والساحر والزنديق قال في الإنصاف : وهو آخر قولي الإمام أحمد واختيار القاضي . انتهى .

وقال القاضي : سئل الإمام أحمد رضي الله عنه عن ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم { أن الله احتجر التوبة عن كل صاحب بدعة } وحجر التوبة أيش معناه ؟ قال أحمد : لا يوفق ولا ييسر صاحب بدعة . وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ هذه الآية { إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا [ ص: 583 ] لست منهم في شيء } فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل أهل البدع والأهواء ليست لهم توبة .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه : لأن اعتقاده كذلك يدعوه إلى أن لا ينظر نظرا تاما إلى دليل خلافه فلا يعرف الحق , ولهذا قال السلف : إن البدعة أحب إلى إبليس من المعصية وقال أبو أيوب السجستاني وغيره : إن المبتدع لا يرجع .

وقال أيضا : التوبة من الاعتقاد الذي كثر ملازمة صاحبه له ومعرفته بحججه يحتاج إلى ما يقابل ذلك من المعرفة والعلم والأدلة . ومن هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم { اقتلوا شيوخ المشركين واستبقوا شبابهم } قال الإمام أحمد وغيره : لأن الشيخ قد سعى في الكفر فإسلامه بعيد بخلاف الشاب فإن قلبه لين فهو قريب إلى الإسلام
المصدر ..ملتقى اهل الحديث
...........................
بارك الله فيك، و نفع بك.
تفصيل كبير يحتاج الى تركيز و مفاتيح لحل مضامينه و مضامريه، فهو لأئمة أهل العلم الكبار و نهيك بهم من علماء فقهو دين الله و قلوا فيه بما يحسبونه الحق، كما نحسبهم و لا نزكيهم على الله.

وفقنا الله جميعا الى الفقه في دينه.
 
السؤال التاسع ( ما قبل الأخير):
السؤال من ثلاث أشطار:
الشطر الأول:
متى تنقطع التوبة في حق كل فرد من أفراد الناس ثم متى تنقطع من عمر الدنيا؟
الشطر الثاني: ما حكم من مات من الموحدين مصرا على كبيرة، و هل الحدود كفرات لأهلها ؟

الشطر الثالث: هل من مات يشرك بالله شيئا يدخل الجنة؟
 
ملاحظة: تأخري في وضع الأسئلة كانت له أسباب من ضمنها ثقل الشبكة و تعسر الدخول الى المنتدى، فليعذرني الاخوة و الأخوات. لم يبقى الا سؤال واحد على هذا الذي وضعته هنا، فأحسنوا ختام هذه المسابقة، و أروا الله من أنفسكم خيرا، عسى الله يحسن ختامنا و ختام الجميع في هذه الدنيا، و كان من الأئمة يختم لهم بما اعتادوه من علم، فمن كانت همته العقيدة ختم له بالتوحيد و الوصاية به، و كذلك الأنبياء من قبلهم‘ و من جميل ما يذكر هنا أن امام العصر الذي قل من يعرفه و يعرف قدره في علم المعتقد، امامنا و شيخنا الفقيد محمد أمان الجامي، مات و هو يردد كلمة العقيدة العقيدة، وصاية منه لمن حضره حين احتضاره، فرحمة الله عليه.
 
موضوع قيم جدا اشكرك عليه من اعماق الوجدان

لما فيه من حث على الخير وترسيخ لعقيدة التوحيد مع انتقاء جميل للاسئلة

لك تقديري وشكري اخي العزيز
 
س192: متى تنقطع التوبة في حق كل فرد من أفراد الناس؟
ج: قال الله تعالى إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما أجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كل شيء عصي الله به فهو جهالة سواء كان عمدا أو غيره ,وإن كل ما كان قبل الموت فهو قريب وقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ثبت ذلك في أحاديث كثيرة, فأما إذا عاين الملك وحشرجت الروح في الصدر وبلغت الحلقوم وغرغرت النفس صاعدة في الغلاصم فلا توبة مقبولة حينئذ ولا فكاك ولا خلاص ولات حين مناص وذلك قوله عز وجل عقب هذه الآية وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن الآية.
متى تنقطع التوبة من عمر الدنيا؟
ج: قال الله تعالى يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا الآية وفي صحيح البخاري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون وذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها ثم قرأ الآية وقد وردت في معناها أحاديث كثيرة عن جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأمهات وغيرها, وقال صفوان بن عسال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله فتح بابا قبل المغرب عرضه سبعون عاما للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس منه رواه الترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة في حديث طويل.
ما حكم من مات من الموحدين مصرا على كبيرة ؟
ج: قال الله عز وجل ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين وقال تعالى والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون وقال تعالى يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء الآية وقال تعالى يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون وقال واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون وقال تعالى يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وغير ذلك من الآيات, وقال النبي صلى الله عليه وسلم من نوقش الحساب عذب فقالت له عائشة رضي الله عنها أليس يقول الله فسوف يحاسب حسابا يسيرا قال بلى إنما ذلك العرض ولكن من نوقش الحساب عذب وقد قدمنا من النصوص في الحشر وأحوال الموقف والميزان ونشر الصحف والعرض والحساب والصراط والشفاعات وغيرها ما يعلم به تفاوت مراتب الناس ,وتباين أحوالهم في الآخرة بحسب تفاوتهم في الدار الدنيا في طاعة ربهم ,وضدها من سابق ومقتصد وظالم لنفسه ;إذا عرفت هذا فاعلم أن الذي أثبتته الآيات القرآنية والسنن النبوية ودرج عليه السلف الصالح والصدر الأول من الصحابة والتابعين هم بإحسان من أئمة التفسير والحديث والسنة أن العصاة من أهل التوحيد على ثلاث طبقات:
الأولـى: قوم رجحت حسناتهم بسيئاتهم فأولئك يدخلون الجنة ولا تمسهم النار أبدا.
الثانيـة: قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم فقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة وتجاوزت بهم حسناتهم عن النار, وهؤلاء هم أصحاب الأعراف الذين ذكر الله تعالى أنهم يوقفون بين الجنة والنار ما شاء الله أن يوقفوا ثم يؤذن لهم في دخول الجنة كما قال تعالى بعد أن أخبر بدخول أهل الجنة الجنة وأهل النار النار وتناديهم فيها قال وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين - إلى قوله - ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون
الطبقة الثالثة: قوم لقوا الله تعالى مصرين على كبائر الإثم والفواحش ومعهم أصل التوحيد والإيمان فرجحت سيئاتهم بحسناتهم فهؤلاء هم الذين يدخلون النار بقدر ذنوبهم فمنهم من تأخذه إلى كعبيه ,ومنهم من تأخذه إلى أنصاف ساقيه ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه حتى أن منهم من لم يحرم الله منه على النار إلا أثر السجود وهذه الطبقة هم الذين يأذن الله تعالى في الشفاعة فيهم لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولغيره من بعده من الأنبياء والأولياء والملائكة ومن شاء الله أن يكرمه , فيحد لهم حدا فيخرجونهم ثم يحد لهم حدا فيخرجونهم ثم هكذا فيخرجون من كان في قلبه وزن دينار من خير, ثم من كان في قلبه وزن نصف دينار من خير ثم من كان في قلبه وزن برة من خير, إلى أن يخرجوا منها من كان في قلبه وزن ذرة من خير إلى أدنى من مثقال ذرة إلى أن يقول الشفعاء ربنا لم نذر فيها خيرا ولم يخلد في النار أحد ممن مات على التوحيد ,ولو عمل أي عمل, ولكن كل من كان منهم أعظم إيمانا وأخف ذنبا كان أخف عذابا في النار وأقل مكثا فيها وأسرع خروجا منها, وكل من كان أعظم ذنبا وأضعف إيمانا كان بضد ذلك, والأحاديث في هذا الباب لا تحصى كثرة وإلى ذلك أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله من قال لا إله إلا الله نفعته يوما من الدهر يصيبه قبل ذلك ما أصابه وهذا مقام ضلت فيه الأفهام وزلت فيه الأقدام ,واختلفوا فيه اختلافا كثيرا فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم
هل الحدود كفارات لأهلها؟
ج: قال النبي صلى الله عليه وسلم وحوله عصبة من أصحابه بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف فمن وفى منكم فأجره على الله ,ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه ,وإن شاء عاقبه يعني غير الشرك قال عبادة: فبايعناه على ذلك.

هل من مات يشرك بالله شيئا يدخل الجنة؟
ما الجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فهو إلى الله إن شاء عفا عنه ,وإن شاء عاقبه وبين ما تقدم من أن من رجحت سيئاته بحسناته دخل النار؟
ج: لا منافاة بينهما فإن من يشاء الله أن يعفو عنه يحاسبه الحساب اليسير الذي فسره النبي صلى الله عليه وسلم بالعرض وقال في صفته يدنو أحدكم من ربه عز وجل حتى يضع عليه كنفه ,فيقول عملت كذا وكذا فيقول نعم ويقول عملت كذا وكذا فيقول نعم فيقرره ثم يقول إني سترت عليك في الدنيا ,وأنا أغفرها لك اليوم وأما الذين يدخلون النار بذنوبهم فهم ممن يناقش الحساب وقد قال صلى الله عليه وسلم من نوقش الحساب عذب
المصدر
كتاب 200 سؤال وجواب في العقيدة للحافظ أحمد الحكمي .

6171 حدثنا عبيد الله بن موسى عن عثمان بن الأسود عن ابن أبي مليكة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من نوقش الحساب عذب قالت قلت أليس [ ص: 2395 ] يقول الله تعالى فسوف يحاسب حسابا يسيرا قال ذلك العرض حدثني عمرو بن علي حدثنا يحيى بن سعيد عن عثمان بن الأسود سمعت ابن أبي مليكة قال سمعت عائشة رضي الله عنها قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم مثله وتابعه ابن جريج ومحمد بن سليم وأيوب وصالح بن رستم عن ابن أبي مليكة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم .....صحيح البخاري



 
آخر تعديل:
متى تنقطع التوبة في حق كل فرد من أفراد الناس ثم متى تنقطع من عمر الدنيا؟
قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ العَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ». أخرجه الترمذي -واللفظ له- في «الدعوات» (٣٥٣٧)، وابن ماجه في «الزهد» باب ذكر التوبة (٤٢٥٣)، وابن حبان (٦٢٨)، والحاكم (٧٦٥٩)، وأحمد (٦١٦٠)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وصحَّحه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد» (٩/ ١٨)، وحسَّنه الألباني في «صحيح الجامع» (١٩٠٣).

___
إذا نزل العذاب، قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ. فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ﴾ [غافر: ٨٤ - ٨٥].
الثالثة: إذا طلعت الشمس من مغربها فلا تُقبل فيها التوبة، لقوله تعالى: ﴿ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا﴾ [الأنعام: ١٥٨]، وفي الحديث: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ آمَنُوا أَجْمَعُونَ وَذَلِكَ حِينَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا». ثم قرأ الآية، أخرجه البخاري -واللفظ له- في «التفسير» (٤٦٣٦)، ومسلم في «الإيمان» (١٥٧)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. موقع الشيخ فركوس
_________________
عقيدة أهل السنة والجماعة : أن من مات من المسلمين مصرا على كبيرة من كبائر الذنوب كالزنى والقذف والسرقة يكون تحت مشيئة الله سبحانه إن شاء الله غفر له ، وإن شاء الله عذبه على الكبيرة التي مات مصرا عليها، ومآله إلى الجنة؛ لقوله سبحانه وتعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) النساء/48 ، وللأحاديث الصحيحة المتواترة الدالة على إخراج عصاة الموحدين من النار، ولحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه: (كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أتبايعوني على ألا تشركوا بالله شيئا ولا تزنوا ولا تسرقوا.... فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب في ذلك شيئا فعوقب فهو كفارة له، ومن أصاب منها شيئا من ذلك فستره الله فهو إلى الله ، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له) .
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم" انتهى .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (1/728) .
________________

الحدود كفارات لأهلها

حديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه، وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ، وَحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ‏:‏ بَايِعُونِي عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا وَلاَ تَسْرِقُوا وَلاَ تَزْنُوا وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ وَلاَ تَأْتَوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، وَلاَ تَعْصُوا فِي مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ، وَمَنْ أَصَابَ مِن ذَلِكَ شَيْئًا ثُمَّ سَتَرَه اللهُ، فَهُوَ إِلَى اللهِ، إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ، وَإِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ فَبَايَعْنَاهُ عَلَى ذَلِكَ‏.‏
[‏أخرجه البخاري في‏:‏ 2 كتاب الإيمان‏:‏ 11 باب حدثنا أبو اليمان‏]‏
______________________

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ثنتان موجبتان . قال رجل : يا رسول الله ما الموجبتان ؟ قال : من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار ومن مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة ))رواه الأئمة عبد الرزاق في مصنفه و أحمد في مسنده و مسلم في صحيحه و البيهقي في السنن الكبرى وفي شُعب الإيمان والطبراني في الأوسط وأبو عَوانة في مستخرجه وأبو يعلى في مسنده
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top