إلى ابنتي عشية زفافها ..... ادخلي واقرئي

Nilüfer

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
15 أكتوبر 2011
المشاركات
11,103
نقاط التفاعل
16,877
النقاط
351

( بداية أحببت كتابة هذا الموضوع لمن رزقها الله عريسا وحتما ستكون في حيرة لانها مقبلة على حياة جديدة غير حياتها السابقة )
- ماذا خططت لحياتك ؟ وهل وضعت برنامجا لها ؟



- كوني وردة في ملمسك لا شوكة .. وحريرا لا حديدا ..


- إذا اجتمع النار والبارود فالنتيجة هي الانفجار .


- لا تخافي ممن يخاف الله واتخذ رسوله قدوة ..


- الرجل طفل كبير فعالجيه كما تعالجين شقاوة طفلك .


- ادرسي زوجك من البداية كما درست علومك ..


- متى كان الليل كالنهار ، والصيف كالشتاء ، والأنوثة كالرجولة ؟!


- لتكوني أقوى من زوجك قابلي قوته بضعفك ..


- مهارتك في إعداد الطعام وتهيئة المائدة مما يبحث عنه زوجك .


* * * * * * *


ها قد أتت اللحظة يا حبيبتي لتنتقلي من الفصل الأول من مسرحية حياتك إلى الفصل الثاني والأخير ، لقد كنت معنا منذ يوم ولدت ، وتكونين مع أسرتك الجديدة حتى آخر يوم من حياتك بإذن الله . لا تتعجبي من وصفي لهذه الحياة بالمسرحية ، فما جئنا إليها إلا لنمثل الدور الذي قدر لنا أن نمثله ، ولنكون مستحقين بأدائنا لهذا الدور ، مكافأتنا عليه بالجنة إن شاء الله ، أو عقابنا عليه بالنار لا قدر الله . أما إذا تعثرت رحلتك الجديدة لا قدر الله في منتصف الطريق ، وربما في أوله كما يحدث لكثير من الأزواج هذه الأيام ، ولم تعرفي كيف تحافظين على موقعك الجديد ، وعلى زوجك إلى جانبك ، محبا ، ودودا ، ناصحا ، مخلصا ، أمينا ، يحدب عليك ، ويتابع معك رحلتك الجديدة والأخيرة ، فستتحول حياتك إلى سلسلة من المنغصات ، والأحزان تبدأ ولا تنتهي ، وستفقدين ربما إلى الأبد ، ذلك الحلم الرائع الذي تحلم به كل فتاة ، أن يكون لها زوج قوي مخلص تستند إلى كتفه ، وأبناء وبنات تمنحهم حبها وحنانها ، لكي يردوا لها إحسانها إحسانا ، بعد أن تحط بها السنون ، فيمنحوها في خريف حياتها حبهم ، ودفئهم ، ورعايتهم ، وعرفانهم .


* أحاول أن أحميك ..


لا أريد أن أعكر عليك صفوة هذه الليلة التي كنت تنتظرينها بفارغ الصبر ، فيضطرب عليك الحلم الذي طالما داعب جفونك ، ولكنني أحاول أن أحميك مما ينال الكثيرات هذه الأيام من الخيبة والإحباط من العام الأول ، وربما الشهر الأول ، وربما الليلة الأولى من زواجهن ، فتصل نصائحي إليك وقد فات الأوان .


فاعلمي إذن أن أمر سعادتك ، أو شقائك ، بيدك الآن إلا أن يشاء الله غير ذلك ، ما دمت قد وضعت نصب عينيك حين اخترت شريكك : الدين وليس المال ، والخلق وليس الجمال ، والأصالة والجوهر وليس معسول الكلام ، وكان اختيارك بعقلك لا بعينيك ، وبخلقك وحكمتك لا بعاطفتك وقلبك ، وبوصايا الله ورسوله لا بالموضوعات الاجتماعية السائدة التي سنها الناس ، ولا تستند إلى قرآن أو سنة ، فظفرت بالزوج الذي يقول فيه نبينا الكريم صاحب الخلق العظيم صلى الله عليه وسلم : " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا ، وألطفهم بأهله " .


فماذا خططت لحياتك الجديدة ، وهل وضعت لنفسك برنامجا لها يختلف كليا عن برامجك التي اعتدتها مع أبويك وإخوتك وأخواتك ؟ وهل قررت أن تبدئي البرنامج مع شريك الجديد في الوقت المناسب: منذ الساعات الأولى من زواجك ؟


ماذا أعددت من تضحيات تسدينها منذ اليوم الأول لتكون ثمنا لسعادتك الجديدة ؟ وهل ستكون تضحيات بسيطة فتؤتي ثمارا بسيطة ، وربما لا تؤتي أي ثمار ، أم هي تضحيات كبيرة تضمنين بها أفضل النتائج وأسعد حياة ، بإذن الله ، ذاكرة أنك الآن مع شريك الجديد أمام اختيارين ، وبيدك أن تختاري : الجنة أو النار : كما أخبر صاحب الخلق العظيم حين حدد لك موضعك من زوجك بقوله صلى الله عليه وسلم : " انظري أين أنت منه ، فإنما هو جنتك ونارك " . حسنه الألباني .


* سيضحي كما تضحين ..


تسألينني : أي نوع من التضحيات تتحدث عنها ؟ تقولين:قد كنت المدللة دائما وكنا المدللين لك ، فهل تهيأت لتجعلي من شريك حياتك الجديدة هو المدلل ، وتكوني أنت التي تدللين ؟


كنا نعطي ، وكنت تأخذين ، فهل تهيأت ليكون هو الذي يأخذ ، وأنت التي تعطين ؟


كنا لك الأب والأم ، فهل تملكين أن تكوني لشريكك أبا ، وأما ، وأختا ، وصديقة ، قبل أن تكوني له زوجة فقط ؟!


تقولين : ولماذا أنا وليس هو ؟! وهل في الدبنيتي:ء من غير أخذ ، وتضحية من غير مقابل ؟


تماما يا عزيزتي ، فإنك ستأخذين بقدر ما تعطين ، وربما أكثر ، ويضحي أمامك بقدر ما تضحين ، وربما أكثر ، ويبذل لك بقدر ما تبذلين ، وربما أكثر .


تقولين : ولماذا أكون البادئة بالتضحية ؟ قد يفسر هو تضحيتي بالضعف ، وبذلي بالخوف ، وعطائي بالخفة ، وما يدريني أنه لا يحمل بين طيات ثيابه إنسانا معقدا جاء ليطلق عقده علي ، من تكبر وإهانات وشتم وضرب ، كما يحصل لكثيرات غيري ؟


وأقول لك يا بنيتي : ومن قال لك إنه لن يبادر بالتضحية ؟ إنه سيترك عادات كثيرة ، كما تتركين ، وسيهجر تقاليدا وأعرافا شب عليها في أسرته ، كما تهجرين ، فلكل أسرة في هذا الكون عاداتها وثقافتها التي تختلف قليلا أو كثيرا عن الأسر الأخرى ، وستكون لأسرتكما الجديدة أيضا عاداتها وتقاليدها الخاصة ، وهي حصيلة عاداتك وعاداته ، وأخلاقك وأخلاقه ، اجتمعت جميعا في بوتقة البيت الجديد ، فنبذت من قديمها ما نبذت ، ونبذ هو ما نبذ ، وتنازلت وتنازل ، ورضيت ورضي ، حتى تنتهيا إلى قاموسكما الخاص في الثقافة والأخلاق والعادات ، قاموس وُلد من كلمة كبيرة اسمها : التضحية .


أفلم تختاريه ممن يخافون الله ؟ إذن فلا تخافي ممن يخاف الله ، كيف وقد أحب رسول الله صلسئلت: عليه وسلم واتخذه قدوة ومعلما ، وعلم أنه صاحب الخلق العظيم ؟ كيف وقد سمع قول أم المؤمنين عائشة _ رضي الله عنها _ حين سئلت: ما كان النبي يصنع في بيته ؟ - فقالت: " كان يكون في مهنة أهله - يعني خدمة أهله - فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة " .


* الرجل طفل كبير ..


لقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : " ينبغي للرجل أن يكون في أهله مثل الصبي ، فإذا التمس ما عنده وجد رجلا ً " نعم ، إن الرجولة الحقيقية هي عندما يطلب الرجل لمهمة أو ملمة أو مسؤولية أو عمل كبير أو جهاد ، فإذا فرغ من ذلك ، وعاد لأهله ، غدا كالصبي ، لين منكب ، ورقة خلق ، وسهولة معشر ، وخفة روح ، وميلا إلى اللعب والفكاهة والمداعبة ، وفي كل ذلك أجر له ولأهله عظيم ، ليس في الآخرة فحسب ، وإنما في الدنيا قبل الآخرة ، فيفتح الله له أبواب الرزق من حيث لا يدري ، كما يبشرنا صاحب الخلق العظيم عليه أفضل الصلاة والسلام .


والرجل أولا وأخيرا طفل كبير ، فإن أحسست منه علة في خلقه فعالجيه بحكمتك كما تعالج الأم شقاوة ولدها ، فربما اكتفى من أمه ، كما سيكتفي هو منك ، بقطعة حلوى ، ولك أن تقدري بنفسك ما طبيعة الحلوى التي يمكن أن تقدمها المرأة لزوجها ، قد تكون كلمة طيبة ، أو حتى ابتسامة ، أو نكتة ، أو هدية ، أو لمسة ، أو عناية إضافية تمنحها له فتمتلكه بها ، وتنال حبه المستمر وعطفه وحنانه ، إن لهذه الأشياء الصغيرة أكبر الأثر في إدامة الود ، وتجديد العلاقة ، وتنقية الأجواء بين الزوجين ، فضلا عما يناله كل منهما من أجر كبير عند الله .


اجعلا بينكما حتى حين تختلفان ، لغة أهل البيت النبوي الشريف . لا تكن لغة خطابكما مرتفعة ، أنا لا أتحدث عن ارتفاع الصوت فقط ، بل ارتفاع حدة الكلمات والعبارات التي تتخاطبان بها ، راقبي ذلك منذ اليوم الأول لزواجك ، فإن ابتدأ الزواج بخطاب مرتفع أو حاد ، فلن يزال هذا الخطاب في ارتفاع يوما بعد يوم حتى يصل إلى مرحلة الانفجار فتنهار كل الجسور بينكما . انظري كيف كانت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تخاطب الرسول الكريم إذا كانت غاضبة منه ، وقلما غضبت :


" عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لها: إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى ، قالت : فقلت : من أين تعرف ذلك ؟ فقال: أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد ، وإذا كنت علي غضبى قلت : لا ورب إبراهيم ، قالت : قلت : أجل والله يا رسول الله ، ما أهجر إلا اسمك " . البخاري ومسلم وغيرهما .


ما أجمل أن تتخذا من بيت النبوة قدوة لكما في التعاتب والتغاضب والتناصح والتخاطب والتحابب ، اعرضي كل كلمة تقولينها قبل أن تقوليها ، على ميزان مستقبلك ، فإن وجدت أنها قد تلحق الأذى بعلاقتك معه ، أو تترك أثرا عميقا في نفسه يصعب أن ينساه ، فاستغني عنها حالا ، واقذفي بها بعيدا ، فإنها من الشيطان ، رب كلمة جرت على صاحبها ندما ، وخلفت فيمن قيلت له جرحا لا يندمل ولا يدرك أحد أثاره المحتملة . ضعي نفسك مكانه قبل أن تتوجهي إليه بأي كلمة ، وتبصري أولا أثرها في نفسك فيما لو كان هو الذي وجهها إليك .


* لا تنسي أنك ..


ادرسي زوجك منذ البداية ، تماما كما درست علومك .. أدخليه مختبرك ، وحللي طبيعته ونفسيته ، واكتشفي ما يحب وما يكره ، وما يثيره وما يهدئه ، وما يبعده منك وما يقربه ، ثم انقلي ما اكتشفته إلى حيز التطبيق . لا تقابلي غضبه بغضب ، وقابليه بالترويح عنه ، أو بتسبيحة أو آية ، لا تقابلي شكواه بشكوى ، وقابليها بالتهوين عليه ، وتذكيره بالرضى بمشيئة الله ، وبحمده على ما أعطى وما أخذ على السواء .


قابلي قوته الحياة:ن أردت أن تكوني أقوى منه ، وخشونته بالنعومة إن أردت أن تمتلكي قلبه ، وأخذه بالعطاء إن أردت أن تنالي منه بعد ذلك أكثر مما كنت تريدين ، وإساءته إليك بالاعتذار منه ، فلابد أن يدرك في النهاية خطأه ، وسيكبر فيك من بعد ، أصالتك وكرم خلقك حين اعتذرت عما لم تخطئي فيه ، ستجدينه حينذاك لينا بين يديك ، كريما ضاحكا مستبشرا ، مثلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهله دائما ، كما تخبرنا عائشة رضي الله عنها : " كان صلى الله عليه وسلم إذا خلا بنسائه ألين الناس ، وأكرم الناس ، ضحاكا بساما " . لا تقولي كما يقول كثير من السذج : لا فرق بين الرجل والمرأة فنحن متساويان ، لستما متساويين ، ولن تكونا كذلك أبدا ، بل أنتما متكاملان ، وكيف تتساوى المرأة مع الرجل ، وهي صانعة الرجال ؟! وهل يتساوى البِناء مع البنّاء ؟ والنساج مع النسيج ؟ والطائرة مع مصنع الطائرات ؟ ومتى كانت معرة للمصنع ألا يطير ، أو معرة للطائرة ، ألا تصنع الطائرات ؟ متى كان الليل كالنهار ، والصيف كالشتاء ، والبحر كالسماء ، والأنوثة كالرجولة ، والخشونة كالنعومة ؟! إنها عناصر الحياة : مختلفة ومتكاملة ، فإن تساوى الواحد منها مع الآخر اضطرب الكون وتخلخلت عناصره وانتهت الحياة .


لا تنسي يا ابنتي أنك في البيت تمثلين الجزء الناعم وأنه يمثل الجزء الخشن ، فإذا انقلبت الآية ، أو تساوى الطرفان ، فقدنا المعادلة الإنسانية الخالدة التي تقوم عليها كل علاقة في هذا الكون : السالب والموجب . لا تقابلي سلبيته بسلبية ، وخشونته بخشونة ، وشدته بشدة ، وجرأته بجرأة ، وصرامته بصرامة ، وميله إلى القيادة والسيطرة بميل مثله ، وإلا أصبحتما رجلين في البيت ، وكنت ( الرجلة ) التي حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها لن تدخل الجنة أبدا :


" ثتقولي: يدخلون الجنة أبدا : الديوث ، والرجلة من النساء ، ومدمن الخمر " . حديث صحيح أخرجه الطبراني .


كوني دائما الجنس الآخر : فإن بدرت منه إساءة ، فبادليه إياها إحسانا ، وإن ندت عنه كلمة جارحة ، فردي عليه بكلمة طيبة ، وإن رماك بشوكة ، فارميه بوردة ، ليكن ردك عليه دائما ، مهما أساء ، درسا له في الطيب والإحسان والرحمة والمغفرة ، من غير أن تشعريه بأنك تريدين أن تعلميه .


لا تقولي : أين شخصيتي إذن ؟ فلو حاول كل منكما أن يحافظ على شخصيته في البيت مستقلا عن الآخر ، لانقلب المنزل إلى ساحة معركة ، ولم يتحقق تفاعل السالب والموجب ، وتنافر السالبان كل في اتجاه .


انسي كلمة ( أنا ) في البيت ، فلا وجود لهذا الضمير في قاموس الزواج ، وقولي دائما ( نحن ) . الزواج ليس مجرد ( شراكة ) بل ( اتحاد كامل بين الزوجين ) أخطر ما يهدده الضمير ( أنا ) وأنجع ما يداوي أمراضه الضمير ( نحن ) .


لا تنسي أنك تزوجت رجلا ، وهذا يعني : خشونة ، وقوة ، وصرامة ، وجرأة ، واقتحاما ، وغريزة من حب القيادة والحماية والمسؤولية واتخاذ القرار .. لا تنسي أنه تزوج امرأة ، وهذا يعني : نعومة ، ورقة ، ولينا ، وحياء ، وحنانا ، وطواعية ، وسهولة انقياد ، وبحثا عن ركن ومدافع شديد وقوي ، فإذا تبادلتما الصفات ، اضطربت خلية البيت الصحية ، وتحولت إلى خلية سرطانية فتاكة ، لا تلبث أن تتولد عنها ملايين الخلايا المريضة التي تبدأ بانتهاش جسم العلاقة الزوجية حتى تجهز عليها .


* ترققي وتلايني ..


عندما كنت في الصين رأيت النساء العجائز يمشين متكئات على أذرع حفيداتهن خشية أن يسقطن ، فأقدامهن صغيرة جدا لا تستطيع أن تحمل أجسادهن ، لقد وضعها أهلوهن بقالب وهن في السادسة أو السابعة من أعمارهن حتى تبقى أقدامهن صغيرة فلا يستطعن عندما يكبرن ، التحرك بعيدا عن بيوت أزواجهن . كنت أسمع عن ذلك قبل مجيئي إلى الصين ، وكنت أظن أنها قوالب حديدية ، حتى اكتشفت هناك أنها كانت خيوطا من حرير تلف بدقة وصبر على قدمي الفتاة ثم لا تنزع عنهما أبدا .


لا تضربي قالبا حديديا قاسيا حول زوجك لامتلاكه ، فسوف تحطم عضلاته القوية ورجولته المتعالية الأبية ، ذلك القالب الحديدي ، مهما قسا واشتد . امتلكيه بخيوط أنوثتك الحريرية الناعمة التي تلتف حوله لينعم مستسلما بجمال أسرها ودفء رقتها وحنانها .


سيقول لك شيطعزيزتي:مرة: اسمعي يا بنت ، هذا جنون ، أيّ ضعف هذا الذي يعنيه أبوك ؟ وأيّ لين ؟ وأيّ تضحية ؟ بل حافظي على شخصيتك وقوتك وحقوقك كاملة غير منقوصة ، وإياك والتنازل عن أيّ حق من هذه الحقوق ، فلك مثل ما له ، وعليه مثل ما عليك ..


وأقول لك يا عزيزتي : حقوقك ؟ .. إذا أردت أن تنالي كل حقوقك ، وتنالي بعدها حقوقا فوق حقوقك ، فتنازلي عن كل شيء ، امنحيه كل شيء لتأخذي منه بعد ذلك كل شيء ، أعطيه ما لديك ولا تترددي ، ابذلي له كل ما تستطعين ، تنازلي عن كل ما تظنين أنه لك ، ففي النهاية سوف تجدينه وقد أقبل إليك واضعا حقوقه وقلبه وروحه وكل ما يملكه على كفه ليقدمها هدية لك .


أبدا لا تخطئي وتظني أنك تستطيعين انتزاع حقوقك من زوجك بالقوة ، فبقدر ما تبدين من هذه القوة ، ستولد لديه قوة مضاعفة لمقاومتك ، وبقدر ما تربحين في البداية من انتصارات رخيصة وعاجلة ، ستخسرين في النهاية ، وربما إلى الأبد ، معركة الاحتفاظ ببيت وعائلة مثالية سعيدة ، وبقدر ما تبدين من ضعف ورقة ، سيقترب منك ويغرقك بحنانه ويسلم لك القيادة .


إن لم تكوني ضعيفة فتضاعفي ، وإن لم تكوني رقيقة فترققي ، وإن لم تكوني لينة فتلايني ، أما إن لم تكوني حيية فتلك مصيبة المصائب ، لو انتزع الحياء من وجه الفتاة وعينيها وسلوكها لم تستحق وصف ( أنثى ) أبدا ، وستخسر زوجها ، لأنه سيدرك ويا لخيبته ، أنه إنما تزوج رجلا لا امرأة .


لقد تزوجك لتكوني نصفه الآخر ، إنه يمتلك الجرأة وجاء يبحث فيك عن الحياء ، فإن افتقده عندك ذهب يبحث عنه عند غيرك . وهو يمتلك القوة وقد جاء ليمنحك الحماية التي جعل الله حب منحها غريزة في الرجال ، وجعل حب تلقيها غريزة في النساء ، فإن وجدك في غنى عن حمايته ، بمالك أو شهاداتك أو منصبك أو مرتبك أو شخصيتك ، ذهب يفتش عن غيرك ليفجر عندها ، هذه الطاقة الكامنة فيه . امنحيه كل ذلك ، ولكن .. لابد من بعض التحفظات ..


* ماذا تراقبين ؟


نعم سيكون زوجك ، وموضع أسرارك ، ولكن ليس كل الأسرار ، حافظي على شيء من أسرارك لنفسك ، فقد يثير حفيظة الرجل أن يعرف بأن فلانا قبل الزواج ، قد كلمك ، أو حاول أن يتقدم إليك .. لك أن تقدري بنفسك ما ينبغي وما لا ينبغي أن يطلع عليه الزوج من زوجته بعد الزواج .


والشأن في هذا شأن جسدك : لا تجعلي من أسرار جسدك منظرا مألوفا لديه ، واحتفظي بذلك للمناسبات الخاصة ، فبقدر ما يسترك الحياء أمامه يزداد تعلقا بك ، وبحثا عما أخفيته من هذا الجسد ، فإن أصبح مألوفا لديه ذهب يبحث عن غير المألوف عند غيرك . ولعل هذا ما أراده تعالى من فرض الحجاب على المرأة ، فبالحجاب ، وباللباس المحتشم ، تصبح شيئا يتطلع الرجل إلى اكتشافه وامتلاكه .


فإن أرخصت له ذلك ، وجعلت منه منظرا يوميا مبتذلا ، مل منها ، ولم يعد يجد فيها ما يشده ، وانصرف يبحث عن غيرها .


راقبي مواضع نظره منك ، فلا يقع إلا على ما هو جميل أنيق ، كوني الزوجة التي إذا نظر إليها زوجها سرته . راقبي مساقط سمعه منك ، فلا تصل إليه إلا الكلمة الحيية الجميلة الطيبة ، وتخيري أجمل الأسماء وأكثرها لباقة لو اضطررت أن تتحدثي عن أعضاء الجسم أو مشكلاته الصحية وحاجاته اليومية .


راقبي مواضع شمه منك ، وإياك أن تخطئي مرة واحدة فتنسي أن تتأكدي من ذلك ، ولا سيما فمك ومواضع التعرق منك ، إن هذه المرة الواحدة قد تكون كافية لإبعاده عنك ، اكتشفي ما يحبه من العطور فاستخدميه ، ونوعي منها بين الحين والآخر .


راقبي مواضع لمسه منك ، فلا تقع يده على خشن أو ناب أو غير أنثوي من لباسك أو زينتك ، كوني وردة في ملمسك لا شوكة ، وحريرا لا حديدا .


راقبي منذ اليوم الأول مواضع اهتمامه ، وعدم اهتمامه ، فحاولي التركيز على الأولى ، وتجنبي الثانية ما استطعت .


لا تجعلي من الأطعمة شبه الجاهزة ديدنك ، إن أنفاس الزوجة في الطعام ومهارة يديها في إعداده ، ودفء الشعور بأنه طعام المنزل ، وحسن تهيئة المائدة وجمال ترتيبها ، هي أهم ما يبحث عنه الزوج بعد يوم طويل من عناء العمل .


* رددا هذا الدعاء ..


لا تنسي أنه سيعود إليك كل يوم بأعصاب مشدودة متعبة ، وقد أضعفت مقاومتها مشكلات عمله ، فإن قابلته بأعصاب مثلها ، ربما لأنك تعملين مثله أنت أيضا ، فقد اجتمع النار والبارود ، والنتيجة : الانفجار .


إن رأيت أن عملك خارج البيت ، مهما كانت درجة هذا العمل ، ومهما كان دخلك منه ، سيهدد حياتك الزوجية ، فاستقيلي منه حالا ، وانصرفي للعناية ببيتك وزوجك وأولادك .


إن عملك خارج البيت هو تضحية كبيرة قدمتيها من أجل تحسين حياتك وحماية سعادتك الزوجية ، فإذا تحولت هذه التضحية إلى سكين تذبح زواجكما وتقضي عليه ، فبأي عذر تحتفظين بعملك بعد ذلك ؟ أي نوع من التضحية تكون ، تلك التي نقتل بها من نضحي من أجله ؟!


ولا تنسي يا ابنتي أنه ليس من الصعب كثيرا على الرجل أن يفارق كل يوم امرأة ليتزوج غيرها ، ولكن ذلك قد يعني النهاية لسعادة المرأة ، وأملها في أن يكون لها بيت وعائلة وأبناء وبنات ، إن الرجال سيعدون إلى الألف قبل أن يفكروا بالتقدم لخطبة امرأة سبق أن تزوجت من غيرهم ، إن شيئا ما قد تغير فيها بعد الزواج ، وهذا ما لم يحدث للرجل أبدا .


ومن يدري فلعلك تكرمينني يا ابنتي ، بطواعيتك لزوجك ، وإحسانك إليه ، وتضحيتك من أجله ، بل من أجل سعادتكما الزوجية ، فأنال بك الجنة والمغفرة من الله تعالى ، كما بشر الرسول صلى الله عليه وسلم تلك المرأة الصالحة :


" يا هذه اعلمي أن الله قد غفر لأبيك بطواعيتك لزوجك " .


وأخيراً ، لا تنسي معه أن تحافظا على الصلاة ، وورد من التلاوة والأدعية بعد كل فجر ، فبمثل مجالس الرحمن هذه تختفي دواعي الغضب ، وتتلاشى نوازغ الشيطان ، تضمحل أسباب الخلاف ، فتتقارب القلوب ، وترق النفوس ، وتهدأ الأرواح ، ويظلكم الله برحمته ، فيزاوج بين روحيكما بعد إذا زاوج بين جسديكما ، ولا تنسيا أن ترددا هذا الدعاء القرآني إثر كل صلاة :


{ ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما } .


{ رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى ولدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وأني من المسلمين } .
 
شكرا لك

:)
 
آخر تعديل:
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top