يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

جميل جدا يا حبوبة اسلوبك رائع في سرد الاحداص في الانتضار اكيد
 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

التشويق لا يفارقنا في انتظار باذن الله
بارك الله فيك اختي
والله يكون في عونك

أضع حلقات كثيرةـ لذلك لا تقلقي، اللهم يسر
وفيك بارك الرحمن ورضي عنك
 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

في انتظار التتمة عزيزتي و بارك الله فيك و وفقك​

اللهم يسر يارب
وفيك بارك الرحمن عزيزتي وتقبل دعاءك
 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

جميل جدا يا حبوبة اسلوبك رائع في سرد الاحداص في الانتضار اكيد

الحمدلله تعالى أنه راقك والحمدلله على فضله ومنه
اللهم يسر يارب
جزاك الله خيرا أم أمين ورضي عنك

 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...


الحلقة الثانية والعشرون...


في الحلقة الماضية:أوقف هيثم سيارته فجأة وهم عائدون إلى البيت....لقد رأى مشهدا اهتز له كيانه.....


في هذه الحلقة بعون الله


توقف هيثم فجأة وقد شخصت عيناه واضطرب قلبه جزعا....أما منى فقد أغلقت فمها بيدها مانعة صرخة خوف وهلع....وسيطرت ميساء بصعوبة على أعصابها.....ثم انتظرت ردة فعل هيثم....الذي ما إن توقف حتى حار في أمره.....


أربع فتيان أعمارهم لا تتجاوز العشرين سنة....يلتفون حول فتاة....شاهرين سلاحهم الأبيض....أحدهم يمسك كيسا بلاستيكيا في يده اليمنى يغوص بأنفه داخله مستنشقا مادة مخدرة....ويمسك سكينا بيده الأخرى....والثاني يمسك سيجارة وينتفش فرحا بالفريسة.....ويستفز الفتاة بكلمات مقززة....والثالث يضع سلاحه على عنقها ويطلب منها الذهاب معهم بالحسنى....لسرقة حليها وكل ما لديها....وسلبها عفتها وعزتها أيضا....أم الرابع فقد كان جديدا في المجال ....يقف متفرجا....يتعلم كيفية اقتناص الضحايا وجلب المال أيضا لشراء المخدر الذي ينسيهم مآسي الحياة وآلام القلب ووجعه.... والفتاة مذعورة تقاوم بحذر خوفا من السكاكين التي تحيط بها....وتلعن اليوم الذي مرت فيه من هذا الشارع المشؤوم....وتتخيل كل السيناريوهات الممكنة بعد هذا اللقاء المنحوس....ذاهبة إلى الحديقة المجاورة لتلتقي بحبيبها وصاحبها.....الذي ينتهك عفتها بالتقسيط.....وهي راضية....كيف لا وكل بنات الثانوية يفعلن ذلك؟ أتخرج هي من الجماعة؟ عيب، الشيطان سيحزن....عيب أن ينعتها الجميع بالمعقدة والمتخلفة .....وتبا لهؤلاء الذين يطلبون منها عزتها بالجملة.....هنا فقط يحل الرعب والخوف على "الشرف"،....


كل هذا والناس تمر بشكل عادي....وكأن مسلسلا تركيا يعرض مشهدا دراميا عنيفا في التلفاز....


تبلد مشاعر مقيت....خنق المروءة وأقبر الرجولة تحت ثرى "كل واحد حر...وأنا لا دخل لي" .....


المشهد يتسارع....والعنف يشتد....وهيثم يزداد حيرة....أيتدخل ويعرض حياته للخطر؟ أم يمر وينسى الأمر برمته....وللفتاة رب يحميها؟


ستهتز صورته أمام زوجته وأخته....ماذا لو كانت إحداهما.....صراع بين النفس اللوامة والأمارة بالسوء....بين اليقظة والتبلد...فتح الباب مسرعا.....داعيا ربه أن ينجيه.....وما إن وصل للإسفلت الذي يقل الحدث....حتى ظهر باسل وصديق له.....وتعاركوا مع الشباب.....تدخل هيثم مساعدا.....كانت ميساء قد رأت الرجلين يركضان نحو الحدث....فكرت في الفتاة.....فركضت لتقف غير بعيد منتظرة فرار الفتاة.....وهاهي الفتاة تجري إلى الحديقة....نحو صديقها.....استوقفتها ميساء ....وطلبت منها بلطف التحدث معها بعض الوقت....لكن الفتاة جرت نحو صديقها ولم تأبه لنداء ميساء.....عادت من حيث أتت أسفا على عقلية الفتاة وخوفا عليها من حفر زينت بالمتعة.....


وعلى حين غرة، وقعت أرضا....وهيثم يشتاط غضبا .......


يتبع بعون الله تعالى


بقلم: نزهة الفلاح
 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الثالثة والعشرون ...
في الحلقة الماضية: على حين غرة، وقعت ميساء أرضا....وهيثم يشتاط غضبا .......

في هذه الحلقة بعون الله
وقعت ميساء أرضا، بعدما لكزها أحد الفتيان الأربعة.....كان يركض هربا من هيثم....

ارتعش قلبه خوفا من تسليمه للشرطة أو ملجأ من الملاجئ.....لكن لما اصطدم بميساء.....تلكأ لحظات فكانت فرصة هيثم ليلحق به .....وهو غاضب ومشفق عليه في نفس الوقت....كيف لا وهو سمير ابن جاره، بلا أم وأب قاس عليه....أمسكه وهو يقاوم دمعة تصر على الخروج ....رفقا بحال الفتى التي يرثى لها.....ثياب رثة.....رائحة لا تطاق....عقل مغيب بمادة مخدرة.....يدان احترفتا السرقة وقطع الطريق...
وقفت ميساء وهي تخفي غضبها من المسؤولين عن هذا الوضع....ومشفقة على الفتى.....يشغلها أمره وتتحرق فضولا للسؤال عنه والسعي لتكون سببا في إسعاده......
ذهب الثلاثة نحو سيارة هيثم، حيث تنتظر منى ملازمة رفيقها الجميل، الاستغفار وداعية بتيسير الأمور وتسهيلها....وباسل وصديقه والفتيان الثلاثة ينتظرون هيثم غير بعيد للاتفاق على الخطوة التالية.....دلفت ميساء إلى السيارة وهي تفكر في حل حاسم للأمر يجمع بين الرحمة وبين التغيير المطلوب نحو سعادة الفتيان وحياة أفضل لهم....
احتار هيثم والرجلين في أمر الفتيان، هل يأخذوهم إلى الشرطة؟ أم يبحثون في أمرهم؟
اقترح صديق باسل دار الرعاية الاجتماعية، فيم قال باسل أنه من الأفضل المساهمة في بناء حياة جديدة لهم، أما هيثم فكان يفكر في سمير بالذات، هل يعيده إلى بيت والده أم ماذا؟
والفتيان يقفون لا يفهمون شيئا، محاولين الهرب ولكن الشباب كانوا يحكمون قبضتهم.....
اتصل باسل بعلي رفيقه الذي يقطن معه في الشقة.....وطلب منه أن يرافق ثلاث أصدقاء.....
وصل علي فرافقه هيثم ورضا ومعهما فتيان في سيارته .....
ورافق باسل صديقين وفتيان.....
أما ميساء فقد تولت قيادة سيارة هيثم وذهبت ومنى إلى البيت.....
وانطلق الرجال إلى مصحة الدكتور يوسف صديق باسل....
وصلت ميساء إلى البيت وهي تحس بالعجز، لأنها لم تدلي برأيها....لكنها لم تستسلم، صلت استخارة ثم أرسلت بريدا إلكترونيا تفصيليا بالحلول لهيثم....ثم أرسلت له رسالة قصيرة في الجوال تخبره بذلك.....
وبينما كانت تتهيأ للذهاب إلى بيتهم.....رن جرس الباب......

يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح
 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

روعة
خرجنا عن المؤلوف وعشنا الاحداث
كاتبة والله ........:up:
لو قرات احلام مستغانمي
قصتك لاستسلمت الى الواقع
وانسحبت من الميدان بصمت وخجل
مشكورة
 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

روعة
خرجنا عن المؤلوف وعشنا الاحداث
كاتبة والله ........:up:
لو قرات احلام مستغانمي
قصتك لاستسلمت الى الواقع
وانسحبت من الميدان بصمت وخجل
مشكورة

الحمدلله تعالى على أفضاله ونعمه
فضل من الله ونعمة، ربي يكرمك ويرضى عنك
احلام مستغانمي أسلوبها حقيقة أفضل مني بكثير على اختلافي وتحفظي على مضمون كتاباتها
هههه الله يسعدك حلوة تنسحب، رفعت معنوياتي ;)
:regards01:
 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الرابعة والعشرون......
في الحلقة الماضية:وبينما كانت تتهيأ ميساء للذهاب إلى بيتهم.....رن جرس الباب......
في هذه الحلقة بعون الله
فتحت منى الباب ورحبت بجارتها هدى.....التي كان وجهها ينطق حزنا....وبعد السلام والتحية أدخلتها منى صالة الضيوف.....لحقت بهما ميساء بعد أن تهيأت للذهاب....فقد اقترب غروب الشمس والمواصلات شحيحة....خصوصا مع المشاكل التي تتخلل قطاع النقل في الآونة الأخيرة....سلمت على الضيفة وتعرفت عليها ثم همت بالاستئذان....فأصرت منى أن تبيت معها الليلة .....وكانت هدى متلهفة لإيجاد حل لمشاكلها الكثيرة والمركبة.....وتمنت من كل قلبها أن تحكي لميساء ما بها.....لعلها تجد ضالتها وتنهي حيرتها وخوفها وتعاستها.....فكرت ميساء قليلا وتوقعت أنها ساعات فيها خير كثير بإذن الله....من يدري .....ربما تكن سببا في سعادة الجارة وأسرتها.....ثم اتصلت بوالدها تخبره بمبيتها.....
وبدأت في استكشاف ما يجري.....من خلال متابعة حوار منى وهدى....تنتظر اللحظة المناسبة للتدخل .....
بدأت هدى شكواها المعتادة وتذمرها أمام ميساء.....ومنى توصيها بالصبر والاستغفار.....وتترقب ردة فعل أخت زوجها في أية لحظة......
أما هيثم فقد وصل هو ورفاقه والفتيان إلى المصحة.....رحب بهم الدكتور يوسف.....أصاب الفتيان الذعر....لا يعلمون مصيرهم.....لا سيما وأن مجال علم النفس لازال بالنسبة للكثيرين مجالا مشوشا وغامضا والمريض النفسي أحمق ومريض عقلي......اتصل الدكتور يوسف من مكتبه بدكتورين من المصحة.....فأتوا ورافقوا الفتيان.....لبداية جلسات العلاج المزدوج.....من الإدمان والمشاكل التي تسببت فيه....
اجتمع الدكتور يوسف وباقي الشباب.....يتدارسون الوضع....أحس هيثم أنه لا يفهم شيئا.....الأمور تسير بشكل سلس كأنه تم الإتفاق عليها مسبقا.....أدرك باسل ذلك لأن هذا الأخير هو الوحيد في المجموعة الذي لا يعلم ما يجري.....
....................
انطلق لسان هدى بالشكوى وسرد تفاصيل الأحداث منذ زواجها إلى اللحظة....وميساء ومنى تصغيان باهتمام سعيا منهما لإسعادها وإنهاء معاناتها.....وحين أكملت كلامها.....قالت لها ميساء حلا مبدئيا....لابد منه وهو الاستغفار.....لأنها رأت تجاوزات كثيرة جدا من هدى خلال هذه السنوات....وأرادت أن تعطي حلا مبدئيا.....ثم تحلل معها كل مرحلة ومواطن الخلل فيها والحلول العملية لها.....
قالت هدى محتجة: جربت الاستغفار لكنه لم يفعل لي شيئا.....مشاكلي لا يصلح معها الدين.....وما علاقة الدين بما نعيش؟ أحتاج حلولا حقيقة لا خرافات الدراويش.....
ابتسمت ميساء رغم أسفها على أزمة الفهم التي يغرق فيها الكثيرون.....ثم تهيأت للإجابة....
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح
 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الخامسة والعشرون......
في الحلقة الماضية:ابتسمت ميساء رغم أسفها على أزمة الفهم التي يغرق فيها الكثيرون.....ثم تهيأت للإجابة....
في هذه الحلقة بعون الله
اعتدلت ميساء مصطبرة على الحلم....واستشفت من خلال كلام هدى أنها من النوع الذي يفكر بالمنطق....ثم قالت مبتسمة:
بل الدين هو الحل الأمثل لمشاكلنا.... لكن في غمرة المادية التي غرقنا فيها وحب الدنيا....نسينا أن الله هو الذي خلقنا....وشرع لنا تشريعا كاملا صالحا لكل زمان ومكان.....أليس هو خالق الزمان والمكان؟....تشريعا أمثل لكل مشاكلنا.....ولنتفق معا على ثوابت لننطلق منها نحو حلول جذرية لكل مشاكلك....ولكن قبل ذلك سأسألك سؤالين وأرجو أن تجيبيني عليهما.....
أومأت هدى موافقة....فقالت ميساء:
كيف كانت علاقتك بوالديك قبل الزواج؟
هدى مندهشة: عادية ....
ميساء: ما مدى عفتك قبل زواجك....؟
هدى وقد غضبت: وما علاقة عفتي بمشاكلي.....
فهمت هدى من خلال ردات الفعل وحركة هدى ما تريد....
ثم هدأتها قائلة: آسفة أختي لم أقصد الخوض في عرضك ولكن لسؤالي علاقة بنقاشنا.....
لم تسألها هدى عن السبب خشية أن تخوض في أمور أخرى....فقد بدأت تفهم أنها تتعامل مع شخص غير عادي....وخفق قلبها مترقبا....
أما عن الثوابت....فنحن مسلمون.....وديننا هو عقيدة أولا....بمعنى أننا نوحد الله تعالى ولا نشرك به شيئا وهذا يقتضي منا أن نمتثل لأوامره ونجتنب ما نهى عنه وهنا يأتي التشريع ولكل شيء في حياتنا علاقة بالله .....فنحن في أرضه....وهنا بأمره....لنعبده كما يريد لا كما نريد....ونعمر الأرض بالخير ونحارب الفساد....ربما تقولين ....أعلم هذا....نعم أكيد تعلمين وعلاقة هذا بكلامنا هو أن العقيدة والتشريع إن لم يتحولا إلى منهج حياة تحكم كل أمر من أمورنا ضعنا وغرقنا وعشنا حياة ضنكا....ودعينا نعود لأصلنا....أبونا آدم ....وأظنك من محبي المنطق والدليل أيضا....انظري معي هذه الآية:
قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) سورة البقرة
ومعادلة السعادة واضحة: إيمان حقيقي بالله+ عمل صالح = سعادة
والدليل:
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) سورة النحل
وفي حال الإعراض عن تقوى الله:
وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) سورة طه
ربما تقولين لي.....لم الله يعاملنا بهذه القسوة؟ إذا عبدته سعدت وإذا أعرضت عنه تعست
أقول لك: حاشاه سبحانه أن يكون ظالما....هو خلقك وأنعم عليك كل النعم....أعطني ميزة واحدة تملكينها أنت دون تدخل منه؟ أليس من حق من أنعم أن يطاع؟ أليس من حق من يملك كل شيء أن يتحكم في ملكه؟ إذا أردت ذلك فاتركي ملكه واخرجي منه....وقبل ذلك اتركيك في ملكه لأنه هو من خلقك....وانظري ما تبقى لك....
وبعيدا عن هذا كله.....قلت آنفا أنك جربت الاستغفار ولم يفعل لك شيئا.....كم لازمته؟
هدى: يومين....
ميساء مبتسمة: لنفرض أن إنسانا لم يغتسل مدة سنة كيف سيكون جسمه؟
هدى: أكيد رائحته لا تطاق والأوساخ ملتصقة به....
ميساء: وكم يحتاج ليعود نظيفا دون أثر للأوساخ؟
هدى: أكيد استحمام لعدة مرات.....
ميساء: والاستغفار صابون الذنوب.....والذنوب هي أساس كل المشاكل.....فكم نحتاج من توبة على ما تقدم من عمرنا.....ألم يقل الله جل في علاه...
وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) سورة الشورى
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) سورة الأعراف
ومن جهة أخرى.....يبدو أنك تجترين الذكريات والأحزان كثيرا....ولهذا فمهما استغفرت فلن يجدي، لسبب واحد فقط سأوضحه بمثال.....لو فرضنا أن لدينا برميلا فيه ثقوب في قعره....إن وضعنا فيه ماء....فإن هذا الماء سيخرج من الثقوب ولن يمتلأ أبدا.....ولنعتبر هذا البرميل قلبك.....تدخلين له الاستغفار ليطهره ويجليه من الذنوب والهموم والأحزان....ثم تدخلين معه أحزانا متجددة ....فهل ستحسي بفعله....أكيد لا....لهذا أخيتي مشاكلك كلها بلا استثناء....لها مواطن خلل وهي العلاقة مع الله....الثقة بالله....التعامل بما يرضي الله....وحلها في: القرب من الله...الاستغفار والتوبة والمداومة عليهما....وتصحيح العقيدة وبالتالي التعامل بما يرضي الله....
وزوجك لابد أن يعالج نفسيا وروحيا أيضا وهذا سنستعين فيه بالله ثم هيثم وأصحابه....
وابنك لابد أن تتعلمي كيف تربيه وتتعاملي معه بطريقة سوية....والدعاء دوما بصلاحه....وصلاحك وأبوه من أسباب صلاحه....
أما ابن زوجك فلابد أن تعامليه بما يرضي الله وتتقي فيه الله....لابد أن يعود إلى حضن أبيه....ما ذنب أبيه إن كان ابن زنا؟ وما ذنب الابن إن ماتت أمه؟ فالموت أجل بيد الله....
اتق الله وستجدي ثمار ذلك يوما بعد يوم في حياتك....وأنا سأتابع معك....من خلال الهاتف والنت وأيضا التواصل المباشر إلى أن تصلي إلى الحياة التي تتمنين بعون الله تعالى....
رقص قلب هدى فرحا وقالت: رحم الله والديك وجزاك عني كل خير....
وبينما هن كذلك....رن جرس الباب....
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح
 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة السادسة والعشرون......
في الحلقة الماضية:رقص قلب هدى فرحا ودعت لميساء بخير....

وخلال الحوار بين هدى ومنى وميساء....رن جرس الباب....
في هذه الحلقة بعون الله
فتحت منى الباب.....إنه هيثم ومعه صديقه باسل.....دلفا إلى غرفة الجلوس.....حيث أن صالة الضيوف ليست شاغرة.....استأذنت هدى وذهبت إلى بيتها....
أما هيثم فقد طلب من منى تحضير العشاء....وأخبر ميساء أنه قرأ رسالتها واطلع على الحلول في مصحة الدكتور يوسف....وقد راقت للجميع بفضل الله....
صلى الجميع المغرب وقد أمهم باسل....وبعد صلاة المغرب، ذهبتا منى وميساء لتحضير الطعام....أما الرجلان فقد استكملا نقاشهما ورسم الخطة حسب كل المقترحات المطروحة والحلول المصاغة....
اقترح باسل أن يتم إخبار أسامة بأن ابنه في مصحة نفسية وإقناعه بزيارته....ومن تم يتم التعامل معه وعلاجه بعون الله....
طرق الرجلان باب الجار....وهاهي هدى تفتح الباب....سألوا عن زوجها على استحياء....خرج أسامة أخيرا....أخبره هيثم أن سمير بخير وشرح له وضعه باختصار....وسأله هل يود زيارته....هذا الأخير الذي اهتزت مشاعره وارتبكت....أيفرح بإيجاد ابنه....أم يحزن لحالهما....أخيرا قرر زيارته....ولو أنه يستحي أن ينظر إليه أو يكلمه....لم يعرف قيمته في حياته حتى فقده....
رافق باسل أسامة إلى المصحة ....ودخل هيثم أخيرا ليرتاح من عناء اليوم....
دخل إلى المطبخ....يرحب بأخته التي تبيت لأول مرة عندهم.....
أخيرا تناول الثلاثة طعام العشاء.... ثم صلوا العشاء....وخلد هيثم إلى نوم عميق....أما منى وميساء فقد بدأت سهرتهما معا....وتحليل مفصل لأحداث اليوم....
بدأتا بالرؤية الشرعية....منى كانت مراقبة جيدة للمشهد....أخبرت ميساء بكل ما رأته....لأن هذه الأخيرة لم تر الرجل جيدا ولكنها حللت شخصيته....إنه شخصية تهتم بالمظاهر....لديه مفاهيم خاطئة كثيرة....يبدو أنه معجب بشكله كثيرا وهذا ينم عن قلة ثقة بالنفس وتناقض داخلي....وشخصية سطحية .....محدودة الأفق....
أكدت منى تحليل ميساء....ولكن قالت لها....أرى أنك تستطيعين تغييره....فكل منا له مميزات وعيوب....أرجو أن تفكري مليا في الأمر....
فهمت ميساء ما ترمي إليه منى....فرصة لا تعوض وميساء ليست صغيرة في السن لكي تدقق كثيرا في من يتقدم لها....وهذا أول من يطرق بابها ....فكيف ترفضه؟
ابتسمت كعادتها....واعتدلت في جلستها....لترد على نظرية منى
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح
 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة السابعة والعشرون......
في الحلقة الماضية:اعتدلت ميساء في جلستها....لترد على نظرية منى بخصوص الاختيار والزواج....


في هذه الحلقة بعون الله
ابتسمت ميساء وقالت بهدوء وثقة: الزواج يا حبيبتي ليس هدفا وإنما وسيلة لبناء أسرة مسلمة كما يحب الله ورسوله....وذلك ينبني على اختيار سليم....ومواصفات الزوج الذي أريده، ليست مستحيلة....فهو رجل يتقي الله عز وجل ويتحرى رضاه في كل أموره وأخلاقه عالية وهذا بديهي ما دام توحيده لله عمليا وليس قوليا فقط...
ومتقاربان فكريا وفي اهتماماتنا وأهدافنا...
فهل ترضين لي أن أتزوج رجلا ماديا يفكر في الدنيا فقط بينما أنا أعي تماما بفضل الله أني أحمل أمانة الاستخلاف في الأرض مثلي مثل أي إنسان، وأسعى لأدائها من خلال أدواري التي يسرني الله لها؟
وهل هي بالوسامة يا منى أو بالمال؟ فأما الوسامة والجمال فكلنا لنا جمالنا الخلقي، أليس الله من خلقنا؟ إذن يقينا أبدع في خلقنا سبحانه البديع الخالق الرحيم، أما عن السن فالزواج ليس هنا فقط في الدنيا ولكنه امتداد للجنة، وأفكارنا عن كبر السن والعنوسة وعن قلة فرص الإنجاب... هراء....كيف نركز على سن ونحن رزاقنا هو الله وخالقنا هو الله وواهبنا الذرية الله؟
لم أتزوج إلى الآن يا منى لأن الله أخر زواجي لحكمة يقينا فيها خير كثير....وليس لجمال ولا لأي شيء آخر....

منى صامتة لم تقو على الرد....
أكملت ميساء....أما عن تغييره....فما يدريني أنه هو من يأخذني إلى عالمه....وأتحول إلى إنسانة تهتم بأمرين اثنين في حياتها كلها: الأشياء والأشخاص....الشراء والتنزه وفلان فعل لم لا أفعل مثله وفلانة فعلت وفلان اشترى....
بينما بفكري الحالي وعقليتي الحالية....أحيا حياتي كما أريد وأتحرى فيها رضا الله تعالى....لا كما تريد جارتي....لأنها اشترت فستانا جديدا ولابد أن أشتري مثلها أو أفضل منها....
التفاضل ليس في أن أتزوج....أو ألبس أفخر الثياب....ولكن التفاضل الحقيقي هو النجاح في الاختبار....هو تحقيق الهدف من خلقنا....هو إتقان الأسباب في بناء الأسرة كما يريد الله، فالأسرة هي مربط العزة أو المهانة للأمة....
والوصول إلى الفردوس الأعلى دون حساب ليس كلاما فقط وأمان يزدحم بها القلب....والحياة في الدنيا في سعادة ورضا من العلي الوهاب...لابد لها من اختيار سليم وفهم عميق وعمل دؤوب....

استمر النقاش مع منى....لتصحيح المفاهيم.....
بينما وصلا باسل وأسامة إلى المصحة....وما إن رأى هذا الأخير ابنه حتى حضنه بقوة....كأنه يستمد منه حنانا وقوة على ضعف يعتري أوصاله.....
تركهما باسل وحدهما وانصرف إلى مكتب الدكتور يوسف.....ليتفقا على الخطوة القادمة بعون الله...
وبعد لحظات مفعمة بالحنان والحب .... سقط أسامة أرضا وقد أغمي عليه....فصرخ سمير من الألم وقلبه الصغير يتساءل: لم يارب لماذا نحن بالذات؟ أليس هناك غيرنا؟.....
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح
 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

جميل جدا ما خطت يداك تصوير جميل لواقع مرير راقني جدا تعبيرك هنا:
ذاهبة إلى الحديقة المجاورة لتلتقي بحبيبها وصاحبها.....الذي ينتهك عفتها بالتقسيط.....وهي راضية....كيف لا وكل بنات الثانوية يفعلن ذلك؟ أتخرج هي من الجماعة؟ عيب، الشيطان سيحزن....عيب أن ينعتها الجميع بالمعقدة والمتخلفة .....وتبا لهؤلاء الذين يطلبون منها عزتها بالجملة.....هنا فقط يحل الرعب والخوف على "الشرف"
كما كان هناك نقاط كثيرة وردت في الاحداث تجعل الكثيرين منا يفكر كثيرا قبل الاقدام على اي خطوة
 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

هذه القصة جميلة جدا عزيزتي نزهة الفلاح وخاصة مع ما تحمله من إثارة و إفادة
بانتظار البقية و بارك الله فيك
وفقك الله
:up::up:​
 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

احيك غاليتي على الحلقات الرائعة حتى التي فيها نصائح المهمة في حياتنا
جزيت خيرا
 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

جميل جدا ما خطت يداك تصوير جميل لواقع مرير راقني جدا تعبيرك هنا:
ذاهبة إلى الحديقة المجاورة لتلتقي بحبيبها وصاحبها.....الذي ينتهك عفتها بالتقسيط.....وهي راضية....كيف لا وكل بنات الثانوية يفعلن ذلك؟ أتخرج هي من الجماعة؟ عيب، الشيطان سيحزن....عيب أن ينعتها الجميع بالمعقدة والمتخلفة .....وتبا لهؤلاء الذين يطلبون منها عزتها بالجملة.....هنا فقط يحل الرعب والخوف على "الشرف"
كما كان هناك نقاط كثيرة وردت في الاحداث تجعل الكثيرين منا يفكر كثيرا قبل الاقدام على اي خطوة

الحمدلله تعالى أنها راقتك
بورك فيك أم أمين
تسعدني متابعتك التفاعلية :regards01:
 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

هذه القصة جميلة جدا عزيزتي نزهة الفلاح وخاصة مع ما تحمله من إثارة و إفادة
بانتظار البقية و بارك الله فيك
وفقك الله
:up::up:​

الحمدلله تعالى على فضله ونعمه
بارك الله فيك عزيزتي ورضي عنك وأرضاك
 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

احيك غاليتي على الحلقات الرائعة حتى التي فيها نصائح المهمة في حياتنا
جزيت خيرا

الحمدلله فهذا فضل من الله لا مني والله
جزاك الله خيرا ورضي عنك
 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الثامنة والعشرون......
في الحلقة الماضية:سقط أسامة أرضا وقد أغمي عليه....فصرخ سمير من الألم وقلبه الصغير يتساءل: لم يارب لماذا نحن بالذات؟ أليس هناك غيرنا؟.....

في هذه الحلقة بعون الله
هرول سمير إلى مكتب الدكتور يوسف..... وأخبرهم عن أبيه....فهب الجميع لإنقاذه.....
إنه انهيار عصبي....يبدو أنه يعاني من اكتئاب حاد وإرهاق بدني....هكذا قال الدكتور يوسف بعد أن شخص حالته....
أما الفتيان فقد بدأوا جلسات الحوار مع الدكتور رضا والدكتور إياد بإشراف الدكتور يوسف....حوار يشخصون من خلاله أسباب الإدمان والخروج إلى الشارع وما آلت إليه حياة هؤلاء الفتيان....لينتقلوا إلى علاجهم والسعي إلى أن يكونوا سببا في سعادتهم في الدنيا والآخرة....
انصرف الدكتور يوسف والدكتور باسل إلى بيتيهما....أما الدكتور إياد فقد وصل لتوه لممارسة عمله الليلي في تناوب مع الدكتور رضا.....
مر الليل وكل واحد يشعر به بطريقته....
ثم أسفر صبح يوم جديد....وكل واحد يحمل في قلبه أحلاما وأماني....
وفي اليوم التالي اتصل وسيم بهيثم....سائلا عن رد ميساء على طلبه....فأخبره أنها تعتذر عن الزواج به....وتدعو له بالزوجة الصالحة المصلحة التي تعينه على دينه ودنياه....
احمر وجهه غضبا....كيف يرفض وهو ذو المال والجاه والجمال....وقال في لحظة غضب....سأتزوج من هي أفضل منها بكثير، من تظن نفسها....هدأه هيثم وقال له بنبرة حازمة: كل واحد حر في اختياراته....
دعت ميساء الله أن يعوضها خيرا...وأن يكرمها بزوج تقي عفيف عميق الفكر واسع الثقافة راسخ العقيدة.....
وصل هيثم مساء بعد يوم عمل مرهق....وما إن صلى المغرب....حتى رن هاتفه.....إنه باسل يطلب منه مقابلته الليلة لأمر هام....
وافق هيثم رغم أنه مرهق....ويشتاق إلى الراحة.....ولكنه يحب باسل ويحترمه....فلم يستطع الرفض....
وصل هذا الأخير بعد صلاة العشاء....ورحب به هيثم بقوة وهو يتوقع أن الموضوع يخص أسامة وأسرته....
وبعد السلام والاطمئنان على الأحوال....أخبره باسل عن حال أسامة وسمير ومن معه....بينما طمأنه هيثم أن زوجة أسامة وابنه بخير وأن منى وميساء يتواصلان معها وكل شيء على ما يرام....
ثم نظر باسل إلى هيثم وقال على استحياء: في الحقيقة جئت الليلة لأمر آخر....ولا أعلم من أين أبدأ الكلام....
ضحك هيثم وقال: ابدأ بأي كلام المهم أن تقول ما لديك....
حسم باسل أمره ونظر إلى هيثم وقال: أود الزواج من كريمتكم...
هيثم مازحا: ما أعلمه أني ليس لدي ابنة....ولي الشرف أن أزوجك إياها رغم فارق السن الكبير....
لكزه باسل بمزح وتوتر: أقصد أختكم الكريمة....
هيثم مهدئا إياه: أعلم يا حبيبي أنا فقط أمزح معك....والله يا دكتور لي الشرف وتعلم كم أحبك....لكن الرأي رأي ميساء.....ولو أني لا أعلم سبب قرارك المفاجئ....وأنت لا تعرفها جيدا....
فقال باسل بحياء: سأخبرك إن وافقتم على طلبي إن شاء الله....
وبعد نصف ساعة....استأذن باسل وانصرف إلى بيته....أما هيثم فقد جلس قليلا مع منى....التي كانت تنتظره بعد أيام من البعد وقلة التواصل.....تناولا العشاء، مرت لحظات رائعة جعلت الزوجين في انسجام وسعادة....
أما ميساء فكانت قلقة قليلا بشأن رأي الدكتور المشرف على رسالة الماجستير......شرعت في الاستغفار والتهليل والحوقلة....فجأة رن هاتفها....وكان أخوها هيثم الذي أخبرها بطلب باسل....اضطرب قلبها.....وانشغل فكرها بالخبر.....قامت فصلت ركعتي استخارة....ودعت ربها أن يختار لها الخير...ويرضيها به....ويبارك لها فيه....
ثم نامت وهي تذكر ربها وكلها أمل في رحمته ويقين في إجابته وثقة به....
ومع الساعة الثانية بعد منتصف الليل.....رن جوالها.....فإذا هي رسالة من وسيم.....
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح

 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة التاسعة والعشرون......
في الحلقة الماضية:نامت ميساء وهي تذكر ربها وكلها أمل في رحمته ويقين في إجابته وثقة به....ومع الساعة الثانية بعد منتصف الليل.....رن جوالها.....فإذا هي رسالة من وسيم.....

في هذه الحلقة بعون الله
كتب وسيم رسالة إلى ميساء وقد استخدم كل علمه بدواخل النساء في الضغط عليها.....أختي الكريمة ميساء حياك الرحمن وجزاك الجنان، صدقا قد تمكن حبك من قلبي، فأنت المرأة الوحيدة التي اقتحمت قلبي بقوة وبدون استئذان، سيدتي أرجو أن تقبلي تتويجك ملكة على قلبي وسيدة لبيتي وتاجا على رأسي، لا تحرميني من هذا الشرف والسعادة، من كل قلبي وأنا في كامل قواي العقلية أقول وبقوة: أحبك....أحبك....أحبك....
فتحت ميساء عيناها الناعستين....ماهذه الرسالة المفعمة بالغزل والحب والغرام....لم توضع في هذا الموقف يوما.....أتسعد بها ككل أنثى....أم تغضب لجرأة هذا الرجل.....كلام تنتظره على أحر من الجمر....ولكن في حلال الله.....فكيف تقبله في حرامه....
مسحت الرسالة واستغفرت الله....وأرسلت رسالة إلى هيثم....تخبره أنها موافقة على الدكتور باسل.....
ثم أخبرته باقتضاب عن رسالة وسيم وسألته من أين عرف رقمها....ثم قرأت آية الكرسي واستغفرت ربها حتى نامت....فالاستغفار قوة للقلب وعون على الفتن...
وبعد سويعات ....أطلقت الشمس أشعتها الذهبية، وبدأ يوم جديد....
ولما أفطر هيثم وهم بالخروج....شغل هاتفه المحمول....وبعد لحظات وصلته رسالة.....فإذا هي من ميساء.....فغر فاه دهشة....من أين عرفت باسل وكيف وافقت بهذه السرعة ومن أين أتى وسيم برقمها....أصابته الحيرة....لكنه خرج مسرعا إلى العمل مرجئا كل شيء إلى وقت لاحق....
أما منى فبدأت يومها كالعادة بالاستغفار وبأداء واجباتها تجاه زوجها وبيتها....واستأذنته أن تخرج مع رفيقاتها للتنزه وتجديد الهمة....
أما ميساء فقد أخبرت والدتها بطلب باسل....هاته الأخيرة التي بكت فرحا بابنتها، فدعت لها من كل قلبها بتمام النعمة والسعادة في الدارين....
مر اليوم وكل منشغل بما يهمه، هيثم في عمله ومنى مع رفيقاتها بين تنزه ومرح ولعب بين أحضان الطبيعة الخلابة....يوم جميل أيقظ الطفولة داخلها....
وميساء في الجامعة تضع اللمسات الأخيرة لرسالتها التي ستناقش بعد أسبوع...
وباسل في عمله وقلبه يرقص فرحا بعد أن أخبره هيثم في رسالة بموافقة ميساء وسأله بحيرة عما يجري....ووسيم الذي انتظر رد ميساء على أحر من الجمر....فلما لم ترد على رسالته....بعث لها رسائل أخرى أقوى بكثير من الأولى دون يأس أو كلل ....إلى أن وصلته رسالة إلكترونية بعد العصر من هيثم.....يخبره فيها أن باسل طلبها للزواج وقد وافقت، وسأله من أين له برقمها، وعاتبه على فعله غير اللائق....
مما أشعل النار في صدره.....فقام من مكانه وانطلق مسرعا إلى عيادة الدكتور باسل....ليلقنه درسا....
وما إن وصل إلى هناك....حتى وجد مفاجأة تنتظره.....
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top