مشهَد غـرامي

قِيْدِ حْرَ

:: عضو منتسِب ::


مع غروب الشمس ، توجّهتُ لأستقلّ الحافلة عائداً إلى بيتي بعدَ يوم عملٍ مُرهقْ .

في العادة ، عندما أجلسُ على المقعد لا ألتفتُ يميناً ويساراً ، ليس سوى لحظات من الشرود الذهني ~ إن جاز التعبير ~ حتى وصول الحافلة حيث أُريد .
وكما تعلمون أحبّتي لكلّ قاعدة شواذ ، فالشئ المُلفت للنظرْ يجعلكَ تنظر إليه من باب الفضول البشري القبيحْ .
أجلسُ على مقعدٍ مُنفردْ ، وعلى يساري مقعدٌ مزدوج يجلسُ عليه شاب وفتاة .
يبدو عليهما انّهما جامعيّان .

المُلفت للنظر أمورْ عديدة استطعتُ ببسالة تجاوز البعضْ منها وفشلتُ في أمورٍ أُخرى .

لن أتحدّث فقط عن طريقةِ " تصفيف شعر الشاب " ، بل تجاوزت ذلك إلى عالم الخيالْ واستطعتُ ببراعة فصل باقي الوجه عن شعرهِ فبدا لي كالقنفذ ، لا أقول ذلك مازحاً بل حقيقة صعبة للغاية .
أمّا باقي الوجه فلهُ حكاية أُخرى :
حاجبيه رُسِما ببراعة ، خيطٌ رفيعْ ولم يسبق لي رؤية الشُبّان يتّبعون هذهِ الطرق التجميلية من قبل ، ومع ذلك فهوَ مُلتحي ، لا أقصد تلك اللحى في الإسلامْ ، بل هذهِ الدارجة أيامنا هذهِ والتي يصعب وصفها بالكلمات وأنتَ تائهٌ لا محالة في دهاليزها واستراحاتها .
تلكَ هي اللحية العصرية الحديثة .
قطعةٌ كبيرةٌ من اللبان تملأُ فمه وفكيّه في صعودٍ وهبوطٍ دائمَينْ .
سلسلة ذهبيّة تُحيط برقبتهِ وهو حريصُ كلّ الحرص أن يراها الآخرون ، ربّما هي انعكاسٌ للحريّة التي يتمتّع بها في مجتمعٍ ديمُقراطي .
حتّى في طريقةِ انتقائهِ للثياب التي يرتديها ، غير لائقة .
على أيّة حال ، تطفّلتُ كثيراً عليه وتدخّلتُ في خصوصيّاته الظاهرة بشكلٍ كبيرْ .

أمّا الفتاة ، حدّث ولا حرَجْ
سأبدأُ من حيث انتهيت بالشاب الوسيم ، وأُراهنْ العالم أجمع بأنّ ثيابها وثيابه من نفس المتجر ونفس الماركه ، المقاسات مُختلفة فقط .
هيَ مُثيرة ومُقرفة في آنٍ واحد .
في عالمِ الجمال لمسةٌ بسيطة تُضفي للفتاة رونَقٌ جميلْ .
أمّا في عالمها الجميل جمعت كلّ اللمسات لتُشعركَ بوجودكَ في معرضٍ فنّي صاخب بالألوانْ .
وفي الأصل طبيعةُ الفتاة هيَ الأجملْ بلا إضافاتٍ تُذكَرْ .
لن أنسى أيضاً قطعة اللبان الكبيرة تملأ فمها ، تارةً تُخرج نصفها للهواء الطَلق وتارةً تُدخلها .

هذهِ الكلمات التي أكتبها لكم هيَ وصفٌ للحظةِ تأمّل ليست بطويلة ، لحظةٌ رأيتُ المساوئ فيها إلى جانب شئ آخر أُحبّهُ للغاية كانَ برفقتهم ألا وهوَ " الكتابْ "
مجموعة من الكتُب والدفاتر على أحضانهما تبدو أنيقة للغاية ربّما لكي تتوافق والمظهر الخارجي لهما حسب مفهومهم للأناقة طبعاً .
قلتُ في نفسي : " يا لكَ من فضولي ، دعكَ من الآخرينْ "
فنظرتُ للمرّةِ الأخيرة :
الشاب يبتسمُ للفتاة ويميل برأسه نحوها ، وهيَ تبادلهُ الفعلْ .
يقتربان أكثر ، يضع يدهُ في يدها ، يتبادلان حديث لم أستطع سماعه ، وفي نهاية المطاف قُبلة خاطفة جعَلتني أبتسمْ .
قد يتساءل البعض : ربّما مخطوبان ، متزوجان ..
لم يفتني الأمر فلا أثر لذلك يبدو على أيديهما .
في تلك اللحظة ابتعدتُ عن فضولي المُشينْ .

عدتُ إلى راحتي المنشودة حيث الشرود الذهني السالف الذكر ، وبدت تلوح لي أسئلة عديدة :

هل وصلنا إلى هذا الحد من الانحلال الأخلاقي ؟
هل هذا مثالٌ حقيقي للشباب الجامعي المُثقّف ؟
ثقافةُ العيب ، أينَ نحنُ منها بعدَ اتّباعنا الهمجي للغرب ؟
أهل الفتاة والتبرّج ؟
شخصيّة وهويّة الجيل الصاعد ، إلى أين ؟

أسئلة كثيرة راودتني لم أستطع الإجابة عليها ،
وفي النهاية وجدتُ تبريراً منطقيّاً لكلّ ما سألت :
" التزم الصمت ،أنتَ مُتخلّفٌ "
 
رد: مشهَد غـرامي

هكذا احنا ....

مفهومنا للحرية ،،، التعدي على الاعراف ،، واطلاق العنان للشهوات .... النتيجة آآآآآخر الركب ....


لكل داء دواء يستطب به ---- الا الحماقة اعيت من يدوايها .....









تسلم الايادي _______ النجم البعيد
 
رد: مشهَد غـرامي


ما أكثر هذه المشاهد في زمننا هذا
لم نعد نفرّق بين الشاب والفتاة للأسباب التي ذكرتها
فقد غابت الرجولة .. ومعها الحياء
التقليد الأعمى للغرب ..
في كل ما يتناقض مع ديننا وأخلاقنا ومجتمعاتنا واصالتنا
حتى الجامعات لم تعد مكاناً للعلم والتعلّم
الحديث في هذا الموضوع يثير الشجون لما آلت إليه احوال
الكثير من شبابنا وبناتنا ..
نسأل الله الهداية للجميع
شكراً جزيلاً لك أخي

 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom