خطوات إلى السعادة 1( تعريف السعادة، من الذي تصيبه السعادة)

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,283
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فهذه مقتطفات مختصرة في موضوعات متنوعة تعين العبد للوصول إلى شاطئ السعادة، وقد سميته: "خطوات إلى السعادة"، وعلى هذا النهج سار الأئمة الأعلام في مؤلفاتهم، كابن القيم في كتابه "الفوائد" و"بدائع الفوائد"، وابن الجوزي في "صيد الخاطر"، وابن حزم في "مداواة النفوس".

أسأل الله أن ينفع به وأن يجعله ذخراً لنا في الآخرة.

د. عبد المحسن بن محمد بن عبد الرحمن القاسم

إمام وخطيب المسجد النبوي.
 
آخر تعديل:
السعادة

السعادة جنة الأحلام ومنتهى الآمال، كل البشر ينشدها، وقليل من يدركها، ومع اختلاف العباد ومعايشهم وتباين وسائلهم وغاياتهم وتنوع لغاتهم وأجناسهم، ومع افتراق مشاربهم وطموحاتهم، إلا أنهم متفقون على طلب السعادة، لتوجعهم من مكابدة الحياة وآلامها، لطمعهم في حياة سعيدة هنيئة لا أحزان فيها ولا هموم، ونوال السعادة منحة من الرحمن يهبها لمن يشاء من عباده، فمنهم من ينعم في جناها، ومنهم من يحرمها ويعيش في أمانيها، والموفق من هدي إليها فسلكها وخطى إليها وعمل لها وجانب ما يضادها مما يجلب له الشقاء.

* أين أجد السعادة؟

ظن بعض الناس أن السعادة في المال والثراء، ومنهم من توهمها في المنصب والجاه، ومنهم من طلبها في تحقيق الأماني المحرمة، والخلق في سعي حثيث لنيلها، وفي جد وتشمير لتحصيلها، فمن مدرك لها ومن محروم منها، ومن بائس شقي توهم السعادة على غير حقيقتها، فآثر دنياه على دينه، وهواه على آخرته، فجنى الوهم والهم وكابد المعيشة وقاسى الأحزان.

والسعادة لن تُنال إلا بتقوى الله عز وجل بطاعته وطاعة رسوله (صلى الله عليه و سلم)، وبالبعد عن المعاصي والسيئات، قال سبحانه:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}[الأحزاب: 70-71].
قال شيخ الإسلام: "الإيمان بالله ورسوله هو جماع السعادة وأصلها" ([1]) فالحياة وما فيها من متاع لا سعادة فيها بلا تقوى.

قال الشاعر:

ولست أرى السعادة جمع مال
ولكن التقي هو السعيد

فتقوى الله خير الزاد ذخراً
وعند الله للأتقياء مزيد


* طريق السعادة:

لا سبيل إلى السعادة إلا بطاعة الله، ومن أكثر من الأعمال الصالحة واجتنب الذنوب والخطايا عاش سعيداً وكان من ربه قريباً، قال سبحانه:{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97].

قال ابن كثير: "الحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت"([2]) والسعادة تزهو إذا حقق العبد توحيد ربه، وعلق قلبه بخالقه، وفوض جميع أموره إليه. قال ابن القيم: "التوحيد يفتح للعبد باب الخير والسرور واللذة، والفرح والابتهاج"([3]).

والسعادة يكتمل عقدها بالإحسان إلى الخلق مع ملازمة طاعة الله. قال شيخ الإسلام: "والسعادة في معاملة الخلق: أن تعاملهم لله فترجو الله فيهم ولا ترجوهم في الله، وتخافه فيهم ولا تخافهم في الله، وتحسن إليهم رجاء ثواب الله لا لمكافأتهم وتكف عن ظلمهم خوفاً من الله لا منهم"([4]).

ومن ذاق طعم الإيمان ذاق حلاوة السعادة، وعاش منشرح الصدر مطمئن القلب ساكن الجوارح. قال ابن القيم: "وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة، وقال لي مرة ما يصنع أعدائي بي، أنا جنتي وبستاني في صدري إن رحت فهي معي لا تفارقني"([5]).
..................................

[1] فتاوى شيخ الإسلام 20/193.
[2] تفسير ابن كثير 2/908.
[3] زاد المعاد 4/202.
[4] فتاوى شيخ الإسلام 1/51.
[5]الوابل الصيب ص60.
 
آخر تعديل:
رد: خطوات إلى السعادة 1( تعريف السعادة، من الذي تصيبه السعادة)

تابعونا على كامل السلسلة لتدركوا كنه السعادة و تستشعروا لذة القراءة عنها و عن أهلها، ليتحول ذلك الى تطبيق عملي في مضمار طلب سعادة الدارين دنيا و أخرة
أسأل الله أن يوفقني و اياكم لطلب سعادة الأبد، و أن يجمعنا في جنات نعيم على سرر متقابلين.
أااامين أااامين أااامين.
 
رد: خطوات إلى السعادة 1( تعريف السعادة، من الذي تصيبه السعادة)

السعادة جنة الأحلام ومنتهى الآمال، كل البشر ينشدها، وقليل من يدركها.
نسأل الله بفضله و منه أن يجعلنا ممن أدركها.
 
رد: خطوات إلى السعادة 1( تعريف السعادة، من الذي تصيبه السعادة)

السلام عليكم

بارك الله فيك أخي أبو ليث
ثبتك الله على دينه وسدد خطاك
الله أسأل أن يجعلنا من السعداء في الدارين

تقبلوا تحياتي
 
رد: خطوات إلى السعادة 1( تعريف السعادة، من الذي تصيبه السعادة)

السلام عليكم

بارك الله فيك أخي أبو ليث
ثبتك الله على دينه وسدد خطاك
الله أسأل أن يجعلنا من السعداء في الدارين

تقبلوا تحياتي
اللهم أاامين.
و اياك يا فاضل.
 
رد: خطوات إلى السعادة 1( تعريف السعادة، من الذي تصيبه السعادة)

باااااارك الله فيك اخي الكريم
جزاك الله كل خير وجعله في ميزان حسناتك
نسأل الله التوفيق
 
رد: خطوات إلى السعادة 1( تعريف السعادة، من الذي تصيبه السعادة)

بارك الله فيك على التعريف
 
رد: خطوات إلى السعادة 1( تعريف السعادة، من الذي تصيبه السعادة)

ﺟَﺰﺁﻛـ ﺍﻟﻠﻪ ﺟَﻨﺔٌ ﻋَﺮﺿُﻬﺂ ﺁﻟﺴَﻤﻮﺁﺕَ ﻭَ ﺍﻵﺭﺽْ
ﺑﺂﺭَﻛـَ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻜـِ ﻉَ ﺁﻟﻤَﻮﺿﻮﻉْ
ﺁﺳْﺂﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺁﻥْ ﻳﻌَﻄﺮْ ﺁﻳﺂﻣﻜـِ ﺑﺂﻟﺮﻳﺂﺣﻴﻦْ
ﺩﻣْﺖ ﺑـِ ﻃﺂﻋَﺔ ﺍﻟﻠﻪ {..
 
السعادة الحقيقية هى السعادة المصاحبة للانسان فى دنياه و أخراه
هى التى أوضحها لنا الامام ابن القيم فى قوله : ( فى القلب فاقة لا يسدها إلا محبة الله و الاقبال عليه و الانابة اليه، وفى القلب شعث لا يلم شعثه إلا القرب من الله )...
 
وحياتي كلها لم اذق لذة السعادة الا في الايمان ه والتقوى وتذكر المولى جل وعلافي كل حركة وسكنة
حتى لو اجتمعت هموما وضيقا بمثقال الرواسي ما فرقت سعادتي التي لزمت قلبي في جنب الله
 
نتمنى ان نجد السعادة التي افتقدناها منذ مدة ولا نبحث عن المال او الشيئ الزائف ،اسعد الناس و اعمل لوجه الله لكن لا اجد للدنيا طعم ربما مرور الزمن و تحول الاحداث هي السبب
جزاك الله خير
 
فقط تابعي السلسلة من أولها إلى أخرها و سترين السعادة أين تكمن فلا بد من سبب خفي يعكر صفو سعادة المرء لعلنا بالتفتيش و التنقيب و المراقبة و المحاسبة ثم بالدعاء و المجاهدة و كثرة الذكر و شغل الوقت بشتى أنواع العمل الصالح الذي هو ثمرة العلم النافع أن نجد السعادة كما وجدها الصالحين قبلنا وعبروا عنها بعبارات رقراقة تجعل المرء يبذل الوسع في تقديم أسبابها ثم وكل الأمر بعدها إلى واهبها عباده الصالحين وباعثها بين أجنحة الصدور و في غمرات النفوس تتجدد و تتعدد أزمنتها بحسب تجدد الجد و الكد و بذل الجهد في رضا الكريم الرحيم الوهاب العليم بما تكنه الصدور و تخفيه القلوب و هو الناظر إليها العليم بأحوال أصحابها و أعمال أهلها فيجازيها بما هو أهله من فضله و عدله و بما هي أهله من صدقها و تقواها و إخلاصها و حسن إقبلها عليه بأدب و تعظيم يليق بربوبته و عبوديتها و عظمته و ذلها و غناه و فقرها.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top