خطوات الى السعادة 2 (المحروم من السعادة, كيف أعرف أني سعيد)

المحروم من السعادة:
الشقاء في اتباع الهوى باقتراف المعاصي والسيئات، ولذات الدنيا المحرمة مشوبة بالمضار، وهي سبب الشقاء في الدنيا والآخرة قال سبحانه: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) [طه: 124].
أي في شدة وضيق.

قال شيخ الإسلام: "كل شر في العالم مختص بالعبد، فسببه: مخالفة الرسول أو الجهل بما جاء به، وأن سعادة العباد في معاشهم ومعادهم باتباع الرسالة"([1]).

والفرار من الشقاء إلى السعادة يكون بالتوبة والإنابة إلى الله.
قال ابن القيم: "ويغلق باب الشرور بالتوبة والاستغفار"([2]).

فاطرق أبواب التوبة وأوصد أبواب المعاصي لتذوق طعم السعادة، فعافية القلب في ترك الآثام، والذنوب على القلب مَنزِلة السموم إن لم تهلكه أضعفته، ومن انتقل من ذل المعصية إلى عز الطاعة أغناه الله بلا مال وآنسه بلا صاحب والشقي من أعرض عن طاعة مولاه، واقترف ما حرم الله.


* كيف أعرف أني سعيد؟
من جمع ثلاثة كان سعيداً حقاً:
الشكر على النعم،
والصبر على الابتلاء،
والاستغفار من الذنوب.

قال ابن القيم: "إذا أُنعم عليه شكر، وإذا ابتُلي صبر، وإذا أذنب استغفر، فإن هذه الأمور الثلاثة عنوان سعادة العبد، وعلامة فلاحه في دنياه وأخراه، ولا ينفك عبد عنها أبداً"([3]).

وإذا أطرقت ملياً.............
تُحاسب نفسك على تقصيرها،
وتعظم زلاتها،
وتخشى من هفواتها خوفاً من بارئها،
وتتغافل عما قدمت من محاسن بين يديها طمعاً في ثواب خالقها،

فتلك أمارة على نفس تطلب حياة سعيدة. قال ابن القيم: "علامة السعادة أن تكون حسنات العبد خلف ظهره، وسيئاته نصب عينيه، وعلامة الشقاوة أن يجعل حسناته نصب عينيه، وسيئاته خلف ظهره"([4]).


فالسعيد من اتقى خالقه وحسنت معاملته مع الخلق، وشكر النعم واستعملها في طاعته، وتلقى البلاء بالصبر والاحتساب وشرح الفؤاد يقيناً منه بأن الله يطهره بذلك ويرفع درجاته، واستغفر ربه عن الخطايا وندم على الأوزار.


* * *

1- فتاوى شيخ الإسلام 19/93.


2- زاد المعاد 4/202.

3- الوابل الصيب ص6.


4- مفتاح دار السعادة 2/310.
اجمع بين كل هذه الامور.و لله الحمد و الشكر ،لكن هناك ايام اصاب بالاكتئاب و اشعر بالحزن لكن حمدي و شكري لله مستمر
 
اجمع بين كل هذه الامور.و لله الحمد و الشكر ،لكن هناك ايام اصاب بالاكتئاب و اشعر بالحزن لكن حمدي و شكري لله مستمر
ذلك بسبب مدخل الشيطان عليك، ممكن بجعلك تفكرين في مستقبل هو عندك مجهول، أو في ماضي أكثر ما يذكرك فيه هو الحزن والأسى و الأتعاب و الأقراح، أو في حاضر قد يكون محلا للبلاء و الامتحان، و دواء ذلك هو ترك التفكير في ماضي المأسي و الصبر على بلاء الحاضر و إحتساب الأجر في كل ما أصابك، و التأسيس لمستقبل زاهر مثمر إن أفلحت حالنا مع الله و حسنت صلتنا به و قويت ثقاتنا فيه و إستعملنا ما أمكننا من السبل و أعظمها و أسهلها و أنجعها الدعاء و ما أدراك ما الدعاء في ثوب من الرجاء لرب الأرض و السماء و الثناء عليه بما هو أهله و سؤاله ما عنده من فضله، و حسن الظن به و تمام الاستسلام له و التسليم لأمره و الفرح و الرضا بقضائه و قدره، فما أبتلاك ليضرك أو يهلكك بل ليرفعك و ينفعك، كذلك يكون ظن المؤمن بربه إذا كان البلاء يغشاه كلما إقترب إلى مولاه و رجع إليه و آب.
هناك أيضا الوسواس التي يلقيها الشيطان في القلب من الناس حتى يقطع الصلة بهم و يفرق الشمل و يسود هو و جنده بين العباد يتمكنون منهم و من إغوائهم طالما كانوا متفرقين و مشتتين، لذا إنبغى أن يبني المرء أحكامه على اليقين و يترك الظن و التخمين، و قد ورد أن الظن أكذب الحديث.
نقطة أخرى أوصي بها بحكم التمرس هو عدم الغفلة عن الرقية الشرعية، خاصتا منها رقية العين، فما أكثر وقوع العين في أمة محمد عليه الصلاة و السلام، و من أقوى علامات العين الكئابة و السئامة من الحياة من غير سبب، حتى مع كون المرء عابدا طائعا قد يصيبه شيئ من ذلك سيما إذا كانت العين قوية، و ستأتين سلسلة عن الرقية و كل ما يتعلق بها من أحكام بإذنه تعالى.
وفق الله الجميع إلى ما فيه رضاه.
 
بارك الله فيك و جزاك خيرا للاجابة على الاسئلة التي تحيرني و اكتمها في نفسي
 
ما شاء الله تبارك الله
درر و الله درر
بارك الله فيكم اخي و حبيبي أباليث و اسعدك في الدارين أنت و من تحب
 
أخي اباليث أحيانا لما استيقض لصلاة الفجر أحس بالحزن
خصوصا في أول وهلة لكن بعد الصلاة أحس بالراحة
لا أعرف ما السبب
 
بارك الله فيك و جعله في ميزان حسناتك
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top