حين يئن القلب ، حين يقسوا و يصبح صخرة ، حينها فقط نحس بالضيق ، وما الحل من اجل الخروج منه الا ان تتغدى روحنا بجميع انواع الاغدية التي تجعل القلب يلين و يصبح مثل الزبدة ، يعضق صوت القرآ ن ، يستشعر صوت الآذان ، يقف راقصا على منادات المؤذن "حي على الصلاة حى على الصلاة " . في الصحيح عن النبي
قال: ((إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن إلى قلوبكم وأعمالكم)) رواه مسلم.
هيا معا نغدي روحنا العطشة بجلسات ايمانية نيرة ، تجعلنا نتدبر في آية ، و نتوقف عند سنة نبيينا ، و نأخد تطبيق خفيفا و نجعله يومي ياذن الله عز وجل .
كونوا بالقرب ولا تبتعدوا كثيرا ، في جعبتنا الكثير وما هذه الا مقدمة من اجل ان نجعلكم تتشوقون لغداء الروح لكل القلوب .
القرآن ، بتدبره القلب يلين قال الله تعالى : (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ) [ص:29].
قال ابن القيم – رحمه الله -:
"الناسُ ثلاثةٌ: رجلٌ قلبُه ميتٌ، فذلك الذي لا قلبَ له، فهذا ليست الآية ذكرى في حقه. الثاني: رجلٌ له قلب حيٌّ مستعدٌّ، لكنه غير مستمعٍ للآيات المتلُوةِ، التي يخبر بها الله عن الآيات المشهودة، إما لعدم وُرُودها، أو لوصولها إليه وقلبه مشغول عنها بغيرها، فهو غائب القلب ليس حاضرًا، فهذا أيضًا لا تحصُلُ له الذكرى، مع استعداده ووجود قلبه. والثالث: رجلٌ حيُّ القلب مستعدٌّ، تُليت عليه الآيات، فأصغى بسمعه، وألقى السمع، وأحضر قلبه، ولم يشغلْه بغير فهم ما يسمعُهُ، فهو شاهدُ القلب، مُلقي السَّمع، فهذا القِسمُ هو الذي ينتفع بالآيات المتلوَّة والمشهودة. فالأول: بمنزلة الأعمى الذي لا يُبصر. والثاني: بمنزلة البصير الطَّامح ببصره إلى غير جهة المنظور إليه، فكلاهما لا يراه. والثالث: بمنزلة البصير الذي قد حدَّق إلى جهة المنظور، وأتبعه بصره، وقابله على توسُّطٍ من البُعد والقربِ، فهذا هو الذي يراه. "
من ثمار التدبر ، فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته: من تدبر القرآن، وإطالة التأمل، وجمع الفكر على معاني آياته؛ فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما. وعلى طرقاتهما وأسبابهما وغاياتهما وثمراتهما، ومآل أهلهما، وتَتُلُّ في يده(تضع) مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة. وتثبت قواعد الإيمان في قلبه. وتحضره بين الأمم، وتريه أيام الله فيهم. وتبصره مواقع العبر. وتشهده عدل الله وفضله. وتعرفه ذاته، وأسماءه وصفاته وأفعاله، وما يحبه وما يبغضه، وصراطه الموصل إليه، وما لسالكيه بعد الوصول والقدوم عليه، وقواطع الطريق وآفاتها. وتعرفه النفس وصفاتها، ومفسدات الأعمال ومصححاتها وتعرفه طريق أهل الجنة وأهل النار وأعمالهم، وأحوالهم وسيماهم. ومراتب أهل السعادة وأهل الشقاوة، وأقسام الخلق واجتماعهم فيما يجتمعون فيه. وافتراقهم فيما يفترقون فيه.
نسأل الله لنا ولكم ان كون من حملة القرآن المتدبرين
الرضى دواء القلوب قال - تعالى -: {فأنذرتكم نارا ً تلظى * لا يصلاها إلا الأشقى * الذي كذب وتولى * وسيجنبها الأتقى * الذي يؤتي ماله يتزكى * وما لأحد عنده من نعمة تجزى * إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى * ولسوف يرضى}
قال الشافعي:
دع الأيام تفعل ما تشـــاء *** وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجـــزع لحادثة الليالي *** فمـــا لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلداً *** وشيمتك السماحة والوفــاء
الرضى هو احد اهم ما يجب ان يتحلى به الانسان المسلم العاقلة المتيقن ان الله معه مهما كان وضعه في الدنيا ، وما الدنيا الا دار ابتلاء و امتحان لو فقدت امك اعز انسان على قلبك ، قل :ربي رضيت و لك الجنة باذنه لو انك لم ترضى بخالص قلبك ، مرض هذا الاخير و جوارحك تفككت و تصبح هزيلا لاحول لك ولا قوة
إنه الرضا وعدنا ربنا به ونحن في الدنيا، فكيف إذا صرنا إليه؟ ما ظنك به؟
أرجوك لا تطلق لخيالك الانطلاقة في ذلك الرضى فإنه أكبر بكثير مما يدور بالخيال، وكيف لا، وفي الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فكل ما خطر على قلبك من الرضا فقل له بل أكبر من ذلك عند ربي.
حتى إذا حقت الحاقة ووقعت الواقعة وقام الناس حفاة عراة غرلا ً ووقفوا ما شاء الله أن يقفوا وطارت الصحف في الأيدي منشرة.... فيها السرائر والأخبار تطلع.. {فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه * إني ظننت أني ملاق حسابيه * فهو في عيشة راضية * في جنة عالية * قطوفها دانية}
نعم والله يبشر بعيشة راضية وهو في أرض المحشر، وما ذاك إلا لما قدم في الدنيا{ وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية}.
فيرضى عما قدم من عمل بعد أن أخذ كتابه باليمين وبشر بعيشة راضية.
فاللهم إنا نسألك أن ترضينا و أن ترزقنا الرضى وأن ترضى عنا.. وعن والدينا وأهلونا أجمعين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والى لقاء قادم بحول الله .
الذكر من أهم السبل لتليين القلب ، لهذا رأيت أنه يجب ان تكون احد حلقاتي حوله
يقول دكتور محمد راتب النابلسي:
"الذكر من أفضل القربات إلى الله عز وجل، من فوائد هذا الذكر: أنه يطرد الشيطان ويقمعه، وقد وصف الله الشيطان بأنه وسواسٌ لكنه خناس، لمجرد أن تقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، الشيطان يخنس، لذلك معك سلاحٌ فعال لا يخيب. ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ﴾"
لو لم يكن الذكر مهم في حياتنا لما وضعه الله كأحد اهم مواعيدنا اليومية
جعل لنا ذكرا في الصباح و في المساء
" أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر."
جعل لنا الذكر حين معصية
" اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ "
جعل لنا ذكرا كلما رزقنا الله بنعمة " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ " كلها بحكمة منه عز وجل ، وكله بفضله عز وجل
لهذا الذكر مهما قلنا فيه لن نوافي له حقه
قال تعالى : ( والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما) عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت ) . متفق عليه .