وهموم الحياة أرهقتك ...! هناك ( كنـز ) لا يقدر بأي الأثمان .! غفلنا عنه .. وتناسيناه !! وكأننا لا ندري بأنه حل لجميع مشاكلنا وهمومنا ! إنه ( كتاب اللـه الكريم ) فيه الشفاء والسعادة في الدنيا .. أما في الأخرة فهو شفيعنا , فمن كرم الله بنا أنه جعل الحرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف بأذن الله_ فلماذا نهجره ؟! لنحذر من ضياع وقتنا من غير أن نتلو وجه واحد
فلماذا لا نخصص وقت نتلو فيه القرآن بصوت شجي وقلب حاضر .! فلولا القرآن لتعكرت حياتنا وعشنا هماً وغماً ولا مفر منهما فالقرآن أنيسك إذا فقدت الخلان والدواء إذا كابدتك الآلام ألا نتذكر الموت وسكراته ! والقبر وظلماته ! .. والحساب وتبعاته ! ألا نريد الجنة والنعيم .! والفرح المقيم ! لا نعلم كم بقي لنا من العمر .. سنة .. / سنتان .! أم أنها دقائق محدودة .. وثواني معدودة .!.
القرآن الكريم هو : كلام الله العظيم وصراطه المستقيم ، وهو أساس رسالة التوحيد ، وحجة الرسول الدامغة وآيته الكبرى، وهو منهل الحكمة والهداية ، والرحمة المسداة للناس ، والنور المبين للأمة ، والمحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا هالك , قال الله عز وجل : (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ )
وقد أثنى الله عز وجل على التالين لكتاب الله فقال : { إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ 30لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ } وفضل حفظه وترتيله لا يقدر بثمن .. يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب " لأن عمارة القلوب بالإيمان وقراءة القرآن وزينة الباطن بالإعتقادات الحقة والتفكر ...
قال الله تعالى( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) يقول سيد قطب :تطمئن بإحساسها بالصلة بالله ، والأنس بجواره ، والأمن في جانبه وفي حماه ، تطمئن من قلق الوحدة وحيرة الطريق ، بإدراك الحكمة في الخلق والمبدأ والمصير، وتطمئن بالشعور بالحماية من كل اعتداء ومن كل ضرر ومن كل شر إلا بما يشاء مع الرضا بالابتلاء والصبر على البلاء ، وتكمئن برحمته بالهداية والرزق والستر في الدنيا والآخرة ، ذلك الاطمئنان حقيقة عميقة يعرفها الذين خالطت بشاشة الإيمان قلوبهم فاتصلت بالله ، ولا يملكون بالكلمات أن ينقلوها إلى الآخرين ، لأنها لا تنقل بالكلمات إنما تسري في القلب فيستروحها فيهش لها ويندى بها ويستريح إليها ، ويستشعر الطمأنينة والسلام . قال ابن القيم رحمه الله :اعلم أن العبد إنما يقطع منازل السير إلى الله بقلبه وهمته ، لا ببدنه ، والتقوى في الحقيقة ؛ تقوى القلوب لا تقوى الجوارح