صب العذاب على سلايمية الكذاب (دفاع عن الأصحاب رضوان الله عليهم)

بدائع الزهور

:: عضو منتسِب ::
إنضم
11 جوان 2013
المشاركات
88
نقاط التفاعل
67
النقاط
3
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

1551582_497850793669918_2038085975_n.jpg


أما بعد ؛ فقد أخبر النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ بين يدي السَّاعة سنواتٌ خدَّاعات يُصَدَّق فيها الكاذب ، ويُكذّبُ فيها الصَّادق ، ويُؤتمن فيها الخائن ، ويُخوَّنُ فيها الأمين ، وينطق فيها الرُّوَيبضة . فقد روى ابن ماجه في "السنن" ( 4042 ) ، و الحاكم في "المستدرك" ( 4 / 465 ، 512 ) ، و أحمد في "المسند" ( 2 / 291 ) ، و الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 30 ) ، وصححه الألباني في " الصَّحيحة" (1887) ، و"صحيح ابن ماجه" (4026) ، و"صحيح الجامع" (5963) ؛ من طريق عبد الملك بن قدامة الجُمحي ، عن إسحاق بن أبي الفرات ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم : ((سيأتي على النَّاس سنواتٌ خدَّاعاتٌ ؛ يُصدَّقُ فيها الكاذب ، ويُكذَّبُ فيها الصَّادق ، ويُؤتمن فيها الخائن ، ويُخوَّن فيها الأمين ، وينطق فيها الرُّويبضة . قيل : و ما الرُّويبضة ؟ قال : الرَّجل التَّافه يتكلم في أمر العامَّة)) .
منهم سلايمية الصَّادق –الذي ليس له من اسمه نصيب- فإنِّي قد اطَّلعت على بعض ما ينشره على صفحته في الفيسبوك ، فوجدته قد حاد عن الصَّواب ، وتكلَّم في بعض أجلاء الصَّحابة تصريحا وإشارة وتلويحا ، وسطَّر ذلك في صفحته بقلم ضاع صوابه وتشنَّجت أعصابه ، فأتى بما لا يصحُّ لمسلم أن يفوه به ، فضلا عن أن يسطره على مدى السِّنين إلاَّ أن يشاء الله ، ولا يصِّح لمسلم أن يُفكر فيما جرى بين الصَّحابة ، ويستنبط بفكره القاصر أمورا ويصفهم بما توجب جَرحهم وعدم نزاهتهم وبراءتهم وسقوطهم مما لا يليق .

والآيات والأحاديث الواردة في فضلهم وعدالتهم وخيرتهم ونزاهتهم وبراءتهم كثيرة .

قال الله تعالى : ((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)) (الفتح : 29 )
وقال الله تعالى : ((لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ، وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)) (الحشر: 8 ، 10 ) .
قال شيخ الإسلام رحمه الله في " منهاج السنة النبوية " 18/2 : ((وهذه الآيات تتضمن الثناء على المهاجرين والأنصار ، وعلى الذي جاءوا من بعدهم يستغفرون لهم ويسألون الله أن لا يجعل في قلوبهم غلاً لهم ، تتضمن أن هؤلاء الأصناف هم المستحقون للفيء . ولا ريب أن هؤلاء الرافضة خارجون من الأصناف الثلاثة ، فإنهم لم يستغفروا للسابقين الأولين ، وفي قلوبهم غلّ عليهم . ففي الآيات الثناء على الصحابة وعلى أهل السنة الذين يتولونهم ، وإخراج الرافضة من ذلك ، وهذا نقيض مذهب الرافضة)) .
وقال الزبير بن بكار : ثنا عبد الله بن إبراهيم بن قدامة اللخمي عن أبيه عن جده عن محمد بن علي عن أبيه قال : ((جلس قوم من أهل العراق فذكروا أبا بكر وعمر فنالوا منهما ، ثم ابتدأوا في عثمان فقال لهم : أخبروني أأنتم من المهاجرين الأولين ((الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ )) (الحشر: 8) . قالوا : لا ، قال : فأنتم من الذين : ((وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ)) (الحشر: 9) . قالوا : لا ، فقال لهم : أما أنتم فقد أقررتم وشهدتم على أنفسكم أنكم لستم من هؤلاء ولا من هؤلاء ، وأنا أشهد أنكم لستم من الفرقة الثالة الذين قال الله عز وجل فيهم : ((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا)) (الحشر: 10) ، فقوموا عنِّي لا بارك الله فيكم ولا قرب دوركم ، أنتم مستهزئون بالإسلام ولستم من أهله . أنظر : البداية والنهاية 122/9 .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى 471/4 : (( أمة ليس لها عقل صريح ولا نقل صحيح ، ولا دين مقبول ، ولا دنيا منصورة بل هم من أعظم الطوائف كذباً وجهلاً ، ودينهم يدخل على المسلمين كل زنديق ومرتد كما دخل في النصيرية والإسماعيلية وغيرهما .فإنهم يعمدون إلى خيار الأمة يعادونهم وإلى أعداء الله من اليهود والنصارى والمشركين يوالونهم ، ويعمدون الى الصدق الظاهر المتواتر يدفعونه ، والى الكذب المختلق الذي يُعلَم فسادَه يقيمونه؛ فهم كما قال فيهم الشعبي - وكان من أعلم الناس بهم - لو كانوا من البهائم لكانوا حُمراً ، ولو كانوا من الطير لكانو رخماً ، ولهذا كانوا أبهت الناس وأشَّدهم فرية مثل ما يذكرون عن معاوية ، فإن معاوية ثبت بالتواتر أنه أمره النَّبي صلَّى الله عليه وسلم كما أمر غيره وجاهد معه وكان أميناً عنده يكتب الوحي ؛ وما اتَّهمه النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم في كتابة الوحي ، وولاه عمر بن الخطاب الذي كان من أخبر الناس بالرجال ، وقد ضرب الله الحق على لسانه وقلبه ولم يتهمه في ولايته )) .
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى كما في حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح 196 : ( والرافضة الذين هم بحبائل الشيطان متمسكون ، ومن حبل الله منقطعون ، وعلى مسبة أصحاب رسول الله عاكفون ، وللسنة وأهلها محاربون ، ولكل عدو لله ورسوله ودينه مسالمون ، وكل هؤلاء عن ربهم محجوبون وعن بابه مطردون ، أؤلئك أصحاب الضلال وشيعة اللَّعين ،وأعداء الرسول وحزبه )) .
وقال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله كما في شرح الطحاوية 470 : (( فمن أضل ممن يكون في قلبه غلٌّ على خيار المؤمنين وسادات أولياء الله تعالى بعد النبيين ؟ بل قد فضلهم اليهود والنصارى بخصلة، قيل لليهود : من خير أهل ملتكم ؟ قالوا : أصحاب موسى ، وقيل للنصارى : من خير أهل ملتكم ؟ قالوا : أصحاب عيسى ، وقيل للرافضة : من شر أهل ملتكم ؟ قالوا أصحاب محمد !! لم يستشنوا منهم الا القليل، وفيمن سبُّوهم من هو خير ممن استثنوهم بأضعاف مضاعفة )).
وقال الشوكاني رحمه الله كما في فتح القدير : ((وهذا الداء العضال إنما يصاب به من ابتلي بمعلم من الرافضة أو صاحب من أعداء خير الأمة الذي تلاعب بهم الشيطان وزين لهم الأكاذيب المختلفة والأقاصيص المفتراة والخرافات الموضوعة ، وصرفهم عن كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم المنقولة إلينا بروايات الأئمة الأكابر في كل عصر من العصور ، فاشتروا الضلالة بالهدى ، واستبدلوا الربح الوافر بالخسران العظيم ، وما زال الشيطان الرجيم ينقلهم من منزلة الى منزلة ، ومن رتبة الى رتبة حتى صاروا أعداء كتاب الله وسنة رسوله وخير أمته وصالحي عباده وسائر المؤمنين ، وأهملوا فرائض الله وهجروا شعائر الدين ، وسعوا في كيد الإسلام وأهله كل السعي ورموا الدين وأهله بكل حجر ومدر ، والله من ورائهم محيط )) .
وقال تعالى : ((لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) (الحديد : 10) ، ورضي الله عنهم من فوق سبع سماوات في قوله ((لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً)) (الفتح : 18 ) . وفي قوله : ((وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) (التوبة : 100) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في " الصارم المسلول 574 : ((والرضى من الله صفة قديمة فلا يرضى إلا عن عبد علم أنه يوافيه على موجبات الرضى . ومن رضي الله عنه لم يسخط عليه أبداً...فكل من أخبر الله عنه أنه رضي الله عنه فإنه من أهل الجنة ، وإن كان رضاه عنه بعد إيمانه وعمله الصالح ؛ فإنه يذكر ذلك في معرض الثناء عليه والمدح له ، فلو علم أنه يتعقب ذلك بما يسخط الرب لم يكن من أهل ذلك )) .
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى كما في تفسيره 376/2 : ((فقد أخبر الله العظيم أنه قد رضي عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ، فيا ويل من أبغضهم أو سبهم أو أبغض أو سب بعضهم ولا سيما سيد الصحابة بعد الرسول وخيرهم وأفضلهم ، أعني الصديق الأكبر والخليفة الأعظم أبا بكر بن أبي قحافة رضى الله تعالى عنه ، فإن الطائفة المخذولة من الرافضة يعادون أفضل الصحابة ويبغضونهم ويسبونهم ، عياذاً بالله من ذلك ؛ وهذا يدل على أن عقولهم معكوسة ، وقلوبهم منكوسة ، فأين هؤلاء من الإيمان بالقرآن إذ يسبون من رضي الله تعالى عنهم ، وأما أهل السنة فإنهم يترضون عمن رضي الله عنه ويسبون من سبه الله ورسوله ، ويوالون من يوالي الله ، ويعادون من يعادي الله ، وهم متبعون لا مبتدعون ويقتدون ولا يبتدون ، ولهذا هم حزب الله المفلحون وعباده المؤمنون)) .
وقال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى كما في منهاج السنة 49/2 : ((وفي الجملة كل ما في القرآن من خطاب المؤمنين والمتقين والمحسنين ومدحهم والثناء عليهم ، فهم - أي الصحابة - أول من دخل في ذلك من هذه الأمة ، وأفضل من دخل في ذلك من هذه الأمة )) .
وروى البخاري (3673) ومسلم (2541) عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى الله عليه وسلَّم ((لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِى لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِى فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ )).
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله كما في منهاج السنة 226/2 : (( وذلك أن الإيمان الذي كان في قلوبهم حين الإنفاق في أول الإسلام وقلة أهله ، وكثرة الصوارف عنه ، وضعف الدَّواعي إليه لا يمكن لأحد أن يحصل له مثله من بعدهم . وهذا يعرف بعضه من ذاق الأمر ، وعرف المحن والابتلاء الذي يحصل للنَّاس ، وما يحصل للقلوب من الأحوال المختلفة .وهذا مما يعرف به أن أبا بكر رضي الله تعالى عنه لن يكون أحد مثله ، فإن اليقين والإيمان الذي كان في قلبه لا يساويه فيه أحد .
قال أبو بكر بن عياش : ما سبقهم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام ، ولكن بشيء وقر في قلبه . وهكذا سائر الصحابة حصل لهم بصحبتهم للرسول ، مؤمنين به مجاهدين معه ، ايمان ويقين لم يشركهم فيه من بعدهم)) .
وقال الامام الآجري كما في الشريعة 543/3 : (( ومن سبهم فقد سب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن سب رسول الله استحق اللعنة من الله عز وجل ومن الملائكة ومن الناس أجمعين)) .
وقال أيضا 550/3: (( لقد خاب وخسر من سب أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلم ؛ لأنه خالف الله ورسوله ولحقته اللعنة من الله عز وجل ومن رسوله ومن الملائكة ومن جميع المؤمنين ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ، لا فريضة ولا تطوعا ، وهو ذليل في الدنيا ، وضيع القدر ، كثّر الله بهم القبور ، واخلى منهم الدور )) .
وروى مسلم في صحيحه (2531) عَنْ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلَّى الله عليه وسلَّم ثُمَّ قُلْنَا لَوْ جَلَسْنَا حَتَّى نُصَلِّىَ مَعَهُ الْعِشَاءَ - قَالَ - فَجَلَسْنَا فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ « مَا زِلْتُمْ هَا هُنَا ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّيْنَا مَعَكَ الْمَغْرِبَ ثُمَّ قُلْنَا نَجْلِسُ حَتَّى نُصَلِّىَ مَعَكَ الْعِشَاءَ قَالَ « أَحْسَنْتُمْ أَوْ أَصَبْتُمْ ». قَالَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَكَانَ كَثِيرًا مِمَّا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ « النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِى فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِى مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِى أَمَنَةٌ لأُمَّتِى فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِى أَتَى أُمَّتِى مَا يُوعَدُونَ ».
قال العلامة ابن القيم رحمه الله كما في إعلام الموقعين 137/4: ((جعل نسبة أصحابه لمن بعدهم كنسبته إلى أصحابه وكنسبة النجوم إلى السماء ومن المعلوم أن هذا التشبيه يعطي من وجوب اهتداء الأمة بهم ما هو نظير اهتدائهم بنبيهم صلى الله عليه وسلم ونظير اهتداء أهل الأرض بالنجوم ،وايضا فانه جعل بقائهم بين الأمة أمنة لهم وحرزا من الشر وأسبابه )) .
إعداد : مراد براهيمي
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
رد: صب العذاب على سلايمية الكذاب

قال الكاذب سلايمية في مقاله : و بناءا على قول شيخ الإسلام بن تيمية فإن كل الصحابة إلا من بقي إلى جوار الرسول يوم وفاته قد عصوا الله عز وجل حيث إنشغلوا بأمر ليس مهما فبايعوا أبا بكر عليه الرضوان، بينما كان الأهم من ذلك أن يهرعوا إلى البكاء على رسول الإسلام... لم بفسر لنا إبن تيمية لماذا فعل الصحابة ذلك و لماذا راحوا للإمامة فجسدوها و الرسول لا يزال مسجى وجسمه الطهور لم يبرد بعد، و هي ليست بالمهمة.
أقول أن الرجل دخل عليه الجهل و الهوى فنعوذ بالله من الكلام بجهل و كلامه مردود عليه من اوجه :
أولا : ان الرجل من جهله بعقائد الإمامية، كتب هذه السطور فلو كانت لديه خلفية عن عقائد الإمامية لما كتب حرفا مما سبق، لكنه الجهل و الهوى و حب الطعن في شيخ الإسلام رحمه الله
ثانيا : ان شيخ الإسلام رحمه الله كان في معرض رد على علامتهم بن المطهر الحلي، فإبن المطهر جعل الإمامة هي أعظم المطالب، و شيخ الإسلام قال أنها ليست اعظمها في الإسلام
ثالثا : ان صاحب المقال لا يفقه معنى الإمامة عند الإمامية والتي قصدها بن المطهر الحلي في كتابه، فالإمامة عندهم هي تنصيب من عند الله عز وجل ووصية من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا ما رده شيخ الإسلام، لكن صاحب المقال اعتقد أن الإمامة عند الإمامية هي نفسها الخلافة عند اهل السنة والجماعة و كتب مقاله على هذا الأساس.
رابعا : قوله ان لازم كلام شيخ الإسلام ان الصحابة عصو الله عز وجل، و هذا أكيد مردود لأن شيخ الإسلام بن تيمية لم يقصد الخلافة بل قصد الإمامة عند الإمامية التي عندهم لا تستلزم الخلافة، إضافة إلى المغالطة التي حاول صاحب المقال ان يجر إليها القارئ من خلال أنه حمل كلام شيخ الإسلام ما لا يحتمل، و على فرض أن الإمامة المقصودة في كلام شيخ الإسلام هي الخلافة فهذا لا يستلزم الطعن في الصحابة رضوان الله عنهم، وأهل السنة و الجماعة مجمعون على ان الخلافة ليست ركن من أركان الإيمان و لا هي أساس من أسس الإسلام، فكيف تكون أعظم المطالب في الإسلام ؟
قال سلايمية في مقاله أيضا : جهل الإمامية بمذهب الإمامية يقول في الصفحة 99 أصول الدين عند الإمامية اربعة التوحيد والعدل والنبوة والإمامة علما ان أصولهم خمسة حيث نسى إبن تيمية البعث او الميعاد، و لا أدرى هل نسيه متعمدا حتى ينسبهم القارئ للكفار الذين لا يؤمنون بيوم النشور أم جهلا و هذا عذر أقبح من ذنب.
الرد على هذا الكلام من أوجه :
أولا : أن شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله أعلم أهل السنة و الجماعة بعقيدة الإمامية، و أن اعظم كتاب في تارخ الإسلام ألف في الرد عليهم هو هذا الكتاب أقصد به منهاج السنة النبوية، و إن اعترض فما عليه إلا ان يقدم كتاب أخر أعظم من منهاج السنة النبوية و يكون النقاش فيه.
ثانيا : كيف ينسب الجهل لشيخ الإسلام والرجل يجهل الفرق بين الإمامة عند الإمامية والخلافة عند اهل السنة والجماعة، فإن كان الجاهلا نلزمه بقوله و نقول عذر اقبح من ذنب، و إن كان متعمدا فقد بينا جهله و لا نقول غير ذلك.
ثالثا : أن مذهب الإمامية في العقائد متغير و متجدد على حسب المكان والزمان، واختلفوا في التوحيد حيث كانوا مجسمة ثم على مذهب المعتزلة، يقول الله عز وجل : وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً [النساء : 82]
رابعا : ان الرجل من جهله بعقائد الإمامية لا يعلم انهم مختلفين في أصول الدين حيث ينقل شيخهم المرتضى الخلاف بين الفرق الكلامية في أصول الدين، و المعلوم ان الإمامية من المتكلمين، و ذكر ذلك في كتابه رسائل المرتضى الجزء1 صفحة165، كان احرى بالرجل أن يتحقق من الكلام قبل ان سنتقد شيخ الإسلام. خامسا : ان ما ذكره شيخ الإسلام صحيح بشهادة عالمهم المرتضى حيث يقول : " ألا ترى أن هؤلاء بأعيانهم قد يحتجون في أصول الدين من التوحيد والعدل والنبوة والإمامة بأخبار الآحاد ومعلوم عند كل عاقل أنها ليست بحجة في ذلك" المصدر رسائل المرتضى ج1 ص211، عندها نقول لصاحب المقال قليل من الإنصاف.
سادسا : أن علمائهم ينسبون الإختلاف في أصول الدين إلى الصحابة رضوان الله عنهم عياذا بالله، فيقول المفيد :" حصلت بعد وفاة الرسول اختلافات كثيرة في أصول الدين وفروعها حتى اختلف أيضا في جمع القرآن الكريم" و ذلك في كتابه المسائل العكبرية صفحة135،
سابعا : قوله ان شيخ الإسلام كان يجهل عقائد الإمامية هذا قول من جهل الخلافات بين السنة و الإمامية، حيث أنه من شدة ضربات شيخ الإسلام بن تيمية لعقائدهم الباطلة اضطر بن المطهر الحلى و شيخه بن طاووس إلى احداث تقسيم الحديث و هذا باعتراف عالمهم الحر العاملي في كتابه وسائل الشيعة، ثم ياتي جاهل بتاريخ الخلاف بين السنة و الشيعة و يكتب هذه السطور.
ثامنا : على فرض ان شيخ الإسلام أخطأ، فالخطا وارد ولا عصمة إلا للأنبياء و الرسل، ألم يكن حري بهذا الكاتب أن يحسن الظن بشيخ الإسلام ؟؟ أليس الأصل بين المسلمين حسن الظن، لكنه الحقد الذي اعمي قلبه.
قال سلايمية في مقاله أيضا : إبن تيمية لا يقول بعصمة الأنبياء إلا اثناء تلقي الوحى، (ثم قال في موضوع أخر) وعدم عصمة الأنبياء إلا في ما يبلغونه عن الله عز جل يفضي إلى تصديق ما قالته اليهود في أنبيائهم كلوط عليه السلام الذي شرب الخمر و زنا بابنتيه إلى اخر ما جاء في طعنهم.
أقول ان الرجل يهرف بما لا يعرف و هذا دليل على بطلال كلامه من اوجه : أولا : منذ متى كان ارضاء اليهود غاية يبحث عنها المسلمين، يقول الله عز وجل : وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ [البقرة : 120] ثانيا : منذ متى كانت أراء اليهود في الأنبياء و الرسل حجة علينا، يقول الله عز وجل : وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [البقرة : 91] فاليهود قتلوا أنبياء الله و لم يكتفوا بالطعن فيهم. ثالثا : قال شيخ الإسلام بن تيمية ان الأنبياء معصومين فيما يبلغونه عن الله عز وجل، فاعترض الرجل واعتقد أن الأنبياء معصومين عصمة مطلقة، نقول له عندها إن كان الأنبياء معصومين عصمة مطلقة فما تفسيرك لقوله تعالى : وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى [طه : 121]، هنا نجد ان سيدنا أدم أخطا فكيف يكون معصوم عصمة مطلقة على قول صاحب المقال ؟ يقول الله عز وجل أيضا : وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ [القصص : 15] هنا نجد ان سيدنا موسى عليه السلام اخطا في قتل الرجل، فكيف نجمع ببين العصمة المطلقة و الخطا ؟؟ فهذه الأيات أيات أخرى تبين ان الأنبياء لم يكونوا معصومين عصمة مطلقة وهذا بصريح القران الكريم، و عقيدة اهل السنة و الجماعة بعصمة الأنبياء في التبليغ إتباع لكتاب الله عزوجل، يقول الله عز وجل : قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى [الكهف : 110]، والأصل في البشر عدم العصمة، و لا عصمة إلا للأنبياء و الرسل. قال سلايمية أيضا : معاوية قريب من العصمة عند بن تيمية : ما حدث في قتال معاوية لعلي يعتبره بن تيمية إجتهادا من الطرفين ناسيا الأحاديث الصحيحة التي رواها بخاري ومسلم و هي تصف فئة معاوية بالفئة الباغية. هذا الكلام لا يقوله إلا جاهل بكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، أقول : أولا : هذا القول هو قول المسلمين وما شذ عن ذلك إلا الروافض والخوارج والنواصب والمعتزلة و من سار على نهجهم كل من الطعن في عدالة صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، و لله الحمد اهل السنة و الجماعة الطائفة المنصورة يعتقدون بعدالة صحابة النبي صلى الله عليه وسلم و يثبتون ذلك بأدلة صريحة من كتاب لله عز وجل ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم. ثانيا : رمى إلى الطعن بمعاوية عندما قال "فئة معاوية بالفئة الباغية" و هل هذا طعن في معاوية و من كان معه، يقول الله عز وجل في الفئة الباغية : وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [9] إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الحجرات : 10] فالله عزوجل أثبت للفئة الباغية أنها فئة مؤمنة و أن فئة معاوية و على إخوان في الدين وهذا بنص صريح في كتاب الله عز وجل، هذا من كتاب الله أما من السنة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين، (صحيح بخاري 4/184 و 8/98) نجد ان الله عزوجل أثبت للفئة الباغية الإيمان و الأخوة في الدين و النبي صلى الله عليه وسلم أثبت لهم الإسلام، بل مدح الحسن على ما كان سيفعله، هذه عقيدة المسلمين في ما شجر بين الصحابة من خلافات لا ما حاول صاحب المقال أن يطعن في معاوية رضي الله عنه. قال سلايمية أيضا : ينقض بن تيمية أول كلامه بأخره عندما قال إن الإمامة ليست ذات أهمية فيقول هنا "و النبي صلى الله عليه وسلم دائما يأمر بإقامة راس حتى أمر بذلك في السفر إذا كانوا ثلاثة فمر بالإمارة في أول عدد و أقصر اجتماع" صاحب المقال من جهله بعقائد الإمامية و بأصول الإستدلال قال هذا الكلام و لو تأمل في كلام شيخ الإسلام لما قال ماقال، في كل الاحوال وجب تبيان الحق من الباطل، و الرد عليه من وجوه : أولا : كلام شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى لا تناقض فيه حيث أنه في أول كلامه رد على إدعاء بن المطهر الحلي أن الإمامة أشرف الأمور وأعظمها وهذا ما لا يوفقه عليه المسلمون، ثم ثانيا تكلم عن الإمارة، فلا تعارض بين هذا و ذاك ذلك ان الإمامة عند الإمامية تختلف عن الإمارة فالإمامة عندهم جعل من الله عز وجل و تنصيب من النبي صلى الله عليه وسلم ثانيا : ظاهر كلام الرجل أنه لا يفقه معنى الإمامة عن الإمامية لهذا يخلط بين الإمامة عند الإثنى عشرية والخلافة عند اهل السنة و الجماعة، فالإمامية يعتقدون بإمامة على و احدى عشر رجل من بعده و الإمامة عندهم هي قيادة الأمة سياسيا ودينيا، و ان الأئمة عندهم يعلمون الغيب و يحيون الموتى عياذا بالله و انتم افضل من النبياء و الرسل عياذا بالله و هذا ما لا يراه اهل السنة و الجماعة في الامراء و الخلفاء، ولو قال صاحب المقال أن الإمامة تستلزم الخلافة و الإمارة قلنا ان كان كذلك فكيف تنازل الحسن رضي الله عنه و هذا ما يهدم عقائد الإمامية. قال سلايمية أيضا : و لذلك سارعت أوروبا حين تسلحت بقوة التكنولوجيا الصناعية الى اغتصاب العالم الإسلامي المتخلف الجامد في النص الحنبلي صراحة القارئ لهذه الكلمات ينتبه ان الرجل حاقد و ان الحقد اعمى قلبه فالإمام أحمد بن حنبل رحمه الله احد أئمة المذاهب الاربعة حاله حال الإمام مالك و الشافعي و ابو حنيفة، ثم كيف ننسب الإخفاقات لمذهب دون أخر، و حتى نبين جهل صاحبنا نسأله هل الجزائر عندما استعمرتها فرنسا كانت حنبلية ؟ او ان الدولة العثمانية كانت حنبلية عندما قسمت ؟ و غيرها من الأمثلة، فالإمام احمد بن حنبل كان متبع لكتاب الله عز وجل ولسنة النبي صلى الله عليه وسلم فان كان صاحب هذا المقال يرى في ذلك جمود فالمشكل في عقله لا في دين الله عزوجل قال سلايمية أيضا : و هذا الأسلوب استعملته مع محمد بن عبد الوهاب في ثورته على المذاهب كلها و أوجدت له من يعينه على إسقاط الخلافة الإسلامية من يتحالف معه من الأسر و القبائل بالسلاح بعد الأفكار فكان مستر همفر أكبر جواسيس بريطانيا في القرن الثامن عشر أهلا لذلك. الرد على كلامه من وجوه : أولا : القول بان محمد بن عبد الوهاب كان يحارب المذاهب الأربع جهل او كذب، و ان احببنا ان نرد على شخص يكون من كتبه لا من كتب مخالفيه، إضافة إلى أنه من الكذب، قال محمد بن عبد الوهاب "وأما ما ذكرتم من حقيقة الاجتهاد فنحن مقلدون الكتاب والسنة وصالح سلف الأمة، وما عليه الاعتماد من أقوال الأئمة الأربعة أبي حنيفة النعمان بن ثابت ومالك بن أنس، ومحمد بن إدريس، وأحمد بن حنبل رحمهم الله تعالى". المصدر : كتاب الرسائل الشخصية محمد بن عبد الوهاب ص 93 الرسالة الرابعة عشرة ثانيا : جهل سلايمية : يقول مستر همفر اكبر جواسيس بريطانيا، علما ان هذا الرجل هو شخصية وهمية من اختراع أحدهم للطعن في عقائد اهل السنة و الجماعة، ولا ادرى هل ذكر الشخصية الخرافية (همفر) أنه كان يساعد محمد بن عبد الوهاب كان متعمدا، و حتى يقول الناس ان الرجل كان تابع للبرطانيين فان كان ذلك متعمدا بينا له الحق، و إن كان جهلا منه و هذا هو الظاهر فهذا عذر اقبح من ذنب. ثالثا : حتى نبين للقارئ الكريم ان الرجل كان يهرف بما لا يعرف، نساله ممكن تعطينا الإسم الكامل لهمفر ؟ او ممكن تذكر لنا ما هي رتبته العسكرية بما انه جاسوس، او تذكر لنا حتى و لو عموميات عن حياته في بريطانيا، اعلم انك ستعجر، لانه لم يوجد شخصية إسمه (همفر) بل نتحدى على ان تحاور، أو ان يقبل احد من الناس الحوار في موضوع شخصية همفر بين الإثبات و النفي. رابعا : أحد امرين اما تصدق وجود شخصية همفر او لا تصدق بوجوده فان كنت تصدق هذه الخرافة، فاكيد توافق على طعن الكتاب في ابو بكر و عمر و عثمان رضي الله عنهم، وفي اهل السنة و الجماعة و في صحيح بخاري و في الأئمة الأربعة ابو حنيفة واحمد و الشافعي و مالك رحمه الله، من باب الإنصاف ان تقبل بكل ما نسب لشخصية همفر او تنكر كل ما نسب إليه. قال المحترق سلايمية أيضا : سبحان الله صرنا نغتصب حضاريا و فكريا و دينيا ليس بافكار المستشرقين هذه المرة و لكن بافكار بن تيمية و محمد بن عبد الوهاب المحسوبين على الإسلام اقول ما اعجب هذا القول، يتودد و يرفع من شأن نصر الله الذي كفر و طعن في الصحابي الجليل ابو سفيان رضي الله عنه، و يطعن في شيخ الإسلام بن تيمية و في محمد بن عبد الوهاب، قمة التناقض من جهة ينادي إلى الاحترام المتبادل و العدل، من جهة اخرى ينعت الإخوان السلفين بالوهابية، من جهة ينكر على غلاة التكفير (حسب اعتتقاده) من جهة اخرى يطعن في اسلام شيخ الإسلام بن تيمية و محمد بن عبد الوهاب . يتّهم المفتري الكذاب سلايمية علماء أهل السنّة بالتزوير، قال: "إنّ التزوير لم يطل الشخصيات المزيفة فحسب بل طال أيضا حتى الأحاديث النبوية"، وأنّهم أضفوا على الصّحابة لبوس الملائكة، فقال: "حتى توضع بمثل هذه الشطحات عصابة سوداء على أعين الأجيال اللاحقة، فلا ترى في الأجيال المؤسسة السابقة إلاّ ملائكة يمشون في الأرض مطمئنين". بالله عليكم مَن قال من علماء السنّة أنّ الصحابة – رضوان الله عليهم – معصومين من الخطأ وأنّهم ملائكة يمشون في الأرض مطمئنين؟! اللهمّ هذا بهتان عظيم. ويدّعي أنّ التّزوير تمارسه "أغلبية كتب الأحاديث حيث ترى الأجيال السابقة تغرق في الخيرية الملائكية المحضة من خلال حديث (خيركم قرني ثمّ الذين يلونهم ثمّ الدين يلونهم)، وهي الثقافة المروجة في جميع أجيالنا عبر هذا الحديث كما يشتهي علماء التبرير، بينما توجد أحاديث صحيحة تعاكس هذا الاتجاه بنسبة 180 درجة، كالحديث الذي يحدث فيه المصطفى - عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام - عن وقوفه على الحوض يوم القيامة فلا يرد عليه ولا يشرب منه من أصحابه إلا قليل القليل حيث لم ينج منهم وهو يقول لهم : سحقا كما جاء في البخاري (إلاّ همل النعم)". ينبغي – أوّلا - أن يُعلم أنّ حديث (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ) صحيح أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة وأحمد، وأخرجه أبو داود والنسائي بلفظ: (خَيْرُ أُمَّتِي الْقَرْنُ الَّذِينَ بُعِثْتُ فِيهِمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ)، وأخرجه غيرهم من أهل الحديث، فإذا كانت هذه الكتب قد طالتها يدُ التّزوير فلا يُوثق بها في شيء، لا في هذا الحديث ولا في غيره، مثل الحديث السابق (كتاب الله وعترتي أهل بيتي) الذي اهْتَبَله الكذاب، فكيف به يعزو لها الصحيح تارة، وأنّها ذكرت فضل أهل البيت، وتارة أخرى يرميها بالتّزوير، فيبدو أنّ المفتري له قواعد في التّصحيح والتضعيف تخالف قواعد جهابذة أهل الفنّ. أمّا حديث الحوض فهو حديث صحيح أيضا أخرجه مالك والبخاري ومسلم وأحمد وغيرهم بألفاظ مختلفة، وأمّا قول الهالك: "فلا يرد عليه ولا يشرب منه من أصحابه إلاّ قليل القليل حيث لم ينج منهم - وهو يقول لهم: سحقا. كما جاء في البخاري - (إلاّ همل النعم)". فهو خطأ، وقول لا يدلّ عليه الحديث باختلاف صيغه، أقول هذا باعتبار منطوق الحديث فحسب، دون الالتفات إلى الأحاديث الدّالة على خيرية الصحابة – رضي الله عنهم –، فإنّ الألفاظ الواردة في الحديث لا تدلّ على كثرة مَن يُذاد عن الحوض، بل بعض هذه الألفاظ تدلّ على قلّتهم، فلدينا: "فَلَا يُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي" و "لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ نَاسٌ" و "لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ" و "وَلَيُصَدَّنَّ عَنِّي طَائِفَةٌ مِنْكُمْ" و"إِذَا زُمْرَةٌ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ" و "يَرِدُ عَلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَهْطٌ". فلفظ "رجال" يدلّ على مطلق الجمع ولا يخلص لكثرة ولا لقلّة، أمّا " نَاسٌ" فهي أيضا لا تدلّ على الكثرة، والسياق الذي وردت فيه يدلّ على مطلق البعضية، ولفظ "زُمْرَةٌ" الفَوْجُ من الناس، وهو أيضا لا يدلّ على الكثرة، وأمّا لفظ "رَهْطٌ" فعدد يُجمع من ثلاثة إِلى عشرة، وبعض اللّغويين يقول: من سبعة إِلى عشرة، وقيل الرَّهْطُ ما دون العشرة من الرّجال لا يكون فيهم امرأَة، قال اللّه تعالى: ﴿وكان في المدينة تِسْعةُ رَهْط﴾، وقيل إِلى الأَربعين. وهذه كتب اللّغة فليرجع لها مَن شاء لتحقيق ذلك، فمن أين فهم الضال المضل سلايمية أنّ قليل القليل من الصّحابة من ينجوا من النار! بل في بعض الروايات ما يدلّ تنصيصا على أنّ هؤلاء الرجال قليلون كما جاء عند مسلم (رقم: 2304) من رواية أَنَس بْن مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ – قَالَ: لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ الْحَوْضَ رِجَالٌ مِمَّنْ صَاحَبَنِي حَتَّى إِذَا رَأَيْتُهُمْ وَرُفِعُوا إِلَيَّ اخْتُلِجُوا دُونِي فَلَأَقُولَنَّ أَيْ رَبِّ أُصَيْحَابِي أُصَيْحَابِي فَلَيُقَالَنَّ لِي إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ". فقوله "أُصَيْحَابِي" بالتّصغير يدلّ على قلّة عددهم، حكاه الإمام الخطابي، ولم يُعترض عليه في ذلك حتى جاء الشيعي الخبيث المدعو الصادق فقال: هم الأغلبية! وقد أُشكل على صاحب التقية فظنّ أنّ الهالكين هم من الصحابة الكرام المشهود لهم بالخيرية، وهذا خطأ عظيم لا يقع فيه مَن جمع نصوص الوحي من القرآن والسنّة على وجه يُصَدِق بعضها بعضا، لقد وَهم من ظاهر قوله "وَلَيُرْفَعَنَّ مَعِي رِجَالٌ مِنْكُمْ" وفي رواية "إِذَا زُمْرَةٌ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ" وفي أخرى "لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِي" وفي أخرى "رِجَالٌ مِمَّنْ صَاحَبَنِي" قلت: دخله الوهم من ذلك فحملها على السابقين الأوّلين من الصّحابة – رضي الله عنهم -، فلو كان هذا الفهم صحيحا لكان قول الله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (التوبة: 100) غير صادق - تعالى الله عن هذا علوّا كبيرا-، وقوله تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾(الفتح: 29)، وقوله تعالى: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)﴾(الحشر)، ﴿وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ(62)وَأَلَّف َ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(63) يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ(64)﴾(الأنفال)، وقوله تعالى: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (19) وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (20)﴾(الفتح)، وغير ذلك من الآيات الدّالة على اصطفاء الله تعالى للجيل المؤسِّس للمجتمع المسلم، وأنّ الله تعالى حفِظ نبيَه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ – في أصحابه فاختار له صحابته بعناية حتى يحملوا عنه ما جاء به عن ربّه كما سمعوه منه، وقد سبق نهيُ النّبي - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ – عن النّقيصة فيهم ، أخرج البخاري ومسلم أنّ النَّبِيّ - صلى الله عليه وآله وسلم – قَالَ "لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ". أمّا كونُ بعض أحاديثِ الحوض قد ذكرت مَن يُذاد عنه: "لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِي"، "لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي"، فهذا لا يعني أصحاب النّبي - صلى الله عليه وآله وسلم – الذين جاهدوا ونصروا، وإنّما هم المنافقون المعدودون من أصحابه ظاهرا، فقد ثبت عند مسلم (رقم: 2779) عَنْ قَيْسٍ بْنِ عُبَادٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَمَّارٍ: أَرَأَيْتُمْ صَنِيعَكُمْ هَذَا الَّذِي صَنَعْتُمْ فِي أَمْرِ عَلِيٍّ أَرَأْيًا رَأَيْتُمُوهُ أَوْ شَيْئًا عَهِدَهُ إِلَيْكُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ – فَقَالَ: مَا عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ - شَيْئًا لَمْ يَعْهَدْهُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، وَلَكِنْ حُذَيْفَةُ أَخْبَرَنِي عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ – قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ -: فِي أَصْحَابِي اثْنَا عَشَرَ مُنَافِقًا فِيهِمْ ثَمَانِيَةٌ ﴿لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ﴾ ثَمَانِيَةٌ مِنْهُمْ تَكْفِيكَهُمُ الدُّبَيْلَةُ وَأَرْبَعَةٌ لَمْ أَحْفَظْ مَا قَالَ شُعْبَةُ فِيهِمْ"، وفي رواية "قَالَ: إِنَّ فِي أُمَّتِي اثْنَا عَشَرَ مُنَافِقًا ﴿لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ﴾ وَلَا يَجِدُونَ رِيحَهَا ﴿حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ﴾ ثَمَانِيَةٌ مِنْهُمْ تَكْفِيكَهُمُ الدُّبَيْلَةُ سِرَاجٌ مِنَ النَّارِ يَظْهَرُ فِي أَكْتَافِهِمْ حَتَّى يَنْجُمَ مِنْ صُدُورِهِمْ". وقصّة المنافقين مع النّبي - صلى الله عليه وآله وسلم – مذكورة في القرآن الكريم مفصّلة، وقصّة عَبْد اللهِ بْن أُبَىّ المنافق في إشاعة الفتنة معروفة حتى "قَامَ عُمَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم – "دَعْهُ لاَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ"(متفق عليه). وبعد هذا كلّه نقول للمدعو سلايمية المحترق بالله عليك، كم بقي من الصّحابة الذين ينجون من النّار؟! قليل القليل!!! أيّ دين هذا الذي قليل القليل من حملته ومؤسِّسي جماعته الأولى فقط يدخلون الجنّة، وأغلبيتهم حصبُ النّار، إنّهم بلّغوا لنا الكذب - إذن – عن رسول الله - عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام-، فكيف نثق بقرآن بلغنا عن أهل النار، وسنّة حملها أهل النار للأجيال اللاحقة! أما ترى معي أيها الغر الجاهل أنّ اختيارك الإسلام من هذه الوجهة هو اختيار غير موفق .. من لوازم قوله السّابق أنّ عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين – رضي الله عنهم – من هؤلاء المحرومين من أن يردوا الحوض! فربّما يتنبّه الهالك سلايمية إلى القول أنّ هؤلاء قد ثبت في حقّهم البشارة بالجنّة وهم أحياء، فلا يشملهم الوعيد، وهو معتقدُ أهل السنّة، وحينئذ نقول: قد ثبت مثلُ ما ثبت لأمير المؤمنين عليّ وسبطي النّبي - عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام – من البشارة بالجنّة لأبي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وأبي هريرة وعائشة .. وأصحاب بدر وأصحاب الشجرة ... - رضي الله عنهم -. ورحمة الله على إمامنا مالك بن أنس القائل "مَن يبغض أحداً من أصحاب النّبي - صلى الله عليه وآله وسلم – ، وكان في قلبه عليهم غلّ، فليس له حقّ في فَيْء المسلمين، ثم قرأ: ﴿مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى﴾ إلى قوله: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ﴾(الحشر: 7 – 10). وذكر بين يديه رجل ينتقص أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم – ، فقرأ مالك هذه الآية: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ﴾(الفتح : 29) ثم قال: مَن أصبح من النّاس في قلبه غلّ على أحد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم – فقد أصابته هذه الآية".(الأمر بالإتباع والنّهي عن الابتداع للسيوطي، ص: 4) و لا يسعنا إلا أن نحذر إخواننا في الجزائر عن خطر الشيعة الروافض في الجزائر و هذا ماشجعني على الخوض في هذا الموضوع و هذا بعد مشاورة بعض مشايخنا الأفاضل في الجزائر و مباركتهم لهذه المبادرة و توجيههم لنا بالنصح و التوجيه. في الأخير اعتذر ان كان هناك شدة في الطرح او في الرد لكن المقام لا يحتمل المجاملات و هذا الأواه الأشرالذي تستضيفه قناة الشروق على منبرها ذكر امور خاطئة و اخرى مكذوبة و كان يجب تبيانها.
و هذه بعض أقوال السلف في الرافظة الأنجاس
*الإمام أبو حنيفة رحمه الله
إذا ذكر الشيعة عنده كان دائماً يردد: (مـن شــك فـي كـفـر هـؤلاء، فـهـو كـافـر مـثـلـهـم).
*الإمام الشافعي (عبد الله بن إدريس) رحمه الله
(لم أر أحداً من أهل الأهواء أشهد بالزور من الرافضة!) الخطيب في الكفاية والسوطي.
*الإمام البخاري رحمه الله
قال رحمه الله : ( ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي ، أم صليت خلف اليهود والنصارى ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم ) . خلق أفعال العباد ص 125
*القاضي عياض رحمه الله
قال رحمه الله : ( نقطع بتكفير غلاة الرافضة في قولهم إن الأئمة أفضل من الأنبياء ). قال: (وكذلك نكفر من أنكر القرآن أو حرفاً منه أو غير شيئاً منه أو زاد فيه كفعل الباطنية والإسماعيلية )
*شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رحمة واسعة : ( وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد على أن الرافضة أكذب الطوائف ، والكذب فيهم قديم ، ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب ) .
و قال رحمه الله : (( أما من اقترن بسبه دعوى أن علياً اله أو أنه كان هو النبي وإنما غلط جبريل في الرسالة فهذا لاشك في كفره. بل لا شك في كفر من توقف في تكفيره. وقال أيضاً عن الرافضة : ( أنهم شر من عامة أهل الأهواء ، وأحق بالقتال من الخوارج ) . مجموع الفتاوى ( 28 / 482 ) .
إعداد : سمير الوالي
منقول ..قناة شهاب الاعلامية
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
رد: صب العذاب على سلايمية الكذاب (دفاع عن الأصحاب رضوان الله عليهم)

بارك الله فيك.
قرأت المقال الأول و هو مقال جد طيب جزى الله معده و كاتبه كل الخير و أجزل له المثوبة و الثواب و لكم بمثل على نقلتم.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top