فوائد من شرح بن عثيمين رحمه الله لكتاب التوحيد

محمد السلفي المالكي

:: عضو مُشارك ::
سلسلة الفوائد الماتعة من الكتب والمقالات النافعة




سلسلة الفوائد والنكت
شرح كتاب التوحيد للشيخ ابن عثيمين
( الجزء الأول )
للأخ الفاضل: عبد الحي
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ..

هذه فوائد قد قيدتها من كتاب شرح التوحيد للشيخ ابن عثيمين :

1- إجتمعت أقسام التوحيد في قوله تعالى: ( رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا ) . ص 9

2- ما ورد من إثبات خالق غير الله كقوله تعالى : ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) وكقوله عليه الصلاة والسلام في المصورين يقال لهم : ( أحيوا ما خلقتم ) فهذا ليس خلقا حقيقة وليس إيجاد بعد عدم بل هو تحويل للشيء من حال إلى حال وأيضا ليس شاملا بل محصور بما يتمكن الإنسان منه , ومحصور بدائرة ضيقة فلا ينافي قولنا : إفراد الله بالخلق . ص 9

3- لم يجحد أحد ثوحيد الربوبية لا على سبيل التعطيل ولا على سبيل التشريك إلا ما حصل من فرعون فإنه أنكره على سبيل التعطيل مكابرة لأنه يعلم أن الرب غيره , وأنكر توحيد الربوبية على سبيل التشريك المجوس حيث قالوا : إن للعالم خالقين هم الظلمة والنور ومع ذلك لم يجعلوا هذين الخالقين متساويين . ص 11

4- توحيد الألوهية ويقال له توحيد العبادة باعتبارين , فباعتبار إضافته إلى الله يسمى توحيد الألوهية وباعتبار إضافته إلى الخلق يسمى توحيد العبادة . ص 11

5- العبادة تطلق على شيئين :
أولا : التعبد بمعنى التذلل لله سبحانه وتعالى بفعل أوامره واجتناب نواهيه محبة وتعظيما.
ثانيا : المتعبد به فمعناه كما قال ابن تيمية رحمه الله تعالى : إسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة . ص 12

6- قوله تعالى : ( إلا ليعبدون ) إستثناء مفرغ من أعم الأحوال أي ما خلقوا إلا للعبادة واللام في ليعبدون لام التعليل وهذا التعليل لبيان الحكمة من الخلق وليس التعليل الملازم للمعلول فهذه علة غائية وليست موجبة , فالعلة الغائية لبيان الغاية والمقصود من هذا الفعل لكنها قد تقع وقد لا تقع والعلة الموجبة معناها أن المعلول مبني عليها فلابد أن تقع وتكون سابقة للمعلول و لازمة له . ص 17

7- قوله تعالى : ( خلقت ) أي أوجدت وهذا الإيجاد مسبوق بتقدير وأصل الخلق التقدير. ص 17

8- تطق الأمة في القرآن على أربعة معان :
أولا : الطائفة من الناس ومنه قوله تعالى: ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ).
ثانيا : الإمام ومنه قوله تعالى : ( إن إبراهيم كان أمة قانتا لله ).
ثالثا : الملة ومنه قوله تعالى : ( إنا وجدنا آباءنا على أمة ).
رابعا : الزمن ومنه قوله تعالى : ( وادكر بعد أمة ). ص 18

9- أجمع ما قيل في تعريف الطاغوت هو ما ذكره ابن القيم - رحمه الله تعالى - بأنه ( ما تجاوز حد من متبوع أو معبود أو مطاع ). ص 19

10- إشكال وجوابه :
إذا قيل ثبت أن الله قضى كونا ما لايحبه فكيف يقضي الله ما لا يحبه ؟
فالجواب :
أن المحبوب قسمان :
الأول : محبوب لذاته . والثاني : محبوب لغيره , فالمحبوب لغيره قد يكون مكروها لذاته ولكن يحب لما فيه من الحكمة والمصلحة فيكون حينئذ محبوبا من وجه مكروها من وجه آخر. ص 21

11- ذو القربى : هم من يجتمعون بالشخص في الجد الرابع . ص 24

12- ( والصاحب بالجنب ) : قيل إنه الزوجة ، وقيل صاحبك في السفر لأنه يكون إلى جنبك ، ولكل منهما حق والآية صالحة لهما. ص 24

13- قوله : ( لا إله ) أي لا مألوه . وليس بمعنى : لا إله . والمألوه هو المعبود محبة وتعظيما , تحبه وتعظمه لما تعلم من صفاته العظيمة وأفعاله الجليلة. ص 41

14- التوحيد عند المتكلمين : يقولون إن معنى إله : آلِه ( بكسر اللام وتنوين الهاء ) والآلِهُ (بكسراللام وضم الهاء ) : القادر على الإختراع فيكون معنى لا إله إلا الله : لا قادر على الإختراع إلا الله , والتوحيد عندهم : أن توحد الله فتقول : هو واحد في ذاته لا قسيم له وواحد في أفعاله لا شريك له وواحد في صفاته لا شبيه له , ولو كان هذا معنى لا إله إلا الله لما أنكرت قريش على النبي صلى الله عليه وسلم دعوته ولآمنت به وصدقت لأن قريش تقول : لا خالق إلا الله , و ( لا خالق ) أبلغ من كلمة ( لا قادر ) لأن القادر قد يفعل وقد لا يفعل أما الخالق فقد فعل وحقق بقردت منه , فصار فهم المشركين خيرا من فهم هؤلاء المتكلمين والمنتسبين للإسلام. ص 42

15- قال بعض السلف : كل معصية فهي نوع من الشرك. ص 43

16- قوله : ( وكلمته ألقاها إلى مريم ) أطلق الله عليه كلمة , لأنه خلق بالكلمة عليه السلام ، فالحديث ليس على ظاهره ؛ إذ عيسى عليه السلام ليس كلمة لأنه يشرب ويأكل... تجري عليه جميع الأحوال البشرية قال الله تعالى : ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) وعيسى عليه السلام ليس كلمة الله , إذ إن كلام الله وصف قائم به لا بائن منه , أما عيسى فهو ذات بائنة عن الله سبحانه ؛ يذهب ويجيء ويأكل الطعام ويشرب . ص 47

17- قوله : ( روح منه ) أي صار جسد عليه السلام بالكلمة فنفخت فيه هذه الروح التي هي من الله, أي : خلق من مخلوقاته , أضيفت إليه تعالى للتشريف والتكريم ، وعيسى ليس روحا بل جسده ذو روح , فبالنفخ صار جسدا وبالروح صار جسدا وروحا. ص 47

18- قوله : ( منه ) هذه هي التي أضلت النصارى ، فظنوا أنه جزء من الله فضلوا وأضلوا كثيرا , فمن المعلوم أن عيسى كان يأكل الطعام وهذا شيء معروف ، ومن المعلوم أيضا أن اليهود يقولون : إنهم صلبوه وهل يمكن لمن كان جزءا من الرب أن ينفصل عن الرب ويأكل ويشرب ويدعى أنه قتل وصلب؟! وعلى هذا تكون ( من ) للإبتداء وليست للتبعيض فهي كقوله تعالى : ( وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه ) فلا يمكن أن نقول إن الشمس والقمر والأنهار جزء من الله وهذا لم يقل به أحد , فقوله : ( منه ) أي : الروح صادرة من الله عز وجل وليس جزء من الله كما تزعم النصارى . ص 47

19- قال العلماء : يحرم ظن السوء بمسلم ظاهره العدالة . ص 49

20- قال بعض السلف عن قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مفتاح الجنة لا إله إلا الله ) : لكن من أتى بمفتاح لا أسنان له لا يفتح له. ص 49

21- لا إله إلا الله : ذكر متضمن للدعاء , لأن الذاكر يريد رضا الله عنه , والوصول إلى دار كرامته. ص 50

22- المغفرة ستر الذنب والتجاوز عنه . ص 54

23- تحقيق التوحيد : تخليصه من الشرك , ولا يكون إلا بثلاثة أمور :
الأول : العلم ، فلا يمكن أن تحقق شيئا قبل أن تعلمه.
الثاني : الإعتقاد ، فإذا علمت ولم تعتقد واستكبرت , لم تحقق التوحيد .
الثالث : الإنقياد , فإذا علمت واعتقدت ولم تنقد لم تحقق التوحيد , فإذا حصل هذا وحقق التوحيد فإن الجنة مضمونة له بغير حساب و لا يحتاج أن نقول إن شاء الله لأن هذا حكاية حكم ثابت شرعا.ص 58

24- قوله : ( قانتا ) : القُنوت دوام الطاعة والاستمرار فيها على كل حال ، فهو مطيع لله ثابت على طاعته مديم لها في كل حال. ص 60

25- يجب أن نعلم أن ثناء الله على أحد من خلقه لا يقصد أن يصل إلينا الثناء فقط ولكن يقصد منه أمران هامان :
الأول : محبة هذا الذي أثنى الله عليه خيرا.
والثاني : أن نقتدي به في هذه الصفات التي أثنى الله بها عليه ؛ لأنها محل الثناء ولنا من الثناء بقدر ما اقتدينا به فيها . ص 60

26- المعاصي بالمعنى الأعم شرك وبالمعنى الأخص يقسمها العلماء إلى قسمين : شرك و فسوق.ص 61

27- اختلف العلماء لماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( سبقك بها عكاشة ) : فقيل إنه كان منافقا فأراد الرسول صلى الله عليه وسلم ألا يجابهه بما يكره تأليفا . وقيل : خاف أن ينفتح الباب فيطلبها من ليس منهم فقال هذه الكلمة التي أصبحت مثلا , وهذا أقرب. ص 66

28- الرياء ينقسم باعتبار إبطاله للعباد إلى قسمين :
الأول : أن يكون في أصل العبادة أي ما قام يتعبد إلا للرياء , فهذا عمله باطل مردود عليه.
الثاني : أن يكون الرياء طارئا على العبادة أي أن أصل العبادة لله , لكن طرأ عليها الرياء فهذا ينقسم إلى قسمين :
- أن يدافعه فهذا لا يضره .
- إن استرسل معه فكل عمل ينشأ عن الرياء فهو باطل , لكن هل هذا البطلان يمتد إلى جميع العبادة أم لا ؟ نقول : لا يخلو هذا من حالين : إما أن يكون آخر العبادة مبنيا على أولها بحيث لا يصح أولها مع فساد آخرها فهذه كلها فاسدة ، وإما أن يكون أول العبادة منفصل عن آخرها فما سبق الرياء فهو صحيح وما كان بعده فهو باطل مثل الصدقة. ص 73

29- لا يتم الإيمان إلا إذا دعا الإنسان إلى التوحيد , حيث الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله من تمام التوحيد ، ولا يتم التوحيد إلا به قال تعالى : ( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصو بالحق وتواصو بالصبر ). ص 80

30- ليس المقصود العلم بالشرع فقط في قوله تعالى : ( على بصيرة ) بل يشمل : العلم بالشرع والعلم بحال المدعوّ والعلم بالسبيل الموصل إلى المقصود وهو الحكمة. ص 81

31- قوله تعالى : ( أنا و من اتبعني ) ذكروا فيها رأيين :
الأول : ( أنا ) مبتدأ وخبرها ( على بصيرة )، ( و من اتبعني ) معطوفة على ( أنا ) أي : أنا ومن اتبعني على بصيرة , أي : في عبادتي ودعوتي .
الثاني : ( أنا ) توكيد للضمير المستتر في قوله ( أدعوا ) أي : أدعو أنا إلى الله ومن اتبعني يدعوا ـ أيضا ـ أي : قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله ويدعوا من اتبعني و كلانا على بصيرة. ص 81

32- فلو اعتقد الشخص بقلبه ولم يقل بلسانه أشهد أن لا إله إلا الله فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : إنه ليس بمسلم بالإجماع حتى ينطق بها لأن كلمة ( أشهد ) تدل على الإخبار و الإخبار متضمن للنطق فلابد من النطق فالنية فقط لا تجزئ و لا تنفعه عند الله تعالى حتى ينطق ، والنبي صلى الله عليه وسلم قال لعمه أبي طالب : ( قل ) ولم يقل : اعتقد أن لا إله إلا الله . ص 83

33- و في قول إبراهيم عليه السلام : ( إلا الذي فطرني ) ولم يقل إلا الله ، فائدتان :
الأولى : الإشارة إلى علة إفراد الله بالعبادة لأنه كما أنه منفرد بالخلق فيجب أن يفرد بالعبادة .
والثانية : الإشارة إلى بطلان عبادة الأصنام لأنها لم تفطركم حتى تعبدوها ففيها تعليل للتوحيد الجامع بين النفي والإثبات وهذه من البلاغة التامة في تعبير إبراهيم عليه السلام. ص 93
34- التميمة : شيء يعلق على الأولاد , من خرز أو غيره , يتقون به العين .
والودعة : واحدة الودع وهي أحجار من البحر يعلقونها لدفع العين ويزعمون أن الإنسان إذا علق هذه الودعة لم تصبه العين أو لا يصبه الجن . ص 106

35- قوله تعالى : ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) والمراد بها المشركون الذين يؤمنون بتوحيد الربوبية ويكفرون بتوحيد الألوهية. ص 106

36- الجهل نوعان :
- جهل يعذر فيه الإنسان .
- وجهل لا يعذر فيه الإنسان .
فما كان ناشئا عن تفريط و إهمال مع قيام المقتضى للتعلم فإنه لا يعذر فيه سواء في الكفر أو في المعاصي, وما كان ناشئا عن خلاف ذلك , أي أنه لم يهمل ولم يفرط ولم يقم المقتضى للتعلم بأن كان لم يطرأ على باله أن هذا الشيء حرام ، فإنه يعذر فيه . ص 107

37- التِّوَلَة ـ بكسر التاء ـ شيء يعلقونه على الزوج , يزعمون أنه يحبب الزوجة إلى زوجها , والزوج إلى امرأته ، وهذا شرك لأنه ليس بسبب شرعي , و لا قدري للمحبة . ص 112

38- كل ذنب قرن بالبراءة من فاعله فهو من كبائر الذنوب . ص 116

39- قوله عليه الصلاة والسلام : ( لتركبن سنن من كان قبلكم ) أي لتفعلن مثل فعلهم ، ولتقولن مثل قولهم , وهذه الجملة لا يراد بها الإقرار , وإنما يراد بها التحذير ، لأنه من المعلوم أن سنن من كان قبلنا مما جرى تشبيهه سنن ضالة حيث طلبوا آلهة مع الله , فأراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يحذر أمته أن تركب سنن من كان قبلها من الضلال و الغي. ص 125

40
- قوله في الترجمة : باب ماجاء في الذبح لغير الله ؛ أشار إلى الدليل دون الحكم ومثل هذه الترجمة يترجم بها العلماء للأمور التي لا يجزمون بحكمها أو التي فيها تفصيل والمؤلف لا شك أنه يرى تحريم الذبح لغير الله على سبيل التقرب و التعظيم وأنه شرك أكبر , لكنه أراد أن يمرن الطالب على أخذ الحكم من الدليل وهذا نوع من التربية العلمية. ص 132

41- لعن المعين ممنوع ولعن أهل المعاصي على سبيل العموم جائز , والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صار يلعن أناسا من المشركين من أهل الجاهلية بقوله : ( اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا) نهي عن ذلك بقوله تعالى : ( ليس لك من الأمر شيء أو يثوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ). ص 139

42- الدعاء هو عام لكونه لجلب منفعة أو لدفع مضرة أما الإستغاثة فهي دعاء بإزالة الشدة فقط .ص 162

43- للعزيز ثلاث معان :
- عزيز بمعنى ممتنع أن يناله أحد بسوء
- عزيز بمعنى ذي قدر لا يشركه فيه أحد
- عزيز بمعنى غالب قاهر ص 197

44- ما كان أو ما ينبغي أو لا ينبغي ونحوها إذا جاءت في القرآن والحديث فالمراد أن ذلك ممتنع غاية الإمتناع. ص 216

45- قوله عليه الصلاة والسلام : ( هلك المتنطعون ) فلم يُرِد الإخبار ولكن التحذير من التنطع . ص 240

46- قوله عليه الصلاة والسلام : ( من تدركهم الساعة ) أي : يوم القيامة ، وسميت بذلك لأنها داهية وكل شيء داهية عظيمة يسمى ساعة. ص 249

47- قوله عليه الصلاة والسلام : ( الذين يتخذون القبور مساجد ) فهم من شرار الخلق , وإن لم يشركوا لأنهم فعلوا وسيلة من وسائل الشرك لها أحكام المقاصد ، وإن كانت دون مرتبتها لكنها تعطى حكمها بالمعنى العام , فإن كانت وسيلة لواجب صارت واجبة , وإن كانت وسيلة لمحرم فهي محرمة. ص 250

48- الرافضة سموا بذلك لأنهم رفضوا زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أب طالب حين سألوه عن أبي بكر وعمر ؟ فأثنى عليهما وقال هما وزيرا جدي فرفضوه وتركوه وكانوا في السابق معه وأصل مذهبهم من عبدالله بن سبأ وهو يهودي تلبس بالإسلام. ص 254

49- الجهمية فهم أتباع الجهم بن صفوان وأول بدعته أنه أنكر صفات الله تعالى ,فاعتنقها طوائف غير الجهمية كالمعتزلة ومتأخري الرافضة لأن الرافضة كانوا بالأول مشبهة ولهذا قال أهل العلم أو من عرف بالتشبيه هشام بن الحكم الرافضي ثم تحولوا من التشبيه إلى التعطيل وصاروا ينكرون الصفات , والجهم بن صفوان أخذ بدعته عن الجعد بن درهم , والجعد أخذ بدعته عن أبان بن سمعان وأبان أخذها عن طالوت الذي أخذها عن لبيد بن الأعصم اليهودي , ثم إن الجهم بن صفوان نشأ في بلاد خرسان , وفيها كثير من الصابئة وعباد الكواكب والفلاسفة فأخذ منهم أيضا ما أخذ , فصارت هذه البدعة مركبة من اليهودية والصابئة والمشركين وهؤلاء الجهمية ينكرون الصفات ومنهم من أنكر الأسماء مع الصفات , وهذه الأسماء التي يضيفها الله تعالى إلى نفسه جعلوها إضافات , وليست حقيقة أو أنها أسماء لبعض مخلوقاته , فالسميع عندهم بمعنى من خلق السمع في غيره , ومنهم من أنكر أن يكون الله متصفا بالإثبات أو العدم , ومذهبهم في القضاء والقدر الجبر , ومذهبهم في أسماء الإيمان والدين الإرجاء , فمذهبهم من أخبث المذاهب إن لم نقل أخبثها لكن أخبث منه مذهب الرافضة حتى قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : إن جميع البدع أصلها الرافضة , وقد قَتل - بفتح القاف - الجهم بن صفوان سلمة بن أحوز صاحب شرطة نصر بن سيار لأنه أظهر هذا المذهب ونشره. ص 255

50- قوله : ( اللهم ) أصلها : يا الله ، فحذفت ( يا ) النداء لأجل البداءة بإسم الله وعوض عنها الميم الدالة على الجمع , فكأن الداعي جمع قلبه على الله , وكانت الميم في الآخر لأجل البداءة بإسم الله. ص 260

51- الجبت : قيل السحر ، وقيل هو الصنم ، والأصح : أنه عام لكل صنم أو سحر أو كهانة أو ما أشبه ذلك.
52- الطاغوت : مأخوذ من الطغيان , وهو ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع , فالمعبود كالأصنام , والمتبوع كعلماء الضلال و المطاع كالأمراء , فطاعتهم في تحريم ما أحل الله , أو تحليل ما حرم الله تعد من عبادتهم . ص 282

53- اليهود سموا يهودا نسبة إلى يهوذا , من أحفاد إسحاق , أو لأنهم هادوا إلى الله , اي رجعوا إليه بالتوبة من عبادة العجل .
54- النصارى سموا بذلك نسبة إلى بلدة تسمى الناصرة , وقيل : من النُّصرة ـ بضم النون ـ .
ص 290

55- السحر لغة : ماخفي , ولطف سببه ، وأما في الشرع فإنه ينقسم إلى قسمين :
الأول : عقد ورقى , أي قراءات , وطلاسم , يتوصل بها الساحر إلى استخدام الشايطين فيما يريد به ضرر المسحور ، لكن لا يكون ذلك إلا بإذن الله تعالى , وهذا شرك.
الثاني : أدوية وعقاقير تؤثر على بدن المسحور وعقله وإرادته وميله فتجده ينصرف ويميل وهو ما يسمى عندهم بالصرف و العطف ، وهذا عدوان وفسق. ص 303

56- إن تفسير عمر بن الخطاب رضي الله عنه الجبت بالسحر والطاغوت بالشيطان فإن هذا من باب التفسير بالمثال. ص 305

57- قوله عليه الصلاة والسلام : ( السبع الموبقات ) هذا لا يقتضي الحصر فإن هناك موبقات أخرى ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يحصر أحيانا بعض الأنواع والأجناس , ولا يعني بذلك عدم وجود غيرها , وإن قلنا بدلالة حديث أبي هريرة في الباب على الحصر لكونه وقع ب ( أل ) المعرفة فإنه حصرها , لأن هذه أعظم الكبائر. ص 306

58
- الحق إذا ذكر بإزاء الأحكام فالمراد به العدل , وإذا ذكر بإزاء الأخبار فالمراد به الصدق .
ص 308

59- العِيافة ـ بكسر العين ـ : هي زجر الطير للتشاؤم أو التفاؤل ، و الطرق هو : الخط يخط في الأرض كما فسره عوف , ومعنى الخط بالأرض معروف عندهم يضربون به على الرمل على سبيل اسحر والكهانة , ويفعله النساء غالبا , و الطيرة : هي التشاؤم بمرئي أو مسموع أو معلوم. ص 317

60- علم النجوم ينقسم إلى قسمين :
الأول : علم تأثير , وهو أن يستدل بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية , فهذا محرم باطل.
والثاني : علم التسيير وهو ما يستدل به على الجهات و الأوقات , فهذا جائز و قد يكون واجبا أحيانا , كما قال الفقهاء : إذا دخل وقت الصلاة يجب على الإنسان أن يتعلم علامات القبلة من النجوم والشمس و القمر . ص 321

61- العراف هو إسم عام للكاهن , و المنجم و الرمال و نحوهم ، ممن يَستدل على معرفة الغيب بمقدمات يستعملها. ص 328

62- قول : ( ليس منا ) إنها لا تدل على خروج الفاعل من الإسلام , بل حسب الحال . ص 332

63- ذكر شيخ الإسلام أن استخدام الإنس للجن له ثلاث حالات :
الأولى : أن يستخدم في طاعة الله , كأن له نائبا في تبليغ الشرع كأن له صاحب من الجن مؤمن يأخذ عنه العلم و يتلقى منه .
الثانية : أن يستخدم في أمور مباحة .
الثالثة :أن يستخدم في أمور محرمة منها ما يكون معصية كأن يكون الجن فاسقا يعين الإنسي على الإثم و العدوان لأنه فاسق مثله أو يكون شركا و هذا ظاهر وبين. ص 335

64- و تعلم أبا جاد ينقسم إلى قسمين :
الأول : تعلم مباح , بأن نتعلمها لحساب الجمل و ما أشبه ذلك.
الثاني : محرم و هو كتابة أبا جاد مربوطة بسير النجوم و حركتها و طلوعها و غروبها و ينظرون في النجوم , ليستدلوا بالموافقة أو المخالفة على ما سيحدث في الأرض. ص 336

65- النشرة في اللغة هي التفريق و في الإصطلاح : هي حل السحر عن المسحور. ص 339

66- دلالة النصوص على التحريم لا تنحصر في لفظ التحريم أو نفي الجواز , بل إذا رتبت العقوبات على الفعل كان دليلا على تحريمه .ص 340

67- قوله : ( يكره ) الكراهة عند المتقدمين يراد بها التحريم غالبا , و لا تخرج عنه إلا بقرينة و عند المتأخرين خلاف الأولى. ص 340
68- التطير ينافي التوحيد من وجهين :
الأول : أن المتطير قطع توكله على الله و اعتمد على غير الله .
الثاني : أنه يتعلق بأمر لا حقيقة له , بل هو وهم و تخيل. ص 343

69- " هامّة " فسرت بتفسيرين :
الأول : أنها طير معروف يشبه البومة أو هي البومة تزعم العرب أنه إذا قتل القتيل صارت عظامه هامة تطير و تصرخ حتى يؤخذ بثأره و ربما اعتقد بعضهم أنها روحه .
الثاني : أن بعض العرب يقولون : الهامة هي الطير المعروف لكنهم يتشاءمون بها , فإذا وقعت على بيت أحدهم و نعقت قالوا إنها تنعق به ليموت و يعتقدون أن هذا دليل قرب أجله و هذا كله ـ بلا شك ـ عقيدة باطلة. ص 345

70- شهر صفر كانت العرب يتشاءمون به , و لا سيما في النكاح. ص 346

71- قوله صلى الله عليه وسلم : ( و لا نوء ) واحد الأنواء , و الأنواء هي منازل القمر و هي 28 منـزلة كل منـزلة لها نجم تدور بمدار السنة. ص 348

72- الإستسقاء بالأنواء ينقسم إلى شرك أكبر و له صورتان :
الأولى : أن يدعو الأنواء بالسقيا.
الثانية : أن ينسب حصول الأمطار إلى هذه الأنواء على أنها هي الفاعلة بنفسها دون الله , و إلى شرك أصغر و هو أن يجعل هذه الأنواء سببا مع اعتقاده أن الله هو الخالق الفاعل. ص 365

73- سمي بيوم القيامة لثلاثة أسباب :
- قيام الناس من قبورهم ، قال تعالى : ( يوم يقوم الناس لرب العالمين ).
- قيام الأشهاد ، قال تعالى : ( و يوم يقوم الأشهاد ).
- قيام العدل ، قال تعالى : ( و نضع الموازين القسط ليوم القيامة ). ص 422



74- الجحد هو الإنكار و هو نوعان :
الأول : إنكار تكذيب و هذا كفر بلا شك .
والثاني : إنكار تأويل و هذا نوعان :
- أن يكون للتأويل مسوغ في اللغة العربية فهذا لا يوجب الكفر .
- أن لا يكون له مسوغ في اللغة العربية فهذا حكمه الكفر , لأنه إذا لم يكن له مسوغ صار في الحقيقة تكذيبا. ص 460

75- تنقسم صفات الله عز وجل إلى ثلاثة أقسام :
القسم الأول : ذاتية و يقال معنوية : و هي الملازمة لذات الله و التي لم يزل و لا يزال متصفا بها كالسمع و البصر .
القسم الثاني : فعلية : هي التي تتعلق بمشيئته إن شاء فعلها و إن لم يشأ لم يفعلها كالكلام و النـزول إلى السماء.
القسم الثالث : و الخبرية : هي أبعاض و أجزاء بالنسبة لنا أما بالنسبة لله تعالى هي صفات خبر ثبت بها الخبر من الكتاب و السنة ، و هي ليست معنى و لا فعلا مثل الوجه و العين و الساق و اليد. ص 463

76- التعبير بنفي التمثيل أحسن من التعبير بنفي التشبيه لوجوه ثلاث :
الوجه الأول : أن التمثيل هو الذي جاء به القرآن و هو منفي مطلقا , بخلاف التشبيه فلم يأتي القرآن بنفيه .
الوجه الثاني : أن نفي التشبيه على الإطلاق لا يصح لأن كل موجودين فلا بد أن يكون بينهما قدر مشترك يشتبها فيه و يتميز كل واحد بما يختص به , فـ ( الحياة ) مثلا وصف ثابت في الخالق والمخلوق, فبينهما قدر مشترك و لكن حياة الخالق تليق به و حياة المخلوق تليق به .
الوجه الثالث : أن الناس اختلفوا في مسمى التشبيه , حتى جعل بعضهم إثبات الصفات التي أثبتها الله لنفسه تشبيها فإذا قيل من غير تشبيه فهم البعض من هذا القول نفي الصفات التي أثبتها الله تعالى لنفسه. ص 463

77- يمين الغموس أن تحلف بالله كذبا لتقتطع بها مال امرئ مسلم. ص 483

78- الإقتناع بالحلف بالله تعالى لا يخلو من أمرين :
الأمر الأول : أن يكون ذلك من الناحية الشرعية فإنه يجب الرضا بالحلف بالله تعالى فيما إذا توجهت اليمين على المدعى عليه فحلف , فيجب الرضا بهذا اليمين بمقتضى الحكم الشرعي .
الأمر الثاني : أن يكون ذلك من الناحية الحسية فإن كان الحالف موضع صدق و ثقة فإنك ترضى بيمينه و إن كان غير ذلك فلك أن ترفض الرضا بيمينه . ص 484

79- سب الدهر ينقسم إلى ثلاث أقسام :
الأول : أن يقصد الخبر المحض دون اللوم فهذا جائز مثل أن يقول تعبنا من شدة حر هذا اليوم .
الثاني : أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل أي هو الذي يقلب الأمور إلى الخير أو إلىالشر فهذا شرك أكبر .
الثالث : أن يسب الدهر لا لاعتقاده أنه هو الفاعل , بل يعتقد أن الله هو الفاعل , لكن يسبه لأنه محل لهذا الأمر المكروه عنده فهذا محرم و لا يصل إلى درجة الشرك وهو من السفه في العقل و الضلال في الدين لأن حقيقة سبه تعود إلى الله تعالى و ليس هذا السبب يكفِّر ـ بكسر الفاء ـ لأنه لم يسب الله تعالى مباشرة. ص 493
80- أسماء الله تعالى تنقسم إلى قسمين :
- ما لا يصح إلا لله مثل : الله , الرحمن ...
- ما يصح أن بوصف به غير الله مثل : الرحيم , السميع , البصير ، فإن لوحظت الصفة منع من التسمي به , و إن لم تلاحظ الصفة جاز التسمي به على أنه علم محض. ص 506

81- فائدة : يجب على طالب العلم أن يعرف الفرق بين التشريع الذي يجعل نظاما يمشي عليه و يستبدل به القرآن , و بين أن يحكم في قضية معينة بغير ما أنزل الله , فهذا قد يكون كفرا إذا اعتقد أنه أحسن من حكم الشرع , أو مماثل له , أو يكون فسقا إذا كان لهوى في نفس الحاكم أو يكون ظلما إذا أراد مضرة المحكوم عليه , و ظهور الظلم في هذه أبين من ظهوره في الثالثة . ص 509

82- الكفر كفران : كفر إعراض و كفر معارضة و المستهزئ كافر كفر معارضة , فهو أعظم ممن يسجد لصنم فقط , و هذه المسألة خطيرة جدا , فمن استهزأ بالصلاة ولو نافلة أو أي أمر من أمور الشريعة الإسلامية أو بالآيات الكونية فهو كافر بإجماع المسلمين. ص 510

83- اختلف العلماء فيمن سب الله أو رسوله أو كتابه : هل تقبل توبته ؟ على قولين :
- أنها لا تقبل.
- إنها تقبل , إذا علمنا صدق توبته إلى الله , و أقر على نفسه بالخطأ ووصف الله تعالى بما يستحق من صفات التعظيم و ذلك لعموم الأدلة على قبول التوبة كقوله تعالى : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ) و من الكفار من يسبون الله و مع ذلك تقبل توبتهم و هذا هو الصحيح إلا أن ساب الرسول صلى الله عليه وسلم تقبل توبته و يجب قتله , بخلاف من سب الله تعالى , فإنها تقبل توبته و لا يقتل , لا لأن حق الله تعالى دون حق الرسول عليه الصلاة و السلام بل لأن الله تعالى أخبرنا بعفوه عن حقه إذا تاب العبد إليه بأنه يغفر الذنوب جميعا أما ساب الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يتعلق به أمران :
* أمر شرعي لكونه رسول الله و من هذا الوجه تقبل توبته إذا تاب .
* أمر شخصي لكونه من المرسلين و من هذا الوجه يجب قتله لحقه عليه الصلاة و السلام و يقتل بعد توبته على أنه مسلم .
فإن قيل : أليس قد ثبت أن من الناس من سب الرسول صلى الله عليه وسلم و قبل منه و أطلقه ؟ أجيب : بلى هذا صحيح لكن هذا في حياته صلى الله عليه وسلم , و قد أسقط حقه , أما بعد موته , فلاندري فننفذ مانراه واجبا في حق من سبه عليه الصلاة و السلام , فإن قيل : احتمال كونه يعفوا عنه , أو لا يعفوا عنه موجب للتوقف ؟ أجيب إنه لا يوجب التوقف لأن المفسدة حصلت بالسب و ارتفاع أثر هذا السب غير معلوم و الأصل بقائه , فإن قيل أليس الغالب أن الرسول صلى الله عليه وسلم عفا عمن سبه ؟ أجيب : بلى , و ربما كان في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم إذا عفا قد تحصل المصلحة و يكون في ذلك تأليف كما أنه عليه الصلاة و السلام يعلم أعيان المنافقين , و لم يقتلهم لئلا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه , لكن الأن لو علمنا أحد بعينه من المنافقين لقتلناه , قال ابن القيم : إن عدم قتل المنافق المعلوم إنما هو في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم فقط . ص 510

84- قوله تعالى : ( خلقكم من نفس واحدة ) فيها قولان :
- أن المراد بالنفس الواحدة العين الواحدة أي من شخص معيّن و هو آدم عليه السلام .
- أن المراد بالنفس الجنس و هذا هو الصحيح كما جاء في السياق . ص 530 و 533

85- قوله تعالى : ( ليسكن إليها ) سكون الرجل إلى زوجته ظاهر من أمرين :
- لأن بينهما من المودة و الرحمة ما يقتضي الأنس و الإطمئنان و الإستقرار .
- سكون من حيث الشهوة و هذا سكون خاص لا يوجد له نظير حتى بين الأم و ابنها. ص 530

86- إحصاء أسماء الله معناه :
- الإحاطة بها لفظا و معنى .
- دعاء الله بها .
- أن تتعبد لله بمقتضاها. ص 540

87- السلام له عدة معان :
- التحية .
- السلامة من النقص و الآفات كقولنا السلام عليك أيها النبي و رحمة الله وبركاته .
- السلام إسم من أسماء الله تعالى . ص 546

88- قوله : ( لا يقال السلام على الله ) أي : لا تقل السلام عليكم يارب لما يلي :
- أن مثل هذا الدعاء يوهم النقص في حقه تعالى ، فتدعو الله أن يسلم نفسه من ذلك , إذ لا يدعى لشيء بالسلام من شيء إلا إذا كان قابلا أن يتصف به و الله سبحانه منـزّه عن صفات النقص .
- إذا دعوت الله أن يسلم نفسه فقد خالفت الحقيقة , لأن الله يدعى و لا يدعى له , فهو غني عنّا , و لكن يثنى عليه بصفات الكمال مثل غفور , سميع , عليم ... ص 546

89- المحظور في هذا التعليق ـ أي قولك اللهم اغفرلي إن شئت ـ أو غيره من الأدعية مع قولكم إن شئت , أو أي قول يدل على معناها ـ من وجوه ثلاثة :
الأول : أنها تشعر بأن الله له مكره , و الأمر ليس كذلك .
الثاني : أنها تشعر بأن هذا أمر عظيم على الله , قد يثقل عليه و يعجز عنه , و الأمر ليس كذلك .
الثالث : أنها تشعر باستغناء الإنسان عن الله تعالى , و هذا غير لائق. ص 553

90- سؤال المال محرم إلا إذا دعت إليه الضرورة , و سؤال المعونة بالجاه ، أو المعونة بالبدن فهذه مكروهة إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك. ص 560

91- قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله خلق آدم على صورته ) إنما يراد به أحد معنيين :
- أن الله خق آدم على صورة اختارها , و جعلها أحسن صورة في الوجه , و على هذا فلا ينبغي أن يقبح أو يضرب , لأنه لما أضافه إلى نفسه , اقتضى من الإكرام ما لا ينبغي معه أن يقبح أو أن يضرب.
- أن الله خلق آدم على صورة الله عز وجل , و لا يلزم من ذلك المماثلة بدليل قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ... ) و لا يلزم أن يكون على صورة نفس القمر ، لأن القمر أكبر من أهل الجنة . ص 567

92- النهي عن سب الريح , وهذا النهي للتحريم لأن سبها سب لمن خلقها وأرسلها. ص 580

93
- ( لو ) تستعمل على عدة أوجه :
الأول : أن تستعمل في الإعتراض على الشرع , و هذا محرم قال تعالى : ( لو أطاعونا ما قتلوا ).
الثاني : أن تستعمل في الإعتراض على القدر , و هذا محرم قال الله تعالى : ( يأيها الذين أمنوا لا تكونوا كالذين كفروا و قالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا و ما قتلوا).
الثالث : أن تستعمل للندم و التحسر و هذا محرم ـ أيضا ـ لأن كل شيء يفتح الندم عليك فإنه منهي عنه , لأن الندم يكسب النفس حزنا وانقباضا , و الله تعالى يريد منا أن نكون في انشراح.
الرابع : أن تستعمل في الإحتجاج بالقدر على المعصية كقول المشركين : ( لو شاء الله ما أشركنا ) وهذا باطل .
الخامس : أن تستعمل في التمني وحكمه حسب المتمني : إن كان خيرا فخير و إن كان شرا فشر .
السادس : أن تستعمل في الخبر المحض و هذا جائز مثل: لو حضرت الدرس لاستفدت. ص 568

94- الناس في القدر ثلاثة طوائف :
- الجبرية و الجهمية , أثبتوا قدر الله تعالى و غلوا في إثباته حتى سلبوا العبد اختياره و قدرته .
- القدرية المعتزلة أثبتوا للعبد اختيارا ، وقدرة في عمله , و غلو في ذلك, حتى نفوا أن يكون لله تعالى في عمل العبد مشيئة أو خلق , و نفى غلاتهم علم الله به قبل وقوعه .
- أهل السنة والجماعة الطائفة الوسط الذين جمعوا بين الأدلة و سلكوا في طريقهم خير ملة , فآمنوا بقضاء الله وقدره و بأن للعبد اختيار و قدرة. ص 591

95- من لم يؤمن بالقدر فهو كافر كفرا مخرج من الملة لأن الكافر هو الذي لا يقبل منه العمل .
ص 612

96- جواز سؤال أكثر من عالم للتثبت كما حصل لابن الديلمي , و لا يجوز سؤال أكثر من عالم لتتبع الرخص و هذا من شأن اليهود. ص 613

97- كثرة الحلف بالله يدل على أنه ليس في قلب الحالف من تعظيم لله ما يقتضي هيبة الحلف بالله ، وتعظيم الله تعالى من تمام التوحيد . ص 626

98- إذا حلفت على مستقبل بناء على غلبة الظن ولم يحصل لا تلزمك الكفارة كما لو حلفت على ماض. ص 626

99- الإستكبار هو الترفع و التعاظم و هو نوعان :
- إستكبار عن الحق بأن يرده أو يترفع عن القيام به .
- إستكبار على الخلق باحتقارهم و استذلالهم. ص 630

100- إن الذي يشتري بيمينه و يبيع بيمينه استحق أن لا يكلمه الله يوم القيامة و لا يزكيه و له عذاب أليم , لأنه إن كان صادقا فكثرة أيمانه تشعر باستخفافه و استهانته باليمين و مخالفته قول الله تعالى : ( واحفظوا أيمانكم ) و إن كان كاذبا جمع بين أربعة أمور محذورة , استهانته باليمين و مخالفته أمر الله بحفظ اليمين , كذبه و أكله المال الباطل , و أنه اليمين يمين الغموس. ص 630

101- تقبل شهادة الصغار بعضهم على بعض إن شهدوا في الحال , لأنه بعد التفرق يحتمل النسيان أو التلقين. ص 636

102- الجيش مازاد على أربع مئة رجل و السرية ما دون ذلك. ص 639

103- قوله تعالى : ( لا أقسم بيوم القيامة ) لا هنا زائدة للتنبيه. ص 652

104- القَسَم على الله تعالى ينقسم إلى أقسام:
- أن يقسم على ما أخبر الله به و رسوله صلى الله عليه وسلم من نفي أو إثبات , فهذا لابأس به , و هذا دليل على يقينه بما أخبر الله به و رسوله صلى الله عليه وسلم .
- أن يقسم على ربه لقوة رجائه و حسن الظن بربه فهذا جائز .
- أن يكون الحامل له هو الإعجاب بالنفس , و تحجر فضل الله عز وجل و سوء الظن به تعالى فهذا محرم. ص 652
الحمد لله تعالى حمدا كثيرا
إنتهى الجزء الأول بحول الله وقوته



دعائكم جزاكم الله خيرا
 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom