انتصَبَتْ كسهمِ قوسٍ

ابن المليون

:: عضو مُتميز ::
إنضم
27 سبتمبر 2007
المشاركات
636
نقاط التفاعل
172
النقاط
23

kids-nightmare.jpg



بقدميها العاريتين إلاّ من ارتجافهما و جسدِها
الخمريِّ البضّ الذي لم يكن نسيجُ مَنامتِها الزهريّةِ الشفّافُ
كافياً ليحولَ دونَ أن تنحتَ الأبصارُ أخاديداً فوقَ تفاصيلِ
جسدِها الصادحِ بالأنوثة جازتْ عتبة الباب الخارجيّ .
كانَتْ تمرُّ عبرَ أجسادِ نسوةِ الحيّ
اللائي تجمّعنَ لخِدمة الأخرياتِ في مجلسِ العزاء
دونَ أن يصطدمَ جسدُها بإحداهنّ
و كأنّه محمولٌ في الهواء كأشباحِ الموتى في أفلامِ الرعب
التي كانت رُغمَ استيائها، تُشاهِدها نزولاً عند رغبةِ "ملاكي "
المهووس بهذا النوعِ من الأفلام .

في غمرةِ اصطخابِ سمعها بعويلِ بناتِها دخلت غرفتها لتجدهنّ و قد ارتمينَ فوقَ سريرها يبكينها مرَّ البكاء
يتناهبنَ ملابسَها و صورِها التي اعتلَتْ جدرانَ الغرفة .

- ماما .. ماما .. ماما ..
تناهى لسمعِها وهي لمْ تزَل تجهلُ مصدرَه نِداءٌ مُحبَّبٌ
نَديّ يحملُ في جيوبه أنغاماً لا تتهجّاها سوى قُلوبُ الأمّهاتِ دونَ غيرها ..
هكذا لُغةٌ قُدَّتْ من أجنحةِ الفَراشاتِ لا يحلُّ شفرتَها سوى عاشِقٍ صوفيّ بكينونةِ امرأة .

انتصَبَتْ فوقَ السرير كسهمِ قوسٍ أميطَتْ عنهُ يدُ القاذفِ فجأة .. بلا هُدى .. بشفتينِ مُطبقتينِ و نظرةٍ ساهِمةٍ و ملامِحَ أقربُ منها للتمثالِ المُنتصِب فوقَ النافورةِ التي تقبعُ في حديقةِ المنزِل خلفَ شُرفتها .
كان جسدُها يتندّى بالعَرقٍ و الخوف يسخنُ تارةً و يثلجُ طوراً لا تكادُ تلوي على فَهمِ ما حلَّ بها حتّى اللحظة .

لتجدَ أمام عينيها ابنتَها الصُغرى أدارتْ عينيها لتتقرّى الجدران ببصرِها الذي راحَ يتمسّحُ بفضاءِ الغُرفةِ كمَن نزَلَ للتوّ من السماء لا يعرِفُ مَن هو أو تُرى ما اسمُ المكانِ الذي جاءَ منه و لا الوجهةَ التي ينشدُها بقيتْ رهينةَ ذهولِها لبُرهة ثمّ ما إن تأكّدتْ أنّها كانتْ تعيشُ خارجَ الزمن
ابتسمَتْ في وجه " ملاكي " :
- أستغفرُ الله .. لا حولَ و لا قوّةَ إلاّ بالله ..
قالت تلكَ الكلمات بأنفاسِ بحّارٍ سقطَ من على ظهرِ سفينةٍ تتقاذفُها أمواجُ بحرٍ اهتاجَ بهزيزِ رياحِ إعصار .

- صباحُ الخير ماما .. جئتُ انبئكِ بأنّني سأخرُج ها قد حانَ موعدُ ذهابي الى المدرسة ....
....................................
مقطع من مُحاولة قصصيّة ...

اِبْنُ الْمِلْيُونِ .......
21.12
2014.03.18
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
رد: انتصَبَتْ فوقَ السرير كسهمِ قوسٍ

السلام عليكم
تم الاعتماد
لي عودة ان شاء الله
محاولة راقتني كثيرا يا صديقي سنتناقش سويا فيما بعد
 
رد: انتصَبَتْ فوقَ السرير كسهمِ قوسٍ


السلام عليكم
تم الاعتماد
لي عودة ان شاء الله
محاولة راقتني كثيرا يا صديقي سنتناقش سويا فيما بعد

أختي حكايا الور ..
لوجودكِ هُنا مدلولاتٌ كثيرة ..
ما يحدوني لأتفتّقَ فَرَحاً
هو أن يكونَ ما أكتبه قد نالَ اعجابك
أختي
حكايا الورد ..أنا ممتنٌّ لكِ فِعلاً .
 
رد: انتصَبَتْ فوقَ السرير كسهمِ قوسٍ

السلام عليكم

أبدأ من البداية أعتقد ان طريقة دخولك كانت موفقة جدا

أسلوب مميز غني بالبلاغة و البيان....

أرى له صورة ناجحة في المستقبل بالممارسة طبعـًا

بعض العبارات التي استعملت كانت موفقة هي الأخرى أمثال:

*
كأشباحِ الموتى.... غمرةِ اصطخابِ... يسخنُ تارةً و يثلجُ طوراً....
بأنفاسِ بحّارٍ سقطَ من.....


عبارات موفقة جدا جدا

بالتوفيق

 
رد: انتصَبَتْ فوقَ السرير كسهمِ قوسٍ



السلام عليكم

أبدأ من البداية أعتقد ان طريقة دخولك كانت موفقة جدا

أسلوب مميز غني بالبلاغة و البيان....

أرى له صورة ناجحة في المستقبل بالممارسة طبعـًا

بعض العبارات التي استعملت كانت موفقة هي الأخرى أمثال:

*
كأشباحِ الموتى.... غمرةِ اصطخابِ... يسخنُ تارةً و يثلجُ طوراً....
بأنفاسِ بحّارٍ سقطَ من.....


عبارات موفقة جدا جدا

بالتوفيق


في باحة اللغة يطرب الحرف .

عندما أبحث عن مايسد رمق روحي
هي ذائقتك و إنسانيّتك سيّدتي حكايا الورد
محبّة تليق بأخت و
أديبة رائعة كأنت ..
هائل امتناني سيّدتي
حكايا الورد .

 
رد: انتصَبَتْ فوقَ السرير كسهمِ قوسٍ

كل الشكر والإمتنان على روعة بوحـكـ ..
وروعة مانــثرت .. وجـمالية طرحكـ ..
دائما متميز في الانتقاء
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعة مواضيعك

 
رد: انتصَبَتْ كسهمِ قوسٍ

كل الشكر والإمتنان على روعة بوحـكـ ..
وروعة مانــثرت .. وجـمالية طرحكـ ..
دائما متميز في الانتقاء
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعة مواضيعك

مساء أنهار
الزهر في جّنان حضورك "
ملاك25 "
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top