رواية : صب عليهم لعناتهم

ديف 31

:: عضو منتسِب ::
إنضم
20 سبتمبر 2013
المشاركات
10
نقاط التفاعل
3
النقاط
3
السلام وعليكم ,، كيف حال الجميع

هذي رواية قصيرة قرأتها ولكنها غريبة فعلا .. فيها نقد لاذع بشدة للكتاب العرب ومن يقرأ لهم ودور النشر وايضا ذم بعضا من الواقع العربي

اتمنى ان تنال أعجابكم
 
رد: رواية : صب عليهم لعناتهم

راويـــــــة

"صب عليهم لعناتهم"


همسة :
رجلٌ أختلف فيه العرب
مبدأهُ "بأن نُصف الحل .. هو أن تعترف بخطأك ومشكلتك"




عبدالرحيم شابً كان يمني النفس كثيرً في أن يكون كاتِبً يومً ما .. ألا أن أمنيته كان مصيرها الفشلِ منذ البداية حاله كحالِ من سبقوه وتجرأوا فقط لِمُجرد التفكير على أقتِحام عالم الكُتبِ والأدب .. فحِلمُه ذاك قد أغلق على نفسه في أحدِ أرفُفِ دور النشر أو الصحافة أو شركةٍ تابِعة لِمجالات المطبوعات والورق بشتى أنواعِها .

أصيب بِصدمة وغضبً طوال الوقت ما كان يعتريه دائماً من داخلِه على كُل من أمسك قلمً أو خط ورقة أو سكب حِبرً وفُتحت له أبواب الشهرةِ والحظ .. ولكن عبدالرحيم بلغ به العمرُ 35 عامً وهو بِلا عمل وبِلا أمل أو حتى نصفُ حِلمً تحقق .

ذات يوم كان يمشي مُحبطً واليأس قصم شيئاً من ظهره .. وإذ به يسمع أحدً يُنادي عليه ، فتوقف وألتفت خلفه ليتبين له ما الخبر ؟ فعرِف بإنه صديقً كان يُعرفه في طفولته .. تصافحوا وراحوا يتكلمون فيما بينهم .. وفي خِضمِ حديِثِهما ، قال له صديقه : هل تريد أن تعمل "كمقدمِ برامج" لِبضعةِ أيام ؟
- عبدالرحيم : أحقاً ,، هل تستطيع ذلك ؟
- صديقه : بالطبع ولكني لا أريد أن أخدعك ؟ لدينا "محطة تلفزيونية تجريبية" وتراكمت علينا الديون ولم نستطع تسديد فاتورة البث الفضائي .. أو رواتب الموظفين .. فلا يوجد لدينا مقدمي برامج أو غيره .. وتبقى لدينا ما يقربُ من خمسةُ أيام بعدها ستغلق القناة .. فإن أردت أن تشغلها طوال هذا الوقت فلك ذلك ؟
- عبدالرحيم : حسناً ,، أنا موافق على ذلك بِما أنني جالِسٌ هكذا لا أفعل شيء .. فلنجرب ولن نخسر .. ولكن هل هناك شيئاً مخصصً لِأتكلم عنه أم ماذا ؟
- صديقه : قلت لك أنها تحتِ تصرُفِك ؟
- عبدالرحيم : ومتى أستطيعُ أن ابدأ ؟
- صديقه : أي وقتٍ تشاء ؟
- عبدالرحيم : الليلة في الساعة التاسعة .. سأكون هناك .

بدا عبدالرحيم متحمِساً يطير فرحً وتغريدً أشياءٌ كثيرة تدورُ في عقلهِ ، يُجهِزُ خطبً ومواضيع لربما ستفيد المجتمعَ في نظرهِ .. متناسيٍ بإن المحطة التلفزيونية ستغلق بعد أيام ، ألا أن ذلك لم يثنيهِ من عزيمته التي تحطمت بين الأوراقِ والقلمُ قبلها .

في الساعة التاسعةُ تماماً دخل الأستديو الذي خلا من أحد عدا رجلِ الكامِيرا والمسؤول عن المحطة ، جلس على الكرسي يعدل ملابسهُ قليلاً ومن جلسته قليلا أخر .. إلى أن قال المصور "أستعد وألحقها بِكلمة تصوير" .. أرتبك عبدالرحيم كُل ما كان يعده ويجهِزه ضاع أمام العدسة بالرغم من قلة مشاهدين هذه القناة .. أستجمع قواه راح يقول كلِمةً وينسى أخرى حتى أوقِف التصوير .

قال له مسؤول المحطة : أتعرف ؟ أرمي الورق من بين يديك "وأرتجل" .. قل ما شئت وما يحلو لك فلن يشاهدك أحد ولن تحاسبك أي جهةٍ عما ستقوله .

رجع مرة أخرى وجلس على الكرسي الذي أربكه وبعثر أوراقه كما تبعثرت سابقتها ، بدأ التصوير وعبدالرحيم لِلحظات ظل مرتبك لا يدري ما يفعل ؟ أخذته ذاكِرته إلى كل الأيام التي طرد وصدى وأغلقِت في وجهه الأبواب حينما كان يبحث عن حلِمه الذي لم يتحقق .

بعد دقائق هزت مشاعِره دون غيره ,، نظر إلى الكاميرا بِغضب وقال :
إلى كُلِ من يُشاهدني الآن من خلف الشاشات .. وبينما أنتم مستلقون في منازلِكم هناك .. أريدكم أن تستمعون إلي جيدً لإن لدي الكثير من الأشياء أريد اخراجها من صدري فلقد جثمت بداخلي سنين طويلة .. لا أعرف ما خطبكم أيها القوم أو يصح لي القول هنا يا أيها الرويبضة ! نعم لإنكم حفنة من الجهال ومتبعي النواعق .. كيف أوصلتُم بالأغبياء "أغبيائكم طبعا" إلى عُلا درجات العلم والشهرة والمال .. وصفقتم لهم وإلى سخافاتهم التي يكتبونها ويقولونها .. هل حقاً هؤلاء مثقفيكم ؟ أين ذهب المبدعون ؟ وأين أختبئوا ؟ لقد جعلتموهم يهربون ويندبون حظهم على مواهبهم ,، تركتموهم وصفقتم لإولئك الحمقى وبقية الأغبياء معهم .. حقيقة الأمر حين تصفقون لهم فأنتم تصفقون لِخزيكم وعاركم .

أسمعوني يا أرذال القوم .. ويا من لاتقوى لهم .. ويا من جعلتم جاهِلكم عالِماً عليكم .. ويا من رميتم بِقذاراتكم وأوساخكم على أناسٍ كان يفترض بهم أن يكونوا أباطرة وفلاسفةً .. ولكن مشكلتهم الوحيدة بِأنهم يعيشون بينكم .. بينكم أنتم .. بين أمةً عوجاء لا تقرأ .. وناشرِون أوغاد لم ينصفوهم .

ربما تتفاجأون من لهجتي وحِدتُها وسبابي وشتائمي .. ولنكن واقعيون هنا لأنكم لم تجعلون أحدً يحترِمكم .. بل حتى أنني اضحكُ ساخِرً منكم وممن ربت فوق رؤوسكم وقبلها صدوركم وجعلكم تصفِقون وتمجِدون كالبهائم .

كُتابكم الذين تقرؤن لهم وتتفاعلون مع ما يزعم بإنها "مشاعرهم الصادقة" وتبكون لِحُزنِ كلِماتِهم وتضحكون لِخُفتِها .. وجعلتموهم يصدقون أنفسهم بِإنهم مثقفون بالرغم من معرفتِهم بِإن كل كِتاباتِهم زيفٌ وأكاذيب وبِدع .. والغريب بإنكم تسمونهم مثقفوا الأمة ؟ لقد كذبتم ,، لإنهم سفهاء الأمة وليس مثقفوها .

لِقوة تلك الكلمات وتهكمها .. طلب المتواجدين معه في الأستديو التوقفَ للحظات .. لم يكن عبدالرحيم يقصد من ورئها ألا الأنتقام من المتحكمين بِحركة الكتب ومن يتلاعبون بسوقها .. ولكن في الجانب الآخر كان هناك بعض الأشخاص الذين يجلسون في منازلِهم خلف الشاشات ويتنقلون من محطةٍ إلى أخرى .. وأستوقفهم خِطابه ولفت أنتِباههم , ما جعلهم يصفقون له ويقومون بِمراسلة أصدقائهم عن طريق هواتِفهم ليُشاهِدوا عبدالرحيم وثورة غضبه .. وأصدقائهم هم أيضا نشروا ذلك عبر هواتفهم وشبكات التواصلُ الأجتماعي .. ولم تمضي 40 دقيقة حتى كان هنالك مُشاهدين يتخطى عددهم ال 10 الآلاف .


يُتبع ...​
 
رد: رواية : صب عليهم لعناتهم

رجِعوا مرة أخرى إلى البثِ المباشر .. وما أن بدأ وقت التصوير قال عبدالرحيم :
أنني كُنت أكتب منذ سنين طويلة .. أكتبُ لكم وأكتب .. أكتب لكي أثقفكم وأكتب لكي أعلمكم .. أكتب وأكتب لعلكم تقرأون كتابيا ,، أكتب وأكتب حتى كتبتُ دمً بدل الحبر .. ولكن ماذا ؟ كُل هؤلاءِ الناشرون الأوغاد يصدونني حتى ظننتهم جميعا أتفقوا علي ,، إلى أن مللتُ الكِتابة وكرهتها ولعنتها ولعنة تلك اللحظة التي مسكت فيها القلمِ وعرِفتهُ .. أنه حظي الرديء والواقِعُ البئيس الذي جعلني أعيش بينكم .

يأتون كُتابً .. في الحقيقة لا أعرف من أين يأتون ومن أين يظهرون لنا ,، ذكورهم وإناثهم ولا أستثني منهم أحد .. يكتبون عن الجنس ويفضحون النساء ويرمونهم في قصصهم ورواياتهم ويقولون هذا هو واقعنا .. وتجد الأغبياء يشترون هذه الأشياء القبيحة .. ويصفون من كتبها بإنهم أقلامٌ جريئة يحتاجها المجتمع .. هل تعتقدوننا لا نستطيع أن نكتب كهذه الوقاحات ؟ ألا أن اللوم عليكم لا عليهم .. لأن هذا هو واقعكم ومجبرون ستعترفون به .

دعوني ألفت نظركم إلى شيئٍ ما هنا , بأنكم أناسٌ لا يهمكم عدا الجنس الذي طغى على غبائكم ,، فلتسمعوا مني هذه القصة التي تحبون الدرجة التي ينتمي إليه هذا النوع من القصص والذي يجعلكم ترفعون القبعة لمن يكتبها .. ذات يوم ذهبت إلى أحدى دولنا العربية .. وكنت أقصد السياحة حقيقة ألا أنه كان لدي بعض الأقرباء لي هناك .. نزلت وأستأجرت شقةً لوحدي .

- في اليوم الأول : تبين لي بأن الشقة المقابلة لشقتي يسكنها رجلٌ وزوجته وأبنته هي الآخر تعيش معهم ، ولكن لا أخفيكم عرفت بإنه عندما يطل الصبح بنوره ويذهب الزوج إلى عمله .. تنادي الزوجة وأبنتها على حارس العمارة لكي يأتي ويعاشرهم .

- في اليوم الثاني : ذهبت إلى منزل أقربائي وبينما كنت جالسً معهم منشغِلاً في هاتفي قليلا .. قاموا ينظرون غلي بطريقةٍ غريبة ، فسألتهم : مابكم ؟
قالوا : نعلم بأنك تشاهد أفلامً إباحية .. ونريدك أن تقوم بإرسال هذه الأفلام لنا ؟
أثار ذلك غرابتي وأجبتهم : بإنني أشاهد الأخبار الرياضية ؟
قالوا : يا أبن العم لا تكذب .. جميعنا نشاهد هذه الأفلام فليس هناك مايدعو للخجل .. هيا هيا أرسل لنا بعضً من هذه الأفلام ؟
لكنني تركتهم وعدت إلى الشقة .

- في اليوم الثالث : ذهبت إلى السوق ورحت أتسوق وأتبضع وفجأة جاءت إلي فتاةً تسألني عن أحد المحال .. فأخبرتها بإنني غريب عن هنا فذهبت في حال سبيلها ، ولكن بعد دقائق جاء إلي شابين وقالوا : سنذهب معك إلى الموعد ؟
سألتهم متعجبا : عن أي موعد تتكلمون ؟
قالوا : الفتاة التي جاءت إليك قبل قليل وأعطتك رقم هاتفها وتريد مواعدتك .. نريد أن نرافقك في هذا الموعد .. هل أعتقدت بأننا سندعك تذهب لوحدك .. وألا سنقوم بأبلاغ الشرطة ونفضح امر الفتاة ؟
قالت لهم : أيها الأغبياء .. الفتاة جاءت تسألني عن أحدى المحال .. فما دخل هذا الأمر في المواعدة ؟
تركتهم وذهبت وأنا في حيرةٍ من امري لغبائهم وظنونهم وضيق فكرهم .

- في اليوم الرابع : ذهبت إلى أحدى المقاهي لإشاهد مبارة ما .. وبينما كنت جالسا هناك جاء إلي رجلٌ وقال : لدي شقة وفيها ما تريد من الفتيات .. وبأسعار رخيصة جدا ستعجبك .. فإذا كنت مهتما بذلك فسأتدبر لك هذا الأمر ؟
بسرعة أجبته : بأنني لا أريد ذلك ؟
فظل يلح علي حتى شعرت منه بالضجر وتركته وعدت إلى شقتي كما فعلت مع من سبقوه من الحثالة .

- في اليوم الخامس : قامت فتاة بالإتصال على هاتفي عن طريق الخطأ .. لحظات تكلمت معها ثم أغلقتُ السماعة .. ولكن بعد دقائق أتصلت بي مرة أخرى وراحت تتغزل بي وتقول كلامٍ معسولا جداً .. ثم طلبت من أن أحضر إلى شقتها لكي أعاشرها .. ألا أنني أغلقت السماعة ولم أكلمها بعدها رغم أنها ظلت تتصل وتتصل مرارً وتكرارً .


توقف عبدالرحيم لبرهات ليلتقِط شيئاً من أنفاسه التي هزت المحيط والخليج .. والمشاهدين بِدورهم ظلوا على وتيرتهم التي ترتفع مع الخطاب وتنخفض وقتما أنخفض وكأن صاحبه .. كان ينتقم من كل تِلك السنون التي تصرمت من عمره وهو يحاول أن يصبح كاتبً .

لحظاتٌ أكمل بعدما أراح أنفاسه بشهيقٌ وزفير وقال :
- في اليوم السادس : ركبتُ سيارة أجرة "التاكسي" ما صادف بداخلها رجلُ دين .. قليلا قليلا بدأ يكلمني ويقدم لي النصائح ويطلب مني أن أتزوج "لكي أشبع رغباتي الجنسية" .. وأيضا لإكمِل نصف ديني ما يضمن دخولي الجنة .. وأقابل هناك "حوريات العين" .. لكنني ألتزمت الصمت ولم أتناقش معه حتى وصلت إلى المكان الذي أنشده ونزلتُ من السيارة دون أن أنبس ببنت شفه .

- في اليوم السابع : جاء اقربائي ليأخذوني إلى المطار لأنني سأعود إلى بلادي .. بدأوا يودعوني ويقولون : ياللحظك السعيد .. ستعود إلى تلك الديار وإلى صديقاتك وتفعل بهم ما تشاء .. وتعاشر ما تريد من الفتيات ؟
فلم أقُل لهما شيئاً .. فقط أبتسمت وركبت طائرتي حتى حطت على الأرض وما كادت تصل تعدد الأوجهة والأشكال ولكن التفكير ذاته لا يتغير .



يُتبع ...​
 
رد: رواية : صب عليهم لعناتهم

هل رأيتم .؟ هذا واقعكم الذي تعيشونه وتنافقون عليه مع ما يسمى أخوانكم المنافقين الاخرين
- اللعنة ؟ سحقاً وبئساً لكم ؟
- ما بالكم أيها القوم ؟
- لِما كُل تفكيركم مُنصبٌ حول الجنس ؟
- أهذا مستوى عقولكم ؟
- أكُنتُ مسافرٍ أو في بلادي .. أكُنتُ في شقتي أو في الشارع .. أكُنتُ في السوق أو في المقهى .. كل مكانٍ ذهبت إليه الجميع لا يفكر عدا في الجنس ؟
- ما هذا ؟
- حتى الجنة ربطتم دخولها بالجنس ؟
- غريبٌ أمركم ؟
- شجاراتكم نقاشاتكم بين بعضكم لا تتحدثون إلا بالجنس ؟
- حتى المواقع الألكترونية لم تسلم من وقاحتكم ؟
- كلما تشاجرتم مع أحدٍ .. رحتم تصفون الرجال في بلاده بأنهم مهووسون بحب النساء .. وتصفون النساء في بلاده بأنهم عاهرات ؟
- ويحكم .. لقد ملئتم قلبي قيحا ؟
- الغريب بأنه حينما يأتي شخص ويقول بأن عقولكم صغيرةٌ جداٌ .. وفكركم محدودً ليس ألا .. لأن أقصى درجاتِ نظركم الجنس .. تقومون بالشاجر معهُ وسبهِ وشتمهِ .. وتكرهونه بشدة وتصفون أنفسكم .. بأنكم مجتمعٌ مُحافظ ؟
- أنتم فعلا محافظون .. ولكن محافظون على أفعالكم الشنيعة وقبح سريرتِكم .. ولستم محافظون على عاداتكم وتقاليدكم ؟
- لا أعرف ما الذي يفرِقُ بينكم وبين البهائِم .. عدا أنهم يفعلون كل شيءٍ في العلن وأمام الناس بينما أنتم تفعلونه في الخفاء .. وليت ذلك صحيح فحتى البهائِم تختبئُ لتفعل ذلك .. بينما أنت لا تستحون ؟


توقف كعادته لثوانٍ معدودة , وقال :
دعونا من دعارتكم الآن فلنعود إلى لُعناء الكتب لإنه ورغم كُل غضبي ألا أن هناك شيئاً سعيدً بِداخلي .. لإنكم لستم أهلاً لِتقرؤن ما كتبت .. لستم أهلاً لِتقرأون خزيكم الذي خططته على الورق .. لستم أهلاً لتقرأون عن مشاكِلِكم والحلول التي وجدتها لِتعالِجون بها أنُفسِكم .. أريدكم أن تجيبونني ؟ ما الذي يجعلكم تظنون بإن أولئك السفلة من الكُتاب يكتبون أفضل مني ؟

أرتفعت أعداد المشاهدين الذين يتابِعون خطابه الملايين في أقلِ من 20 دقيقة .. الكثير منهم صفقوا له وتحمسوا معه ومع ما يقول والبعض كان يسبه ويشتمه وآخرون أكتفوا بالمتابعة بِصمت يريدون أن يعرِفون ماذا ستكون النهاية .. وإلى أين ستصل به .

عبدالرحيم يُكمـــل :
هيا أجيبوني ؟ هل لإن قصصهم ورِواياتِهم وأعمدتهم السخيفة المكررة من وغدٍ إلى آخر إلى ساذجٍ ثالثٍ معهم .. أم لإن من يكتبون في صفحات الجرائد هم من يسبب الفتنة ويشعلها بين أوساط الأمة ؟ هل تظنونني حقاً لا أعرف أن أكتب مثل هذه القاذورات أيها اللعناء ؟ تباً لكم ,، فلتذهبوا إلى الجحيم .. لأنني أعرف أن أكتب مثل هذه الأشياء وبِجرة قلمً مني .. "هنا أريدكم أن تسمعونني جيدً" .؟ لإن من يمنعني من ذلك هو أحترامي لذاتي ونفسي .. ولإن الفتنة نائِمة لعن الله من أيقظها .

وعدت نفسي أن أبتعد عن كل ما يسبب الفتنة وما يثير مشاعر الناس ويجيشها .. "دعوني أكون هادئا قليلا الآن" .. فلقد أحترمتكم ومن قبلها أحترمت ذاتي .. ولكن ماذا كانت النتيجة ؟ تذهبون وتصفقون إلى أولئك .. أولئك الأغبياء الذين هم السبب في جهلِكم وتخلفكم وحروبِكم وكراهيتكم لإخوانكم ؟

توقفوا في المحطة لِفاصلٍ من دقائق .. وكانت الهواتف لديهم ترن وترن من المعجبين والمهووسين وبعض الغاضبين والحاقدين ليهينونه ويلعنونه .. القائمين على القنوات الأخرى تركوا برامِجهم ليشاهدوا خطابه الذي تعدى "البعد الرابع" وراح يقدح الآخرين الذين ظن بِأنهم تسببوا في تدميرِ حياته وضياع حلمهِ ,، لم يكن يعلم بإن رعونته تلك ستجعله أعلى الهرم وسيشاهدونه من يسكن المحيط إلى آخر الخليج .

رجعوا من وقفتهم الصغيرة .. راح يكمل ثورة أنتقامه وبقية لعناته :
لا أخفيكم لقد عرفت الآن بأن تلك الأحقاد فيما بينكم .. لقد تسببتم بِها لِأنفسكم ,، نعم .. نعم .. لو كنتم حقاً تنبذون هذه الأشياء وتحاوِلون أن تطورون من أنفسكم وتثقفون ذاتكم .. لنبذتم هولاء أصحاب القلوب النتنة .. ونبذتم كتاباتهم القذرة ورميتم أوراقهم التي تلطخت بالدماء في وجوههم .

ربما ألومكم على ذلك .. لا أعرف ! أو ربما لا ألومكم جميعاً .. لربما من يتحكمون بسوق الكتب وحركته ويملكون محطاتٍ تلفزيونيه أو مطبعة كتبٍ ودار نشر ,، هم السبب في ذلك ؟ لإنهم يمتلكون السلطة بإيديهم ولا يريدون تغييرها.. ولإنكم تجرون خلفهم وتشجعونهم على ذلك .. وهم يملئون جيوبهم بإموالكم ولا تكتفون بذلك بل تمتدحونهم بِكلمات شكرٍ وثناء وتقدير ، تقولونها لهم وهم لا يستحقونها .

إنكم تصيبونني بالغثيان وتجعلونني أسئم .. لإنكم ستظلون أمة عوجاء نائمة .. تصفق لمن ليس أهلً لذلك ,، أما من يستحقُ أن تصنع له التماثيل لِما يملك من علمٍ وفكرٍ ونهضة .. فمصيره أن يذهب ويتلظى في الجحيم هو ومن على شاكلته .

دعوني أذكرِكم بتلك الساقطة اليهودية .. العجوز الشمطاء التي يدعونها غولدمائير ,، التي حكمت إسرائيل أعوام النكبة .. كانت تقول "حين دخلنا القدس لم أستطع أن أنم ليلتها .. لشدة خوفي وفزعي لإنني ظننت العرب وكل العرب بجيوشهم .. سيدخلون فلسطين ويقتلوننا شر قتله .. لكن حين أطل صباح اليوم التالي ولم يحرك العرب ساكنً .. عرفتُ بِأننا نحارب أمة نائمة" .

في الحقيقة لا أريد أن أمتدح هذه اللعينة العاهرة ولكن يبدو بِأنها محقة .. فما أشبه اليوم بالبارحة .. ولكن غداً لِناظره قريب .. ماذا أقول ؟ يا أمة ضحكت من جهلها الأمم ,، والمصيبة تكون عظمى إذا كان جاهِلً يقود أمة مُتعلمة .

هنا أقطع المايك .. وأترك القول لكم .. فالقول قولكم الآن .. أما أنا ,، أتركوني لتاريخ ليحاسبني .. لإن التاريخ وحده من يستطيع أن يفعل ذلك ,، التاريخ وحده سيخبِركم أن كُنت مُحِقً أو كنت مخطئاً .


النهاية​
 
رد: رواية : صب عليهم لعناتهم

موضوع مميز
 
رد: رواية : صب عليهم لعناتهم

mawdo3 fi 9ima jazak allah khayra
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top