التفاعل
472
الجوائز
73
- تاريخ التسجيل
- 28 مارس 2014
- المشاركات
- 787
- آخر نشاط
- تاريخ الميلاد
- 6 أكتوبر

(1) :
جاء عن الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، قولُه بحق الرجل ، رضي الله عنه ، : " لم أرَ عبقرياً يفري فريه1 " !!! فهو " أول " من سعى لتفعيل مبدأ " العين بالعين ، والسن بالسن " !!! وهو " أول " ، وربما " أوحد " من خرج مهاجراً علانيةً متحدياً كل " فتوات " قريش !!! .
كان للرجل " بصيرةٌ " تنفذ به إلى " المستور " / " المسكوت عنه " من النص ، أو من " الحدث " ، أو من " الجديد " !!! .
عاصر عمرُ الدعوةَ من بدايتها إلى مرحلة " التمكين " ، فرأى أن الدعوة قد استقرت بأن أقام الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، مجتمعاً جديداً جِدةً كاملة متجاوزاً به كل ، أو أغلب ، ما تعارف عليه العرب من نظم سياسية ومجتمعية طُرقاً لقيادة / سياسة البلاد والعباد .
وقد ارتكز هكذا مجتمع على دعامتين أساس : واحدة عقدية تمثل الشق " المعنوي " في المجتمع ، وثانية سياسية تمثل الشق العملي لهذا المجتمع الجديد .
هنا ، وبشهادة التاريخ ، يدخل " بشَرٌ " الدينَ الجديد باعتباره " المجتمع " الجديد الذي بات كل " الداخلين " ينتظره ، لكن يبقى فارق ، وفارق كبير ، بين نوعين من الانتظار : هناك من ينتظر هذا " المجتمع " القادم به هذا الدين لـ يعدّل ، وهناك من ينتظر نفس هذا المجتمع لـ يتقوى بعنصر بقدر أنه جديد فهو " سلاح " خطير .
هذان مثّلا نوْعي الداخلين للدين / المجتمع الجديد : فمَن كان قبْلَ هذا الدين / المجتمع الجديد ذا سلطة وسيادة و " أبهة " دخله وعينه على " امتيازاته " التي كانت له قبل هكذا دخول : فإما الإبقاء عليها كما هي ، أو زيادتها وتحصينها من الزوال أو حتى النقصان . ومَن كان قبْلَ هذا الدين / المجتمع " صعلوكاً " وقع ضحية أعراف / تقاليد جعلته " مواطناً من الدرجة الثانية " دخلَه وعينُه على التشريعات / القوانين التي سيفرزها هذا الدين / المجتمع كي تغير من المعايير المجتمعية التي حادت باتجاه " عِلْية " القوم ضد جمهور الناس ، على أمل " إعادة " توزيع الامتيازات بكل أنواعها ... فالكل : " من آدم ، وآدم من تراب "2 .
فهمَ عمَرُ الإشكاليةَ ، وغاص تحت جبل الجليد ، ليرى الفريقين وتطلعاتِ كل منهما ، فكانت وقفاته جد حازمة إلى جانب الجمهور إعمالاً للجديد الذي جاءت به الدعوة الجديدة : الإيمان شيء ، والوضعية الاجتماعية ، ومن ثم الوجاهة ، شيء آخر .
في موت الرسول صلى الله عليه وسلم ، سعى عمّه العباس لنيْل ما يمثّل امتداداً لما كان له ، قبلُ ، مِن " تميزٍ " اجتماعي : أن يُخَصَّ ، وقومُه ، بما يضمن " دوام " " التميز " الاجتماعي ... وحَدّدَ : إما أن يُنص على أن الخلافة فيه وقومِه ، أو " يوصَى " به الناسُ !!! وكان ، في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، قد طلب : أن يُستعمل على " الصدقات " ، أو أن يؤمّر على إمارة . وفي خلافة عمر ، رضي الله عنه ، حدد " الإمارة " بأن تكون البحرين له .
والشاهد أن في كل هذه " الطلبات " كان الواقف رفضاً ... هو عمر بن الخطاب ، وهو نفسه الذي أصر أن يأخذ " الصدقة " من العباس بعد أن رفض الدفع بزعم أنه سبق أن دفعها ، فاشتد عليه عمر ، وكان مكلفاً بالجمع ، وذكّر ما سبق وطالب به العباس من نيل ما هو أكثر من حقه في " الخراج " الآتي من البلاد المفتوحة .
وإشكالية " المؤلّفة قلوبهم " دالّة بذاتها على وعي مبكر من عمر ، رضي الله عنه ، بجدية مراد البعض أن تستمر " الميْزات " التي كانت قبل هذا الدين ، والمجتمع ، الجديدين لا لسبب سوى " الوجاهة " الاجتماعية التي قد " كانت " ويراد لها أن تظل " تكون " !!! .
---
1- فرى الجلد ، بمعنى : " قطّعه ليصلحه " . وفرى الفرْي : جاء بالعجائب . والمراد بالحديث أن عمر رجلٌ تفرد بأعماله بحيث يقل أن يقوم أحد بما قام به هو . فبات معروفاً أنه لا أحد بمقدوره أن يصنع ما كان عمر يصنع .
2 نشير إلى واقعة نفي عثمان ، رضي الله عنه ، أبا ذر الغفاري على إثْر اختلاف بشأن " فهم " معنى آية " كَنْز الذهب والفضة " : " والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشّرْهم بعذاب أليم " . فهمها الأول على أنها " خصوص " ، بينما فهما الأخير على أنها " عموم " . وللأمر دلالة اجتماعية ذات تعلق بكلا الفريقين : المتميزون ( = أصحاب الامتيازات السابقة ) والجمهور ( = أصحاب الآمال الآنية ) .
يُتْبع ...
جاء عن الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، قولُه بحق الرجل ، رضي الله عنه ، : " لم أرَ عبقرياً يفري فريه1 " !!! فهو " أول " من سعى لتفعيل مبدأ " العين بالعين ، والسن بالسن " !!! وهو " أول " ، وربما " أوحد " من خرج مهاجراً علانيةً متحدياً كل " فتوات " قريش !!! .
كان للرجل " بصيرةٌ " تنفذ به إلى " المستور " / " المسكوت عنه " من النص ، أو من " الحدث " ، أو من " الجديد " !!! .
عاصر عمرُ الدعوةَ من بدايتها إلى مرحلة " التمكين " ، فرأى أن الدعوة قد استقرت بأن أقام الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، مجتمعاً جديداً جِدةً كاملة متجاوزاً به كل ، أو أغلب ، ما تعارف عليه العرب من نظم سياسية ومجتمعية طُرقاً لقيادة / سياسة البلاد والعباد .
وقد ارتكز هكذا مجتمع على دعامتين أساس : واحدة عقدية تمثل الشق " المعنوي " في المجتمع ، وثانية سياسية تمثل الشق العملي لهذا المجتمع الجديد .
هنا ، وبشهادة التاريخ ، يدخل " بشَرٌ " الدينَ الجديد باعتباره " المجتمع " الجديد الذي بات كل " الداخلين " ينتظره ، لكن يبقى فارق ، وفارق كبير ، بين نوعين من الانتظار : هناك من ينتظر هذا " المجتمع " القادم به هذا الدين لـ يعدّل ، وهناك من ينتظر نفس هذا المجتمع لـ يتقوى بعنصر بقدر أنه جديد فهو " سلاح " خطير .
هذان مثّلا نوْعي الداخلين للدين / المجتمع الجديد : فمَن كان قبْلَ هذا الدين / المجتمع الجديد ذا سلطة وسيادة و " أبهة " دخله وعينه على " امتيازاته " التي كانت له قبل هكذا دخول : فإما الإبقاء عليها كما هي ، أو زيادتها وتحصينها من الزوال أو حتى النقصان . ومَن كان قبْلَ هذا الدين / المجتمع " صعلوكاً " وقع ضحية أعراف / تقاليد جعلته " مواطناً من الدرجة الثانية " دخلَه وعينُه على التشريعات / القوانين التي سيفرزها هذا الدين / المجتمع كي تغير من المعايير المجتمعية التي حادت باتجاه " عِلْية " القوم ضد جمهور الناس ، على أمل " إعادة " توزيع الامتيازات بكل أنواعها ... فالكل : " من آدم ، وآدم من تراب "2 .
فهمَ عمَرُ الإشكاليةَ ، وغاص تحت جبل الجليد ، ليرى الفريقين وتطلعاتِ كل منهما ، فكانت وقفاته جد حازمة إلى جانب الجمهور إعمالاً للجديد الذي جاءت به الدعوة الجديدة : الإيمان شيء ، والوضعية الاجتماعية ، ومن ثم الوجاهة ، شيء آخر .
في موت الرسول صلى الله عليه وسلم ، سعى عمّه العباس لنيْل ما يمثّل امتداداً لما كان له ، قبلُ ، مِن " تميزٍ " اجتماعي : أن يُخَصَّ ، وقومُه ، بما يضمن " دوام " " التميز " الاجتماعي ... وحَدّدَ : إما أن يُنص على أن الخلافة فيه وقومِه ، أو " يوصَى " به الناسُ !!! وكان ، في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، قد طلب : أن يُستعمل على " الصدقات " ، أو أن يؤمّر على إمارة . وفي خلافة عمر ، رضي الله عنه ، حدد " الإمارة " بأن تكون البحرين له .
والشاهد أن في كل هذه " الطلبات " كان الواقف رفضاً ... هو عمر بن الخطاب ، وهو نفسه الذي أصر أن يأخذ " الصدقة " من العباس بعد أن رفض الدفع بزعم أنه سبق أن دفعها ، فاشتد عليه عمر ، وكان مكلفاً بالجمع ، وذكّر ما سبق وطالب به العباس من نيل ما هو أكثر من حقه في " الخراج " الآتي من البلاد المفتوحة .
وإشكالية " المؤلّفة قلوبهم " دالّة بذاتها على وعي مبكر من عمر ، رضي الله عنه ، بجدية مراد البعض أن تستمر " الميْزات " التي كانت قبل هذا الدين ، والمجتمع ، الجديدين لا لسبب سوى " الوجاهة " الاجتماعية التي قد " كانت " ويراد لها أن تظل " تكون " !!! .
---
1- فرى الجلد ، بمعنى : " قطّعه ليصلحه " . وفرى الفرْي : جاء بالعجائب . والمراد بالحديث أن عمر رجلٌ تفرد بأعماله بحيث يقل أن يقوم أحد بما قام به هو . فبات معروفاً أنه لا أحد بمقدوره أن يصنع ما كان عمر يصنع .
2 نشير إلى واقعة نفي عثمان ، رضي الله عنه ، أبا ذر الغفاري على إثْر اختلاف بشأن " فهم " معنى آية " كَنْز الذهب والفضة " : " والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشّرْهم بعذاب أليم " . فهمها الأول على أنها " خصوص " ، بينما فهما الأخير على أنها " عموم " . وللأمر دلالة اجتماعية ذات تعلق بكلا الفريقين : المتميزون ( = أصحاب الامتيازات السابقة ) والجمهور ( = أصحاب الآمال الآنية ) .
يُتْبع ...