النفط العربي في مهب الريح : خطوة خطوة من السيطرة الى الاحتلال

osama305

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
31 أكتوبر 2008
المشاركات
3,650
نقاط التفاعل
712
النقاط
171
محل الإقامة
المسيلة
كتب الد كتور : عبد الحي زلوم
لو قال احدهم إن الولايات المتحدة كانت تخطط لاحتلال منابع النفط وتهجير سكانها الاصليين من الكويتيين والبحرانيين والقطريين والاماراتيين كما هَجّرَ الامريكيون الاوائل الهنود الحمر من اوطانهم الى صحراء نجد في الجزيرة العربية لقالت الولايات المتحدة وابواقها أن ذلك “نظرية مؤامرة ” . وما نظرية المؤامرة الا مؤامرة بحد ذاتها اراد اصحابها اجهاض اي فكر أو بحث جاد في مؤامراتهم .
أمّا أن مثل هذا الخيار كان جديّاً، فقد ورد ذلك في دراسة لكلية الدراسات العليا للأعمال في جامعة هارﭭﺎرد تحت عنوان : السيطرة على النفط العالمي . وعلى الأغلب ونظراً للمخاطر التي ينطوي عليها مثل هذا التصرف في عالم ثنائي القطبية عندئذٍ – وبالتأكيد ليس لاعتباراتٍ أخلاقية – فقد تم تبني نهج الخطوة خطوة لتحقيق هذا الهدف . كما أطلقت الولايات المتحدة العنان لنظامٍ مالي عالمي جديد بعد إلغاء قابلية تحويل الدولار إلى ذهب في 1971. في هذا النظام المالي الجديد اصبح النفط هو الغطاء الحقيقي للدولار والذي يسمح له بأن يكون عملة الاحتياط العالمي والذي بدون ذلك لن تكون للولايات المتحدة كياناً امبراطورياً كما خططت له . وسنخصص حلقة كاملة إن شاء الله في المستقبل القريب لبيان ما أدى إلى إحداث متغيرات اقتصادية ومالية وسياسية كثيرة في الولايات المتحدة وعبر العالم .
عندما قرّرت شبكة تلفزيون الجزيرة المعروفة عمل حلقتين وثائقيتين مدة كل منهما ساعة حول كتابي “حروب البترول الصليبية– أميركا بعيون عربيةً” ، قمت و مخرج الحلقات بوضع قائمة بالشخصيات التي سيتم مقابلتها ، استناداً إلى من تم الاستشهاد بأقوالهم من تلك الشخصيات في كتابي .. ومن بين هؤلاء كان جيمس إيكنز ، وهو سفير سابق للولايات المتحده لدى العربية السعوديه أوائل سبعينيات القرن الماضي ، وفي كتابي ذاك ذكرت قصة كان رواها إيكنز حول نفس موضوع احتلال حقول النفط.
قابلت الجزيرة إيكنز لغرض المسلسل الوثائقي ، وفيما يلي النص الحرفي لما قاله وكما بثته قناة الجزيرة :
” عندما اطلع علينا كسينجر بخطته لاحتلال حقول نفط الشرق الأوسط ، سُئلتُ عمّا كان قد نُشر في مقالة بمجلّة ” هاربر ” كُتبت من قبل كاتب مجهول دعا نفسه ” الجندي المجهول” ولم يعرف أحد حقيقة هويته إلا بعد ردح من الزمن.
وكان كاتب المقالة اقترح على الولايات المتحده احتلال حقول النفط العربية من الكويت وحتى دبي، مع إحضار موظفين من تكساس وأوكلاهوما لتشغيل هذه الحقول وترحيل جميع مواطني هذه البلدان إلى نجد (في العربية السعودية) ، بحيث تخلو المنطقة بكاملها من مواطنيها العرب ، ونقوم نحن بإنتاج النفط لمدة الخمسين أو السبعين سنة القادمة إلى أن تجف حقول النفط. بحثت الخطة مع أرامكو ( شركة النفط السعودية الأميركية) فارتعبوا، إذ من السذاجة بمكان أن يجول بخاطر المرء مثل هذا الحلم، وقد سألتني وسائل الاعلام الأميركية عن هذه الخطة ، وكنت حينها سفير أميركا لدى العربية السعودية ، فأبلغت وسائل الإعلام الأميركية بأن من يفكر بحل أزمة الطاقة الأميركية بهذه الطريقة إما أن يكون مجنوناً أو مجرماً أو عميلاً للاتحاد السوفيتي ، ويبدو ان هذه الكلمات لم تسّر ذاك الذي كتب مقالة “هاربر” ، وكنت أعتقده أحد حمقى وكالة الاستخبارات المركزية أوالبنتاﭽون ، حيث لم أكن أعرف بعد من قد يكون ، وأخيراً عرفت : لقد كان رئيسي كيسنجر، حيث لم ألبث بعدها أن طُردتُ “
بعد دراسة مستفيضة وجدت الولايات المتحدة ان الاحتلال المباشر في وقت كان هناك معسكران وقطبان نوويين أمراً صعب المنال فتمّ التخطيط لهذا الاحتلال على مراحل بدءأً من السيطرة الامريكية الى احتلال منابع النفط العربي وفقاً لهذه المراحل :
1- عقد السبعينات كان مرحلة التخطيط .
2- عقد الثمانينات تم فيه بناء بنية عسكرية من مطارات وموانئ ومراكز سيطرة تحت ادعاءات متعددة هدفها تعزيز الهيمنة السياسية والاقتصادية وتهيئة المنطقة لاستقبال مئات الاف الجنود وعشرات القطع الحربية وحاملات الطائرات في مياه الخليج .
3- المرحلة الثالثة : عقد التسعينات تواجد عسكري كثيف ومباشر فوق مكامن النفط ابتداءً من حرب الخليج الاولى .
4- المرحلة الرابعة : العقد الاول من القرن العشرين : الاحتلال المباشر كما في العراق وافغانستان والاستيلاء على نفط بحر قزوين الاسلامي . والتواجد في كافة الدول الاسلامية والعربية التي تمتلك نفطاً أو موارد طبيعية تحت حجج كاذبة أهمها مكافحة الارهاب والذي لم تقبل الولايات المتحدة أن تعرفه بعد تقديم خمسة تعريفات له لانها كانت تمارس الارهاب على حسب تلك التعريفات كما أدلى بذلك مستشار البيت الابيض لمكافحة الارهاب ادوارد بك Edward Peck
كما بينا في الحلقة الماضية كانت الخطوة الأولى هي تحويل احتياطات ألاسكا وبحر الشمال الضخمة – والتي كانت غير مجدية اقتصادياً – إلى احتياطيات اقتصادية، وهو أمر تمّ تأمينه عبر زيادة أسعار النفط، والذي أُنجز بصورة مسرحية من خلال حرب تشرين/يوم كيبور في 1973 . وكان أيضاً من الضروري ضمان تدفق البترودولارات الى الدول المنتجة على نحو مُسيطر عليه ، فيما اصبح يعرف بإعادة تدوير البترودولارات من المنتجين إلى البنوك الامريكية و الغربية. وعملياً فإن النقود لم تكن تغادر المصارف الغربية أبدا ، حيث كان يجري تحويلها من حسابٍ إلى آخر بينما يُسمح من القليل القليل من النقود – لا تزيد عمليّاً عن الفائدة – أن تَرْشَح إلى البلدان المنتجة ، كي تنفقها في استهلاك منتجات غربية ، وفي شراء أسلحة فائضة قديمة الطراز.
انشغلت الدوائر العليا في واشنطن طوال عام 1973 بمناقشة الخطط الحربية الخاصة بالاحتلال الفعلي لحقول النفط في الشرق الأوسط ، إلاّ أن انطباعًا غلب في النهاية مؤداه بأن الوقت لا يزال مبكرًا للإقدام على هذه الخطوة ، غير أن الخطط أعدت بالفعل في الأعوام التالية ، حيث تم تشكيل ما عرف بالقيادة الوسطى التي ستتولى المهمة ولكن على مراحل أو طبقًا لسياسة كيسنجر المعروفة ب “الخطوة خطوة”. بدأت العملية بإقامة قواعد جوية ومدن عسكرية بتمويل من الدولارات النفطية للدول المنتجة. تلا ذلك تصعيد ملحوظ للوجود البحري الأمريكي في مياه الخليج. وكما سيتضح لاحقًا فقد كانت الخطة الأمريكية لاحتلال منابع النفط تتجاوز في حجمها التوقعات كافة.
وعلى الجانب العسكري أنشأت الولايات المتحدة قيادة قوة الانتشار السريع في فلوريدا ، وهي القوة التي أنشئت ودربت وجمعت ليمكن نشرها بسرعة في الخليج ، في حال بروز أي داع لحماية ما تعرّفه أميركا على أنه مصلحتها في المنطقة. وصبغت القوة أسلحتها بألوان الصحراء، وأما أفرادها فتم تدريبهم على حرب الصحراء ، وأصبحت هذه القيادة تعرف فيما بعد باسم القيادة المركزية (سنتكوم).
وكان أن أعدت الخطط العسكرية والمناورات الحربية للتدخل الأميركي . ومما يثير الدهشة أن السيناريو الدقيق لحرب عاصفة الصحراء في حرب الخليج الاولى (1990/1991) ضد العراق كان قد أعدّ في 1978 على أساس الافتراض بحدوث هجوم عراقي على الكويت واحتمال رد أميركي عليه . وفي عدد 7 أيار 1979 لمجلة فورتشن، تم نشر سيناريو لمناورة حربية تصف خططا و ردّاً عسكرياً أميركيا ممكناً في حالة غزو عراقي للكويت يرتكز على نزاعات حدودية أو غيرها ، وفي صفحة 158 ، وتحت عنوان ” إذا غزا العراق الكويت والسعودية ” قالت المجلّة: ” القوات العراقية ، المجهزة بشكل رئيسي بأسلحة سوﭭيتية ، يمكن لها الأجهاز على أي البلدين بسرعة ؛ والمعونة إذا طلبت ، يمكن لها أن تتضمن ضربات جوية تكتيكية ضد الدروع العراقية وضد دعمها الجوي ، وربما أيضاً تهديدات بتدمير المنشآت النفطية العراقية ، ولغرض دحر القوات الأرضية العراقية ، فإن ذلك سيتطلب مشاة بحرية من الأسطولين السادس والسابع ، ومشاة من الفرقتين الثانية والثمانون ومائة وواحد ؛ كذلك ارتأت الخطة ” جيشاً في السماء ” لنقل الجنود ، والإفادة من جسر إمداد القوة الجوية الاميركية الاستراتيجية – السبعين سي 5 إيه إس العملاقة ، و 234 ناقلة سي141 الأصغر حجماً ، زائداً 700 كيه سي135 صهريج لإعادة التزودّ بالوقود جوّاً.” وكان هذا قد أعدّ في 1978 !!
من المفارقات التي لم ينتبه لها أحداً في العالم العربي جاء في المقال نفسه تفضيل استغلال مثل هذه الفرصة لتهجير الفلسطنيين من الكويت والخليج واليمنيين من العربية السعودية . وهكذا كان .
 
رد: النفط العربي في مهب الريح : خطوة خطوة من السيطرة الى الاحتلال

بارك الله فيك أستاذ أسامة
الذي لم يذكره المقال
أن الحلقة الأساسية في سيطرة أمريكا على حقول
النفط في الخليج العربي هم أل سعود
وتكفي شهادة كوبلاند ضدهم
السيطرة على النفط كان عبارة عن مقامرة للأمريكان
فمنطة الشرق الأوسط كانت مجهولة لهم
إضافة أن ذلك سيولد عداء مع الإمبراطورية البريطانية
ذات النفوذ الكبير في تلك المنطقة أنذاك
لكن الطموح الأمريكي والتخطيط الممنهج
أول الأمريكان لهدفهم بمساعدة الخونة من العرب
لكن تبقى أهم خطوة قامت بها أمريكا للسيطرة على النفط في الخليج العربي
هو الدعم الخفي للتطرف الإسلامي والقضاء على القومية العربية
التي كانت أكبر خطر يهدد الشركات البترولية الأمريكية في أرض الحجاز
 

المواضيع المشابهة

لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top