انْحَطَّ إلى أسفل الدَّرَكات لا انْحَطَّ إلى أسفل الدَّرَجات كثيراً ما نسمعهم يقولون: انْحَطَّ إلى أسفل الدَّرَجات، وهذا غير صحيح، والصواب، أنُ يقال: انْحَطَّ إلى أسفل الدَّرَكات، لأنَّ (الدَّرَكَات) جمع دَرَكَة وهي المنزلة السُّفلى، أما (الدرجات) فهي جمع دَرَجَةّ وهي المنزلة العليا – فالدّرَكات: منازل بعضها تحت بعض، والدّرَجات: منازل بعضها فوق بعض.
كما في المعاجم اللغويَّة، وهو الذي يوافق الاستعمال اللغويّ الصحيح، جاء في المعجم الوسيط:
« (الدَّرَجَة) : المِرْقاة، والرُّتْبَة. ويقال: له عليه دَرَجَة: منزلة ورتبة في الشّرَف والجمع دَرَجَات» و»الدَّرَكَة» : المنزلة السُّفْلى، ضِدّ الدرجة، فالدَّرَكَات: منازل بعضها تحت بعض، والّدرَجات: منازل بعضها فوق بعض، والفضيلة درجات، والرذيلة دَرَكات» وفي المختار:
و»الدَّرَجَة» المرقاة، والدَّرَجة أيضاً: المرتبة والطَّبَقة والجمع (الدَّرَجات) ... ودَرَكات النار منازل أهلها، والنار دَرَكات، والجنَّة دَرَجَات إذن،قُلْ: انحطَّ إلى أسفل الدَّرَكَات لا الدَّرَجات.
كثيراً ما نسمعهم يقولون:طارت نفسه شُعَاعاً – بضمّ الشين، وهذا غير صحيح والصواب أن يقال: طارت شَعَاعاً – بفتح الشين، لأنَّ (الشُّعَاع) بضمِّ الشين: الضوء الذي يُرَى كأنَّه خيوط، أما (الشَّعَاع) بفتح الشين فيراد به التفرّق والتشتّت من الخوف – كما في المظانّ اللغويَّة، فهكَذا نطقت العرب، جاء في المعجم الوسيط:
« (الشَّعَاعُ) : المتفرّق المنتشر، وذهبت نفسه أو قلبه شَعَاعاً: تَفَرَّقت هَمِمُها وآراؤها فلا تَتَّجه لأمرٍ جَزْمٍ، وذهبا شَعَاعاً: مُتَفرّقين» و(الشُّعَاعُ): الضوء الذي يَرى كأنه خيوط، الواحدة: شُعَاعَة، والجمع أَشِعَّة. وشُعَع» انتهى كلامه. وورت كلمة (شَعَاع) بفتح الشين في شعر قطري بن الفجاءة في بيته المشهور: أقول لها وقد طارت شَعَاعاً ... من الأبطال ويحك لنُ تراعي. أي أنَّ نفسه جزعت وتشتَّت خوفاً من مواجهة الأبطال في المعارك. إذن،قُلْ: طارت نفسه شَعَاعاً – بفتح الشين لا شُعَاعاً – بضمِّها
يظنُّ كثيرون أنَّ كلمة (الوَشْوَشَة) عاميَّة، وليست كذلك، بل هي عربيَّة، وأثبتها أصحاب المعاجم اللغويَّة في معاجمهم وذكروا معانيها وأورد بعضهم معنى واحداً لهذه الكلمة كصاحب المختار، وبعضهم ذكَرَ لها معاني متعدّدة –ذكر صاحب المختار أنَّ معنى الوشْوَشَة: الكلام غير المفهوم حيث قال: '' (الوشْوَشَة) كلامٌ في اخْتَلاَط'' – وأورد لها صاحب الوسيط عدّة معانٍ إذ يقال:''(وَشْوَشَ) الرّجلُ والنمام والبعير، وَشْوَشَةً: خَفَّ وأَسْرَعَ، فهو وَشْوَاش. وَوَشْوَشَ الرجل تَكَلَّم كلامَّا خفيًّا، أو كلامَّا مُخْتَلَطاً لا يكاد يُفْهَمُ، وَوَشْوشَ فلاناً: كَلَّمة سِّراً، وَوَشْوَشَ فلاناً الشيءَ: ناوله إيَّاه بقلَّة'' ومن ذلك: تَوَشْوَشَ القوم أي هَمَسَ بعضُهم إلى بعض، وتَحَرَّكُوا – وهذه الكلمة في بعض معانيها مُوَلَّدة أي استعلمها الناس قديماً بعد عصر الرواية. يتبيَّن أنَّ كلمة (الوَشْوَشَة) عربيَّة، وليست عاميَّة على الرغم من شيوعها على ألسنة العامَّة.
كثيراً ما نسمعهم يقولون: دَلَع، ودَلُّوع، وتدَلَّع – وهذا غير صحيح والصواب: دَلال وتَدَلَّلَ – يقال كما في المعاجم: دَلَّله أي تساهل في تربيته أو معاملته، ودلال المرأة: حسن حديثها ومزحها، وهذا هو الاستعمال اللغويّ الصحيح، جاء في الوسيط:
“دَلَّت المرأة على زوجها دَلالاً: أظهرت الجرأة عليه في تكسُّر وملاحة.. ودلّلـه : تساهل في تربيته أو معاملته حتى جرُؤ عليه” وهذا النصّ مُسْتَفَاد من صاحب المصباح المنير إذ قال: “تَدَللت المرأة تَدَللا والاسم (الدَّلال) بالفتح: وهو جرأتها في تَكَسُّر وتَغنُّج، كأنَّها مخالفة، وليس بها خلاف”. أمَّا كلمة (دَلَع) فلم أعثر عليها في المعاجم اللغويَّة القديمة ولا الحديثة بهذا المعنى إذ إنَّ لها معاني أُخَر يقال: دَلَع لسانه: أخرجه ومن ذلك الأدْلَع للفرس، والدالع: الأحمق، ويقال: ناقة دَلُوع أي تتقدَّم الإبل، ويطلق الدَّلوع والدَّليع على الطريق أيضا. إذن،قُلْ: دَلال لا دَلَع، وقل: تدَلَّلَ ولا تَقُل: تَدَلَّعَ.
كثيراً ما نسمعهم يقولون:أدْمَنَ فلانٌ على كذا – بتعدية الفعل (أَدْمَنَ) بحرف الجرّ (على)، وهذا فيه نظر، والصواب أنْ يقال: أَدْمَنَ فلانٌ كذا – بتعدية الفعل بنفسه إلى المفعول به – كما في المظانّ اللغويَّة، وهو الذي يوافق الاستعمال اللغويّ الصحيح، فهكذا نطقت العرب، جاء في المصباح المنير:
«أَدْمَنَ فلانٌ كذا إدماناً: واظبه ولازمه». وورد في مختار الصحاح: «وفلان يُدْمِنُ كذا أي يُديمه».
ورَجُلٌ مُدْمِنُ خَمْرٍ أي مُدَاوِمُ شُرْبَها». إذن،قُلْ: أدْمَنَ فلانٌ الشرابَ، ولا تقل: أَدْمَنَ فلانٌ على الشراب.
كثيراً ما نسمعهم يقولون: رَبَتَ على كَتِفِه أو رَبَّتَ على كَتِفِه – بمتعدية الفعل (رَبَتَ) بحرف الجّر (على) وهذا غير صحيح، والصواب: رَبَتَ كَتِفَه أو رَبَّتَ كَتِفَه– بالتخفيف أو التشديد – وتعدية الفعل بنفسه إلى المفعول به والمعنى رَبَّاه أو ضَرَبَ بيده على جنبه ضرباً خفيفاً أي برفق ليشعره بالاطمئنان أو من أجل أنْ ينام، جاء في الوسيط:
'' (رَبَتَ) الصبيَّ رَبْتاً: رَبَّاه ... و''(رَبَّتَ) الصبيَّ: رَبَتَه، وضَرَبَ بيده على جنبه قليلاً قليلاً لينام''. إذنْ، قُل: رَبَتَ كَتِفَه، ولا تقل: رَبَتَ على كتفه.
دَهْم لا مُدَاهَمَة كثيراَ ما نسمعهم يقولون:مُدَاهَمَة، وهذا غير صحيح؛ لأنَّ الفعل (دَاهَمَ) لم يرد في العربية والصواب: دَهْمٌ، مصدر للفعل: دَهَمَ أو دَهِمَ وهما لغتان في الفعل، وكلا الفعلين مستعمل في اللغة، ومعنى دَهِمَهَم أو دَهَمَهمَ: فاجأهم أو أو غشيهِم كما في المعاجم اللغويَّة، فهكذا نطقت العرب، جاء في المصباح المنير:
« (دَهَمَهم الأمر يَدْهَمُهُم) : فاجأهم» . وفي مختار الصحاح:
«دَهِمَهم الأمر: غَشِيَهم، وكذا دَهِمَتهم الخيل، ودَهَمَهَم بفتح الهاء لغة» لذا يقال: الخطر الداهِم ولا يقال: الخطر المُدَاهِم، لأنَّ الفعل المستعمل: دَهَمَ لا داهَمَ، لأنَّ اسم الفاعل من الثلاثي يأتي على وزن (فاعِل). إذن،قُلْ: دَهَمَهم دَهْماً أو دَهِمَهُم دَهْماً، ولا تقل: داهَمَهُم مُدَاهَمَةً.
رِزْمَة وَرَق لا رُزْمَة كثيراً ما نسمعهم يقولون:رُزْمَة – بضم الراء وهذا غير صحيح؛ إذ لم يرد في اللغة والصواب رِزْمَة- بكسر الراء كأن يقال: رِزْمَة ثياب ورِزْمَة ورق - كما في المعاجم اللغويَّة، وهو الذي يوافق النطق العربي الصحيح فهكذا نطقت العرب، جاء في المصباح المنير:
“ (الرِّزْمَة) - بكسر الراء - الكارة من الثياب، والجمع رِزَم مثل: سِدْرَة وسِدر، ورزَّمْتُ الثياب - بالتشديد - جعلها رِزَماً ورَزَمْتُ الشيء رَزْماً: جَمَعْتُه”
ونجد (رِزْمَة) بكسر الراءفي المختار، والوسيط. إذنْ:قُل: رِزْمَة وَرَق - بكسر الراء، ولا تقل: رُزْمَة ورق - بضمها، إذ إنَّ المضمومة الراء لم ترد في المعاجم.
كثيراً ما نسمعهم يقولون:انْدَهَشَ فلانٌ أو فلانٌ مُنْدَهِشٌ - وهذا غير صحيح، لأنه لم يرد في كلام العرب والصواب: دهِشَ فلانٌ فهو مَدْهُوش أو دُهِشَ فهو مَدْهُوش - كما في المعاجم اللغويَّة وهو الذي يوافق النطق العربي الصحيح، جاء في مختار الصحاح ما نصُّه:
“ (دَهِشَ) الرجلُ تَحَيَّرَ، و(دُهِشَ) أيضاً على ما لم يُسَمَّ فاعله فهو مَِدْهُوش” وفي المصباح المنير:
“(دَهِشَ) دَهَشاً: ذَهَبَ عقلُه: حياءً أو خوفاً، ويتعدَّى بالهمزة، فيقال: أدْهَشَه غيره، وهذه هي اللغة الفصحى، وفي لغة يتعدى بالحركة دََهَشَه خَطْبٌ دَهْشاً، فهو مَدْهُوش”. إذن،قُلْ: دَهِشَ الرجل أو دُهِشَ، ولا تقل: انْدَهَشَ، وقُل: مَدُهُوش ولا تقل: مُنْدَهِش.
تَدَاوَل القوم الأمر لا تَدَاوَلَ القوم في الأمر كثيرا ما نسمعهم يقولونتَدَاوَلَ القوم في الأمر ـ بتعدية الفعل (تَدَاوَلَ) بحرف الجرّ (في) وهذا غير صحيح، والصواب: تَدَاوَلَ القومُ الأمرَ ـ بتعدية الفعل (تَدَاوَلَ) بنفسه إلى المفعول به ـ كما في المعاجم اللغوية، وهو الذي يوافق النطق العربي الصحيح أي الاستعمال اللغويّ الصواب، جاء في المختار:
«وتداولتهُ الأيْدي: أخذته هذه مَرَّة، وهذه مَرَّة»
وفي المصباح:
« (تَدَاوَلَ) القوم الشيء تَدَاوُلاً: وهو حصوله في يد هذا تارة، وفي يد هذا أُخرى والاسم (الدَّولة) بفتح الدال وضمها .... ودالت الأيام تدول مثل دارت تَدُور وزناً ومعنى». إذن قُل: تَدَاوَلَت الأيدي الشيءَ، ولا تقل: تَدَاوَلَت الأيدي في الشيء. ومثل ذلك قُل: تَداَوَل القومُ الأمرَ، ولا تقل: تَدَاوَلَ القومُ في الأمر.
(القَيْلُولَة) و(المِقْيال) كثيرا ما نسمع هاتين الكلمتين (القيلولة والمقيال) وقد يظنّ بعضهم أنهما عاميتان، وليستا كذلك، بل هما فصيحتان كما في المعاجم اللغوية، ورد في المعجم الوسيط: '' (قَالَ) قَيْلاً: نام وسط النهار، فهو قائل ... وأقَالَ الشيء: جعله يستمر إلى وقت القَيْلُولة ... و(القَيْلُولة) : نومة نصف النهار أو الاستراحة فيه وإنْ لم يكن نومٌ .. ويقال: دوحة مِقْيال: أي شجرة يُقال تحتها كثيراً " أي يُنامُ تحتها اتَّقاء الشمس. يتبيَّن أنَّ (القَيْلُولة) و(المِقْيال) كلمتان عربيتان فصيحتان متعلقتان بوقت الظهيرة وليستا عاميَّتين غير أنَّ المخرج الصوتي لحرف (القاف) (صوت القاف وصفته) عند العامة يختلف نطقا عنه عند العرب الفُصَحاء.
الدَّهْن، الدِّهْن، الدُّهْن هذه الكلمة مثلثة، إذ إنَّها تُضبطُ بفتح الدال، وبكسرها، وبضمّها ولكلِّ وجهٍ معنى أو أكثر من المعاني حسب نطق الكلمة أي حسب ضبطها، كما في المعاجم اللغويَّة فالكلمة بفتح الدال (الدَّهْن) : «قَدْر ما يَبُلُّ وجه الأرض من المطر، والجمع (دِهان) . والكلمة بكسر الدال (الدِّهْن) : نوع من الشجر سامّ يقتل السّباع أمَّا المضمومة الدال (الدُّهْن) فهي المادة الدسمة المعروفة، أو ما يُدْهَنْ به من زيت وغيره، والجمع (دِهان) بالكسر. وبعضهم يخلط في الاستعمال اللغويّ فيقول: الدِّهْن مُضِرٌّ بالصّحَّة – بكسر الدال وهذا غير صحيح، والصواب: الدُّهْنُ– بضمِّها؛ لأنَّ اختلاف النطق يؤدِّي إلى اختلاف المعنى.
كثيراً ما نسمعهم يقولون: دَاسَ فلانٌ على الشيء– بتعدية الفعل (داسَ) بحرف الجرّ (على) ، وهذا غير صحيح، والصواب: داسَ فلانٌ الشيء أو داسَهُ بتعدية الفعل بنفسه إلى المفعول به، كما في المظانَّ اللغويَّة والمعنى: وَطِئَه بقدمه، جاء في المصباح: “ (دَاسَ) الرجل الحنطةَ يدوسُها دوساً، ودياساً... داسَ الأرضَ دوساً: إذا شَدَّد وطأه عليها بقدمه... وداسَ الصيقلُ السيفَ وغيره دوساً: صَقَلَه”.
(الصَّيْقَل) : الذي يَصْقُل السيف. وفي المختار: (داسَ) الشيءَ برجله” . فهذه الأمثلة من خلال النصين السابقين تؤكد تعدية الفعل (داسَ) بنفسه. إذن،قُلْ: دَاسَ فلانٌ الشيءَ، ولا تقل: داسَ فلانٌ على الشيء.
يظنُّ كثيرون أنَّ لفظ (مَدَاس) وهو ضربٌ من الأحذية – عاميّ، وهذا غير صحيح، بل هو فصيح، غير أنَّ القياس يقتضي أنْ يقال: مِدَاس بكسر الميم؛ لأنَّه اسم آلة، وأوزان اسم الآلة القياسية ترد بكسر الميم – كما في المظانّ اللغويَّة، جاء في المصباح: " (المَدَاس) الذي ينتعله الإنسان قياسه كسر الميم؛ لأنَّه آلة. والكسر أيضا حملا على النظائر الغالبة من العربية، ويجمع على أمْدِسة، مثل: سلاح وأسلحة" . ويبدو أنَّ الأصل: مِدْوَس أو مِدْوَسة على وزن (مِفْعَل) أو (مِفْعَلَة) كي يوافق أحد أوزان اسم الآلة القياسيَّة – وهو اسم لما يُدَاسُ به. إذن: فالمَدَاس: عربيّ فصيح، ويجوز أن ينطق بكسر الميم كما يجوز أن يقال: مِدْوَس بكسر الميم. أو مِدْوَسَة لكي توافق أوزان اسم الآلة القياسيَّة.
الشَّباب أو الشُّبَّان لا الشَّبيبة كثيراً ما نسمع بعضهم يقول:قام هؤلاء الشَّبيبة بكذا وكذا، وهذا فيه نظر، والصواب أنْ يقال: قام هؤلاء الشَّباب أو الشُّبَّان بكذا وكذا؛ لأنَّ معنى (الشَّبيبة) في هذا السياق: زمن الشَّباب. وهو خلاف الشَّيْب – كما جاء في المعاجم اللغويَّة– تقول: كنتُ في شَبيبتي أفعل كذا وكذا. أي في حداثتي وزمن شبابي. فشتَّان بين (الشَّباب أو الشُّبَّان) و(الشَّبِيبة)، فالشَّباب أو الشُّبّان هم الذين في سِنِّ الفتاء والحداثة، أما (الشَّبِيبة) فمعناها:زمن الشَّباب ، جاء في أساس البلاغة للزمخشري:
«وقوم شُبَّان، وشَباب.. وسقى الله تعالى عصر الشَّبِيبة، وعصور الشَّبائِب». انتهى. وينظر «من عثرات اللسان والقلم» لمحمود شاكر القطان. يتبيَّن أنَّ الصوابأنْ يقال: (شَباب) أو (شُبَّان) لا (شَبيبة)؛لأنَّ الشبيبة زمن الشباب.
كثيراً ما نسمعهم يقولون:جاء في رابعة النهار بالباء، وهذا غير صحيح، والصواب أن يقال: جاء في رائعة النهار بالهمزة على الياء، والمعنى جاء في النهار وقد بدا معظمه، ويقال: هو كالشمس في رائعة النهار – جاء في المعجم الوسيط:
« و(رائعة الشيب: أول شعرة تبدو منه، ورائعة الضُّحى، ورائعة النهار: معظمه). يقال: هو كالشمس في رائعة الضُّحَى أو في رائعة النهار»، هكذا نطقت العرب. أما (الرابعة) بالباء فتفيد الترتيب التعددي، يقال: ثالثة ورابعة وخامسة.. إلخ. يتبيّن أن الصواب: (رائعة) النهار – بالهمزة – لا (رابعة) النهار - بالباء.
يَدْهُنُ لا يَدْهِن كثيراً ما نسمعهم يقولون:يَدْهِنُ الشيء– بكسر الهاء وهذا غير صحيح ، والصواب: يَدْهُنُ – بضمّها – كما في المعاجم اللغويَّة وهو الذي يوافق النطق العربي الصحيح، فهكذا نطقت العرب، جاء في المصباح المنير:
«دَهَنْتُ الشعر وغيره دَهُناً: من باب قَتَلَ» يريد بقوله من باب (قَتَلَ) أنَّك تقول: دَهَنَ يَدْهُنُ – كما تقول: قَتَلَ يقْتُلُ – أي أنَّ الفعلين متطابقان في الوزن. وأشار صاحب مختار الصحاح إلى لغة أخرى في الفعل - وهي (يَدْهَنُ) - بفتح الهاء؛ إذ جاء في المختار: «وقد (دَهَنَه) من باب نصر وقطع». يريد بقوله من باب نَصَرَ أنك تقول: دَهَنَ يَدْهُنُ – بضم الهاء في المضارع كما تقول: نَصَرَ يَنْصُر – وقوله من باب (قَطَعَ) أنك تقول في لغة أخرى دَهَنَ يَدْهَنُ بفتح الهاء في المضارع كما تقول: قَطَعَ يَقُطَعُ. إذن،قُلْ: يَدْهُنُ بضمّ الهاء في المضارع ولا تقل: يَدْهِنُ – بكسرها ويجوز في لغة أخرى أن يقال: يَدْهَنُ – بفتح الهاء.
أَرْسَخَ العِلْمَ في قلبه لا رَسَّخَ العِلْمَ في قلبه كثيراً ما نسمعهم يقولون:رسَّخ فلانٌ العِلْمَ في قلب فلان بالتشديد يريدون: ثَبَّتَه، وهذا لم يرد في المعاجم اللغوية بهذا المعنى، والصواب: أرْسَخَ فلانٌ العِلْمَ في قلبهـ بهمزة التعدية، والمعنى: أثْبَتَه فالذي في المعاجم اللغوية (رَسَخَ) بالتخفيف وبعض تصاريفها يقال: رَسَخَ الشيء بمعنى ثَبَتَ،
جاء في المصباح: "(رَسَخَ الشيء يَرْسَخُ) بفتحتين رُسُوخاً: ثَبَتَ وكلُّ ثابت راسخ، وله قَدَمٌراسخةٌ في العلم بمعنى البراعة والاستكثار منه" انتهى. وذكر في الوسيط:
(رَسَخَ) ومعانيها، ثم ذكر (أرْسَخَ) ولم أعثر فيه على (رَسَّخَ) بالتشديد. جاء في الوسيط: "(أرَسَخَ) رُسُوخاً: ثَبَتَ في موضعه متمكنا، وَرَسَخ الغدير: نضب ماؤه، ورَسَخَ المطرُ: انْسَرَبَ ماؤه في الأرض، ورَسَخ العِلمُ في قلبه: تَمَكَّنَ فيه ولم تعرض له فيه شُبْهَةٌ. ويقال: هو من الراسخين في العلم، وله فيه قدمٌ راسخةٌ. (أَرْسَخَه): أثْبَتَهُ" انتهى كلامه.
إذن قُلْ: أرْسَخَ العِلْمَ في قلبه بهمزة التعدية، ولا تقل: رَسَّخَ العلم في قلبه ـ بالتشديد.
تَرَدَّدَ إلى المكان لا تَرَدَّدَ على المكان كثيراً ما نسمعهم يقولون:تَرَدَّد على المكان– بتعدية الفعل (تَرَدَّد) بحرف الجرّ (على)، والصواب: تَرَدَّدَ إلى المكان– بتعدية الفعل (تَرَدَّدَ) بحرف الجرّ (إلى) – كما في المعاجم اللغويَّة، جاء في المصباح:
“تَرَدَّدْتُ إلى فلان: رجعت إليه مَرَّة بعد أخرى” ولم يُشر صاحب المصباح إلى استعمال آخر للفعل (تَرَدَّد)، أما المعجم الوسيط فأشار إلى استعمالات أخرى للفعل (تَرَدَّد) إذ يجوز أن يُستعمل الفعل وحده كأنْ يقال: تَرَدَّدَ فلان بمعنى: تَرَاجَعَ – (أي بلا ضمائر) ويجوز تعديته بحرف الجرّ (في) كأن يقال: تَرَدَّدَ في الكلام أي تَعَثَّرَ لسانه أو تَرَدَّدَ في الشيء بمعنى اشْتَبَه فلم يُثْبِتْه. ومعنى ذلك أنَّ الفعل (تَرَدَّدَ) قد يستعمل لازماً وقد يستعمل مع حرفي الجرّ (إلى) و(في) حسب المعنى المراد. لكنه لا يُسْتعمل مع حرف الجرّ (على) كما في المظان اللغويَّة إلاّ على رأي من يُجيز تناوب حروف الجرّ. إذن،قُل: تَرَدَّد إلى المكان ولا تقل: تَرَدَّد على المكان – ويجوز أنْ يقال: تَرَدَّد فلان – دون أن يتبع ذلك ضمائر، كما يجوز أن يقال: تَرَدَّد في الشيء بمعنى تَعَثَّر أو اشْتَبَهَ.
عَمِلَ هذا أَوَّلَ مَرَّة لا عَمِلَ هذا لأَوَّل مَرَّة كثيراً ما نسمعهم يقولون:فَعَلَ هذا لأوَّل مرَّة ـ يدخلون (اللام) على كلمة (أَوَّل)، وهذا غير صحيح والصواب أن يقال: أَوَّل مَرَّة لا لأَوَّل مَرَّة.
و(أَوَّل) هنا معناه: ابتداء الشيء كما في المعاجم اللغوية وجاء مستعملا بدون اللام، جاء في المصباح المنير:
“وتقول: هذا أَوَّل ما كسبت، وجائز أنْ لا يكون بعده كَسْبٌ آخر، والمعنى: هذا ابتداء كسَْبي ... وفي (أَوَّل) معنى التفضيل، وإن لم يكن له فعل، ويُستعمل كما يُستعمل (أَفْعلَ) التفضيل” انتهى. أي أنه يستعمل مجرّدا من اللام. إذن قُلْ: عَمِلْته أَوَّلَ مَرَّة، ولا تقل: عَمِلْتُه لأَول مَرَّة.