3
- الأوسمة
- 52
دخلت مقهى
سألني النادل
بماذا أخدمك سيدي
أجبته يا ولدي كأسي ليست هنا أجده
قال لي لكل أنواع الشراب عندنا
أفخمها و أبسطها و حلها و حرامها أحلاها و أمرها
فافصح عن نوع كأسك
قلت له كأسي يحمل بكلتا اليدين
فقال عندنا أنواع متنوعة لأشربة انجليزية و فرنسية
فأفصح لي عن كأسك
قلت له كاسي بارد و ساخن
فقال عندنا ما هو بارد يسخن و ما هو ساخن يبرد
فافصح لي عن كأسك
قلت له كاسي يشرب في كل وقت خصوصا في الثلث الأخير من الليل
قال لي عندنا ما يشرب في الليل ليختصر الليل
و عندنا ما يشرب في النهار لتراه ليلا
فأفصح لي عن كأسك
كأسي اذا ذاقت بي الدنيا جعلها أوسع من السماوات
قال لي عندنا ما ينسي الهم و يزيده هموما و ذنوبا
فافصح لي عن كأسك
قلت له كأسي يذهب النعاس
قال لي عندنا قهوة من البرازيل تجعلك لا تنام أسبوعا
قلت له كأسي فيه دمعات مرة و ساخنة هي ما تجعله حلو المذاق
حينها تنهد و قال يا سيدي أرهقتني
فأفصح لي عن كأسك بربك
أجبته
كأسي يا ولدي
دعاء في آخر الليل
برفع كلتا يدايا الى الرحمان
أطلب حاجتي
و أذرف دمعا ساخنا
أحس بحلاوة الكاس
فأنسى النوم أبدا
و أحس ببرودة في قلبي أراها ذهاب و كفران و غفران للذنوب
و أحس بدفء لأنني أناجي حبيبي ربي
هذا كأسي يا ولدي
فهل عندكم منه في المقهى
قال لي
ياسيدي ليس عندنا منه
فصناعته في المساجد
و صانعه شيخ ذا لحية بيضاء
معلم للصبية كهيعص و الأحقاف و فاتحة
أما نحن فنهارنا ليل و ليلنا ليل
فقدنا البواصل كلها
فشربنا الكؤوس كلها و لم نرتوي
قلت له يا ولدي هيا معي الى المسجد نشرب هذا الكاس مع بعضنا
فقال و هل يمكن ذالك
فأجبته بل هو الذي يجب فتب و توكل
فرمى مئزره و أخذني من متني
فتلمسنا طريقا للمسجد
فصلينا و شربنا كأس الدعا
فقال لي هته كأس غير كل الكؤوس لها مذاق عجيب و رائحة زكية
و هي بالمجان و تريح الأعصاب
فأوصيته بها ان يوزعها على كل شارب
فأذن الصبح فصليت و تركته لا يزال يحمل الكاس و يشرب
الامين محمد
هذا كأسي يا ولدي
