عاقبة أهل الإجرام والفساد .للشيخ عبد الله بن عثمان الذماري

الطيب الجزائري84

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
14 جوان 2011
المشاركات
4,033
نقاط التفاعل
4,409
النقاط
191
العمر
39
الجنس
ذكر

عاقبة أهل الإجرام والفساد .


فأنت تجد كبار المجرمين يمكرون بعباد الله في الليل والنّهار ويسعون جاهدين في تحقيق مكرهم في الدنيا ، ﴿ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾الأنعام:123 يمكرون بعباد الله يسعون في تحقيق الفساد ، ويسعون في إيجاد الإفساد ، ويسعون في نشر الجواهل ، ويسعون في نشر الربا ، ويسعون في نشر الزنا ، ويسعون في نشر الاختلاط بين الرجال والنساء ، ويسعون في زحزحة الأحكام الشرعية وإيجاد البديل منها الأحكام الطاغوتية ، هذه مناهج كبار المجرمين ، يحاولون زحزحة الإيمان من القلوب والساحة ، ويوجدون أنواع الجرائم والذنوب ، فالله يصوّر أحوالهم فيقول : ﴿ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾ أي مكرهم سيكون محيطاً بهم ومكرهم سيكون ضرراً عليهم في الدنيا والآخرة هم في الحقيقة إنّما يمكرون بأنفسهم فمكرهم لا يضرّ المؤمنين لا في الدنيا ولا في الآخرة وإن تضرر بعض المؤمنين من مكرهم فالضرر لا يتعدى بإذن الله إلى العقيدة ، ولا إلى الدين ربّما يصل إلى بعض الأمور الدنيوية وفي الحقيقة هؤلاء الذين يمكرون بخلق الله ، ويمكرون بعباد الله إنما يمكرون بأنفسهم وسيشعرون حين يقفون بين يدي الرحمن وقد نكسوا رؤوسهم وعلاهم الذل من الخاسر .
قال الله : ﴿ وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْث ُيَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ الأنعام:124 إذا جاءتهم آية وإذا دعوا إلى الإيمان ، إذا دعوا إلى الإسلام وإذا دعوا إلى تحقيق الشريعة ، ﴿ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْث ُيَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ- أعلم أحكم لمن يعطي رسالته ، ولمن يعطي الفضل والخير لهذا يقول –سُبْحَانَهُ- في كتابه الكريم : ﴿سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ﴾ من صفاتهم يقول ربّنا في كتابه الكريم : ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴾ المدّثر: 38-39-40-41-42 يا معشر المجرمين يا سكان سقر ، يا سكان جهنم ما الذي أدخلكم النار وما الذي أوجب عليكم النار ؟ : ﴿ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴾ المدّثر:43 أول جريمة ٱعترفوا بها وهم في وسط النار يعذبون قالوا ﴿لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴾ ﴿ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ﴾ المدّثر:44 أي كنا لا نخرج الزكاة ، ولا نعطي زكاة أموالنا ، ﴿وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ﴾ المدّثر:45 أي كنا نمشي مع سير المجتمع فإذا ٱنحرف المجتمع ٱنحرفنا معه وإذا زاغ زغنا معه ، فكانوا يتقلبون بين الشهوات ، ويتقلبون بين الضلالات ويتقلبون بين المعاصي في الليل والنهار ﴿ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴾المدّثر:45-46 أي كنا لا نصدق بقيام الساعة ولا بالحساب يوم القيامة ، هذا الذي سلكهم في سلك المجرمين وجعلهم في أعداد المجرمين ، هذه معاصيهم ، هذه ذنوبهم ، هذه جرائهم يكذبون بالوحي ويكذبون بالآيات ويكذبون بالأحاديث إذا نُصح أحدهم رد النصيحة مكذباً بالحال أو المقال ، هذه أخبارهم ولهذا من كان متهاوناً من الصلاة فقد أخذ نصيباً من الإجرام ، من كان متهاوناً بالصلاة فقد أخد جزءاً و تمثل بجزء من صفات المجرمين ؛ أيها المسلم الكريم المؤمن يحافظ على الصلاة في أوقاتها ، المؤمن لا يصبر قلبه إذا سمع المنادي ينادي إلى الصلاة حتى يحضر المسجد المؤمن لا يمكن أبداً إلا إذا كان مرة مغلوباً على أمره معذورا بعذر شرعي وإلا فقلب المؤمن لا يرضى أن يتهاون بالصلاة ٱنظر إلى أحوالهم قال ربنا في كتابه الكريم : ﴿ كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ ﴾[ المرسلات:46] لماذا مجرمون يا ربنا إنكم مجرمون ﴿ ويْلٌ يوْمئِذٍ لِلْمكذِّبِين ﴾[ المرسلات:47] ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ ﴾[ المرسلات:48] فكم من رجل نراه ونحن ذاهبون إلى المساجد منهمك في شهوته وبلذته ولا يرفع للصلاة رأساً ومع ذلك يحط نفسه في سلك المسلمين والله قد جعله في سلك المجرمين لأنه قال ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ ﴾ المرسلات:48 كلوا وتمتّعوا قلِيلًا : أي في الدنيا فإن فترة الدنيا قصيرة والإقامة في الدنيا قليلة يوشك أن يأتي الموت ليأخذكم إلى القبر وليأخذكم إلى الحياة البرزخية كلوا وتمتّعوا قلِيلًا حياتكم قصيرة وتمتعكم قليل وشهواتكم قصيرة يوشك أن تنتهي ، ويوشك أن تستقبلوا حياة طويلة مليئة بالعذاب و-العِيْاذُ بالله- ﴿كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ ويْلٌ يوْمئِذٍ لِلْمكذِّبِين ﴾ لماذا مجرمون ؟ ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ ﴾ أيها المؤمن هكذا حالة المجرمين في ساحة الحساب يقول عنهم ربنا في كتابه الكريم : ﴿وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾السجدة:12 قد نكسوا الرؤوس ، وعلتهم الخيبة ، وعلاهم الذلّ وتسرّب اليأس إلى القلوب لأنهم يعلمون أعمالهم في الدنيا كيف كانت هم يعلمون كيف كانت أحوالهم في الدنيا ؛ ولهذا إذا قاموا من القبور عرفوا أنّ فترة الإقامة التي عاشوها قصيرة في الدنيا ؛ قال ربنا في كتابه الكريم : ﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ﴾ [ الروم:55] يحلف المجرم انه ما عاش في الدنيا إلا ساعة ،ساعة في الشهوات الملذات ،ساعة قضاها أمام التمثيليات والمسلسلات ساعة قضاها مع الزناة والزانيات ساعة قضاها مع شرب الخمور ، ساعة قضاها مع الأغاني الماجنات ، ساعة قضاها في سهو ولهو ، ﴿ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ ﴾ الروم:55 ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ ﴾ أهل العلم يوم القيامة وأهل الإيمان يوم القيامة يقولون للمجرمين ﴿ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَىٰ يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَٰذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَٰكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾الروم:56 فعدم العلم جعلكم تتورطون في الجرائم المتعددة ، عدم العلم جعلكم تخوضون في الدنيا في بحار الشهوات والملذات المحرمة ، عدم العلم جعلكم تتجرؤون على الله بارتكاب المعاصي والذنوب هذا جزاؤكم ﴿ فَهَٰذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَٰكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ الروم:56 ﴿ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾ وكأني بالجبارة والمتكبرين الذين كانوا يعيثون في الدنيا في الخيلاء والكبر وكأني قد رأيت ورأى المؤمنون جبارين المجرمين قد وقفت أمام محكمة العدل الإلهية وإذا بمجرمي اليهود وبمجرمي النصارى قد وقفوا أمام الرحمن لينالوا جزائهم ، علاهم الذل وعلتهم الخيبة وعلاهم الخزي كانوا في الدنيا متكبرين كانوا في الدنيا متعالين ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [القصص:28] هيا معشر المجرمين ماذا تريدون ؟ بعد أن فعلتم الجرائم المتعددة في الدين ماذا تريدون ؟ ﴿ قََالُوا رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا ﴾سجدة:12 أبصرنا وعدك ووعيدك وسمعنا وعدك ووعيدك فأصبح وعدك ووعيدك حقاً اليقين وعلم اليقين أصبح عندنا حقاً ، فماذا نريد ؟ أرجعنا إلى الدنيا نعمل صالحاً أنا لهم أن يرجعوا ؟ أن لهم ذلك قال ربنا في كتابه الكريم : ﴿ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴾ [الزمر:39] يتحسرون على التفريط في الطاعة ويحبون العودة إلى الدنيا من أجل العمل الصالح ﴿ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ الزمر:57 ﴿ أوْ تقول حِين ترى الْعذاب لوْ أنّ لِي كرّةً ﴾ يا ربّ أعدني إلى الدنيا من أجل أن أسلك طريقاً المحسين من أجل أن أكون من المحسنين ﴿ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ بلى قدْ جاءتْك آياتِي فكذّبْت بِها واسْتكْبرْت وكنْت مِن الْكافِرِين وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ ﴾الزمر:58-59-60 ٱسودت وجوه المتكبرين وأصبحت وجوهم سوداء مظلمة سودتها الجرائم المتعددة ، ربنا أبصرنا فأرجعنا نعمل صالحاً هذا كقوله : ﴿ قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ ﴾ غافر:11 هل إلى خروج من هذه الورطة التي تورطنها ؟ من طريق هل هناك طريق يخرجنا من هذه الورطة فهل إلى خروج من سبيل ، أمة محمد ٱحذروا طريق الإجرام وٱحذروا طريق المعاصي ٱحذروا طريق الذنوب يا من يحب أن يستخسر الأموال من أموال الأمة فيسعى جاهداً في تحقيق الغلاء ويسعى جاهداً في تحقيق الأزمات وربما يكسب الأموال الكثيرة من الطرق المحرّمة تذكر حالك كحال العصاة والمجرمين في ساحة الحساب ، ﴿ ربّنا أبْصرْنا وسمِعْنا فارْجِعْنا نعْملْ صالِحًا ﴾السجدة:12 .
من شريط / محاضرة " صِفَاتُ المجْرمِينَ وَأَحْوَالهم يَومَ القِيامَةِ "
المصدر ...موقع علماء ومشايخ الدعوة السلفية باليمن


 
رد: عاقبة أهل الإجرام والفساد .للشيخ عبد الله بن عثمان الذماري

أحسن الله اليك أخي الطيب، و أجزل لك المثوبة و أعظم لك الأجر و جعلك من خير عباده الصالحين ممن اتباع سنن الأنبياء و المرسلين، جعلك الله امام هدى و قدوة للمقتدين.
 
رد: عاقبة أهل الإجرام والفساد .للشيخ عبد الله بن عثمان الذماري

السلام عليكم

كيف حالك أخي الكريم الطيب
بارك الله فيك وصرفك الله عنهم وأصرفهم عنك ماحييت وجعلك على الهدى المبين
والمشكل ترى هاؤلاء الظالمين المفسدين يؤيدهم حثالة ممن لاناقة لهم وجمل لا في الخير ولا في الشر​

تقبلوا تحياتي
 
رد: عاقبة أهل الإجرام والفساد .للشيخ عبد الله بن عثمان الذماري

بارك الله فيك وجزاك كل خير
جعله في ميزان حسناتك
 
رد: عاقبة أهل الإجرام والفساد .للشيخ عبد الله بن عثمان الذماري

أحسن الله اليك أخي الطيب، و أجزل لك المثوبة و أعظم لك الأجر و جعلك من خير عباده الصالحين ممن اتباع سنن الأنبياء و المرسلين، جعلك الله امام هدى و قدوة للمقتدين.
بارك الله فيك اخي ابوليث وجزاكم الله خيرا
 
رد: عاقبة أهل الإجرام والفساد .للشيخ عبد الله بن عثمان الذماري

السلام عليكم

كيف حالك أخي الكريم الطيب
بارك الله فيك وصرفك الله عنهم وأصرفهم عنك ماحييت وجعلك على الهدى المبين
والمشكل ترى هاؤلاء الظالمين المفسدين يؤيدهم حثالة ممن لاناقة لهم وجمل لا في الخير ولا في الشر​

تقبلوا تحياتي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..الحمد لله
وفيك بارك الله اخي ..اللهم امين
 
رد: عاقبة أهل الإجرام والفساد .للشيخ عبد الله بن عثمان الذماري

بارك الله فيك وجزاك كل خير
جعله في ميزان حسناتك
وفيكم بارك الله .اللهم امين
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top