التفاعل
650
الجوائز
83
- تاريخ التسجيل
- 20 ديسمبر 2014
- المشاركات
- 509
- آخر نشاط
- الجنس
- ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
إن أهل الباطل يحاربون الحق ، و يروجون لأهوائهم ، بكل الوسائل ،و منها الإعلام ، فأصبح الكفار اليوم يكدون للمسلمين ، لا بالسلاح ، فقد استغنوا عن ذلك ،و وجدوا في هذه القنوات غايتهم ، و للأسف شديد يساعدهم أناس من بني جلدتنا ، في تحقيق أهدافهم الخبيثة ، فترى هذه الإذاعات المسمومة تدعوا إلى البدع ،و تحارب السنة ، و تروج للشرك بالله على أنه عادات و تقاليد ،و ثقافة ،و مهرجانات و غير ذلك من أسالبيهم القذرة .
و من الأقوال التي أصبحت اليوم تنشر ، و تدّاعي المرجعية الدينية في الجزائر ،أن نرى الصوفية و المبتدعة يصرّحون بقولهم مرجعيتنا الدينية هي صوفية مالكية أي شرك وتعصب للراي المجرد ،و العياذ بالله ، و الإمام مالك رحمه الله بريء من الصوفية ، و نحن نقول إن مرجعيتنا الدينية مستمدة من كتاب الله ،و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم بفهم سلف الأمة ،و من اتبعهم بإحسان .
قال الإمام مالك رحمه الله إنما أنا بشر أخطئ وأصيب ، فانظروا في رأيي ، فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوا به ، وما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه 1 ، و وقال الشافعي : كل ما قلت وكان عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف قولي مما يصح ، فحديث النبي صلى الله عليه وسلم أولى ، فلا تقلدوني 2، قال أبو حنيفة : إذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فعلى العين و الرأس وإذا جاء عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نختار من قولهم ، وإذا جاء عن التابعين زاحمناهم 3 ،وقال أحمد بن حنبل : لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الثوري ولا الأوزاعي ، خذ من حيث أخذوا . وقال : من قلة فقه الرجل أن يقلد في دينه الرجال . وقال لا تقلد دينك أحدا 4.
تأمل بارك الله فيك في فقه الأئمة رحمهم الله حيث نهو عن تقلديهم ، و يأتي اليوم من يفرض على الأمة إتباع المذهب الفلاني ، و لو خالف هذا المذهب الدليل من الكتاب و السنة ، إذا لم يصح دليل لصاحب المذهب ، أو أتاه من طريق ضعيف ، نحن نتعجب من هؤلاء الناس كيف يسمحوا لأنفسهم أن تخالف السنة بأقوال لفلان ،و علان و حجتهم أنه ليس على المذهب سبحان الله هذا ضلال مبين نعوذ بالله منه.
قال ابن القيم في أعلام الموقعين : وقد نهى الأئمة الأربعة عن تقليدهم ، وذموا من أخذ أقوالهم بغير حجة ، وقال ابن حزم : وقد ذكرنا أن مالكا وأبا حنيفة والشافعي لم يقلدوا 5، ولا أجازوا لأحد أن يقلدهم ، ولا أن يقلد غيرهم ، وروى ابن حزم بسنده عن المازني6 عن الشافعي أنه نهى الناس عن تقليده وتقليد غيره ، ونقل السيوطي عن الإمام أبي شامة أنه قال : نهى إمامنا الشافعي عن تقليده وتقليد غيره7
اعلم رحمك الله ما معنى أن تخالف أمر النبي صلى الله عليه و سلم ، بحجة إتباع مذهب كذا أو كذا من المذاهب ، قال الله سبحانه و تعالى (لَّا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا ۚ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا ۚ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) سورة النور (63) قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره : وقوله : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره ) أي : عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو سبيله ومنهاجه وطريقته [ وسنته ] وشريعته ، فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله ، فما وافق ذلك قُبل ، وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله ، كائنا ما كان ، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " .
أي : فليحذر وليخش من خالف شريعة الرسول باطنا أو ظاهرا ( أن تصيبهم فتنة ) أي : في قلوبهم ، من كفر أو نفاق أو بدعة ، ( أو يصيبهم عذاب أليم ) أي : في الدنيا ، بقتل ، أو حد ، أو حبس ، أو نحو ذلك .
قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن همام بن منبه قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثلي ومثلكم كمثل رجل استوقد نارا ، فلما أضاءت ما حولها . جعل الفراش وهذه الدواب اللاتي [ يقعن في النار ] يقعن فيها ، وجعل يحجزهن ويغلبنه ويتفحمن فيها " . قال : " فذلك مثلي ومثلكم ، أنا آخذ بحجزكم عن النار هلم عن النار ، فتغلبوني وتقتحمون فيها " . أخرجاه من حديث عبد الرزاق 8.
تمسك يرعاك الله بكتاب الله ،و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم بفهم سلف الأمة و من اتبعهم بإحسان ، و عضُّو عليها بالنواجذ ، و دعك من كلام المنحرفين ، لتلقى الله بقلب سليم ، قال الله تعالى( يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ سورة الشعراء 88
قال أبو عثمان النيسابوري : هو القلب الخالي من البدعة ، المطمئن إلى السنة 9 و الحمد لله رب العالمين .
..........................................
1 الإحكام في أصول الأحكام 6 / 294 . تهذيب التهذيب 10 / 8 .
2 آداب الشافعي ومناقبه ، ص 68 . حلية الأولياء 9 / 106
3 الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء ، ص 144 ، 145 .
4 أعلام الموقعين 2 / 211 .
5 أعلام الموقعين 2 / 200
6 الإحكام في أصول الأحكام 6 / 314 .
7 الرد على من أخلد إلى الأرض ، ص 141 .
9_8 تفسير ابن كثير رحمه الله
إن أهل الباطل يحاربون الحق ، و يروجون لأهوائهم ، بكل الوسائل ،و منها الإعلام ، فأصبح الكفار اليوم يكدون للمسلمين ، لا بالسلاح ، فقد استغنوا عن ذلك ،و وجدوا في هذه القنوات غايتهم ، و للأسف شديد يساعدهم أناس من بني جلدتنا ، في تحقيق أهدافهم الخبيثة ، فترى هذه الإذاعات المسمومة تدعوا إلى البدع ،و تحارب السنة ، و تروج للشرك بالله على أنه عادات و تقاليد ،و ثقافة ،و مهرجانات و غير ذلك من أسالبيهم القذرة .
و من الأقوال التي أصبحت اليوم تنشر ، و تدّاعي المرجعية الدينية في الجزائر ،أن نرى الصوفية و المبتدعة يصرّحون بقولهم مرجعيتنا الدينية هي صوفية مالكية أي شرك وتعصب للراي المجرد ،و العياذ بالله ، و الإمام مالك رحمه الله بريء من الصوفية ، و نحن نقول إن مرجعيتنا الدينية مستمدة من كتاب الله ،و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم بفهم سلف الأمة ،و من اتبعهم بإحسان .
قال الإمام مالك رحمه الله إنما أنا بشر أخطئ وأصيب ، فانظروا في رأيي ، فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوا به ، وما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه 1 ، و وقال الشافعي : كل ما قلت وكان عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف قولي مما يصح ، فحديث النبي صلى الله عليه وسلم أولى ، فلا تقلدوني 2، قال أبو حنيفة : إذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فعلى العين و الرأس وإذا جاء عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نختار من قولهم ، وإذا جاء عن التابعين زاحمناهم 3 ،وقال أحمد بن حنبل : لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الثوري ولا الأوزاعي ، خذ من حيث أخذوا . وقال : من قلة فقه الرجل أن يقلد في دينه الرجال . وقال لا تقلد دينك أحدا 4.
تأمل بارك الله فيك في فقه الأئمة رحمهم الله حيث نهو عن تقلديهم ، و يأتي اليوم من يفرض على الأمة إتباع المذهب الفلاني ، و لو خالف هذا المذهب الدليل من الكتاب و السنة ، إذا لم يصح دليل لصاحب المذهب ، أو أتاه من طريق ضعيف ، نحن نتعجب من هؤلاء الناس كيف يسمحوا لأنفسهم أن تخالف السنة بأقوال لفلان ،و علان و حجتهم أنه ليس على المذهب سبحان الله هذا ضلال مبين نعوذ بالله منه.
قال ابن القيم في أعلام الموقعين : وقد نهى الأئمة الأربعة عن تقليدهم ، وذموا من أخذ أقوالهم بغير حجة ، وقال ابن حزم : وقد ذكرنا أن مالكا وأبا حنيفة والشافعي لم يقلدوا 5، ولا أجازوا لأحد أن يقلدهم ، ولا أن يقلد غيرهم ، وروى ابن حزم بسنده عن المازني6 عن الشافعي أنه نهى الناس عن تقليده وتقليد غيره ، ونقل السيوطي عن الإمام أبي شامة أنه قال : نهى إمامنا الشافعي عن تقليده وتقليد غيره7
اعلم رحمك الله ما معنى أن تخالف أمر النبي صلى الله عليه و سلم ، بحجة إتباع مذهب كذا أو كذا من المذاهب ، قال الله سبحانه و تعالى (لَّا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا ۚ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا ۚ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) سورة النور (63) قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره : وقوله : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره ) أي : عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو سبيله ومنهاجه وطريقته [ وسنته ] وشريعته ، فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله ، فما وافق ذلك قُبل ، وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله ، كائنا ما كان ، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " .
أي : فليحذر وليخش من خالف شريعة الرسول باطنا أو ظاهرا ( أن تصيبهم فتنة ) أي : في قلوبهم ، من كفر أو نفاق أو بدعة ، ( أو يصيبهم عذاب أليم ) أي : في الدنيا ، بقتل ، أو حد ، أو حبس ، أو نحو ذلك .
قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن همام بن منبه قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثلي ومثلكم كمثل رجل استوقد نارا ، فلما أضاءت ما حولها . جعل الفراش وهذه الدواب اللاتي [ يقعن في النار ] يقعن فيها ، وجعل يحجزهن ويغلبنه ويتفحمن فيها " . قال : " فذلك مثلي ومثلكم ، أنا آخذ بحجزكم عن النار هلم عن النار ، فتغلبوني وتقتحمون فيها " . أخرجاه من حديث عبد الرزاق 8.
تمسك يرعاك الله بكتاب الله ،و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم بفهم سلف الأمة و من اتبعهم بإحسان ، و عضُّو عليها بالنواجذ ، و دعك من كلام المنحرفين ، لتلقى الله بقلب سليم ، قال الله تعالى( يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ سورة الشعراء 88
قال أبو عثمان النيسابوري : هو القلب الخالي من البدعة ، المطمئن إلى السنة 9 و الحمد لله رب العالمين .
..........................................
1 الإحكام في أصول الأحكام 6 / 294 . تهذيب التهذيب 10 / 8 .
2 آداب الشافعي ومناقبه ، ص 68 . حلية الأولياء 9 / 106
3 الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء ، ص 144 ، 145 .
4 أعلام الموقعين 2 / 211 .
5 أعلام الموقعين 2 / 200
6 الإحكام في أصول الأحكام 6 / 314 .
7 الرد على من أخلد إلى الأرض ، ص 141 .
9_8 تفسير ابن كثير رحمه الله
آخر تعديل بواسطة المشرف: