هكذا علمني الإسلام

  • كاتب الموضوع كاتب الموضوع seifellah
  • تاريخ النشر تاريخ النشر
رد: هكذا علمني الإسلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل الله منا ومنكم صآلح الاعمال
ما شآء الله، موضوع قيم ورآئــع
بارك الله فيك وجزآك الله خيـــرا

 
توقيع Soumia hadj mohammed
رد: هكذا علمني الإسلام

الدعوة إلى الهدى أو الضلال

علمني الإسلام أن أكون داعيًا إلى الخير، ومتعاونًا مع المجتمع على البر والصلاح والتقوى، بالأسلوب الحسن والمعاملة الطيبة.


وإن جمع الناس على الخير وتذكيرهم به، وترسيخ قيمة بينهم، يكون في امتثالهم له وانضباطهم بالتربية الحسنة ثواب كبير للقائم به.


ولنذكر أن هداية امريء على يديك خبر لك من مشاريعك الدنيوية كلها، بل من الدنيا وما فيها.


وأن العكس هو عكس النتيجة، فإن بث الضلال، ونفث السموم، ونشر الفساد، وإشاعة الفاحشة، والدعوة إلى التفرقة والأفكار الهدامة، نتيجتها الهلاك والخسران.
 
رد: هكذا علمني الإسلام

النصيحة

علمني الإسلام أن أكون ناصحًا أمينًا، فإن المؤمنين كلهم إخوة لي، والأخ يشفق على أخيه، ويحرص على سلامته، ويتمنى له السعادة والتوفيق كما يتمنى لنفسه ذلك، وقد جاء في الحديث المتفق عليه: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
 
رد: هكذا علمني الإسلام

الأمر بالمعروف



علمني الإسلام أن أكون آمرًا بالمعروف، وهو كا ما عرف بالشرع والعقل حسنه، من أحكام وآدابٍ ومحاسن أخلاق، وأن أكون ناهيًا عن المنكر، وهو نقيض المعروف. وقد ذم الله الذين كفروا من بني إسرائيل بأنهم [FONT=&quot]}كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ[FONT=&quot]{[/FONT] [المائدة: 79].[/FONT]


ومجال هذا الأمرو اسع، يحوي جميع فئات المجتمع، فإن من المنكر ما يمكن إزالته باليد، وإلا فباللسان، وإلا فبالقلب، وهو أضعف الإيمان.


وعدم العمل به يعني تفشي المنكرات، واتساع رقعة الظلم والفساد في المجتمع والوطن، وهذا كله يؤدي إلى الانتقام الرباني.


وهذه المسؤولية منوطة بكثير من الناس، ولكنهم لا يأبهون بها، وخاصةً في الأسواق، والمستشفيات، والملاهي، والجامعات... وغيرها. فليحذر المسلم، وليفعل ما قدر عليه، أو ليتجنب مواقع المنكرات، ولا يجالس أصحابها.


ومن المنكرات الأحكام الدستورية المخالفة للشرع، والقوانين الوضعية المناهضة للدين، والممارسات القمعية والاستبدادية التي تمارس ضد الناس بدون خوفٍ ولا ردع، وإن الإعلان في التصدي لهذه الأمور وبيان فسادها من أفضل الجهاد، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وحسنه: «أفضل الجهاد كلمة عدلٍ عند سلطانٍ جائر».


وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم فيما روي بأسانيد صحيحة: «الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه، أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه».


وقد علمني الإسلام التوازن والمصداقية، فلا أكون متكلمًا بلا عمل، ولا آمرًا الناس بالبر وأنا مخالفه، فإن هذا إثم ومقت، وعليه عقوبة، ولن يأخذ الناس كلامي بجد إذا عرفوا أنني صاحب أقوال دون أفعال.
 
رد: هكذا علمني الإسلام

أداء الأمانة



علمني الإسلام أن أكون أمينًا، فإن الخيانة من صفات المنافقين، وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمين حتى بين كفار الجاهلية، وهذه الصفة كان لها أثر جميل في تقبل دعوة الإسلام وانتشارها، وكذلك اليوم، فإن هذه الصفة وغيرها من الأخلاق والآداب الحميدة تؤثر في جذب الناس إلى الإسلام، وتعطي مدلولًا واقعيًا لمبادئ الإسلام السمحة والعظيمة.
[FONT=&quot] [/FONT]
 
رد: هكذا علمني الإسلام

الظلم



علمني الإسلام أن الظلم حرام، وأنه لا يجوز الاعتداء على أي شخص بغير حق، سواء أكان مسلمًا أو غير مسلم، سواء في نفسه أو في ماله، وأن المسلم الحق هو «من سلم المسلمون من لسانه ويده» ما في الحديث الصحيح.


وإن الإسلام نفر من الظلم، وعده ذنبًا كبيرًا يحاسب عليه، حتى لو كان شيئًا قليلًا، وقد ورد في صحيح مسلم، أن صحابيًا استشهد، فذكر الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه أنه رأه في النار لأنه أخذ عباءة من الغنيمة قبل أن تقسم!


هذا في شهيد قدم روحه فداء للإسلام.. فكيف بموظفٍ يأخذ رشوة، وكيف بمن يضرب آخر أو يشتمه أو يرميه بجرم، أو يسفك دمع... وكيف بمن لا يعدل بين الناس ويخون الأمانة... وصور الظلم كثيرة ومنتشرة في هذا العصر خاصة، وفي بلاد المسلمين عامة...؟


وإن من أراد السلامة فليرد المظالم إلى أهلها، ولا يبقي شيئًا عنده لم يقتنه من حلال، أو ليتحلل من أصحابها قبل أن يختطفه الموت، فإن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب. وإن الحساب عسير يوم الحساب، إلا من سلم الله.
 
رد: هكذا علمني الإسلام

مراعاة حقوق المسلمين




علمني الإسلام أن أكون معظمًا لحرمات المسلمين، مقدرًا لحقوقهم، شفيقًا عليهم، رحيمًا بهم، مكرمًا لهم. وقد وصف الله نبيه في القرآن الكريم بأنه رؤوف رحيم بالمؤمنين. وكان كذلك صلى الله عليه وسلم، فكان يخفف من الصلاة إذا سمع بكاء صبي، وأمر الأئمة أن يخففوا من صلاتهم كذلك، رحمةً بالضعيف والسقيم والكبير وذي الحاجة.

ورسول الله صلى الله عليه وسلم لنا أسوة، فعلينا أن نكون كذلك، لا نظلم مسلمًا ولا نخونه، ولا نؤذيه في عرضه أو ماله، ولا نبغضه، ولا نحسده، ولا نترك نصرته.

ولا ننسى حقوقه، فنرد سلامه، ونزوره إذا مرض، ونتبع جنازته إذا مات، ونجيب دعوته، ونشمته إذا عطس، فنقول له: يرحمك الله... ويرد هو: يهديكم الله.

والذي ينبغي أن يحذر منه المسلم أشد الحذر، هو أن لا يحقر أخاه المسلم، فإن هذا صفة ذميمة، وخصلة معيبة في المجتمع المسلم، ومما يؤسف له أن تجد مثل هذا في الطبقات الدنيا من المجتمع، وبين الجاليات والأقليات المسلمة، ويكفي أن يوصف مثل هذا الشخص بأنه شرير، فقد قال رسول الله في الحديث الذي رواه الترمذي وحسنه: «بحسب امريءٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم».
 
رد: هكذا علمني الإسلام

المحافظة على أمن المجتمع



علمني الإسلام أن أكون عنصر خير في المجتمع الإسلامي، يحافظ على سريان الأمن والسلامة فيه، وينبذ الشائعات المغرضة التي تفكك المجتمع، وتبث فيه روح التفرقة والتخاذل وتمكن الغزو الفكري الخبيث منه، ولا أعطي مجالًا لأهل الأهواء والفساد والفواحش، بأن يتمكنوا من نشر الفاحشة، فإن لها عواقب سيئة على المجتمع السليم، وإن الله سبحانه يقول: [FONT=&quot]}إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ[FONT=&quot]{[/FONT] [النور: 19].[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
 
رد: هكذا علمني الإسلام

قضاء الحوائج



علمني الإسلام أن أكون متعاونًا وعنصرًا إيجابيًا في مجتمعي الإسلامي، فأساهم في قضاء حوائج المحتاجين ما قدرت عليه، وأخفف عنهم أحزانهم، وأبث فيهم روح الأمل، وأبين لهم فضيلة الصبر حى يكشف الله عنهم.


وفي حديث حسنٍ ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أحب الناس إلى الله أنفعهم لهم، «وإن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن: تكشف عنه كربًا، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا».


وإن قضاء الحوائج أفضل من العبادة، وقد ورد في الحديث نفسه: «ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة، أحب إلي من أن أعتكف شهرين في مسجد».


وإذا لم أقدر، أو ما كان الأمر بيدي، شفعت لأخي المسلم، فإن في ذلك أجرًا، وسعيًا إلى الخير، وإشاعةً للتعاون على البر والتقوى.
 
رد: هكذا علمني الإسلام

الإصلاح



علمني الإسلام أن أكون مصلحًا عادلًا بين الناس، فإن الله سبحانه وتعالى يقول: [FONT=&quot]}إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ[FONT=&quot]{[/FONT]. وإن النية الحسنة، والعقل السليم، والتخطيط المحكم، والشفقة على المسلمين، يبث فيهم روح التكافل والتضامن، وينبذ أسباب الخلاف والنزاع، فيعيش المجتمع في رباطٍ أخوي، بدل مخاصمات وأحقاد تسري بين أفراده وجماعاته.[/FONT]


وكم من صلحٍ أعاد أسرًا إلى عش الزوجية فعاش الأطفال في حنان الأم ورعاية الأب؟ وكم خلص عشائر وبلداناً من براثن النزاع والحروب فأمنت نفوسًا، وأطفأت شرًا كبيرًا؟ وكم أراح ضمائر كان قد تسلل إليها اليأس، وتمكنت منها الأمراض النفسية، فعاد إليها التوافق وعاشت هنية قادرة على العمل والعطاء بقوةٍ وصفاء؟


ولنتصور بعد ذلك أجر القائم بالصلح، الذي حقن دماءً، وصفى قلوبًا، وفجر ينابيع جديدة في المجتمع المسلم، من أجرٍ كبير، وثواب عظيم، ومكانةٍ عند الله!.

 
رد: هكذا علمني الإسلام

الاهتمام بضعفة المسلمين

علمني الإسلام ألا أهمش الضعفاء في المجتمع، فإن لهم شأنًا عند الله، وهم محتاجون إلى ملاحظةٍ ورعايةٍ دائمةٍ من قبل المسؤولين والجمعيات الخيرية وأهل الغنى واليسار، ليكون هناك توازن اجتماعي حقيقي في ساحة الأخوة الإسلامية، وليرحم الله الناس بهذا التواصل والتكاتف الاجتماعي.


وليعلم أن عامة أهل الجنة من المساكين، وأن الرجل العظيم السمين – يعني الشخصيات والوجوة الدنيوية – يأتي يوم القيامة «لا يزن عند الله جناح بعوضة» كما في الحديث المتفق عليه.


وإن إيذاء الضعفاء يسخط الرب ويجلب العقوبة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر، وكان قد قال كلامًا لبعض الصحابة الضعفاء [FONT=&quot]رضوان الله عليهم : «يا أبا بكر لعلك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك».[/FONT]


وقد قال أفضل الصلاة وأزكى السلام فيما رواه أبو داود بإسناد جيد: «إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم».


وندب الإسلام إلى معاملة اليتيم معاملة خاصة، فيها أروع صور الرحمة وأجمل صور الشفقة، وأن كافله وممولة يكون قريبًا من منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة، في حديث صحيح يعرفه أهل الخير خاصة، حتى قال أحد شراح الحديث رحمه الله: حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به، ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك.


وإذا كان أعلى وأسمى أعمال المسلم التي يبتغي بها الأجر الكبير عند ربه هو الجهاد في سبيله، فإن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بين في الحديث المتفق عليه أن «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله».


إن أجل وأروع وأهم التوصيات النبوية لأمته، فهل تنبهت لهذا وعملت به ليستقيم أمرها ويصلح شأنها، ويعيش أفرادها في محبةٍ ووئام، وحتى يرحمها الله، فإن رَحم رُحم؟.
 
رد: هكذا علمني الإسلام

الوصية بالنساء

والحقوق الزوجية




علمني الإسلام أن أحسن إلى النساء في كسوتهن وطعامهن، وأعاشرهن بالمعروف، والمرأة الصالحة كنز لا مثيل له في الدنيا، فهي عون للرجل، ومستشارة أمينة له، وأمان واطمئنان في البيت، ولبنة مباركة في المجتمع، وسند للوطن في إخراج تربويين وأبطالٍ مجاهدين...


وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أفضل الناس وأكرمهم هو أحسنهم وألطفهم مع النساء، حيث قال: «خياركم خياركم لنسائهم» في سنن الترمذي، وصححه.


وللزوجين حقوق يجب مراعاتها بين بعضهم البعض، وأمير الأسرة هو الرجل، لكنها مثله مسؤولة عما تحت يدها، وحذرها الإسلام من الغواية والضلال، وأنها فتنة وبلاء إذا خرجت عن حدود الإسلام، يكون لها آثار سلبية على الرجال والمجتمع عامة.
 
رد: هكذا علمني الإسلام

[FONT=&quot]الف شكراااا لكم [/FONT]
 
توقيع taleb2011
رد: هكذا علمني الإسلام

باآآركَ الله فيك وجزاآآاك الله خيرا
 
توقيع *فاطمة الزهرة*
رد: هكذا علمني الإسلام

الإنفاق على الأسرة والاهتمام بها وتوجيهها



علمني الإسلام أن أتدبر شؤون أسرتي، فأنا مسؤول عنها، فإذا تركتها غير مبال بها، فقد أخطأت وأثمت، حيث يقول صلى الله عليه وسلم كما رواه مسلم: «كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يقوت».


وقد ندبني الإسلام إلى العمل والنفقة على العيال خاصة، حيث الأجر الكبير، فإن الإنفاق على الأهل هو أعظم أجرًا من غيره، إنه بموازاة الإنفاق على الغزو في سبيل الله.


وليس الاهتمام بها من ناحية ماديةٍ فقط، بل من الجوانب الإيمانية والتربوية أيضا، فيجب على الأب والأم أمر الأولاد بطاعة الله تعالى، وإقامة الصلاة خاصة، ونهيهم عن الخروج عن نظام الإسلام، ومنعهم من ارتكاب المحرمات، وتأديبهم، ومتابعة سلوكهم خارج الدار، ليكونوا مسلمين عقلاء أسوياء، تتبين ملامح شخصيتهم الإسلامية من خلال أحاديثهم، وأصدقائهم، وتوجهاتهم.


ويأتي هذا الاهتمام والتأكيد لبناء أسرةٍ سليمة، تعتمد على نفسها، وتتعاون فيما بينها، ولا يكون أفرادها عالةً على المجتمع. فإذا استغنت وكفيت تفرغت للعلم والبناء، والتخطيط للمستقبل، وشاركت في نشاطات تربوية واجتماعية وماليةٍ يكون بها عمران البلاد... إنها الأساس الذي يشع منه أنوار المستقبل، وملامح القوة والتماسك، وبصلاحها ونظامها يكون الأمر كذلك.
 
رد: هكذا علمني الإسلام

الإنفاق المبارك




علمني الإسلام الإنفاق من أحب أموالي إلي، ومن جيده، فإن هذا يؤكد حب الإسلام وأهله، والتجاوب الكبير مع أفراد المجتمع الإسلامي والاهتمام بشؤونهم، وينزع حب المال والأنانية البغيضة من القلب. يقول الله تعالى: [FONT=&quot]}لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ[FONT=&quot]{[/FONT] ويقول [FONT=&quot]I[/FONT]: [FONT=&quot]}[/FONT]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ[FONT=&quot]{[/FONT] [البقرة: 267].[/FONT]
 
رد: هكذا علمني الإسلام

حق الجار



علمني الإسلام أن ألبي حقوق جيراني، وأوصاني بذلك، وأكد عليه مرارًا، فإن العلاقات الاجتماعية تبدأ معهم، فإذا صلحت كانت انطلاقةً مباركةً إلى بقية أفراد المجتمع. أسلم عليهم كلما رأيتهم، وأتبشش في وجوههم، وأتعاون معهم في تفقد أهل الحاجة منهم، وأندب معهم الصغار لتعلم القرآن الكريم والتربية الإسلامية في المساجد، وأشاركهم في أفراحهم وأتراحهم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما رواه الترمذي وهو صحيح: «خير الجيران عند الله خيرهم لجاره».


وبالمقابل حذر الإسلام من الجار غير الملتزم، الذي قد يتلبس بالشر فيؤذي أقرب الناس إليه وأكثرهم حقوقًا عليه فيخون ويغدر، وإن مثل هذا لا يدخل الجنة، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه». رواه مسلم.
والبوائق: الغوائل والشرور.
 
رد: هكذا علمني الإسلام

بر الوالدين وصلة الأرحام



علمني الإسلام أن أكون بارًا بوالدي، واصلًا لأهلي وأقربائي، فإن والدي ربياني صغيرًا، وتابعا مسيرة حياتي وأنا لا أقدر على الكلام، ولا أقدر أن أحفظ نفسي من أي مكروه وشملاني بعطفهما وحنانهما، وأنفقا علي، وعلماني، ونصحاني ووجهاني، حتى قدرت على خوض متطلبات الحياة، فلهما علي، وخاصة والدتي، حقوق يجب أن ألبيها، برًا بهما، وردًا لجميلهما، ووفاءً بعهد الله [FONT=&quot]}وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا[FONT=&quot]{[/FONT] [العنكبوت: 8] فهما أحق الناس بصحبتي واهتمامي، وأرجو من وراء ذلك بركة وتوفيقًا في الدنيا وأجرًا وثوابًا في الآخرة.[/FONT]


والدائرة الثانية في اهتمامي هي رحمي، أهلي وأقربائي، الذين يعدون أولى درجات المجتمع، وبتآلفهم وتماسكهم تكون لبنات البنيان محكمة، قوية وصلبة، وإن التقرب منهم والتعاون معهم والسؤال عنهم باستمرار يعد أحد المنافذ التي تؤدي إلى الجنة، وإن الإنفاق عليهم فيه أجر الصدقة وأجر صلة الرحم، وإن من وصل أقرباءه وذويه من رحمه وصله الله، ومن قطعهم قطعه الله، يعني من رحمته ومن الجنة.


وهذا جانب الترغيب في أدب الإسلام. أما الترهيب، فقد عد الإسلام عقوق الوالدين من أكبر الكبائر، كما في الحديث المتفق عليه: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟... الإشراك بالله، وعقوق الوالدين...». فانظر كيف قورن العقوق بالشرك الأكبرّ لأنه دليل على فساد الإنسان من الداخل، وبذلك يتوقع انفجار الشر منه، وتأذي من حوله به، فإن الذي يعق والديه خائن وغادر شرير، لا يؤمن جانبه من أذية آخرين، من الأهل والأصدقاء والمجتمع. وقد منع المرء من إلحاق أقل الأذى بالوالدين، حتى لو كانت كلمة فيها تضجر وتأفف، بل حتى نظرة حادة أو شزرة إلهما، والمطلوب هو القول الجميل والتقرب منهما والتذلل لهما، كما قال سبحانه وتعالى: [FONT=&quot]}فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا[FONT=&quot]{[/FONT] [الإسراء: 23 -24].[/FONT]


وفي جانب الترهيب من قطع صلة الرحم تهديد ووعيد شديد لا يأبه به كثير من المسلمين، على الرغم من خطورته، والسبب هو غلبة جانب العاطفة السلبية على المرء، أعني الحقد والضغينة والكراهية التي تملأ جوانب نفسه ضد أهل له وأقرباء، بحيث تطغى على جانب الطاعة والعبودية لرب العالمين، وهذا أمر لا يليق بالمؤمن الصحيح الإيمان، فإنه بادر إلى الطاعة والامتثال، ولا يجد في نفسه حرجًا من تطبيق أمر الله، لأنه فوق كل شيء، حتى فوق نفسه التي بين جنبيه.


إن الوعيد الشديد هو ما ورد في الحديث المتفق عليه من أن «الرحم معلقة بالعرش، تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله».


وقبل ذلك آية كريمة شديدة الوعيد، يمر عليها المسلم وقد لا يتنبه لمعناها، هي قوله تعالى: [FONT=&quot]}فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ[FONT=&quot]{[/FONT] [محمد: 22-23]. وعقب هذه الآية التي وردت في حديثٍ بصحيح البخاري: «فقال الله تعالى: من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعه».[/FONT]
وهذا تفسير لكلمات الآية، فإن اللعنة تعني الطرد من رحمه الله. نعوذ بالله من ذلك.
 
رد: هكذا علمني الإسلام

جوانب أخرى

من البر والصلة




علمني الإسلام أن أزيد من رقعة البر والإكرام، فضلًا عن الوالدين والأهل، كأصدقاء الأب، وصديقات الزوجة، وخدمة الأصحاب والأحباب، فإن هذا من البر والوفاء، وأجمل به أن يكون خلقًا يتحلى به أفراد خير أمة أخرجت للناس.


وانظر إلى بر هذا الصحابي الجليل ووفائه النادر، جرير بن عبد الله البجلي [FONT=&quot]، الذي لاحظ خدمة الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفانيهم في إكرامه، ومسارعتهم إلى ذلك، وإيثاره على أنفسهم وأولادهم، فتأثر بهذا الموقف كثيرًا. وانغرس في نفسه خدمة الأصحاب إلى أعمق الأعماق، وخرج مرة في سفرٍ مع أنس بن مالك، فكان يخدمه، فقال له أنس لا تفعل، فقال: إني قد رأيت الأنصار تصنع برسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا، آليت على نفسي أن لا أصحب أحدًا منهم إلا خدمته! وقد روى هذا الخبر البخاري ومسلم.[/FONT]


فأحرى بنا أن نكون أوفياء مكرمين لمن له فضل علينا، أو على والدينا، ولا ننسى ودهم وفضلهم، ليبقى هذا الخلق الرفيع فينا، ونكون جديرين بحياة الخلافة الحميدة.


احترام الناس

علمني الإسلام أن أوقر الكبار، وأحترم العلماء وأهل الفضل، وأقدمهم على غيرهم، وأرفع مجالسهم، وأظهر مرتبتهم، وإن الله يقول: [FONT=&quot]}هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ[FONT=&quot]{[/FONT] [الزمر: 9]، وصحح النووي قول عائشة رضي الله عنها: «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تنزل الناس منازلهم».[/FONT]


إنه أمر واقعي، وتوازن عقلي، ومطلب اجتماعي لا ينكر.


فاحترام العالم تبجيل للعلم، ورفع لمكانة أهله، وإشادة بالرأي والدليل، ورد لجميل أعلام نذروا أنفسهم للتربية والتعليم، وأناروا لنا دروب الحياة حتى لا نتخبط فيها...


وتوقير الكبير تكريس لأدب الإسلام في الأخذ بيد الضعيف، ومساعدة أهل الحاجة، وتقدير أهل الخبرة والوجاهة في المجتمع، والاعتراف بفضلهم في تزويدنا بالوصايا والحكم، وتربيتنا على التفكر والتريث، وهكذا بقية أفراد المجتمع الإسلامي، ممن يطلب منا رفع مكانتهم وتعظيم شأنهم.
 
رد: هكذا علمني الإسلام

بارك الله فيك و جعله في ميزان حساناتك
موضوع. ف القمة
 
العودة
Top Bottom