الشر

زاد الرحيل

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
14 جوان 2016
المشاركات
4,624
نقاط التفاعل
8,126
النقاط
996
محل الإقامة
الجزائر
الجنس
أنثى
من[FONT=&quot] أين يستمد الشرُّ سلطته التي تقوى كلَّ يوم أكثر فأكثر في العالم؟ من الجشع أم من التعصب، من الكره أم من الجبن؟ هذا العدو، الذي نعتقد أنه خارجنا، هو حيٌّ فينا، على ما يؤكد الفيلسوف الفرنسي المعاصر أندريه كونت سبونفيل.
[FONT=&quot]اعتاد الإنسان، على مرِّ العصور، فكرةَ الألم المتفشي في العالم من جراء العنف والظلم والبؤس. ولطالما اعتقد أن مصدر الألم تتسبب به مشاكل اجتماعية أكثر منها أخلاقية؛ كأن يلقي باللوم، مثلاً، على الرأسمالية في مسألة الظلم (ماركس)، أو على الكبت الذي يولد العنف (فرويد). فحلَّت السياسة مكان الأخلاق، وطبعت القرن العشرين بالشيوعية والنزعة النيتشوية الداعية إلى العيش والتفكير "ما وراء الخير والشر". [/FONT]
[FONT=&quot]اليوم، بعد سقوط المثاليات السياسية والإيديولوجية التي تسببت بخراب وموت كبيرين، يكتشف الإنسان مجددًا أن الشر موجود، ولا يقتصر على الأوهام أو على حوادث تاريخية معينة، بل يلتصق بجوهر الإنسانية. ينبِّه سبونفيل إلى أن الالتباس الحاصل اليوم في العالم بين السياسة والأخلاق كبير وخطير ويؤدي إلى التعصب بضمير مرتاح. [/FONT]
[FONT=&quot]الإجابة عن ماهية الشر لا تُحدَّد في سهولة. كان الفيلسوف الألماني لايبنتس يميِّز بين ثلاثة أنواع من الشرور: [/FONT]
1. [FONT=&quot]ميتافيزيقي، يكمن في عدم الكمال؛ [/FONT]
2. [FONT=&quot]فيزيقي، يكمن في الألم؛[/FONT]
3. [FONT=&quot]أخلاقي، يكمن في الخطيئة.[/FONT]
[FONT=&quot]والشر الأخلاقي هو الأكثر غموضًا وصِدامية. يحصر الفكر التقليدي الشرَّ الأخلاقي في مخالفة الله وأوامره. أما الفكر المعاصر فيُخرِج الشرَّ الأخلاقي من إطاره الديني ليحمِّله التجربة الإنسانية البحت ويحصره في نية أذى الآخر والمساس بحريته أو كرامته أو راحته ومنعه من تحقيق ذاته. [/FONT]
[FONT=&quot]من أين يأتي الشر؟ من الغرائز؟ من اللاوعي؟ لكن الغريزة الحيوانية بريئة، واللاوعي غير إرادي. هل ينحصر الشر المعنوي، إذن، في فعل الشرِّ الإرادي والواعي؟ وهل مبدأ "الشر من أجل الشر" موجود لدى الإنسان؟ حتى السادي لا يؤذي بغية الشر، بل في سبيل اللذة التي يجدها إيجابية. أما الأسباب التي دفعت هتلر إلى القيام بمجازره فلم تكن شريرة، بحسب اعتقاده، إنما كانت من أجل عظمة ألمانيا وتفوُّق العرق الآري وسلطته الخاصة. وينطبق الأمر على الذين يسمونهم "إرهابيين"، فيما هم يَقتُلون ويُقتَلون باسم الخير الأسمى. [/FONT]
[FONT=&quot]الله، الوطن، الثورة، السلطة، المال، اللذة – كلها قضايا يُحمِّلها الإنسان منطقه الخاص؛ وإذا تطرَّف فيها اصطدم مع الآخرين وألحق بهم الأذى. الشر الأخلاقي إنساني بحت، يرتدي عباءة الأنانية والضلال، أو الجشع والتعصب، الكره أو الجبن – وكلها عناصر تنحدر بالإنسان إلى مستوى أدنى بكثير من الحيوان. والطريقة المثلى لمحاربة الشرِّ هي في صفاء الرؤية والنبل والتسامح والتجرد والشجاعة والحب. "الأنانية أساس كلِّ شر"، بحسب الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط، وخاصة عندما تغرق الأنانية في الكره أو التعصب. أن نخوض المعركة ضد ذواتنا لنحارب الشرَّ أفضل من أن نخوضها ضد الآخرين – إلا إذا كانت دفاعًا عن النفس. [/FONT]
[FONT=&quot]طرح القديس أغسطينوس السؤال الآتي: "أين نجد القوة لإنقاذ ذواتنا عندما نكون خطأة ونحيا في عالم داخلي مرهون بكامله للشر؟" كان أغسطينوس يعتقد أن حرية الإنسان لا تستطيع إنقاذه لأنه منفصل طبيعيًّا عن الله منذ الخطيئة الأصلية، ودعا الإنسان إلى الخلاص قائلاً: "ابحث كما لو أنك ستجد، وإذا وجدت واصل البحث." أما القديس بولس فبشَّر باهتداء الإنسان من خلال ولادة جديدة وتحوُّل في الذات قائلاً: "... أي أن تقلعوا عن سيرتكم الأولى فتخلعوا الإنسان القديم الذي تفسده الشهوات الخادعة، وأن تتجدَّدوا بتجدُّد أذهانكم الروحي فتلبسوا الإنسان الجديد ..." [أفسس 4: 22-4]. حتى تجربة البوذا الجوهرية – وهي اليقظة – تكمن في الولادة الداخلية، حيث تتمزق غلالة الجهل، إما على نحو فجائي أو تدريجيًّا بواسطة إشراقات متتالية. تسمح تلك الولادات الداخلية، في رأي الكاتب الفرنسي فريدريك لونوار، بتخطِّي أوهام الأنا وفخاخها بالمصالحة العميقة مع ذواتنا والآخرين والعالم، مهما تكن المحن. [/FONT]
[FONT=&quot]ويبقى السؤال الملح الذي يطرح نفسه، يوميًّا وعمليًّا، في أنحاء العالم قاطبة: كيف نواجه جنون الحروب المتكررة والمتفجرة ضد الآخر "العدو" باسم الحق والأخلاق والإنسانية؟ هل يكفي التأمل والصلاة والتنوير على صعيد الأفراد لمواجهة جحافل الجهل والحقد والتعصب؟[/FONT]

[FONT=&quot][/FONT]


[/FONT]
 
رد: الشر

الله لا يذوقن طعمو....شكرا
 
رد: الشر


[FONT=&quot]قبل أن نخوض في هذا النقاش نذكر بأن :
الرادع للشر في النفس الإنسانية هو الإيمان بالله.
------
------
[/FONT]
[FONT=&quot]اعتاد الإنسان، على مرِّ العصور، فكرةَ الألم المتفشي في العالم من جراء العنف والظلم والبؤس. ولطالما اعتقد أن مصدر الألم تتسبب به مشاكل اجتماعية أكثر منها أخلاقية؛ كأن يلقي باللوم، مثلاً، على الرأسمالية في مسألة الظلم [/FONT][FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot]ماركس)، أو على الكبت الذي يولد العنف (فرويد). فحلَّت السياسة مكان الأخلاق، وطبعت القرن العشرين بالشيوعية والنزعة النيتشوية الداعية إلى العيش والتفكير "ما وراء الخير والشر[/FONT][FONT=&quot]". .....[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot]برأيي على العكس من ذلك .. ففي الحقيقة[/FONT] السياسة هي السبب الفعل[FONT=&quot]ي بشكل كبير جدا[/FONT] .. لأن حقيقة السياسة هي التسيير وفق شريعة ما ، و بالتالي إذا كان المنهج السياسي (الشريعة المتبعة) خاطئ فسيتفشّى الفساد العام (إقتصادي إجتماعي .. إلخ) و من ثَمَّ [FONT=&quot]يأتي[/FONT] الشر و الألم[/FONT][FONT=&quot].
فالتفسير الأصح هو أن المشاكل الإجتماعية و الأخلاقية هما دوما معا و يكون دوما أحدهما سببا في وجود الآخر، و كذلك كل منهما ملازم للآخر و هما نتيجة إتباع منهج سياسي و تشريعي خاطئ (مهما كانت صفته إشتراكي رأسمالي علماني ... إلخ، المهم خاطئ).

---
[/FONT]
[FONT=&quot]-----
[/QUOTE][/FONT]
[FONT=&quot]..... اليوم، بعد سقوط المثاليات السياسية والإيديولوجية التي تسببت بخراب وموت كبيرين، يكتشف الإنسان مجددًا أن الشر موجود، ولا يقتصر على الأوهام أو على حوادث تاريخية معينة، بل يلتصق بجوهر الإنسانية[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]ينبِّه سبونفيل إلى أن الالتباس الحاصل اليوم في العالم بين السياسة والأخلاق كبير وخطير ويؤدي إلى التعصب بضمير مرتاح[/FONT][FONT=&quot]. ....[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT][FONT=&quot]نعم صحيح الشر موجود بجوهر الإنسانية و لذلك شُرّع العقاب[/FONT][FONT=&quot]
لكن الحقيقة أنه لا إلتباس بين عالم السياسة (المنهج و الشريعة المتبعة) و عالم الأخلاق (شرّا و خيرا) بل بالعكس تماما العلاقة بينهما وطيدة جدا لدرجة أن أحدهما يعرّف بالآخر و ذلك حتّ عند عامة الناس ، فالأمر واضح و جلي جدّا [FONT=&quot]، و حتّى لا نت[FONT=&quot]بحّر في الموضوع بشكل فلسفي نعطي أمثلة ، الأرجنتين في عهد الإشتراكية (بالرغم من [FONT=&quot]أنها تشريع وضعي [FONT=&quot]ناقص و معيب جدا[FONT=&quot] مثلها مثل باقي التشريعات الوضعية) ك[FONT=&quot]انت تتمتع بإستقرار عام و الجريمة منخفضة جدا[FONT=&quot]، لكن بعد التحول السياسي المباغت و التغير في النمط الإقتصادي الذي تبعه و[FONT=&quot]قعت البلاد في أزمات حادة في كل المجالات (بما فيها الحالة الإجتماعية) و من ثمّ ظهرت سلوكيات و أوضاع أخلاقية منحرفة و فاسدة و بلغت الجريمة مستويات عالية (و هذ[FONT=&quot]ه شرور و آلام لم ت[FONT=&quot]كن من قبل و الآن[/FONT] نتجت عن التغير في المنهج السياسي) ... و هذا نفس ما مرّت به الجزائر بين مرحلة بومدين و الشاذلي ثم الكارثة الكبرى بعد ذلك[FONT=&quot].
[FONT=&quot]إذا و بالرغم من أن الشر ملتصق بالطبيعة الإنسانية إلا إننا مما سبق نستنتج أن التشريعات و النماذج السياسية المتبعة لها اليد الطولى في تقزيم أو تكبير حجم الشر و الألم في حياة الإنسان.[/FONT][/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]و حتّى لا نبتعد و لا ننسى أشير إلى نقطة جوهرية و هي أن أكبر شىء تغير في التحول السياسي و الت[FONT=&quot]شريعي بين المرحلتين هو الضربة القاصمة التي وجّهت إلى العدالة العامة بكل أنواعها خاصة [/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT]
[/FONT]
[FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot]ال[FONT=&quot]إقتصادية[/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot] و [/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot]الإجتماعية[/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot] بالدرجة الأولى ... و ذلك ه[FONT=&quot]و المعيار الذي يحفظ الأمم بح[FONT=&quot]ض[/FONT]ور[FONT=&quot]ه[/FONT] [FONT=&quot]أو يهلك الأمم بغي[FONT=&quot]ابه، ف[FONT=&quot]ال[/FONT]حقيقة ه[FONT=&quot]و أن غياب العدالة هو ما يؤدي إلى التعصب و الإجرام ب[FONT=&quot]ض[/FONT]مير مرتاح (و هذه النقطة واسعة التحليل بخصوص قضية الإجرام، لأن هناك إجرام تمّ تقنينه و شرعنته[FONT=&quot])[/FONT] [/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT] [/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT]
[/FONT]
[FONT=&quot]-----
-----
[/FONT]
[FONT=&quot].[FONT=&quot].....[/FONT][FONT=&quot]ويبقى السؤال الملح الذي يطرح نفسه، يوميًّا وعمليًّا، في أنحاء العالم قاطبة: كيف نواجه جنون الحروب المتكررة والمتفجرة ضد الآخر "العدو" باسم الحق والأخلاق والإنسانية؟ هل يكفي التأمل والصلاة والتنوير على صعيد الأفراد لمواجهة جحافل الجهل والحقد والتعصب؟[/FONT][/FONT]
ذكرني هذا بمقولة لأحد المفكرين أو أحد الفلاسفة لا أذكره .. لمّا قال :
إن الثمن الذي يدفعه الناس الخيرون بإنسحابهم و عدم أخذهم بزمام الأمور هو أن يحكمهم الأشرار
أرجو أنك فهمت قصدي من هذا ... فهذه الوضعية نعيشها في حياتنا اليومية أين يكون الصراع بين الشر و الخير حتّى في أتفه الأمور.
---
و في سياق الموضوع أبدي ملاحظتي عبر ما إطّلعت عليه من كتب تاريخية و أنثروبولوجية و إجتماعية و سياسية (كتب تتناول الجوانب العامة للأمم) إلى جانب التحليل المنطقي الذي يقوم به أي واحد مهتم بالموضوع . و هو أنني لاحظت أن بعض الأمم حقا ملتصق بها الألم و الشر عبر التاريخ بسبب إنتهاج عموم أفرادها لبعض السلوكيات الحمقاء و بعض الصفات الأخلاقية القبيحة التي لم تتغير عبر التاريخ و كأنها تنتقل جينيا عبر الأجيال عن طريق الكروموزومات .. و تلك السلوكيات و الأخلاق هي السبب المباشر في نكساتهم عبر التاريخ .. و هم اليوم كماضيهم برغم التغير المتسلسل لمناهجهم السياسية و التنظيمية .. (عجبا).
و هذا ما يدعم من ناحية مقولة أن الشر ملتصق بجوهر الإنسانية.
و يبقى هذا الموضوع واسع شاسع لا تلم به بضع صفحات.
---
و كما نعرف فإن الرادع للشر في النفس الإنسانية هو الإيمان بالله.

 
آخر تعديل:
رد: الشر


[FONT=&quot]قبل أن نخوض في هذا النقاش نذكر بأن :
[/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot]الرادع للشر في النفس الإنسانية هو الإيمان بالله[/FONT].[/FONT][FONT=&quot]
------
------
[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot]برأيي على العكس من ذلك .. ففي الحقيقة[/FONT] السياسة هي السبب الفعل[FONT=&quot]ي بشكل كبير جدا[/FONT] .. لأن حقيقة السياسة هي التسيير وفق شريعة ما ، و بالتالي إذا كان المنهج السياسي (الشريعة المتبعة) خاطئ فسيتفشّى الفساد العام (إقتصادي إجتماعي .. إلخ) و من ثَمَّ [FONT=&quot]يأتي[/FONT] الشر و الألم[/FONT][FONT=&quot].
فالتفسير الأصح هو أن المشاكل الإجتماعية و الأخلاقية هما دوما معا و يكون دوما أحدهما سببا في وجود الآخر، و كذلك كل منهما ملازم للآخر و هما نتيجة إتباع منهج سياسي و تشريعي خاطئ (مهما كانت صفته إشتراكي رأسمالي علماني ... إلخ، المهم خاطئ).

---
[/FONT]
[FONT=&quot]-----
[/FONT]


[FONT=&quot]
[/FONT][FONT=&quot]نعم صحيح الشر موجود بجوهر الإنسانية و لذلك شُرّع العقاب[/FONT][FONT=&quot]
لكن الحقيقة أنه لا إلتباس بين عالم السياسة (المنهج و الشريعة المتبعة) و عالم الأخلاق (شرّا و خيرا) بل بالعكس تماما العلاقة بينهما وطيدة جدا لدرجة أن أحدهما يعرّف بالآخر و ذلك حتّ عند عامة الناس ، فالأمر واضح و جلي جدّا [FONT=&quot]، و حتّى لا نت[FONT=&quot]بحّر في الموضوع بشكل فلسفي نعطي أمثلة ، الأرجنتين في عهد الإشتراكية (بالرغم من [FONT=&quot]أنها تشريع وضعي [FONT=&quot]ناقص و معيب جدا[FONT=&quot] مثلها مثل باقي التشريعات الوضعية) ك[FONT=&quot]انت تتمتع بإستقرار عام و الجريمة منخفضة جدا[FONT=&quot]، لكن بعد التحول السياسي المباغت و التغير في النمط الإقتصادي الذي تبعه و[FONT=&quot]قعت البلاد في أزمات حادة في كل المجالات (بما فيها الحالة الإجتماعية) و من ثمّ ظهرت سلوكيات و أوضاع أخلاقية منحرفة و فاسدة و بلغت الجريمة مستويات عالية (و هذ[FONT=&quot]ه شرور و آلام لم ت[FONT=&quot]كن من قبل و الآن[/FONT] نتجت عن التغير في المنهج السياسي) ... و هذا نفس ما مرّت به الجزائر بين مرحلة بومدين و الشاذلي ثم الكارثة الكبرى بعد ذلك[FONT=&quot].
[FONT=&quot]إذا و بالرغم من أن الشر ملتصق بالطبيعة الإنسانية إلا إننا مما سبق نستنتج أن التشريعات و النماذج السياسية المتبعة لها اليد الطولى في تقزيم أو تكبير حجم الشر و الألم في حياة الإنسان.[/FONT][/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]و حتّى لا نبتعد و لا ننسى أشير إلى نقطة جوهرية و هي أن أكبر شىء تغير في التحول السياسي و الت[FONT=&quot]شريعي بين المرحلتين هو الضربة القاصمة التي وجّهت إلى العدالة العامة بكل أنواعها خاصة [/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT]
[/FONT]
[FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot]ال[FONT=&quot]إقتصادية[/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot] و [/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot]الإجتماعية[/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot] بالدرجة الأولى ... و ذلك ه[FONT=&quot]و المعيار الذي يحفظ الأمم بح[FONT=&quot]ض[/FONT]ور[FONT=&quot]ه[/FONT] [FONT=&quot]أو يهلك الأمم بغي[FONT=&quot]ابه، ف[FONT=&quot]ال[/FONT]حقيقة ه[FONT=&quot]و أن غياب العدالة هو ما يؤدي إلى التعصب و الإجرام ب[FONT=&quot]ض[/FONT]مير مرتاح (و هذه النقطة واسعة التحليل بخصوص قضية الإجرام، لأن هناك إجرام تمّ تقنينه و شرعنته[FONT=&quot])[/FONT] [/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT] [/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT]
[/FONT]
[FONT=&quot]-----
-----
[/FONT]

ذكرني هذا بمقولة لأحد المفكرين أو أحد الفلاسفة لا أذكره .. لمّا قال :
إن الثمن الذي يدفعه الناس الخيرون بإنسحابهم و عدم أخذهم بزمام الأمور هو أن يحكمهم الأشرار
أرجو أنك فهمت قصدي من هذا ... فهذه الوضعية نعيشها في حياتنا اليومية أين يكون الصراع بين الشر و الخير حتّى في أتفه الأمور.
---
و في سياق الموضوع أبدي ملاحظتي عبر ما إطّلعت عليه من كتب تاريخية و أنثروبولوجية و إجتماعية و سياسية (كتب تتناول الجوانب العامة للأمم) إلى جانب التحليل المنطقي الذي يقوم به أي واحد مهتم بالموضوع . و هو أنني لاحظت أن بعض الأمم حقا ملتصق بها الألم و الشر عبر التاريخ بسبب إنتهاج عموم أفرادها لبعض السلوكيات الحمقاء و بعض الصفات الأخلاقية القبيحة التي لم تتغير عبر التاريخ و كأنها تنتقل جينيا عبر الأجيال عن طريق الكروموزومات .. و تلك السلوكيات و الأخلاق هي السبب المباشر في نكساتهم عبر التاريخ .. و هم اليوم كماضيهم برغم التغير المتسلسل لمناهجهم السياسية و التنظيمية .. (عجبا).
و هذا ما يدعم من ناحية مقولة أن الشر ملتصق بجوهر الإنسانية.
و يبقى هذا الموضوع واسع شاسع لا تلم به بضع صفحات.
---
و كما نعرف فإن الرادع للشر في النفس الإنسانية هو الإيمان بالله.



اشكرك على هذه المشاركة القيمة التي لا استطيع مجادلتك
اوافقك ان
[FONT=&quot]الرادع للشر في النفس الإنسانية هو الإيمان بالله
[FONT=&quot]لكن يبقى لي رأي شخصي ان الشر [FONT=&quot]عبارة عن مرض يصيب الانسان مه[FONT=&quot]ما وفرت له من ظروف بعيدا عن الس[FONT=&quot]ياسة لا يشعر بقيمة ماوفرت له و ما ي[FONT=&quot]متلك و لا [FONT=&quot]ير[FONT=&quot]ى المتعة ال[FONT=&quot]ا في الشر و الانتقام و كأنه خلق ل[FONT=&quot]أداء رسالة الشر لا أكثر
[FONT=&quot]كنوز الدنيا لا[FONT=&quot] تردعهم[FONT=&quot] و الايمان يستطيع الوصول لقلبهم حتى لو قرأت عليهم 60 حزبا و اصطحبتهم الى المسجد كل يوم [/FONT][/FONT][/FONT]
[/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT]
[/FONT]
[/FONT]
 
آخر تعديل:
رد: الشر

اشكرك على هذه المشاركة القيمة التي لا استطيع مجادلتك
اوافقك ان [FONT=&quot]الرادع للشر في النفس الإنسانية هو الإيمان بالله [/FONT]
[FONT=&quot] [FONT=&quot]لكن يبقى لي رأي شخصي ان الشر [FONT=&quot]عبارة عن مرض يصيب الانسان مه[FONT=&quot]ما وفرت له من ظروف بعيدا عن الس[FONT=&quot]ياسة لا يشعر بقيمة ماوفرت له و ما ي[FONT=&quot]متلك و لا [FONT=&quot]ير[FONT=&quot]ى المتعة ال[FONT=&quot]ا في الشر و الانتقام و كأنه خلق ل[FONT=&quot]أداء رسالة الشر لا أكثر [/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT]
[FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot] [FONT=&quot]كنوز الدنيا لا[FONT=&quot] تردعهم[FONT=&quot] و الايمان يستطيع الوصول لقلبهم حتى لو قرأت عليهم 60 حزبا و اصطحبتهم الى المسجد كل يوم [/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT][/FONT]

----
تماما هذه هي النقطة المؤسفة التي نعيشها يوميا في محيطنا .. هذه النقطة التي لم أرد التطرق إليها مباشرة حيث لمحت إليها فقط في آخر مشاركتي السابقة، و لكنك أبديتها و أنت محقة جدّا فيها
..
سأحكي جزء من التاريخ ..
في القرن السادس عشر، لما كان الإسبان يمارسون غزوهم و إحتلالهم لبعض سواحل الجزائر هم لم يكونوا في الحقيقة إلاّ بضع مئات من الجنود أغلبهم مرتزقة و قراصنة لا هدف لهم غير النهب و السلب .. الأمر القبيح أن من كانوا بالمناطق الداخلية من قبائل و أعراش لم يهبوا لمساعدة إخوانهم في الساحل و بقوا يتفرجون عليهم خانعين و كأن الأمر لا يهمهم حتّى سإم أهل الساحل و إستعانوا بمجموعة قليلة من الأتراك هبّت للنجدة و بعد طرد الإسبان مكثوا هنا و وطّدوا نفوذ دولتهم مع الوقت حتّى أصبح كل التل الساحل و التل و الهضاب و بوابة الصحراء تحت يدهم فعاثوا فينا طغيانا و جباية و إرهاقا بالضرائب لمدة 300 سنة دون ترك مآثر أو حظارة أو تعليم أو تنظيم لا إداري و لا عسكري و لا سياسي .. ثم في آخر المطاف باعونا للإستدمار الفرنسي و الباقي معروف ..
نفس المراحل و نفس الخطوات و نفس الحيثيات في عهد الإحتلال الروماني الغاشم الذي داس علينا لـ أكثر من 400 سنة
--
تاريخنا مليء بالآلام بسبب شرورنا التي هي جزء لا يتجزأ من أخلاقنا . و أكبر شرورنا التي هي نفسها أبشع أخلاقنا : هي
التخاذل في ما بيننا
و هذه الصفة في تحليلها هي تنطوي على شر عظيم جدّا يأتي بسببه كل الشرور التي يمكن تخيلهخا و التي لا يمكن تخيلها، فليس هناك ما أهلكنا أكثر من هذا الخلق الذي لا حدّ له في القبح، و يكفي أن نتذكّر قول رسول الله صلّى الله عليه و سلم ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى ها هنا" ويشير إلى صدره ثلاث مرات "بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه"
 
رد: الشر



----
تماما هذه هي النقطة المؤسفة التي نعيشها يوميا في محيطنا .. هذه النقطة التي لم أرد التطرق إليها مباشرة حيث لمحت إليها فقط في آخر مشاركتي السابقة، و لكنك أبديتها و أنت محقة جدّا فيها
..
سأحكي جزء من التاريخ ..
في القرن السادس عشر، لما كان الإسبان يمارسون غزوهم و إحتلالهم لبعض سواحل الجزائر هم لم يكونوا في الحقيقة إلاّ بضع مئات من الجنود أغلبهم مرتزقة و قراصنة لا هدف لهم غير النهب و السلب .. الأمر القبيح أن من كانوا بالمناطق الداخلية من قبائل و أعراش لم يهبوا لمساعدة إخوانهم في الساحل و بقوا يتفرجون عليهم خانعين و كأن الأمر لا يهمهم حتّى سإم أهل الساحل و إستعانوا بمجموعة قليلة من الأتراك هبّت للنجدة و بعد طرد الإسبان مكثوا هنا و وطّدوا نفوذ دولتهم مع الوقت حتّى أصبح كل التل الساحل و التل و الهضاب و بوابة الصحراء تحت يدهم فعاثوا فينا طغيانا و جباية و إرهاقا بالضرائب لمدة 300 سنة دون ترك مآثر أو حظارة أو تعليم أو تنظيم لا إداري و لا عسكري و لا سياسي .. ثم في آخر المطاف باعونا للإستدمار الفرنسي و الباقي معروف ..
نفس المراحل و نفس الخطوات و نفس الحيثيات في عهد الإحتلال الروماني الغاشم الذي داس علينا لـ أكثر من 400 سنة
--
تاريخنا مليء بالآلام بسبب شرورنا التي هي جزء لا يتجزأ من أخلاقنا . و أكبر شرورنا التي هي نفسها أبشع أخلاقنا : هي
التخاذل في ما بيننا
و هذه الصفة في تحليلها هي تنطوي على شر عظيم جدّا يأتي بسببه كل الشرور التي يمكن تخيلهخا و التي لا يمكن تخيلها، فليس هناك ما أهلكنا أكثر من هذا الخلق الذي لا حدّ له في القبح، و يكفي أن نتذكّر قول رسول الله صلّى الله عليه و سلم ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى ها هنا" ويشير إلى صدره ثلاث مرات "بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه"


مشاركتك قيمة جدا و ثرية بمعلومات تاريخية غفل عليها معظمنا
و الشر هو وليد الحسد و البغض و نتيجة حتمية له و العياذ بالله
الف شكر لك

 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top