بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
لقد ردَّ ابن تيمية رحمه الله على اليهود والنصارى
كما في كتابه {الرد على اليهود والنصارى} ورد على النصارى في كتابه {الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح} وفي كتابه {اقتضاء الصراط المستقيم ومخالفة اصحاب الجحيم} وغيرها ،ففند كفرهم وبين ضلالهم وانحرافهم وكذبهم على الله رب العالمين ،وتحريفهم للكتب المنزلة عليهم وقولهم في عيسى عليه السلام غير الحق ،فابطل دعواهم وكل مابنوه حتى صيره اطلال.!
وردَّ رحمه الله على الفلاسفة والمناطقة والمتكلمة في كتابه الشهير {درء تعارض العقل والنقل } فنِّد فيه مقولة تعارض الدين والعقل أو الدين والعلم ويُثبت بالدليل والبرهان أن هذا التعارض هو تعارض غير حقيقي.
وردَّ على الشيعة في كتابه العظيم { منهاج السنة النبويةفي نقض كلام الشيعة القدرية }،ففنَّد فيه أدلة آيات وسادة وملالي الشيعة بأسلوب عقلاني صرف لأنه يعلم يقيناً أن القوم قد يحتجون عليه إنْ استدل بالكتاب والسنة بأنهم لا يؤمنون بصحة هذا الكتاب وهذه السُنَّة لذا فهو يحاكمهم إلى العقل. ولهذا كانت ردوده وحججه وبراهينه في هذا الكتاب علمية وعقلانية ومنطقية صرفة .
وردَّ رحمه الله ،على الصوفية الخرافية في كتابه الشهيرالماتع {الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان}،ففنَّد فيه تخاريف كبار المتصوفة وأفكارهم حول الاتحاد ووحدة الوجود والطواف بالقبور والتمسح والتبرك بها ودعاء أصحابها والاستغاثة بهم والحضرات والموالد وما يحصل فيها من تجاوزات يُراد تمريرها من لدن السدنة والأوصياء على الأضرحة والقبور بصفتها من الدين .
ورد على كل الطوائف الضالة المبتدعة ،من الاشاعرة والمعتزلة والكلابية والماتريدية وغيرها في كتبها كلها {العقيدة الواسطية والحموية والتدمرية والرد على الجهمية وغيرها } فنصر مذهب السلف في الاسماء والصفات ورد على اهل التعطيل والتمثيل والتشبيه والتكييف ونفاة الاسماء والصفات ففند ضلالهم بالادلة الشرعية من الكتاب والسنة وفهم سلف الامة .
وردّ حتى على الائمة الاعلام والحفاظ وفقهاء الاسلام من أئمة المذاهب في اخطائهم واختلافاتهم وأرائهم الفقهية حتى لا يقلدهم الجهلة المتعصبين للمذاهب .! في كتابه (رفع الملام عن الأئمة الاعلام) باسلوب قيم واحترام للائمة والفقهاء ،بين من خلاله وجوب تقديم ما صح به الكتاب والسنَّة على أقوال الأئمة , وأن ذلك هو مقتضى قولنا أن محمداً رسول الله , فلا متبوع بحق إلا محمد صلى الله عليه وآله وسلم , ولا يجوز تقديم قول عالم أو إمام كائناً من كان على ما صح ثبوتاً ودلالة من أقوال النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
بل رد شيخ الاسلام حتى على النحاة واللغويين واستدرك على امامهم سيبويه أكثر من ثمانين موضعا .!
وقال لابو حيان لما صحح له خطا عندما مدحه بشعر ،فقال أبو حيّان ان سيبويه يقول هذا.!
فقال له شيخ الاسلام وهل سيبويه نبي النحو.!؟
لقد أخطأ سيبويه في كتابه في ثمانين موضعاً لا تعرفها انت ولا سيبويه.!
وعرف قدر وعلو منزلة شيخ الاسلام القاصي والداني والاصدقاء والاعداء...بل ان خصومه ليشهدون انه اعلم اهل الارض في زمنه.!
وكانوا يحضرون مجالسه ليتعلموا مذاهبهم فهو اعلم منهم هم انفسهم بمذاهبهم.!
كل هؤلاء لم يستطيعوا ان يردوا على شيخ الاسلام ولا ان يناظروه ويظهروا عليه ،وقد عقدوا له المؤتمرات واقاموا المناظرات وجمعوا له كل شيوخ وعلماء الضلال والخرافات، بحضرت الملوك والامراء ،فنصره الله عليهم واظهر به الدين والمنهج السلفي القويم ،فلم يقدروا الا على سجنه حتى مات رحمه الله رحمة واسعة
ثم يأتي في آخر الزمان من لايحسن حتى تقويم اللسان كي يرد على شيخ الاسلام .!؟
رحم الله ابن الأثير....فيا ليت أمي لم تلدني ، وياليتني مت قبل حدوثها وكنت نسياً منسياً.!
اللهم من أرادنا وديننا وبلادنا بسوء فأشغله بنفسه، ورد كيده في نحره،واجعل تدبيره تدميرًا له يارب العالمين... آمين.
كتبه أبو أحمد مراد الجيجلي.
