السلام عليكم
ما نفكر به ونصوره في عقلنا له تأثير قوي على الطريقة التي نعيش فيها حياتنا، فما يؤمن به العقل الباطن ينعكس على حياة المرء، فالإنسان الذي يؤمن بأنه سوف يمرض فإنه سيمرض، ومن يؤمن بأنه يحيا حياة صحية فإنه حتما لن يمرض كثيرا.
ما نفكر به ونصوره في عقلنا له تأثير قوي على الطريقة التي نعيش فيها حياتنا، فما يؤمن به العقل الباطن ينعكس على حياة المرء، فالإنسان الذي يؤمن بأنه سوف يمرض فإنه سيمرض، ومن يؤمن بأنه يحيا حياة صحية فإنه حتما لن يمرض كثيرا.
- ومنذ مدة طويلة وعلماء النفس يعكفون على دراسة العوامل النفسية على النظام المناعي للإنسان وكيف تؤثر الأفكار والمشاعر والاتصال مع الآخرين على عمل الدماغ، وكذلك على النظام المناعي بداخل جسم الإنسان.
فالدماغ يرسل رسائل الى النهايات العصبية لجميع أعضاء الجسم، وهذه حقيقة تجعل العلماء يتأكدون أن كل ما نفكر به سينعكس حتما على أداء الجسد.
لذلك على الإنسان الاستفادة من هذه الحقائق لإعادة برمجة العقل لكي يفكر بكل ما هو إيجابي ليتحلى بالصحة والسعادة، ويعتقد العلماء أن التخيل قد يساعد المرضى على الشفاء لأنه يحفز الشفاء بتنشيط الجانب الأيمن من الدماغ -وهو الحانب المسؤول عن العواطف والإبداع.
ويعمل الجهاز العصبي لدى الفرد بطريقة خارجة على إرادته في اثنين من المجالات؛ هما المجال السمبتاوي، المتجانسة، الذي يجلب الاسترخاء للفرد والمجال المتعاطف الذي يجعل المرء إما أن يحارب المواقف أو يهرب منها. ومن خلال الاسترخاء والتخيل، تصبح منطقة السمبتاوي أكثر هيمنة، وكنتيجة يصبح الإنسان صحيا أكثر بسبب استرخاء عضلاته وتباطؤ نبضات القلب لديه، كما أن التنفس يصبح أكثر انتظاما ويبدأ الجهاز الهضمي العمل بكفاءة أكبر، وهذا ما لا يحدث عندما يكون الإنسان في حالة قلق مستمرة.
كما أن طاقات الجسم الذاتية الخاصة التي تعمل على الشفاء من الأمراض تصبح أكثر كفاءة على العمل عندما يكون المرء مسترخيا، وهذا السبب الذي يدفع العلماء الى استخدام أسلوب التخيل بالتزامن مع تقنيات وتمرينات الاسترخاء.
عندما يكون المرء متوترا، يمكن للتخيل أن ينقله الى عالم من الاسترخاء العميق، وهذا، في حد ذاته، هو علاج ناجع والتخيل يتعلق بالجلوس في مكان هادئ، مرة أو مرتين في اليوم، وتشكيل صورة في الذهن حول الشيء الذي يرغبه المرء سواء الحصول على الصحة المطلوبة أو تخيل الحصول على حياة أفضل.
وإذا تخيل المرء أنه حصل على وظيفة أحلامه واستطاع تخيل نفسه فعلا في هذه الوطيفة فلن يطول المرء حتى يعيشها حقيقة. هذا لأن المرء سوف يبدأ في كثير من الأحيان إلى اتخاذ خطوات من أجل ذلك، والعقل يكون قد شاهدا نتيجة وصولك الى هذا العمل في الخيال فيعرف أهمية الجسد. وكذلك إذا تخيل المرء أن صحته جيدة وخالية من الأمراض ولديه الكثير من الطاقة ويرى نفسه يقوم بالأعمال التي حرم منها، فإنه على الأرجح سوف يتحسن ويشعر بالصحة. وغالبا يمكن لمرضى السرطان الاستفادة من هذه التقنية لتقوية جهاز المناعة لديهم، ومن أجل الشعور بحال أفضل ويمكن أيضا حتى التغلب على المرض.
إن الاتصال بين العقل والجسم يتحسن مع التخيل، ويمكن للمرء مع ممارسة هذه العادة أن يمتلك مهارة تصحيح ذاته قبل البدء بالكلام أو التصرف، بالتالي يجنب نفسه الوقوع في الخطأ. وهذا بحسب الطبيب النفسي اندرو ماثيوز مؤلف كتاب "أن تكون سعيدا"، ويضيف "في كثير من المرات يشعر المرء مثلا أنه سيمرض بالانفلونزا أو يقول في ذاته يبدو أني سوف أصاب بالعدوى من مرض ما ليجد نفسه في الفراش لمدة أسبوعين من المرض ذاته". ويجب على المرء أن يعتاد دائما أن يتخيل التخيلات السعيدة الإيجابية ويحافظ على ذلك كي لا يقع في خطر الأخطاء والأمراض والمصائب.
ويجب أن يركز المرء على كل ما هو جيد وإيجابي في حياته، ويجب أن يسأل المرء ذاته هل يرى الكأس نصف فارغ أم نصف ملآن لكي يتعود المرء على التفكير بإيجابية.
كما يجب على المرء التركيز على ما يريده في الحياة وأن يكتب ما الذي يريده في حياته وماذا يريد أن يصبح وما الذي يجب أن يحصل عليه، ويجب عليه أن يعود نفسه على التخيل واستخدامه بطريقة إيجابية كلما سنحت له الفرصة سواء بأحلام اليقظة أو قبل النوم وأن يحاول المرء أن يكون مبدعا وخلاقا في التخيل ليصبح واقعه مزدهرا وسعيدا.
