طارق ابن زياد ( جَادَكَ الغَيثُ إذا الغيثُ هَمَى )

بسم الله الرحمن الرحيم

الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أما بعد قصة اليوم : #طارق ابن زياد
من كتاب : جهاد التراني - مائة من عظماء أمة الإسلام غيرو مجرى التاريخ
(( أدركنا يا لوذريق ... فإنه قد نزل علينا قوم لا ندري أهم من اهل الأرض أم من أهل السماء ))
( قائد القوات القوطية )
- لله در بلاد الجزائر كم أخرجت من عظيم لهذه الأمة ، فعظيمنا الآن هو فاتح إسلامي خرج من صحراء هذه الأرض العظيمة التي دأبت على تخرج الأبطال وكأنها مدرسة للثوار ، فبطلنا هو طارق ابن زياد فاتح الأندلس العظيم . والحقيقة ان الحديث عن الأندلس لهو حديث طويلفي سرده ، غزير في أحداثه ، شجي في ذكرياته ، يمتد إلى ما يزيد عن 800 سنة في تاريخ أمة محمد صلى الله عليهوسلم ، أي أكثر من نصفها ن لذلك سوف أتطرق إلى قصة الأندلس تباعا في هذا الكتاب إن شاء الله ، لا من أجل البكاء على اللبن المسكوب ، فليس ذلك ما أرمي إليه ، ولكنني أحس أن تاريخ الأندلس كقصة صود وهبوط متكررة خلال ثمانية قرون أو يزيد من حكم المسلمين يجسد خير مثال يمكن أن يوضح لشباب هذه الأمة أسباب الصعود وأساب الإنحدار ، غمن حكمة الله سبحانه وتعالى أن جعل سنته في الأرض ثابتة لا تتغير ، فإذا ما درسنا أساب صعود المسلمين وإنتصاراتهم في فترة من الفترات ثم عملنا بها ، فإننا حتما سنصعد وننتصر ، وإذا ما درسنا أساب الهزيمة والانحدار تجنبناها..... وهكذا . ثم إن قصة الحضارة الاسلامية في الأندلس لهي قصة فريدة من نوعها ، لم تعرف البشرية مثلها من رقي وعلم وإزدهار وتسامح بين الشعوب والأديان ، حتى من وجهة النظر الغربية .
وقبل ا ندرس حكاية هذا البطل العظيم أو نحكي حكاية الأندلس هناك نقطة وجب طرحها : لماذا قطع العرب المسلمون آلاف الأميال من صحراء جزيرتهم للوصول إلى أراضي شعوب أخرى كالبربر والفرس والروم ؟ أليس ذلك نوع من الاحتلال لأراضي الغير ؟
الحقيقة أن هذا لاسؤال قد يثير الريبة لدىالبعض ، وقد يذهب البعض إلى مقارنة الفتوحات الإسلامية بالاستخراب الأوربي في القرنين التاسع عشر والعشرون ، والواقع أنه ليس هناك وجه للمقارنة في ذلك ، فالمطلع على تاريخ الحروب منذ أيام الإسكندر المقدوني مرورا بغزوات الرومان والمغول وحتى الحروب الحديثة من نابليونإلى هتلر يجد أن هدف الجيوسذش على مر التاريخ لا يخرج عن ثلاثة ، فإما الامتداد الجغرافي والاقتصادي كحال الإمبراطورية الرومانية ( لإمبراطورية إكتسحت ثلاث قارات ) ، أو السيطرة والهيمنة الفكرية كحالة أمريكا مثلا ( نشر المثل الأمريكية في العالم ) ، أو حتى اللاهدف أو العبثية كحالة التتار والمغول ( لم يكن للتار أي هدف في حروبهم ) . أما في حالة الميلمين فقد كان الوضع مختلفا بالكلية ، فكانت الحروب الإسلامية استثناء لهذه القاعدة الثلاثية الأبعاد ، فقد كان للمسلمين هدف واحد فقط ، تبليغ رسالة محمد صلى الله عليه وسلم لكل البشر في كل أصقاع الأرض . وهنا يعلق البعض : لماذا حارب المسلمون ودمروا الإمبراطوريات المختلفة ولم يكتفوا بالتبليغ فقط من دون حروب ؟ والإجابة عي أن هذا بالفعل ما فعله المسلمون في البداية ، فلقد أرسل المسلمون الرسل تلو الرسل إلى حكام الأرض فقتلوهم قبل أن تصل رسالة افسلام إلى شعوبهم ، فرسالة الإسلام بما تحمله من أفكار تساوي بين البشر تتعارض بالضرورة مع شريعة الملوك الطبيقية التي تستعبد الشعوب وتضطهد الفقراء ، فمن الطبيعي أن يمنع هؤلاء شعوبهم من أن يعرفوا شيئا عن الإسلام بما يحمله ن خطورة على عروشهم ، فوالله ما أخرجنا الجيوش إلا بعد قتل الرسل والدعاة ، أما في حالة إتاحة الحرية للرسل والدعاة ليبلغو دعوة محمد صلى الله عليه وسلم لللإنسانية فإنه لم يرفع سيف واحد هناك ، ولعل أندونيسيا أكبر دولة إسلامية أكبر مثال على ذلك . ولكن إن ان الهدف من فتوحات هونشر الإسلام فلماذا لا نجد وجودا للمسلمين في الأندلس أي من سكان إسبانيا والبرتغال الآن ؟ وغلإجابة على ذلك أن أغلبية المسلمين في الأندلس ( إسبانيا والبرتغال ) كانو أصلا من سكان الأصليين الذين اعتنقوا الإسلام وليس كما يظن البعض أنهم من المهاجرين العرب والبربر ، ولكن هؤلاء المسلمين إما رحلو من ديارهم أو قتلو في محاكم التفتيش ( كما سنرى في طيات هذا العمل لاحقا ) . أما السر الخفي في فتح المسلمين للأندلس والذي قد يعجب منه الكثيرون ، أن الأندلس كانت بالفعل أرضا إسلامية لعشرات السنين حتى قبل أن يولد طارق بن زياد نفسه !بل الأندلس كانت دولة اسلامية مستقلة حتى 20 عاما قبل بعثة رسول الله !! ومن أراد معرفة ذلك السر الدفين ، فعليه أن ينتظر قليلا في هذا الكتاب ، حتى يأتي ذكر عظيم آخر من عظماء أمة الإسلام المائة يقل له .... ( آريوس ) !
يتبع ...
 
2253541_max.jpg
 
بورك فيكما اخوتي وجزاكم الله كل خير
 
بارك الله فيك اخي في انتظار القصة القادمة
 
بارك الله فيك اخي في انتظار القصة القادمة
وفيك بارك الرحمان
ان شاء الله انتظرو القصة القادمة لهذا البطل وكذا السر وراء الاندلس
 
تسلم اخي الكريم
وصح فطورك
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top