فاطم وحارة ابو حسن بقلمي

ايمان اصبيح

:: عضو مُتميز ::
إنضم
27 فيفري 2014
المشاركات
551
نقاط التفاعل
172
النقاط
19
محل الإقامة
اربد - الاردن
فاطم وحارة ابو حسن


كانت فاطم تفرش في الصيف صحن الدار
عندها ابو حسن وسالم وإخوانها الصغار
تحت التين يلعب القط مع الفار
كلهم فرحون الاّ سالم عابس ومنهار
سببه فتاة رسمت على مليون دار
الكل يركض كأنهم أصابهم خزي وعار
الحارة وسالم مثل الهر بين الابقار
يرمون الحجارة على مسطاح سالم بأنه ظالم وقهار
****
عاد السكون على حارة كادت تتكسر كالفخار
تناسوا الأمرلفترة صار العبيد منهم أحرار
حتى جاء الشتاء ولملم ما بعثره الصغار
فاطم ذو العيون الزرقاء تخلط الزيت مع البهار
كثيرة النسيان في الكنس خاصة عند قتل الصرصار
تضعه جانبا على حاشية المطبخ وعتبة الدار
يجيء ابو حسن معه عصا قد قصّها من الاشجار
ليضرب من وجده جالس في صحن الدار
هكذا ابو حسن وبنته وسالم الخواف من الفار
****
ابو حسن يهوى النساء بجمالهن وخاصة ام نوّار
عند العشاء يتسامر ويقرش معها الخيار
وابنه سالم يهوي الوحدة والتفكر ببنت الجار
ويضرب من قطع وحدته وكشف عنه الاسرار
فاطم وفمها بالطعام دوّار
تسّرح شعرها وتغمز ابن جارهم بشار
وست البيت ام حسن سمّاها ابو حسن عجوز ايّار
كثرة عبسها وقهرها من جارتها أم نوار
وحسن يلعب مع بنت الخال نمّار
لعبة المخبول هي لعبة المتسول الفرّار
****
تمّ العرس وفرحت الحارة واهتزت الرمال والأحجار
ضحكت وأكلت أناس وزغردت الأثغار
هو عرس بين فاطم وبشار
وبين حسن وابنة خالهم نمّار
ظهر الغضب من سالم وأمه طفشوا الى بلاد كثيرة الأسفار
وترعرع ابو حسن مع ام نوّار
وتمّ العرس لهما وقرش الخيار
****
فتح الصباح صفحته بمفتاح الربيع المنوار
تثاءب الهواء والشمس وذرات الغبار
وعلت اصوات مستغيثة بالله الواحد القهار
وتحطمت امال حسن امام زوجته نمّار
بأنها تكبّ الخبز والزيت كل نهار
وقال لها مرة يا ستي مش قادر اطعم فمك الثرثار
ويا ريت كنت عازب واعمى ولا دخلت هالدار
مضى الليل جاء بشّار يشكو أخته اللي بتغار
عليه من نسمة هوا على زوجها بشّار
اللي صارت ما تحب تدّخل هرة من هواها النار
****
ابو حسن يأس من الدنيا وما فيها من الأحقار
بأن زوجته سرقت ما في معه وما في الدار
وهربت مع جارهم سعيد راعي الابقار
وتركت عنده شبشبه التي اشترته عجوز ايّار
وتحسر على ام حسن بأنها وردة الدار
وذهب الى حسن ليسكن مع نمّار
غضبت منه ولم تحسن له حسن الجوار
فخرج ذليلا من بيتها يلعن النهار
****
ذهب الى بيت فاطمة اللي صارت رجل الدار
وصنعت من ابيها خادم ليلا ونهار
وتمنى لو يموت ويغفر ذنبه الواحد القهار
لتواري جسده أناس لم تعرف حبها الشديد للدينار
مضى الزمان ورجع سالم الى الارض والديار
عشق الشجر والطير والتراب والأنهار
بحث عن ابيه في كل مكان وسأل الاطيار
أين أبي ؟..أين أبي ؟ قالت إنه في بيت أم نوّار
بعده فرسخين وعدة امتار
ذهب الى أخته وجدها طالق من زوجها بشار
رجعت فاطم وسالم يبكون من لئم الزمن الغدار
آملين ان ترجع حياتهم ملؤها حب وافتخار
بقلمي
إيمان صبيح
الجمعة 2014/11/14
 
جميل ماخطته أناملك لي عودة ان شاء الله
 
f65564402da517c15aa63cd9071f6286.jpg
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top