۩ سلسلة العـلم و أثره في تزكية الـنُّـفوس 13 ۩( أن يحذر الإنسان من العُجب)

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,283
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
الأمر التاسع والأخير وهو مهم في هذا الباب - باب تزكية النفس - : أن يحذر الإنسان من العُجب، وأن يحذر من تزكية نفسه ؛ أي ادّعاء زكاءها وكمالها ، وقد قال الله سبحانه وتعالى : ( فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ) [النجم:32] ، والمؤمن مهما اجتهد في الصالحات واجتناب المحرمات لا يزال يرى نفسه مقصراً، ولا يزال خائفاً كما قال الله سبحانه وتعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ) [المؤمنون:60] قد سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها النبي عليه الصلاة والسلام عن هذه الآية قالت له: أَهُوَ الَّذِي يَزْنِي وَيَسْرِقُ وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ ؟ قَالَ لَا يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ أَوْ يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ ، وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ يَصُومُ وَيَتَصَدَّقُ وَيُصَلِّي وَهُوَ يَخَافُ أَنْ لَا يُتَقَبَّلَ مِنْهُ )) ولهذا قال الحسن البصري رحمه الله : " المؤمن جمَع بين إحسانٍ ومخافة ، والمنافق جمع بين إساءةٍ وأمْن " ؛ ولهذا مهما اجتهد العبد في الصالحات عليه أن ينظر إلى نفسه بعين المقصِّر المفرِّط ، بعين الخائف الوجل ، الراجي رحمة الله سبحانه وتعالى ، والخائف من عذابه عز وجل . قال عبد الله بن أبى مُليكة - وهو من أحد التابعين - : " أدركتُ أكثر من ثلاثين صحابياً كلهم يخاف النفاق على نفسه " .

فالواجب على المسلم أنْ يُجاهد نفسه على تقوى الله سبحانه وتعالى ونيل رضاه ، وأنْ ينظر إلى نفسه دائماً نظـر التقصير والتفريط ، ويلُـوم نفسه على تقصيرها وتفريطها ، ويجاهد نفسه على البعد عن الذّنوب والآثام التي تحرِمه من الخير وتحُـول بينه وبين نيل الفضائل والخيرات والبركات في الدنيا والآخرة ، ويكُون مُقبلاً على ربّهِ سبحانه يرجو رحمته ويخاف عذابه ( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ) [الإسراء:57]

وأسأل الله الكريم ربّ العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العليا ، وبأنه الله الذي لا إله إلّا هو ، الذي وسع كل شيء رحمةً وعلما أن يوفقنا جميعاً لكل خير ، وأن يصلح لنا شأننا كله ، وأن يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات . اللّهم آتِ نفوسنا تقواها وزكّها أنت خير من زكّاها أنت وليها ومولاها ، اللّهم أعِـنَّا ولا تُـعِن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا ، وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسِّر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا .
اللّهم اجعلنا لك شاكرين لك ذاكرين إليك أوّاهين منيبين ، لك مخبتين لك مطيعين . اللّهم تقبّل توبتنا واغسل حوبتنا ، وثبت حُجّتنا ، واهدِ قلوبنا واسلل سخيمة صدورنا .
اللّهم وأصلح ذات بيننا وألِّف بين قلوبنا ، واهدنا سُبُل السّلام ، وأخرجنا من الظلمات إلى النور ، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وأزواجنا وذرّياتنا وأموالنا وأوقاتنا ، واجعلنا مباركين أينما كنّا . اللّهم آمنّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا . اللّهم وفِّق ولاة أمرنا لكل خير واهدِهم يا حي يا قيوم لما تحبه وترضاه من سديد الأقوال وصالح الأعمال .
اللّهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ، وأصلح لنا شأننا كله لا إله إلّا أنت ، والحمد لله أولاً وآخرا ، وله الشُّكر ظاهراً وباطنا ، وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .

 
أخي أباليث إذا كان فهمي للسلسلة جيدا إليك هذا الاختصار و صوبني أخي
التزكية هي اليقين بالتوحيد و الاجتهاد بالطاعات و الانتهال من السنن و الرغائب و ترك المعاصي كبائرها و صغائرها
أنتظر تصويبك لي أخي اباليث كما أبشرك أني واصلت المحافظة على صلاة الصبح طيلة هته المدة و لله الحمد
 
جزاك الله خيرا على هاته السلسلة التي استفدنا منها كثيرا وكنا في حاجة لها
بارك الله فيك و في أهلك عمي أبو ليث
في انتظار السلاسل القادمة اذا شاء المولى
 
أحسنت محمد، زد على ذلك المحافظة على هذا المنوال طيلة حياة العبد مع تحري البعد عن كل ما يفسد عليه صفاء تزكيته من قرناء السوء، و العجب و الغرور، و حب الظهور فإن هذه قاسمة ظهر صاحبها و لابد.
على تأتي خلاصة السلسلة بعض عرضنا للأسئلة و الأجوبة المتعلقة بها.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top