اسباب زوال النعم وتعسير الأمور

إلياس

:: أستاذ ::
أحباب اللمة
إنضم
24 ديسمبر 2011
المشاركات
23,427
نقاط التفاعل
26,820
النقاط
976
محل الإقامة
فار إلى الله
الجنس
ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد
(( اسباب زوال النعم وتعسير الأمور ))

ـ أ ـ أسباب زوال النعم :

من أعرض عن الله؛ فقد اغتر أكبر الغِرَّة، وأعوز أشد العوز، ومن عصى الله وخالف أمره وشرعه؛ سلَّط الله عليه من مصائب الدنيا وأسقامها وآفاتها وشدتها جزاء وِفاقًا بما كسبت يداه، ولا يظلم ربك أحدًا، قال بعض السلف: "كلما أحدثتم ذنبًا؛ أحدث الله لكم من سلطانه عقوبة".

والله من تمام عدله وقسطه في حكمه لا يغيِّر نعمة أنعمها على أحد إلَّا بسبب ذنب ارتكبه، كما قال تعالى:{ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الأنفال: 53]، وقال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41]، أي: بان النقص في الموال والأنفس والزروع والثمرات بسبب المعاصي؛ ابتلاء من الله واختبارًا، ومجازاة على ما أحدث الناس من المنكرات لعلهم يتعظون.

وقال تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} [الأعراف: 130]، ابتلاهم الله بالجدب سنة بعد سنة، وحبس عنهم المطر، فنقصت ثمارهم، وغَلَت أسعارهم لعلهم يذكرون.

وقال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى: 30]، وقال تعالى: {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ} [النساء: 79]، قال القرطبي -رحمه الله تعالى-: "أي: ما أصابكم يا معشر الناس من خِصب واتساع رزق؛ فمن تفضُّل الله عليكم، وما أصابكم من جدب وضيق رزق؛ فمن أنفسكم، أي: من أجل ذنوبكم وقع ذلك بكم".

وعن جرير بن عبد الله (رضي الله عنه)- قال: سمعت رسول الله -(صلَّ الله عليه و سلَّم) يقول: (ما من رجل يكون في قوم يُعمل فيهم بالمعاصي يقدرون أن يغيِّروا عليه، فلا يغيِّروا إلَّا أصابهم الله بعذاب من قبل أن يتوبوا).

وعن عدي بن عَمِيرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلَّ الله عليه و سلَّم): (إنَّ الله لا يعذِّب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه، فلا ينكروه، فإذا فعلوا ذلك؛ عذَّب الله الخاصة والعامة).

وعن ابن عباس(رضي الله عنه)عن النبي-ا(صلَّ الله عليه و سلَّم) قال: "إذا ظهر الزنا والربا في قرية؛ فقد أحلُّوا بأنفسهم عذاب الله".

وعن ابن مسعود (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلَّ الله عليه و سلَّم)-: (ما أحدٌ أكثر من الربا إلَّا كان عاقبة أمره إلى قلة).

فيا عبد الله، لا تأمن سوء عاقبة ما اقترفت من الخطايا والآثام، يقول عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه): "إن المؤمن يرى ذنوبه كأنَّها في أصل جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه، فقال به هكذا، فطار".

ويقول الحسن البصري -رحمه الله-: "المؤمن يعمل الطاعات وهو مشفق وَجِل خائف، والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن".
{أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُواْ السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [الإسراء: 45-47].


ـ ب ـ تعسير الأمور:

قال سبحانه و تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ..}الشورى30
و قال النبي (صلَّ الله عليه و سلَّم): إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه." اسناده صحيح || الترغيب والترهيب

فالمؤمن الذي يقيس أموره بمقاييس الإيمان على يقين بأنه لا يقع بلاء إلا بذنب،و لا تنزل محنة إلا بإثم.

أما الماديون الغارقون في بحر الشهوات فيتبرمون و يضجرون إذا وقعوا في شدة ، أو واجهتهم محنة دون أن يعلموا أنهم السبب، لأنهم بدؤوا بالاعتداء أولا، و اقترفوا الذنب فعوقبوا، والبادي اظلم.

قال سفيان الثوري: « إني لأعرف ذنبي في خلق امرأتي و فارة بيتي».

و هذه معرفة لا ينالها إلا من نور الله قلبه
و أضاء بصيرته و هداه سواء السبيل
نسال الله أن نكون منهم.
اللهم آمين

 
جزاك الله خيرا وجعله الله في ميزان حيناتك
 
وهناك من يبتليه الله لحبه سماع مناجاته والمؤمن مصاب دائما كما هناك طغاة فوق الارض اولئك طبع الله على قلوبهم فزادو طغيان ولم يمسسهم السوء ظنا منهم انهم على حق وليسو بظالمين بل اجّل لهم الله العذاب....
شكرا لك اخي الياس موضوع قمة لعلنا نتعظ ونتقي الله...
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top