عودة التقاليد والعادات بين سطحية المطلب وجديته.

أبو عاتكة

فُـ,ـريڊ أبـٌـٌٌـٌٌٌـٌٌـٌوُفُـ,ـيصُـ,ـلُـِـِِـِِِـِِـِـ
طاقم الإدارة
إنضم
1 أوت 2008
المشاركات
8,613
الحلول
4
نقاط التفاعل
14,121
النقاط
2,156
الجنس
ذكر
التراث-الكويتي.jpg



السلام عليكم أهل اللمة الكرام.

do.php



"بنة العيد راحت زمان"

في الواقع هذا القول لا يستوعب معناه الفعلي ولا يتفهم أسباب طرحه في كل مرة الا من عايش تلك الفترة كاملة او على الاقل لازال يتذكرها على أطراف طفولته عندما كانت العادات والتقاليد والطقوس المتوارثة سارية وفاعلة وصالحة يحرص عليها الجميع كحرصهم على العبادات وربما اندمجت في العبادات وامتزجت بشكل جعلها من الثوابت والاصول التي لايمكن أن تكتمل الا بتلك العادات والطقوس.

الان وبعد مرور المجتمع الجزائري بمراحل عصيبة ومحن كبيرة وتحديات وظروف غريبة ومريبة صقلت شخصيته الجديدة غيرت من طبعه وسلوكه واهتماماته وارغمته على اعادة ترتيب أولوياته في الحياة واعادة التحكم بزمام الأمور بعيدا عن الآراء والوصايا والحكم العتيقة بمعزلٍ عن التقيد بعادات وطرق في رأيه وقناعته أنها منتهية الصلاحية وان تحقيقها في الواقع الجديد من المستحيلات التي يضيع فيها الجهد والوقت، بينما كانت الحرية الفردية مرتبطة جذريا بقيود أسرية تقليدية تحررت هذه القيود من التبعية واصبحت الحرية الفردية مطلب يأخذ بالقوة والعنف أحيانا بما يسمى التمرد.

من وجهة نظري ان الانفصال بين الماضي والحاضر وكل لواحقهما حصل في مفترق الطرق عندما أُرغم الأب والأم على مغادرة منصبهم على رأس الأسرة وحل محلهما الحرية التامة لكل فرد منها بحيث يمكن لهذا الفرد إنشاء مجتمعه الخاص وعاداته وتقاليده الخاصة دون تهديد او ممانعة دون قواعد عامة تحكمه حرية تجعله سريع المواكبة والاندماج والاتباع لتقاليد وعادات جديدة اكتسحت عالمه المفتوح غير المقيد على كل الواردات ومن خلال استبدال نمط مأكله وملبسه وعقله و سلوكه ومعاملاته وعلاقاته ورسم حدوده ...الخ فانه بذلك شكّل عالمه الخاص الذي لا يحوي اي ذاكرة تربطه او تعيده الى العادات والتقاليد الاجتماعية التي نتكلم عنها في هذا الموضوع.

مشهد:
انطلاق مهرجان لموسيقى عصرية أضنها التيكنو او على شاكلة الروك وهي موسيقى بعيدة كل البعد عن العادة ويعرض التلفزيون صور أطفال وشباب برفقة أولياءهم منهمكين في الاحتفال. السؤال الشامل لكل العوائل من الصحفي كان ماهو سبب حضورك في مهرجان لموسيقى غريبة فكان الاجماع على التبرير الآتي وهو " شفت وليدي او بنتي تحب هذه الموسيقى فحبيت نحققلهم رغبتهم بحضور الحفلة...لكن أنا لا أحب هذا النوع من المهرجات وغير موافقة عليه !!!؟ ....الخ "
والمعنى هنا أن هذا العالم الجديد الذي شكله هذا الشاب والطفل لا يخضع أولا لأي تقييد او حدود.
ثانيا أن عالم العادات والتقاليد القديمة يسقط ويرضخ سريعا لمطلب العالم الجديد فهو غير متين وصلب ومؤثر.
تحقيق رغبات العالم الجديد رغم الاعتراض وعدم الاقتناع هو اعلان بشغور منصب ولي الأمر وبهذا ينسف كل مطلب سطحي كان أو جاد بعودة التقاليد والاعراف والطبائع والعادات القديمة لسبب وحيد هو توقف مبدأ التوريث لها وتمريرها بين الأجيال بفقدان حلقة من الحلقات الاساسية وهي ( الاب والام)

ولذا نسمع كثيرا عبارات مثل "النية مشات مع ناس بكري" ويُقصد بعبارة" النية" كل عادة جميلة وفي كل مناسبة للحديث عن الاخلاق او الطباع والمعاملات الحميدة نتحسّر على الماضي ونوعز أسباب الخلل لغياب العامل البشري او نوعية البشر بمعنى ان الذهنية الجديدة غير قابلة لتطبيق العادات الفضيلة وأن الانسان حاليا لا يحمل الكفاءة اللازمة التي كانت في القدماء ليستطيع تحمل تكاليف وأعباء بعض الطباع الحميدة كالصدق والوفاء والاخلاص والسماحة وسعة القلب وصلة الرحم والبر بالوالدين والحرص على الجيرة والإيثار والقناعة .... وغيرها. وهذه الصفات يراها الآن لا تتماشى مع تحديات وصراعات الحياة اليومية وسط تفشي وشيوع الظلم والآفات والشرور والاعتداءات وتفكك الاسر وتفرق الجماعات مع غياب العدل والحماية والأمانة.

وبحلول كل مناسبة كبيرة كعيد الأضحى تتكرر المحاولات والدعوات لاعادة احياء تلك العادات والتقاليد واعادتها لواجهة حياتنا ومعاملاتنا من جديد كنوع من البحث عن الراحة النفسية والرضا الضميري ان صح التعبير وكل ما ينهك تفكيره من مخلفات ومآزق المجتمع الجديد.

وبين جدية المطلب وسطحيته فان المطلب يبقى معلق حتى نفصل في نوعه ومحتواه.
فالمطالبة بعودة التقاليد والعادات كمظهر ثقافي تجاري ترويحي عن النفس مسلي او لغايات تتعلق باثبات هوية ما أو مغزى سياسي ما فالافكار متعددة تعدد المذاهب والأحزاب ولو ان المطلب يظهر واحدا الا ان الغايات تتوزع بين أصحابها توزع مشاريعهم وأهدافهم.فهذا مطلب سطحي.

وأما المطالبة بعودتها كعلاج وشفاء لعقد وآفات وسلوكيات مرضية أسرية واجتماعية أثرت على الاقوال والافعال وتوجه المجتمع وتركيبته وانفلات المعايير فيه وكرغبة ملحة لاعادة التحكم بزمام الامور المنهارة حاليا فهنا يكمن جدية المطلب في رأيي على الأقل.

الغريب ان هذا الشعور بالرغبة لاستعادة الروح لا يظهر ولا ينفلج ضوءه المستحي الا في المناسبات ليعود الانسان في سائر الايام العادية الى مواصلة نمطه المعتاد في مواكبة ومسايرة التغيرات والمستجدات الناقم منها الا في المناسبات.
والله أعلم.

فريد أبوفيصل

فهل هذه الرغبة يمكن تحقيقها فعلا أم أن الوقت قد فات؟
وهل المطالبات به هي فعلا جادة ام سطحية؟
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
صباح الخير أستاذنا الغالي
هته الامة لا ينقطع الخير منها
و الجزاير بلد طيب ارضها طيبة و شعبها طيب
بالرغم من أن الغلبة الآن لأولادج فرنسا الذين سيطروا على أغلب الإعلام و القنوات
و نفثوا سمومهم محاولين فرنستنا
لكن
لايزال الشعب متضامنا مع المحتاج و الفقير و عابر السبيل و المريض
و لا يزال جزء من الشباب قلبه معلق بالمسجد و بالأخلاق
هي فترة الارهاب الهمجي التي أثرت في المجتمع و في الجيل فنشأ على العنف و التمرد
لكن الجيل اللي بعده سيصحح المسار و ترجع الجزاير زي زمان و خير
هذا ما نتمناه و بإذن الله سيكون
 
صباح الخير أستاذنا الغالي
هته الامة لا ينقطع الخير منها
و الجزاير بلد طيب ارضها طيبة و شعبها طيب
بالرغم من أن الغلبة الآن لأولادج فرنسا الذين سيطروا على أغلب الإعلام و القنوات
و نفثوا سمومهم محاولين فرنستنا
لكن
لايزال الشعب متضامنا مع المحتاج و الفقير و عابر السبيل و المريض
و لا يزال جزء من الشباب قلبه معلق بالمسجد و بالأخلاق
هي فترة الارهاب الهمجي التي أثرت في المجتمع و في الجيل فنشأ على العنف و التمرد
لكن الجيل اللي بعده سيصحح المسار و ترجع الجزاير زي زمان و خير
هذا ما نتمناه و بإذن الله سيكون
مرحبا شيخنا العزيز.
ان شاء الله لن ينالوا مبتغاهم مهما حاولوا وعاودوا
هناك من يقوم بالتغليط والتحريف في قضية العادات والتقاليد والغاية طبعا خفية واللعب في حقائق التاريخ القديم لتغيير مستقبل جيل بأكمله.
نريد عودة التقاليد والعادات النبيلة القيمة المصانة والمحصنة بمكاسب الدين الاسلامي في هذه المنطقة من الأمة لعلاج أمراض حاضرنا والوقاية من دواخل التغيير والتبديل.
شكرا على المشاركة.
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته هذا الجيل من الآباء والأمهات تغير معه الكثير المشكل هو نفسه الجيل الذهبي الذي عاش مخضرماوساير احلى الايام كيف لايحافط على هذه العادات اليوم! لاتزال بعض العائلات عبر ولايات الوطن تحافظ على عاداتها وهويتها من خلال المناسبات والمهرجانات ...اما تل العادات الدخيلة مثل الموسيقى التي تحدثت عنها في الموضوع اراها خضوع الاب لابنه خلف امر خاطئ جيل الالفين هذا بحاجة الى برمجة تفكيرهم من جديد فهم على الهاوية بارك الله فيك
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top