فهرس قصة لاتدخل الكوخ للكاتب adel ark

السلطانة

:: أمينة اللمة الجزائرية ::
طاقم الإدارة
إنضم
19 سبتمبر 2009
المشاركات
51,402
نقاط التفاعل
84,130
النقاط
821
محل الإقامة
الشرق-الوسط
الجنس
أنثى
قصص.gif

هنا يتم تجميع قصة من نوع قصص الرعب والخيال للأخ @ADEL ARK

بعنوان:لاتدخل الكوخ!

روابط أجزاء القصة تجدونها هنا:






 
الجزء الأول:


قد كان البريئ في بيت قل ما يقال عنه صامد في وجه جهنم
تاكله الرياح بنهم
حيطانه من طين ياكله المطر
يبكي و يرفع صوته في فراغ الغرفة لا امه تسمعه ولا ابوه يعلم
يشتاق ثدي امه و يلهف جلده البرد
انامله تزرورق ولا سامع لندائه
لايزال يبكي
تبادل المكان لهف بكائه مع صرير الحشرات حوله يكسران الهدوء حين تربع الليل ربوع الارض ببطئ
الباب موصد فلا خوف من كاسر يغتنم لحمه ولا وحوش الخلاء تكسر عظامه بانيابها فما استطاع له وصولا الا الجوع المؤذي والبرد القاسي
جن الليل وصار اليلا
لونه كسواد عيني امه
فصمت الرضيع ونام تعبا و صار الجوع في بطنه صمتا
امه بالقرب منه تنخر تحت اظافرها حشرات الارض و الدباب الازرق يستبيت بانفها
ولكنه لا يدري ما بها
فالرضيع كل همه اسكات بطنه
اسود دمها ويبس
والولد صار نائما
يحنو لريح امه لكن ريحها تغير و لونها تكدر و روحها ارتقت
- الكوخ
ما قيل فيه انه كوخ في ناصية الجبل
يستتر خلف الاشجار في خجل
بسيط بنائه ، عظيم ما ستر
خلفه لا بعيدا جدول قد انشق هاربا من النهر
يسقي ما كانت ام الرضيع تضع في صدر الارض وتستر علها تحصد قبل الشتاء
فلا سامع لبكاء الرضيع ولا من راى الكوخ في ناصية الجبل

مع هبوب الريح و انسدال المطر تغير القدر ،
فرمى البرق بنفسه قريبا من البيت الكدر وتبعه الرعد يصرخ في قلوب الخائفين،
فنشر الرعب في قلب الرضيع فبكى
و زرع الرعد الخوف في قلب المهاجر فانتبه لي بالازرق نفضل لو تغير الافعال فانتبه ،
اتفق القدر وليس الصدفة ان يشعل البرق نارا على ديس سقف الكوخ فيبكي الرضيع وتلمح عينا المهاجر النار و يسمع البكاء
تلمس المهاجر الحنو لعائلة تتدفئ بنار وتطعم صغارها
ثم التجئ يجر اصابع قدميه،
قاصدا الكوخ يلتمس طعاما يسد به جوعه
و ما كان يتجه الا لام مقتولة و رضيع جائع وبيت يتهالك ، مع اقترابه من المكان لم يلحظ الا السكون مما خلق في نفسه بعض الارتياب و الخوف ،
لكن الجوع و البرد كانا يدفعانه للاقتراب
فنظر صوب النار لعله يرى سبب احتراق الشجرة
فعلم انها صنيع البرق ،
لكن صوت الرضيع كان لايزال ينخر الهدوء و يخالط صوت اكل النار للحطب
فخاطبه عقله ان الجوع اسكره
والا فلم لا يسمع صوت اهل الكوخ يسكتون صغيرهم
كما لا يصوغ للعقل تواجد صغير لوحده ، هنا
لمس جبينه يتحسس اثرا للحمى فلم يرى نفسه عليلا
وقرص طرف يده لعله قد اغمي و هو يحلم ، فأحس بالألم
فعلم ان ما يحدث حق بادي وواضح .

خاطره عقله مجددا ان الصوت ربما لجّني يصرخ بكاء الاطفال ليجذبه
فخاف و تراجع قليلا حتى حدثته بطنه بصوت بشع يبدي الجوع الشديد
ونفسه تدري ان لا مجال للعودة فلن يعيش طول الليلة دون اكل
فارأى ان يخاطر، فليس للخاسر مايخسره
رفع حجرا واقترب
تلمس الباب المتهالك و ارسى ادنه للباب فسمع صوت حثيث اقدام كثيرة وهمسات متقطعة و ضحكات خفيفة
فصار الرعب ينمو و يرتفع
فتراجع حتى سقط
و ما كاد ان يصرخ حتى سمع صوتا حلوا يناديه تعال يا مهاجر لا تخف
الصوت لأنثى صغيرة
حلو بديع ياسر القلوب
صوت الرضيع لازال يرتفع
اقترب المهاجر و دفع الباب لينبهر بما راى
كن ثلاثة
جمالهن لا يتصف به البشر
صغيرهم ملقى على الارض
امه غزال في صدرها سكين
قد لبسن ما خف من الثياب و اظهر المفاتن
لامست عقارب شعورهن حوافر اقدامهن و اختلفت الوانا
ادانهن مستدقة و الوانهن متالفة. منهن شديدة البياض كقشد الحليب بعد رجه
و اخرى سمراء خضراء العيون فارسية
والثالثة قصيرة ممتلئة البدن لونها كلون العسل ما بان بياضه من سواده
ارتجف قلبه و ما درى هل يحلم او ارتقى وهدا باب للجنة
فقالت الاولى قد اتى من يفك غربتنا
وقالت الثانية يا فرحتي قد جاء سعد ليلتنا

وقالت الثالثة قد طال انتظار العشيق و ها قد زار بيتنا
 
الجزء الثاني:

ربط لسانه وتعثرت قدمه و استقر بصره على ثلاثتهن. عيناه تصفع اجسامهن فسارت بينهن تباعا و ثار في عقله طول الشعر وجماله و حسن الوجه و بديع الخلق في قدهن .
ثم سار يرمق جمال الكوخ من الداخل مستغربا كدره من الخارج
حتى ضحكته اصغرهن :
حبيبي تعال وادخل انر علينا ضجر الليالي فما زاد طول الوقت الا شوقا لك
دخل و قال بلا حرف واضح
انا جائع
قالت البنات ونحن لنا لك لحم غزال ابيض فلك ان تقطعه وتسلقه و تشويه على النار
لكن انتبه بعد خروجك من الباب لن تعود لنا
ولن تاكل من غزالنا
ولن تشرب من خمرنا
ولا انت بمغازلنا او محابينا
ولن ترأف بشوق قلوبنا لك
فلا تقترب صوب الباب و عليك ان لا تنام و ان تغمض عيناك فلا تطيل
اجاب بصوت منتبه ان لن يقترب او يفكر بالخروج و لن ينام
اخد السكين من قلب الغزالة و ابتعد الى الزاوية ثم انخفض على ركبته و شق الصدر و دفع بالاحشاء للخارج ثم صار يطرق على الغزال و يداعب لحمه ويشق جلده الى ان قطعه و جعل منه لفائف لحم أبيض
ثم رمى على النار نارا وصار يشوي وينتظر
حتى جاءت البنات و ألقت احداهن عن فخده لباس حرير يستر به بدنه و صارت الأخرى تلقف لحم الغزال فتمزج عليه العسل و تطعمه و قامت أصغرهن ترفع اناءا لونه كالذهب و تصب في كأس صافية عصيرا لونه أحمر فاقع و بعضه قرمزي . و تسقيه بيدها مبتسمة . فأحس الأمان و سعد يومه فاللحم ساخن لذته لم يتذوقها من قبل . لونه غريب كأنه سقط من الجنة. و الشراب الأحمر يشفي عطشه و يرويه و صار الكسل يداعب عينيه و أحس أنه دون مقامهن فتأسف لوساخة بدنه و سوء لباسه و أنه لن يرتدي هذا الحرير على بدنه عسى أن لا يفسده .
فضحكن و أشرن له الى حوض مائه دافئ أن يجلس فيه و سيقمن بعج الوسخ عن بدنه بأنفسهن . فجرى للحوض دون تفكير و جلس فيه دون تغيير ملابسه و رفع رأسه ليجد أكبرهن تهم بصب الماء على رأسه فأغمض عيناه و أطال في ذلك . و صار يسمع حثيث الأقدام مجددا . صوت سريع يسري في أرجاء الغرفة . فتحول ريح المسك في الأرجاء لريح دم قديم و لحم فاسد . ثم ابرق في فكره صوت الرضيع و مآله . و أين الضلام البادي و الهدوء خارج الكوخ . فتح عينيه ببطئ و رفعها لينظر لوجه ما يرى البشر مثله الا قليلا . عيون سوداء واسعة أبيضها منقلب أحمر . و الأنف كمقطوع بدله ثقبان يملئهما ريح ساخن مقرف و شعر كأعناق السنابل لا يحركه هواء و لا ماء يغسله . و اللون أحمر كمثل الدم ثم عليه نقاط سود كبيرة . ماكاد المهاجر يشهق نفسه حتى سمع صرخة دوت في عروق رأسه لم يسمع مثلها من قبل قد أخمرت عقله و أغشته صريعا على الارض ينتفض . و ما فاق حتى بانت خيوط شمس الصباح و صارت تطل عليه من ثقوب البيت . يكاد لا يفتح عينه من التعب متلمسا شيئا مكورا لزجا بين يديه فيه شعر كثيف طويل.
فزاد فزعه و عجز عن فتح عينيه و صار يتلمس مابيده أكثر حتى ضنه رأس انسان دون بدنه .
فأبعده عن يديه ببطئ و صار يزحف للخلف و يأن بصوت رعب و تألم .
ضغط باصبعيه على أذنيه و جاهد جفونه ليفتح عينيه و يرمي بصره في الأجواء متأملا أن ماكان فقط حلم مزعج
ففعل و رأى أنه داخل كوخ بسيط نتن . و نظر لما كان بين يداه فوجده رأس إمرئة سوداء العيون طويل شعرها أسود . و لونها بعضه أبيض و بعضه أزرق . و غير بعيد في زاوية الكوخ لقي بعض جسمها مقطع و في فخضها زرع سكين عريض و أمامه ايناء أصفر جمع فيه دمها .
فتذكر لون لحم الغزال الأبيض و طعمه الطري الغريب. و صدق أنه ما قطع و سلخ و شوى ثم أكل كانت المرأة المقتولة . . ثم جال بصره قريبا منها فرأى رضيعا نصفه عاري و لونه أزرق . و رأى حوله نمل كثير و ذباب أزرق . هو ذلك الرضيع الذي سمع بكائه سابقا . قد قتله البرد و الجوع و المهاجر كان أمامه و لم يسعفه و لم يدري .
تلك كانت صدمة . فصار يصرخ و يصرخ و يعلو صوته و لا يدري ما يفعل . ثم يضرب قدماه بالأرض ضربا كصيرا متسارعا في الأرض و يبكي بكائا متفاوت القوة . ثم أغمض عيناه و شهق و أطال . فسمع صوت أقدام كثيرة حوله و همسا يعلو و يعلو فصار يزيد صراخه و يدخل أصابعه في أذنيه أكثر حتى اخترقها و سال دم منهما و ما عاد يسمع صوت تنفسه .
لكن صوت الأقدام لم يذهب .
ففتح عيناه و نظر لثلاث يقفن أمامه . رئوسهن كبيرة و أبدانهن أصغر . لا تشبه إحداهن تاليتها و يتنافس سوء منضرهن . فبهت و ما صار يتحرك و بقي منه الا نفسه و بصره شاخص لهن .
ماعاد المهاجر قادرا على شيئ . عقله لا يعمل .
رفعت احداهن السكين و صرخت . هل أعجبك لحمها.
هل لك من خاطر أن تأكل المزيد ؟
هل تفعل مانقول أو اللعنة تريد .
فرفع رأسها ببطئ و بدأ يقضم أذنها و عيونه لا تزال لا ترمش
 
الجزء الثالث

أنتظر الغلام وقتا قليلا ثم عاد ينظر للغرفة . و لا يزال يحاول تصديق مايراه و لم يستطع .
هو لا يحس الخوف و لا يهاب الجن .
له قلب قوي واثق.
سئم الانتظار فهم بالذهاب و التفت . ليراها تقابله .
جعلت شعرها ينتصب و عيناها تتسع قصد ارعابه .
لكنه ابتسم و قال. أمسكتك.
ثار فيها رعب عضيم . فالفتى لا يرمش و عيونه لاتتحرك . تحس نظره يخترق عيونها فلا يمكنها نثر سحرها عليه .
تجمدت في مكانها و مالقت للهرب سبيلا . حتى أطلقت عنان صوتها بصرخة دوت في رأسه فتراجع خطوة و كاد يرمش عيونه و ما فعل . ليعود و يوجه لها لكمة بكل قوته لوسط صدرها فألقاها قريبا منه على الأرض مغشية. ليعود جسمها لجماله كجسم البشر و آذانها مستدقة .
فجاء بجلد ضبع ووضعه على رأسها و أكمشها بين يديه و جسمها يقل و يصغر حتى صارت في مثل حبة التفاح . فوضعها في كيس و جعل الكيس في خاصرته و مشى.
انطلق بها يعدو و يبتعد صوب الجبل . لم يتوقف عن الركض و لم يتعب. و بينما هو كذلك . استفاقت داخل الكيس و صار لها صراخ و بكاء كثير. فضحكها و نعا حظها و زاد ركضه حتى وصل الى الغار . فضرب بيده ثلاث مرات ففتحت الصخرة و قفز داخلها ثم أعاد الضرب لتغلق .
نزع عنه قميصه و أفرد جناحيه و صار يرفهما ليعود لهما الحجم السابق . ثم نزع عنه الطائية لينبت قرناه كما كانا . و صار صوت وطئ أقدامه يتغير حتى صار مثل صوت الحصان ينقر الأرض . ثم فتح الكيس و جعل جلد الضبع في سائر بدنها و أخرج رأسها .
أبرقت عيناها ثم نظرت له.
جلده قاس كثير الشعر مثل الوبر . قرون رقيقة تلتف خلفه . عيون عريضة متباعدة . جناحان لونهما رمادي . كأنه ماعز كبير في جسم بشر.
بهت لونها و تحولت عيونها للون الأصفر. فقد علمت ما هو . و هي تفهم كل شيئ الآن . قد تم صيدها و لم يبقى من عمرها إلا القليل . فبكت بغير صوت و تذكرت كل مافاتها .
هل فقص بيضها و هل نما صغارها و كم نجى منهم .
هل صفحت أختها عن ذنبها و هل صار و هربت مع عشيقها الإنسي الى باطن الأرض
هل مات الكاهن أو لازال يجابه المرض
هل نمت أجنحة أختها الصغرى
ثم أنزلت عيناها و قالت . أما تتركني أعيش و لك مني ماتريد
لربما أريد حياتك جلها و أنت الآن بين يداي فما يجعلني أرمي ما بيدي و أتابع ما أجهله .
أنت الآن ستسحقين بعد نزع أجنحتك . و عيونك ستزين أصابعي.
و سأتم السحر بشعرك و آكل الباقي.
وضعها بين ضلفي قدمه و رفع الكتاب بيده . ثم رفع عضم خاصرة بقرة قديم ووضعه بين أسنانه يقلبه و صار يقرأ و يمضع و يتلو كلاما يجعل الجن يرتعب .
الكتاب فيه رسم أفعى حول رأس تيس أسود . فالتيس لا يتحرك و الأفعى تسير حول رأسه في رسم الكتاب الجلدي.
صارت الجنية. تحاول صد عقله عما يفعل . فبثت أكاذيب الجن في رأسه .
و صارت تخبره عن كنوز تعلم مكانها . و تخبره كم من مردة الجن تحكم . و أن لها سرا في بلد آخر و لها حكم و حكام طوع اشارتها . فما انتبه.
الا ان قالت أنا أحمل بيوضا في بطني . و من قذف مائه في بشر و ليس جن و سيكون له مني أبناء
لا أصدقك . هل فعلا تحمل جنية من آدمي .
و ان كان ذلك . من له طاقة بك . أنت أقوى و هالتك قد تكون قاتلة.
صمتت و قالت هو موجود . لكن هل لك تعتق روحي لو دللتك عليه و حكيت قصته.
هي تدري أنه لن يصبر عن أكلها كما أنه يحتاج جناحاها و شعرها لإتمام سحره . لكنها تستمر في الكذب
 
الجزء الرابع

يقضم أذنها و الجنيات ينظرن اليه بلهف .
و كأنهن يتلذذن بما لا يمكنهن تذوقه
هو صار دون مشاعره . لا يحس و لا يبدو عليه خوف و لا حزن . هو فقط يقلب رأسها بين يديه و عيونه واسعة لا تتحرك.
يلقف ما بان من الرأس و يبتلع .
فصارت الكبرى تضحك و الأصغر تبكي بكاءا شديدا . فقالت الوسطى
فمايبكيك من حبك لها و ماهي من بني جنسك . و ما يضحكك كرهك لابنها و ما هو بضارك .
و لكن هذا المهاجر فيه لنا فائدة. فنجعله يهيم و يخبر عنا فنطعن في بني جنسه و نقتل و نهتك ما طاب لنا فنبطش به و لا نبخله من علم السحر . و نسيده على قومه و نقويه.
توقف فجأة عن الأكل و رفع رأسه و نظر لهن تباعا . و كأنه أفاق من نوم طويل . فصرخ صرختا مدوية . ثم غاب عن وعيه ساعة من زمن
حتى أفاق و اختلف عليه المكان و الزمان و ما لقي نفسه بالكوخ بل في مكان غير بعيد .
فانتبه للباسه فإذ هو حرير و زبردج و حلي عاج و عقيق .
و بيده اليسرى سوار أحمر و خاتم فيه حجر قرمزي . و آخر فيه حجر أصفر و ثالث فيه حجر أخضر .
و بينما هو في سكرة الغائب . مرّ بالمكان مزارع كثيف اللحية . قاسي اليدين قوي البدن . خلفه حماره يحمل أكياسا بها غلة قليلة قد حصدها . رآه فأقبل عليه مستكشفا . فوجده حي وسخ اللحية مغبر الشعر جميل اللباس بهي الطلعة .فأيقضه و ما فعل حتى ارتما المهاجر يحضن قدمه و يصرخ باكيا و هو يجول بنظره في كل المكان باحثا .
أنقذني هم يتبعونني. جعلوني آكلها . لم أكن أعلم . أنه سحر قوي.
و كان على هذه الحال هنيهة . ثم أغشي مرة أخرى . فحمله المزارع على حماره و مضى به الى بيته .
في الطريق انتبه المزارع للكيس الكبير المجلجل في جنبه . صوت النقود يرن في كل حركة . و كذا الحلي و الخواتم . ذلك السوار الأحمر . بدا له أنه لا يحمل الا شخصا من الأكابر. ربما تاجرا ضل الطريق. أو أحد أبناء القصور قد هرب بعدما فعل شرا .
سارو في درب ضيق بين الحشائش المرتفعة . رسمته أقدام الحمير طيلة سنوات .
طريق واحد بين القرية و البئر البعيد .
على مشارف القرية . فتح المهاجر عيونه قليلا و ماكان قادرا على النهوض.
رأى بيوت صغيرة و أخرى كبيرة .
أناسا يمشون في هدوء.
زرع قليل بالأرض و أشجار عارية و تلك البيوت مبعثرة على الأرض فوقها سقوف بالية.
مشا به الحمار في القرية و السلام يتكرر .
هذا الشخص الذي يحملني معه معروف و محبوب .
الجميع يسلم عليه .
لقد نجوت. مادمت وسط ناس كثيرين فلن يتبعنني الجنيات .
يجب ان أستقر هنا . لن أبتعد الا مع جمع من الناس . لن أسير وحدي ثانية .
كان يحدث نفسه و جفونه تتثاقل أكثر فأكثر حتى غلبه النوم .
و فيما يرى النائم قد رأى .
ثلاث أفاع كبيرة . فقدمت له الحمراء منهن و عضت كتفه و جائت له الخضراء و لتفت حوله و صارت تعصر و الصفراء اقتربت لوجهه كثير الاقتراب حتى أحس بنفسها في عيناه .
ثم سمع مناد يصرخ يا عبد الله لا تخف . فالصالحون منا قادمون لنجدتك .
فبهتت الأفاعي و صرن صغارا و صار لهن حثيث و صراخ مثل الأطفال حتى صرن أحجارا ثلاثا وضعن في كف يده .

يتبع
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top