الغيرة والضغينة بين الأبناء.. صناعة مبكرة للأولياء يتحملون تبعاتها لاحقا

إلياس

:: أستاذ ::
أحباب اللمة
إنضم
24 ديسمبر 2011
المشاركات
23,443
نقاط التفاعل
26,839
النقاط
976
محل الإقامة
فار إلى الله
الجنس
ذكر
يصنع بعض الأولياء الحساسيات والمكنونات السلبية بين أبنائهم، من دون الانتباه إلى سلوكهم، مدفوعين بمشاعر الحب المفرط، أو تقديس أحد الجنسين على الآخر، وقد تدمر معاملتهم العلاقة بين الإخوة إلى الأبد، متى تكبر غيرة الطفولة، لتتحول إلى أحقاد وضغائن.

الدلال والإفراط في العناية​

تولي الأمهات عناية خاصة واهتماما غير معقول لطفلها الأول، ولكنها تعتاد قواعد التربية في ما بعد، وتألف التعامل مع الأطفال ما يجعلها تساوي تقريبا بين بقية الإخوة، فيما يحتفظ البكر بمكانته المميزة، إذ تكون له الأولوية في تحقيق أحلامه والحصول على مشتريات على حساب الإخوة، على أساس أنه أكبرهم، قد يتقبل الإخوة هذا التمييز ويقتنعون به إذا كان محدودا، بينما يمكن أن يتحول تمييز الابن البكر إلى مصدر يوجه نحوه الكراهية والمقت.. فتدليله وإعفاؤه من العقاب والقيام بالمشتريات، والمشاركة في أشغال الترتيب والتنظيف في المنزل، وترك الحرية كاملة أمامه للخروج مع العائلة، يستدعي من الإخوة مقارنة معاملتهم به، ويشعرهم بالعنصرية، ما يدفعهم إلى تمني مكانته، والرغبة المستمرة في الكيد له وتشويه صورته، أو المكر له. تقول الأخصائية النفسية، الأستاذة نادية جوادي: “الأولياء الذين يميزون الابن البكر، عادة يسيرون بمبدإ الأبوة الاستبدادية مع البقية، أو الإهمال، التي يمكن لبقية الأطفال الشعور بها حتى في سن مبكرة، ما يعمق الفجوة بينهم وبين الطفل المميز”.

المقارنة بين الإخوة منبع التمرد داخل الأسرة حافز مهم للغيرة​

يؤكد الأخصائيون وعلماء النفس أنه من الطبيعي أن يفضل الأولياء أحد أطفالهم على الآخرين، بسبب شخصيته الهادئة أو المرحة، وحنية قلبه، أو طباعه اللطيفة.. بينما الأمر غير المقبول في الوضع، أن يتم الإدلاء بهذه المشاعر علنا أمام بقية الإخوة وتعمد تكرار ذلك على مسامعهم. والأكثر خطورة، أن يتم مقارنة سلوك البقية بمثالية الطفل المفضل في نظر والديه. فهذا، من المحتمل أن يورث تبعات خطيرة على كلا الطرفين. فالإخوة يشعرون بالغيرة وتتولد لديهم مشاعر سلبية، وقد يعانون من حالة نفسية، تجعلهم يحاسبون أنفسهم في صمت، ويشعرون بالسوء، بينما ما يمليه عليهم دماغهم هو التصرف بعدوانية وطيش أكثر، لعدم إظهار مشاعرهم، وأنهم لا يأبهون لهذه المقارنة ولا يهمهم تقييم الوالدين والمحيط. في الجانب الآخر، لا يستثنى الطفل المفضل دائم المدح والتبجيل، من نتائج معاملة والديه له، بحيث يمكن أن يصنعوا منه شخصية متعجرفة متكبرة، تعاني من جنون العظمة، إذ إن تكرار الإنقاص من قيمة بقية إخوته في حضرته لابد من أن يمنحه الإحساس بالتميز والتعالي عليهم. وتشير الأخصائية النفسانية والاجتماعية، الأستاذة مريم بركان، إلى “أن الطفل الذي يعامل في المنزل بهذه الطريقة، يعتبر خطرا اجتماعيا، ويمكن تصنيفه لاحقا بالآفة، بحيث يخرج إلى المدرسة ثم إلى الحياة الواسعة بذات التعالي، الذي نما بداخله في المنزل. كما أن هناك احتمال اصطدامه بالواقع، فيجد أن الناس جميعهم مختلفون وأنه ليس أفضل من أحد، بل هناك ما لا يحصى من البشر الأذكياء أكثر منه، والمؤدبين والمنضبطين..”. لأجل هذا، يحذر الخبراء من استعمال المقارنة أمام الأبناء، خاصة في سن مبكرة، حين لا يكون بمقدور الطفل استيعاب هذا التقييم بشكل صحيح.

للحد من الغيرة والكراهية بين الأبناء​

المشكل ينبع من الوالدين، فهما المسؤولان الأولان عن تأجيج هذا الشعور، بتفضيل واحد من الأبناء على البقية، لا تهم رتبته، لذا، يجب إصلاح سلوك الأب والأم، ومعاملتهما قبل التركيز على الأطفال، إذ ينصح الأخصائيون بعدم الإدلاء بالمشاعر أو إظهار التقدير المبالغ للطفل أمام إخوته. كما يرجى إقحام الجميع في أشغال تعاونية يتم فيها تقسيم الأدوار بالتساوي، وأن يتولى البكر أكبر المسؤوليات ويتحمل العقاب. هذا، لإحلال التوازن داخل الأسرة. كما ينصح الأخصائيون بالتوقف الفوري عن المقارنة بين الأبناء، والاكتفاء بمقارنة السلوك الحالي، كل فرد منهم مع سلوكه السابق، مع تفادي استعمال الشتائم أو الألقاب المسيئة.
 
حقيقة ان التمييز بين الأولاد والتفريق بينهم وتفضيل أحدهم على الآخر في أمور الحياة سبب للعقوق مستقبلا وسبب لكراهية الأبناء بعضهم لبعض ، ودافع للعداوة بين الاخوة ، وعامل مهم من عوامل الشعور بالنقص ، وهو من أخطر الظواهر النفسية في تعقيد الولد وانحرافه ، وتحوله إلى حياة الرذيلة والشقاء وربما حتى الإجرام ،فعلى الأولياء ادراك ذلك قبل فوات الأوان وتصحيحه بطريقة ذكية
بارك الله فيك على الالتفاتة الطيبة والمفيدة
 
موضوع مفيد مشكور عليه التفاتة طيبة لتوجيه ونصح الوالدين بالعدل بين الابناء وعدم تفضيل ابن عن الاخر
 
حقيقة ان التمييز بين الأولاد والتفريق بينهم وتفضيل أحدهم على الآخر في أمور الحياة سبب للعقوق مستقبلا وسبب لكراهية الأبناء بعضهم لبعض ، ودافع للعداوة بين الاخوة ، وعامل مهم من عوامل الشعور بالنقص ، وهو من أخطر الظواهر النفسية في تعقيد الولد وانحرافه ، وتحوله إلى حياة الرذيلة والشقاء وربما حتى الإجرام ،فعلى الأولياء ادراك ذلك قبل فوات الأوان وتصحيحه بطريقة ذكية
بارك الله فيك على الالتفاتة الطيبة والمفيدة
بورك فيك على الرد القيم اختي
موضوع مفيد مشكور عليه التفاتة طيبة لتوجيه ونصح الوالدين بالعدل بين الابناء وعدم تفضيل ابن عن الاخر
سلمت يمناك على الرد القيم
 
جزاك الله خيرااا على الموضوع القيم
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top