// شظايا نيزك //
حلم كأس العالم.
منالٌ لم نكن نجرؤ أن نحلم به،
وها هو الآن واقع.
المغرب… أول بلد عربي يُتوج بكأس العالم للفئات الشُبّانية.
هكذا هي الأهداف في الحياة: تلك التي نراها بعيدة المنال، لا تقترب إلا حين نجرؤ على أن نحلمها أولًا.
فأول كل مشوار... حلم.
وأول الغيث قطرة.
النجاح = حلم + مُثابرة.
فلن ينفعك شعرك الأشقر، ولا اسمك اللاتيني، إن كان غيرُك أكبر حُلماً وأكثر إصراراً منك.
رجل يستحق وقفة تأمل، لأنه درس يمشي على قدمين.
فوزي لقجع.
هذا الرجل طرق أبواب المولودية الوجدية في بداية مشواره، فلم يجد آذاناً صاغية، وواجه منظومة غارقة في الفساد. فحوّل وجهته إلى بركان، حيث لم يكن هناك سوى ملعب مغمور، ليصنع من لا شيء نادي النهضة البركانية الذي حصد به المجد القاري.
وهذا في حد ذاته درس: إذا سُدّ باب في وجهك، اقرع غيره.
وإن لم تجد راحتك في مكان، فأرضُ الله واسعة.
فلا تُكلف نفسك عناء المسير مع من لا يراك، ولا تسبح في مياه راكدة، ولا تمشِ في أرضٍ ملغومة.
كأس العالم بالنسبة لرجل من طينة فوزي لقجع هو تحصيل حاصل لمن يعمل في الخفاء.
فما كان الحلم ليتحقق، لولا أن هذا الرجل الذي فهم لعبة الحياة جيدا قال قبل سنوات: "لم تعد أهدافنا المشاركة... بل النجاح والتتويج".
تجرّأ أولًا على الحلم، ثم أخذ بالأسباب، وعينُه على ما بعد خمس سنوات أو عشر. وهذا درس في الصبر والجدية.
والقاعدة الأزلية الأبدية تقول: من جدّ وجد، ومن زرع حصد.
واليوم...
لا شيء يُبهج القلب مثل أن ترى راية بلادك ترفرف عالياً، وتتغنّى بها شعوب العالم، عربا وعجما - وعلى رأسهم الشعب الفلسطيني، من بين أنقاض غزة، كأنها رسالة مقاومة من أجل البقاء، وأمل من أجل الحياة.
هنيئاً للمغرب،
ولجميع الإخوة العرب الذين أكرمونا بأصواتهم الشجية، وعلى رأسهم شعب اليمن السعيد الغالي على القلب.
والشكر موصول لشعوب القارة اللاتينية - وخصوصا لأهل الشيلي - على تشجيعهم الصادق للمنتخب المغربي.