reaction
6.6K
الجوائز
853
- تاريخ الميلاد
- 19 ماي
- الوظيفة
- نستقي عِلم العَجم
- الجنس
- أنثى

السلام عليكم ورحمة الله
عساكم بخير أفاضل اللمة
وددتُ الحديث عن موضوع خطر بالبال وأنا أتذكر بعض ما قرأته من روايات
وأعني بالذكر روايات " رضوى عـاشور " و تحديدا روايتها " الطنطورية "
[ نسبة إلى قرية " الطنطورة " الواقعة في منطقة حيفا بفلسطين،
التي تم تدميرها في نكبة 1948 ]
في رواية " الطنطورية "، تتجلى الشخصية الرئيسية، دُرية، كرمز حي للبطولة والإنسانية في أبهى صورها
درية ليست بطلة خارقة، ولا تحمل صفات الكمال المثالي، بل هي امرأة فلسطينية عادية،
تعيش مأساة شعبها بكل تفاصيلها، وتتحمل ألم النزوح، الفقد، والاغتراب، لكنها في الوقت ذاته تقاوم، تصمد، وتحلم
هذه الشخصية تتقاطع مع جوهر الأدب الإنساني، حيث لا يكمن السحر في القوة الخارقة،
بل في الصمود اليومي أمام قسوة الواقع، وفي الإصرار على الحفاظ على الكرامة والهوية وسط التهديدات
درية تعلمنا أن البطولة ليست بالضرورة في القتال أو في الانتصار الحاسم،
وإنما في المقاومة التي تولد من رحم الألم، في القدرة على التمسك بالإنسانية وسط الخراب
نراها تتألم من الفقد، تحنّ إلى وطنها الذي دمرته آلة الحرب، وتعاني من الظلم والشتات،
لكنها لم تستسلم لليأس، بل تشكل صوتًا ينبض بالأمل والصمود
من حكاية درية
جِئت بفكرة موضوعي هذا
[ الشخصيات الأدبية : بين البطولة والإنسانية ]
===
في عالم الأدب الرحب، حيث تتلاقى الكلمات لتنسج من خيوط الحرف عوالم متشابكة،
تنبثق شخصيات أدبية كأنها أرواحٌ تستقلّ عن سطور النص، تتنفس، تحلم، تتألم، وتنتصر أو تنهار،
تمامًا كما نفعل نحن البشر في محطات حياتنا المتعددة
ليست الشخصيات الأدبية مجرد رموز جامدة أو أدوار تُلعب ضمن مشاهد سردية،
بل هي مرآةٌ صادقة تعكس زوايا النفس الإنسانية بكل ما فيها من تناقضات، ضعف، قوة، وبطولة
===
قد ترتبط في أذهاننا فكرة البطولة بكونها المظاهر العظيمة،
والانتصارات الساطعة التي تُخلّد الأبطال في كتب التاريخ والأساطير،
ولكن في الأدب تتسع دائرة المعنى وتتشعب، فالبطولة ليست دائمًا قهر الأعداء أو إحداث المعجزات،
هي أحيانًا تعبيرٌ عن لحظةٍ هادئة من الصمود في وجه الألم،
أو قرارٌ بسيط يشعّ نورًا وسط عتمة اليأس، أو حتى صمتٌ حكيم في خضم الصراعات الداخلية
شخصيات تجسد البطولة بشفافية عميقة، دون رتوشٍ مزيفة أو ألوانٍ براقة
تظهر لنا ضعفها، هواجسها، شغفها، وانكساراتها، فتقربنا من فهم أنفسنا ونبضات قلوبنا
تسقط وتتعثّر، لكنها تنهض، لا تقدم لنا مثلًا عن الكمال المستحيل، بل عن الكفاح الحقيقي،
عن الإصرار على الاستمرار رغم كل الصعاب
===
في هذا السياق، تكمن روعة الأدب
فهو لا يبتغي أن يصنع منا أبطالًا خارقين بلا عيوب، بل يسعى إلى بناء الإنسان بكل إنسانيته،
ليعلمنا أن العظمة الحقيقية تكمن في القدرة على مواجهة الذات والاعتراف بالخطأ،
وفي تحمل تبعاته بشجاعة
يجعلنا نرى في كل شخصية بطلاً وإنسانًا
فالشخصيات التي تحمل ضعفها علانية وتقبل ذاتها بلا تزييف، تأسرنا أكثر مما يفعل الخيال المطلق
===
والآن
حدثني أخي اللماوي
هل من شخصية أدبية ظلت حية في ذاكرتك، تخاطبك كلماتها العميقة،
كان في ضعفها قصة بطولة، وفي إنسانيتها حكاية ملهمة لا تنسى ؟
وإلا فأخبرنا عن رأيك في الشخصيات في الأدب العربي، هل تجدها جسرا يصل بين نفسية الكاتب والقارئ فعلا ؟
ختامًا هل ترى أن البطولة الحقيقية تكمن في القوة الخارقة أم أنك توافقني في كون الإنسان العادي بطل بكل ما يحمله من ضعف ؟
تحية طيّبة
[ لمعانُ الأحداق ]
عساكم بخير أفاضل اللمة
وددتُ الحديث عن موضوع خطر بالبال وأنا أتذكر بعض ما قرأته من روايات
وأعني بالذكر روايات " رضوى عـاشور " و تحديدا روايتها " الطنطورية "
[ نسبة إلى قرية " الطنطورة " الواقعة في منطقة حيفا بفلسطين،
التي تم تدميرها في نكبة 1948 ]
في رواية " الطنطورية "، تتجلى الشخصية الرئيسية، دُرية، كرمز حي للبطولة والإنسانية في أبهى صورها
درية ليست بطلة خارقة، ولا تحمل صفات الكمال المثالي، بل هي امرأة فلسطينية عادية،
تعيش مأساة شعبها بكل تفاصيلها، وتتحمل ألم النزوح، الفقد، والاغتراب، لكنها في الوقت ذاته تقاوم، تصمد، وتحلم
هذه الشخصية تتقاطع مع جوهر الأدب الإنساني، حيث لا يكمن السحر في القوة الخارقة،
بل في الصمود اليومي أمام قسوة الواقع، وفي الإصرار على الحفاظ على الكرامة والهوية وسط التهديدات
درية تعلمنا أن البطولة ليست بالضرورة في القتال أو في الانتصار الحاسم،
وإنما في المقاومة التي تولد من رحم الألم، في القدرة على التمسك بالإنسانية وسط الخراب
نراها تتألم من الفقد، تحنّ إلى وطنها الذي دمرته آلة الحرب، وتعاني من الظلم والشتات،
لكنها لم تستسلم لليأس، بل تشكل صوتًا ينبض بالأمل والصمود
من حكاية درية
جِئت بفكرة موضوعي هذا
[ الشخصيات الأدبية : بين البطولة والإنسانية ]
===
في عالم الأدب الرحب، حيث تتلاقى الكلمات لتنسج من خيوط الحرف عوالم متشابكة،
تنبثق شخصيات أدبية كأنها أرواحٌ تستقلّ عن سطور النص، تتنفس، تحلم، تتألم، وتنتصر أو تنهار،
تمامًا كما نفعل نحن البشر في محطات حياتنا المتعددة
ليست الشخصيات الأدبية مجرد رموز جامدة أو أدوار تُلعب ضمن مشاهد سردية،
بل هي مرآةٌ صادقة تعكس زوايا النفس الإنسانية بكل ما فيها من تناقضات، ضعف، قوة، وبطولة
===
قد ترتبط في أذهاننا فكرة البطولة بكونها المظاهر العظيمة،
والانتصارات الساطعة التي تُخلّد الأبطال في كتب التاريخ والأساطير،
ولكن في الأدب تتسع دائرة المعنى وتتشعب، فالبطولة ليست دائمًا قهر الأعداء أو إحداث المعجزات،
هي أحيانًا تعبيرٌ عن لحظةٍ هادئة من الصمود في وجه الألم،
أو قرارٌ بسيط يشعّ نورًا وسط عتمة اليأس، أو حتى صمتٌ حكيم في خضم الصراعات الداخلية
شخصيات تجسد البطولة بشفافية عميقة، دون رتوشٍ مزيفة أو ألوانٍ براقة
تظهر لنا ضعفها، هواجسها، شغفها، وانكساراتها، فتقربنا من فهم أنفسنا ونبضات قلوبنا
تسقط وتتعثّر، لكنها تنهض، لا تقدم لنا مثلًا عن الكمال المستحيل، بل عن الكفاح الحقيقي،
عن الإصرار على الاستمرار رغم كل الصعاب
===
في هذا السياق، تكمن روعة الأدب
فهو لا يبتغي أن يصنع منا أبطالًا خارقين بلا عيوب، بل يسعى إلى بناء الإنسان بكل إنسانيته،
ليعلمنا أن العظمة الحقيقية تكمن في القدرة على مواجهة الذات والاعتراف بالخطأ،
وفي تحمل تبعاته بشجاعة
يجعلنا نرى في كل شخصية بطلاً وإنسانًا
فالشخصيات التي تحمل ضعفها علانية وتقبل ذاتها بلا تزييف، تأسرنا أكثر مما يفعل الخيال المطلق
===
والآن
حدثني أخي اللماوي
هل من شخصية أدبية ظلت حية في ذاكرتك، تخاطبك كلماتها العميقة،
كان في ضعفها قصة بطولة، وفي إنسانيتها حكاية ملهمة لا تنسى ؟
وإلا فأخبرنا عن رأيك في الشخصيات في الأدب العربي، هل تجدها جسرا يصل بين نفسية الكاتب والقارئ فعلا ؟
ختامًا هل ترى أن البطولة الحقيقية تكمن في القوة الخارقة أم أنك توافقني في كون الإنسان العادي بطل بكل ما يحمله من ضعف ؟
تحية طيّبة
[ لمعانُ الأحداق ]