الشخصيات الجهادية المعاصرة

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

zella2007

:: عضو مُشارك ::
إنضم
30 نوفمبر 2007
المشاركات
321
نقاط التفاعل
1
النقاط
7
في خطاب له في كليّة وست بوينت العسكرية في أيار من عام2006، قارن الرئيس الأميركي جورج بوش بين الحرب ضد المتطرفين الإسلاميين مع الحرب ضد الشيوعية طوال سنوات الحرب الباردة. وعلى حد تعبيره:"مثلما حدث أثناء الحرب الباردة، فنحن نقاتل أتباع أيديولوجيا قتل تحتقر الحرية وتنقض على الخارجين عنها ولها أطماع توسعية وتسعى لتحقيق أهداف توسعية".
فالافتراض السائد في الولايات المتحدة هو أن الانتصار على الشيوعية جاء بعد جهد مضنٍ لفهم العدو بشكل تام وعقيدته ونقاط ضعفه وكيفية استغلال ذلك. الآن وبعد خمس سنوات من الحرب على الإرهاب، يعتقد الكثيرون أنه لا يوجد لدى الولايات المتحدة نفس المعرفة والفهم للأيدولوجيا التي توجه الأعداء. بالتالي، جاء هذا الأطلس ليبين من هي الشخصيات الأكثر تأثيرا في الفكر الجهادي وكيف يفكرون وأين هي نقاط قوتهم وأين هي بالتالي نقاط ضعفهم.
وفقاً لهذه المعطيات يحاول "أطلس العقيدة العنيفة"(وهو كتاب ضخم إذ جاء بواقع 361 صفحة وثلاثة أجزاء. صدر عن مركز محاربة الإرهاب في نيويورك) التعرّف على النتائج العملية لتحديد الرسائل الأقوى والأكثر تأثيرا التي يمكن تحويلها وتوجيهها إلى بعض المناطق والقواعد(التيار المركزي المسلم) ضد الجهاديين.
يقدم هذا الكتاب محاولة شاملة لفهم أفضل للأيدولوجيا التي توجه وتقود الحركة الجهادية. وجاء في المقدمة بأن "الكم الهائل من المعلومات الموجودة في الأطلس تزود جيلا جديدا من الباحثين والمحللين بالبيانات والأدلة التي يحتاجونها لفهم أعدائنا لرسم اسـتراتيجيات لمحاربتهم".
يعرض الجزء الأول جداول وقوائم بأكثر النصوص شعبية عن مواضيع الجهاد والتوحيد. أما القسم الثاني فيتناول ببلوغرافيا وملخصا لكل كتاب أو نص. والقسم الأخير يقدم قائمة بيوغرافية(سير) بأسماء الشخصيات والمؤلفين الأكثر اقتباسا.
--------------------------------------------------------
مقترحات للرسائل الإعلامية والسياسية المضادة
يذهب الأطلس باتجاه أن على الولايات المتحدة أن تستوعب أن لها مقدرة متواضعة لتحدي الحركة السلفية بشكل فكري. فالحركة اكتسبت زخما كبيرا واكتسبت تأييدا وشعبية من الجماهير خلال القرن السابق. وبالتالي تشكل الحركة كتلة مهمة من المسلمين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فالحكومات الغربية لا تتمتع بالمصداقية ولا بالتجربة الثقافية اللازمتين للتقليل من شعبية الحركة السلفية. ويتوصل التقرير في نهاية الأمر إلى توصيات مهمة حول الجهود المضنية والكبيرة التي على الحكومات الغربية اتباعها للتقليل من شعبية هذه الحركات.
من أهم هذه التوصيات هو أن يطلق على الحركة الجهادية برمتها اسم "القطبية" نسبة إلى سيد قطب. السبب أن الجهاديين أنفسهم لا يحبون هذا التوصيف، ولا أن يطلق عليهم هذا الاسم لان هذه العلامة سلبية، وإذ تعطي انطباعا أنهم يتبعون بشرا وأنهم أعضاء من مذهب منحرف. فالملتزمون بالحركة يعتبرون "القطبية" لقبا سلبيا وهم بالتالي يفضلون تسمية الجهادي أو السلفي.
التوصية الثانية مفادها أن يتم تسليط الضوء على التصريحات التي يطلقها رجال الدين السلفيون، والتي تدين الإرهاب الجهادي. وهذا يتطلب إقناع المفكرين المؤثرين في الحركة من إدانة بعض الأهداف والتكتيكات.
فأبو بصير الطرطوسي(عبدالمنعم حليمة)، على سبيل المثال، صدم زملاءه الجهاديين عندما أدان هجمات لندن.ونفس الشيء حدث عندما أدان أبو محمد المقدسي تكتيكات الزرقاوي.
توصية أخرى هي التركيز على القضايا التي تفصل بين الجهاديين والتيار المسلم المركزي، كجزء من استراتيجية نزع الشرعية عن العنف المستخدم ضد غير المقاتلين، والتركيز على "العمل المسلّح" كأسلوب غير فعال لإحداث التغيير الاجتماعي الداخلي. وهذا يتطلب أيضا مواجهة المواضيع التي تتكرر في أدبيات الجهاديين من خلال إرسال الرسالة التالية:"يريد الجهاديون نظاما شموليا للحكم والذي لا يسمح من خلاله لأي واحد بالتفكير لنفسه. أي واحد لا يشترك معهم في فهم الإسلام يعد كافرا يجب إعدامه. وإذا أردت أن ترى كيف يمكن أن تكون دولة الإسلام، ما عليك إلا أن تنظر إلى نظام الحكم في طالبان". "الرسالة الجهادية هي في غاية الضعف، وغير جذابة، وبالتالي لجؤوا لتوظيف العنف لعدم قدرتهم على إقناع الناس. فهم يزعمون أنهم يدافعون عن الإسلام، لكنهم في واقع الأمر يعطونه اسما سلبيا". ذكّر الناس بماذا حدث عندما جاء الجهاديون إلى الحكم. ويمكن لهذا أن يتم عن طريق الدعايات والأفلام الوثائقية التي تركز على المذابح والجرائم التي ارتكبتها طالبان والقاعدة في الفلوجة. لكن، بما أن الحكومات الغربية تعاني من أزمة مصداقية في الإقليم فإنها يجب أن تقوم بذلك بشكل غير مباشر.
ابن تيمية؛ أبرز مراجع الجهاديين
يتناول الأطلس مجموعة مؤثرة من العلماء والمفكرين المسلمين. وهؤلاء المؤلفون مقسمون إلى مجموعتين. فهناك كتّاب من العصور الوسطى وآخرون من العصور الحديثة. والمفكرون من العصور الوسطى معروفون بأنهم محافظون، ويقدمون تفسيرات جامدة للقانون الإسلامي. وأكثر من ذلك فإن لغالبيتهم تأثيرا واضحا بين التيار السلفي المركزي، وهذا ما يعزز الانطباع بأن الحركة الجهادية هي جزء عنيف من الحركة السلفية، فيتم اقتباس هؤلاء الكتاب والمفكرين من العصور الوسطى لأسباب مهمة: أولا لأنهم مفكرون يتمتعون باحترام كبير من قبل المسلمين المحافظين، لذلك فإن الاقتباس منهم إنما يمنح نوعا من الشرعية للفكر الجهادي، وثانيا لأن الجهاديين وجدوا في تفسيراتهم التي تساند توظيف العنف ما يستندون إليه.
وهنا يمكن الإشارة إلى ابن تيمية كمثال على السلطة الفكرية الأكثر تأثيرا في الفكر الجهادي. وهنا يمكن الإشارة إلى الفتوى التي قدمها بخصوص المغول الغزاة، والتي برر فيها الجهاد ضد الغزاة وجادل فيها أن قادة المغول الذين تحولوا إلى الجهاد هم غير مسلمين حقيقيين. فالواقع يشير إلى أن هذه الفتوى هي الأكثر استحضارا في تسويق وتبرير الهجوم وقتال العدو القريب(الأنظمة العربية التي لا تطبق الشريعة الإسلامية) في الفكر الجهادي. لذلك وضع الأطلس في مقدمة كل نص نسبة الاقتباس والتي تظهر النسبة العامة لاقتباس ابن تيمية في كل نص.
النصوص الأكثر قراءة لدى الجهاديين
بطبيعة الحال لا يمكن أن أعرض كل "النصوص الجهادية" التي قدّمها الكتاب، لضيق المساحة المتاحة في هذا العرض والتقديم، لذلك سأعرض بشكل انتقائي عددا من هذه النصوص وكيف تناولها الكتاب موضع العرض. جميع النصوص المأخوذة هي من اللغة العربية وتم اختيار هذه النصوص استنادا على عدد المرات التي قُرئت فيها النصوص أو تم تنزيلها من الشبكة العنكبوتية. فالمنهجية المتبعة في إعداد هذا الكتاب استندت على ما يسمى ”تحليل الاقتباس"، بمعنى معرفة كم مرة تم اقتباس هذا النص أو ذاك. وعليه تم تحديد تأثير هذه النصوص. وقام معدو هذا الكتاب بحصر هذه النصوص وتبويبها وتلخيصها.
النص الأول هو "وقفات مع الدكتور البوطي في كتابه عن الجهاد"، الذي نشره منبر التوحيد والجهاد على الانترنت. وفي هذا النص يناقش
194168.jpg

عبدالآخر حمّاد الغنيمي الفكر الجهادي عند البوطي. يعكس هذا الكتاب الجدل المستمر بين الاتجاهات الرئيسية بين الإسلاميين. ويميز بين اتجاه يعد أكثر براغماتية واتجاه آخر يعد أكثر تطرفا.
وفي تقديمه لهذا الكتاب، يقول إن أكثر المفاهيم تشويشا هو مفهوم الجهاد. متّهِما، في الوقت ذاته، بعض الكتّاب الإسلاميين من إفراغ المفهوم من محتواه. ويقدم اختلافه مع البوطي في عدد من المواضع. فهو يقدم تعريفا لغويا للجهاد بمعنى جهد وكفاح، أما اصطلاحا فهو القتال لجعل كلمة الله هي العليا. فالبوطي في كتابه يجادل بأن هناك بين الإسلاميين تركيزا حصريا على القتال للجهاد، ويضيف أن بُعد الدعوة في الجهاد هو الأكثر صلة. ويقول عبدالآخر حمّاد الغنيمي أن هناك اتفاقا ضمنيا في الأمة أن الجهاد يحدث على مستوى اللسان والسيف ومن الخطأ التقليل من شأن أي منهما. إلا أنه يضيف بأن الجهاد بالروح والمال أعلى مرتبة من الجهاد باللسان.
ويؤسس الغنيمي لمفهوم الجهاد بالقول انه مرّ بمراحل متعددة. فقد بدأ في مكة لمدة ثلاث سنوات بدعوة لسانية إلى أن بأا الكفار بإلحاق الأذى بالمسلمين. أما المرحلة الثانية فكانت في المدينة إذ أُذن للمسلمين بالقتال. وتُقسم هذه الفترة إلى ثلاثة أقسام: القتال بعد أخذ الإذن، مقاتلة من يهاجم المسلمين، مقاتلة الكفار.
ويضيف الغنيمي أن مقاتلة الكفار جاءت نتيجة لتطور تدريجي لمفهوم الجهاد. وبهذا يختلف مع البوطي الذي يعتبر كل واحدة من هذه المراحل الثلاث مرحلة خاصة يمكن تطبيقها في حالات خاصة وبظروف مناسبة. وعلى عكس البوطي، يجادل الغنيمي أن الجهاد ضد الكفار هو بسبب كفرهم، وليس بسبب الرغبة في منعهم من القيام باعتداءات.
النص الثاني هو للدكتور عبدالله عزام، وهو بعنوان "آيات الرحمن في جهاد الأفغان". وهذا النص موجود على شبكة الانترنت وسبق أن نشر عام1984. السياق العام لهذا النص هو قتال السوفييت. وفي نقاشه للجهاد، يقول عبدالله عزام إن الهدف الأساس من الجهاد هو إقامة دولة إسلامية. ويضيف أن قصة أفغانستان هي قصة إسلام جريح موجودة في كل مكان في فلسطين والفلبين وسورية ولبنان وتشاد ومصر الخ.
الجهاد بهذا المعنى جاء ليبعث في النفوس الأمل ويحيي في الأعماق الإصرار والعزم على مواصلة الطريق مهما جلت التضحيات وبلغت التكاليف. والجهاد في أفغانستان هو مجرد بداية استعادة القبلة الأولى "القدس" إذ يتحدث عبدالله عزام عن معجزات الرسول والصحابة ويشير إلى معجزات حدثت مع المقاتلين والمجاهدين ضد السوفييت وكل هذا لإضافة شرعية على ما يقوم به المجاهدون في أفغانستان. ويقول لو أن البخاري مايزال على قيد الحياة لضم إلى "صحيحه" بعضا من هذه القصص.
ويضم الأطلس أيضا نصا آخر لعبدالله عزام وهو كتاب بعنوان "الدفاع عن أراضي المسلمين أهم فروض الأعيان". يتحدث في هذا الكتاب عن الجهاد بلغة جدلية ديالكتيكية بين قوى الشر والخير لمصلحة إصلاح البشرية. ويقدم نوعين من الجهاد ضد الكفار ويتحدث بشكل خاص عن الجهادا الاستباقي لمنع أي هجوم محتمل مع التأكيد على دور الإمام بهذا الصدد. ويقتبس من ابن تيمية عندما قال عندما يقرر العدو الهجوم فإن على المسلمين اتخاذ ردة فعل سواء أكانوا هدفا للهجوم أو لم يكونوا. ويطالب عزام بمقاتلة الغزاة وتحقيق الوحدة الداخلية بين المسلمين بصرف النظر عن التباين والاختلافات في التعليم الإسلامي. ويصر على أحد أهم الأفكار الأساسية لمفهوم الجهاد ومفادها أنه إذا ما احتل جزء من أرض المسلمين فإنّ المرأة تخرج من دون إذن زوجها، وكذلك يخرج الابن، وتخرج البنت من دون إذن والديهما للجهاد في سبيل الله. اللافت أن عبدالله عزام يعطي أولوية لأفغانستان على فلسطين إذ اعتبر أفغانستان أقرب من فلسطين لإقامة دولة إسلامية.
نص آخر هو كتاب عبدالرحمن عبدالخالق الذي جاء بعنوان "مشروعية الجهاد الجماعي". الهدف من هذا الكتاب هو تقديم تفسير مخالف لأولئك المسلمين الذين يجادلون أن تشكيل جماعات إسلامية فردية(مثل جماعات الدعوة والجهاد) هو أمر غير شرعي حسب الشريعة الإسلامية. ويجادل أيضا ضد من يقول إن الجهاد غير مسموح به من دون وجود خليفة. يقول: إن عمل هذه الجماعات مثل جماعات التبليغ والجماعات السلفية هو أمر جائز شرعا لأنها تعمل استجابة لفريضة دينية(مثل الصلاة والتعليم وإعطاء الزكاة) وهي أمور غائبة في بعض المجتمعات المسلمة. ويستخلص بأن الجماعات الجهادية وجماعات الدعوة هي جائزة شرعيا باستثناء الأماكن التي تطبق فيها الشريعة الإسلامية. كما انه يجادل بإمكانية إعلان الجهاد من دون وجود خليفة شريطة توفر إمام يوجه الجهاد.
عبدالرحمن حسن كتب مقالا بعنوان "القذافي مسيلمة العصر" ونشر عام 1998. يتناول المقال العلاقة الإشكالية بين الحركات الإسلامية والنظام التسلطي للعقيد معمر القذافي. ويهدف الكاتب إلى نزع الشرعية عن القذافي استنادا على فرضيتين تبرران قتال القذافي: أولا، غياب الشرعية الوطنية والشعبية عن هذا النظام، وثانيا، أن كل ما يمثله القذافي هو ضد الإسلام. ويجادل أن استقلال ليبيا من الهيمنة الأجنبية هو مسرحية للتغطية على العلاقة السرية بين القذافي والغرب.
ويتهم الكاتب القذافي بإساءة استخدام ثروات ليبيا وفي إساءة العلاقة مع العرب. ويتهمه أيضا بأنه لا يحترم الإسلام والرسول وانه يسيء تفسير القرآن ويفصل بين الدين والدولة. فالكاتب يدين رأي القذافي بان ليس للإسلام علاقة بالسياسة. وفي نهاية مقالته، يشدد الكاتب على أن إطلاق حملة جهاد ضد النظام الليبي هي مبررة حتى يقول الله كلمته في نهاية المطاف.
وفي مقال آخر للمؤلف جميلا أبو سعد جاء بعنوان "الحرب الصليبية على العراق"، يسلط الضوء على أن المسلمين اعتادوا على واقع الاحتلال. ويجادل المؤلف أن احتلال العراق جاء لأنها مركز الإسلام: فقد لعب العراق دورا مهما في نشر الإسلام في العالم وإيقاف الغزوات الصليبية وهو مركز المعرفة ومصدر عز وفخار للمسلين على مر العصور.
وقدم أبو سعد الأسباب التي دفعت بالولايات المتحدة إلى احتلال العراق، وهي خسارتهم المواجهة في أفغانستان مع طالبان والقاعدة. ولذلك بحثت الولايات المتحدة عن طريقة أفضل لحفظ ماء الوجه ولإعادة النظر في مصالحهم السياسية والعسكرية. ويعتبر أن الغزو الأميركي للعراق ما هو إلا استمرار للحروب الصليبية على الأمة الإسلامية، والتي بدأت بالحرب في أفغانستان.
ويستخلص نتيجة مفادها أن الجهاد وحده يستطيع أن يحشد طاقات الأمة والشعب وهذا وحده سيكون له الأثر الكافي على العدو. وينادي بأن تتضافر جهود المسلمين في كل أنحاء العالم للعمل معا ضد المحتل. من هنا يرفض مقولة إن هناك مقاتلين أجانب(أنصار) لأن الإسلام هو القاسم المشترك بينهم جميعا. وهو يوصي أن الاستراتيجية الجهادية يجب أن تستند على إطالة أمد الحرب لأن العدو سوف يمل ويتعب ويستسلم في نهاية الأمر، ويجب أن تأخذ شكل الميليشيات في تنفيذ عمليات موجعة وأيضا توسيع وتنويع عمليات الجهاد.
وفي كتاب لأبي بصير الطرطوسي بعنوان "مبادرة الجماعة الإسلامية اعتراف بالخطأ أم انهيار وسقوط"، يوجه نقدا قاسيا لقرار الجماعة الإسلامية في مصر المتعلق بوقف كل أشكال العنف. فقد أجمعت قيادة الجماعة الإسلامية في مصر أن كل أشكال العنف ضد الحكومة المصرية كانت خاطئة ومضرة لاستقامة وكرامة الأمة. ومع ذلك فهم مصرّون على أن العدو الحقيقي هم اليهود. ويختلف مع قادة الجماعة الإسلامية عندما اعتبرت أن الحكومة المصرية شرعية. ويصر أبو بصير الطرطوسي على أن هناك مئات الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تبين أن الجهاد مسموح به من الله كفريضة دينية على المؤمنين. ولا يتفق مع قولهم إن الجهاد مدمر للمسلمين بالقول إن الجهاد حياة.
مقال آخر لأبي قتادة الفلسطيني بعنوان "الحركات الإسلامية والتحالفات المعاصرة" يزعم فيه أن التطور الأكبر خطورة على الحركات الإسلامية المعاصرة تكمن في انخراطها في تحالفات مع القوى غير المسلمة الحديثة. وهذه المصيبة، على حد تعبيره، بدأت مع تقديم الفكر الوطني الذي حدث مع الغزو الأخير للمجتمعات الإسلامية. وأخذ الانحراف شكلين: الأول عندما دعم القادة والمفكرون الإسلاميون القضية القومية أو الثورة العربية الكبرى ومقاومة الحكم العثماني وبالتالي اللعب لصالح القوى الامبريالية.
الانحراف الآخر هو خدمة العلماء للأنظمة التي توظف الإسلام كوسيلة لبقائها بينما حقيقة ولائها هي للغرب. ويستعرض في مقالته أمثلة على هذه التحالفات مثل تحالف عبدالناصر مع الإخوان المسلمين...الخ. ويطرح سؤالا افتراضيا هو: ما هي الأسباب التي تدفع بالقادة المسلمين والعلماء للانخراط في هذه التحالفات؟ ويجيب على هذا التساؤل بالقول إن السبب الحقيقي هو نقص الفهم العميق لديهم بالدين ولأنهم لا يستوعبون الواقع بشكل كاف.
أبو محمد المقدسي، منظّر السلفية الجهادية، كتب كتابا بعنوان "الديمقراطية دين". يشبه هذا النص الرسالة التي بعث بها أيمن الظواهري إلى الشيخ عبدالعزيز بن باز. إذ يؤكد الكتاب على ضرورة مقاومة الحاكم الطاغي. والتشريعات الديمقراطية تقوم بما يقوم به الطواغيت عندما يساوون أنفسهم بالخالق عز وجل. فالذين يسنون قوانين من قبل البشر فهم يتحدون السيادة الربانية. وهذا بعينه شرك ومن أكبر الخطايا التي ترتكب ضد الله.
فهؤلاء المشرعون لا يؤمنون بالله والقانون الرباني لذلك من واجب كل مسلم أن يقاتلهم بالجهاد. والديمقراطية هي شك بالله وكفر. فهي بهذا المعنى حكم الطاغوت والبشر وليس حكم الله. وهي تتنافس مع الدين الإسلامي. ويختم الكتاب بنقاش مفهومي الشورى والديمقراطية. فالفرق بينهما، بحسب المقدسي، هو أن الديمقراطية حكم الأغلبية بينما الشورى تستند على القانون الممنوح من الله. فالديمقراطية جاءت من أوروبا الملحدة التي فصلت بين الدولة والكنيسة. وبعد الاشتراكية جاء الدور على الإسلام، فالديمقراطية تحاول صرف نظر المسلمين عن الطريق الصحيحة المتمثلة بالشريعة.ويدين أبو قتادة المسلمين الذين يقولون إن الشورى والديمقراطية هما نفس الشيء.
"معالم في الطريق" هو كتاب مهم للمفكر سيد قطب. يتناول قطب فيه مسألة ما اعتبره الإفلاس القيمي في البشرية وأن الإسلام هو وحدة القادر على ملء الفجوة. يقول بأن هناك حاجة لمجموعة إسلامية للقيادة واستعادة دور الإسلام الصحيح. ولهذه المجموعة خصائص: الجدية والقدرة على التأقلم مع احتياجات كل مرحلة. وبالنسبة له فالجهاد هو ضروري لإعادة الحاكمية وتحرير البشر. ويفيد أن المعركة بين المؤمنين وأعدائهم هي معركة أيديولوجية وليست سياسية أو اقتصادية.
كتب أسامة بن لادن مقالا بعنوان "توجيهات منهجية(2)". يبدأ المقال ببيان كشف الاعتداءات ضد المسلمين والإسلام في الشيشان وفلسطين وكشمير والفلبين والعراق والسودان. ويشبّه التحالف بين بوش وبلير باتفاقية سايكس بيكو إذ إن كليهما يمثلان حكما واحتلالا صليبيا وكليهما يسعيان لتدمير الأمة الإسلامية. فالحرب التي يشنها بوش وبلير هي في حقيقة الأمر حرب على الإسلام. والتهديد الأكبر على الإسلام هو نتاج التحالف الامبريالي الصهيوني الذي يقوده اليهود إذ إن الهدف هو إقامة إسرائيل الكبرى التي تضم كلا من فلسطين والأردن وأجزاء من السعودية والعراق وسورية ولبنان.
والوسيلة، وفقاً لابن لادن، لدحر مثل هذا الخطر هي الجهاد. فلقد وعدت الأمة النصر لكنه تأخر لأن الأمة أهملت الجهاد. ولا يكمن النصر بالديمقراطية وإنما بالميدان. فقد أثبت تدمير المدمرة كول وأحداث الحادي عشر أن أميركا هي ضعيفة وإنه من الممكن توجيه ضربات موجعة لها. ويجادل أن العوائق أمام النصر هو خدمة العلماء مثل كرزاي وعمله مع غير المؤمنين. وهو يحث المسلمين على تبني الجهاد وترك ملذات الحياة.
أيمن الظواهري كتب نصا بعنوان "موقفنا من إيران: الرد على تهمة التعاون بين الحركة الجهادية السلفية وإيران الرافضية". يقول الظواهري إن الأنباء التي ترد في الأخبار عن تعاون مع إيران هي محض افتراضات. ويحدد في هذا النص النظرة إلى إيران. "لقد خلق الشيعة بدعة شوهت من صورة السنة والقرآن وشوهت صورة الخليفة من خلال الحديث عن مفهوم الإمام الإثني عشر". ويفيد الظواهري أن أي شخص يؤمن بذلك هو خارج عن ملة الإسلام. وحتى بعد مجيء ثورة الخميني الذي قال فيها الإمام الخميني إنه لا فرق بين الشيعة والسنة، فقد أثبتت إيران أنها لا تهتم إلا بمصالح الشيعة فقط.
ويطرح الظواهري مثالاً؛ كيف أن الإمام الخميني أيّد هجوم حافظ الأسد ضد الإخوان المسلمين في سورية في بداية الثمانينيات، وكذلك موقفه من الجهاد في أفغانستان. ويقول الظواهري إن الحركة الجهادية في مصر لم تتلق أية مساعدات من إيران، وحذّر من أن الحركات التي تعمل في كنف إيران لن تجني احترام السنة في الوقت الذي يفقدون فيه حريتهم في العمل.
ويكتب أيضا أيمن الظواهري مقالا بعنوان "مصر المسلمة بين سياط الجلادين وعمالة الخائنين". في هذا المقال يحدد الظواهري أربعة أنواع من الجرائم أو الفساد الذي يرتكبه النظام الحاكم في مصر ضد الإسلام: في البرلمان والسياسة الخارجية والتعليم والسياسة الداخلية. فالدستور المصري كتب متعارضا مع الشريعة الإسلامية. فعندما يتحدث الدستور: أن السيادة هي مصدرها الشعب، فمعنى ذلك البرلمان المصري المنتخب والممثل للشعب وليس الخالق. وفي مجال السياسة الخارجية يتبع النظام الحاكم الولايات المتحدة وإسرائيل في مقاومة الصحوة الإسلامية. ويشير إلى معاهدة السلام واصفا إياها بالاستسلام. وينتقد على المستوى الداخلي قانون الطوارئ الذي يمكن الحكومة من اعتقال المواطنين المصريين وما يناله السجناء من تعذيب. ويتكلم عن سيطرة الحكومة على مؤسسات التعليم من خلال السيطرة على الأزهر.
حجج الجهاديين وقضاياهم الرئيسة
من خلال هذه العينة وغيرها فإنّ الملاحظ أنّ موضوعاتها تركزّت حول قضايا رئيسة منها أن الدول في الشرق الأوسط تمتاز بالضعف. فلا يمكن لهذه المجتمعات أن تزيل حكم مستبد أو تدخل إصلاحات من دون تلقي مساعدة من الخارج. وبهذا المعنى فإن الجهاد هو السلاح الوحيد الذي يقوي الجبهة الداخلية ويدخل الإصلاحات. والملاحظ أن الكثير من هذه النصوص كتبت كرد على انتقادات وجهت للحركة الجهادية.
أما القضية الثانية فهي تعميم الصراع بخلق ثنائية الشرق والغرب؛ إذ يمكن تقديم خدمة جليلة للجهاد عندما يظهر الخلاف والنزاع الداخلي والخارجي وكأنه صراع بين الإسلام والغرب. بمعنى أن الإسلام يتعرض لحملة شرسة وهو تحت الحصار ولا يمكن الخروج من هذا الحصار إلا باللجوء إلى الجهاد.
أمّا القضية الثالثة فهي تبريرية من خلال التركيز على أن الجهاد الذي يسبب الأذى ضد المدنيين والبلاد المسلمة هو مسوّغ دينيا، وضروري وهو نتيجة خطأ الغرب وإسرائيل و"الأنظمة المرتدة".
أما القضية الرابعة فهي رفض التعددية والإصرار على وحدة التفكير. وأخيراً التوعد باستمرار الجهاد حتى تتم إقامة أنظمة سياسية إسلامية في كل بلد عربي وتطبق الشريعة الإسلامية.
الخلاصة
هذا الأطلس استطاع الاقتراب من العديد من النصوص الحيوية في التأثير على الحركات الجهادية اليوم، وفي بناء ايديولوجيا وسيكولوجيا الفرد، المجموعة، التنظيم الجهادي، وكذلك قدّم قراءة كمية ونوعية في النصوص الأكثر تداولاً وتأثيراً من خلال رصد شبكة الانترنت وعمليات التنزيل الالكترونية، وهو ما يتيح التمييز بين المراجع والشخصيات الحيوية والمراجع غير الأساسية أو التي لا تحظى بدور حقيقي في بناء "المشروع الجهادي" الحالي.
إلاّ أنّ هذا الكتاب قطعا غير كاف لشرح ديناميكية تطور الفكر الجهادي. بخاصة السياق التاريخي والمراحل التي مرت بها هذه الجماعات وأيديولوجيتها والتي عكست من جهة أخرى تحولات الشروط التاريخية والظروف السياسية التي مرت بها الدول والمجتمعات العربية والمسلمة المعاصرة، فمن المعروف أنّ الفكر لا ينبع من فراغ إنما يتفاعل مع واقع يتطور ويتأقلم من خلاله، وبعدم قراءة ديناميكية التفاعل مع الواقع فإنّ دراسة الأيديولوجيا تبقى غير مكتملة وغير موضوعية.
غني عن التعريف بتحيّز العديد من الدراسات الغربية، بخاصة انّ الكتاب الحالي صادر عن مركز مكافحة الإرهاب في نيويورك، فيركز على مكافحة "الجهاديين" ومحاربتهم سياسياً وإعلامياً، دون التطرق إلى أحد أسباب نمو وصعود هذه الجماعات وانتشار هذا الفكر، وهو بالضرورة الاستفزاز الخارجي من خلال الاحتلال والهيمنة ودعم النظم المستبدة، فالعامل الخارجي وإن كان ذاق من كأس الإرهاب "الإسلامي" فهو أحد أبرز العوامل المصنّعة لهذه الجماعات والأعمال، بل وبناء مزاج عام يشعر بالتعاطف معها في بعض الأحيان.
 
رد: الشخصيات الجهادية المعاصرة

مشكور على موضوعك خويا لكريم

تقبل تحياتي و المزيد من التواصل
 
رد: الشخصيات الجهادية المعاصرة

بارك الله فيك على الموضوع القيم حقا إنه قيم

بإمكان الغرب دراسة الحركات الجهادية وتحليلها كم ا فعلوا بالشيوعية

ولكن الفرق هو إن الإسلام سينتصر والشيوعية انهزمت
 
رد: الشخصيات الجهادية المعاصرة

شكرا على هذا الموضوع القيم ووفقك الله
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top