التفاعل
49K
الجوائز
4.7K
- تاريخ التسجيل
- 10 أوت 2013
- المشاركات
- 10,947
- الحلول المقدمة
- 2
- آخر نشاط
- الجنس
- ذكر
- الأوسمة
- 43

السلام عليكم اعزائي زوار منتدى اللمة وأحبائي اعضائه ،و المشتاق اليهم من الغائبين وبعد :
البكالوريا في الجزائر ،تجربة فريدة من نوعها ،وامتحان يخوض غماره في كل عام المئات من الطلبة الذي كرسوا جهودهم و طاقتهم لهذا الحدث ،أسبوع من الامتحانات ،كان قبله سنوات من الانضباط و التعب ،السهر و البكاء واحيانا أخرى الفرح ، البكالوريا اعزائي هو المشهد الأخير الذي نترقبه لنهاية فلم ،يبدا منذ اليوم الأول الذي يأخذك فيه والدك او أمك أو احد اوليائك ،الى المدرسة الابتدائية حيث لا تكاد تسأل شخصا زاول الدراسة عن هذا اليوم ،ولو كان في عمر الثمانين الا و ذكره لك كما يذكر تفاصيل الساعة التي امضاها قبل أن يحدثك عن هذا اليوم .
كسائر الاطفال أخذني والدي الى الابتدائية التي درست فيها و تعلمت فيها الحروف كان يوما مليئا بالتوتر ،أمي تجهزئي و جدتي رحمها الله تحشو حقيبتي بما لذ وطاب من الفواكه و السكاكر ،قد يطرح احدكم سؤالا كيف تدخل بحقيبة ؟ و الحقيقة هي انني سجلت دخولا متأخرا بعد اسبوع من انطلاق الدراسة ، ادخلني والدي الى المدرسة و توجه بي الى طاقم الادارة أين استقبلني المدير واستدعى معلمي الذي أخذني معه الى القسم ،كانت المقاعد مكتضة مما اضطرني الى الجلوس بين تلميذين ( زكرياء و فتحي ) لا انسى هذا المشهد ما حييت ، ثم بدا مشواري في الدراسة السنوات الاولى و الثانية كنت تلميذا عاديا لم ترقى رتبتي في القسم الذي يحوي 40 طالبا الا بين الرتبة عشرين و ثلاثين ولا يزال مشهد والدي المحبط من هذه النتائج بين عيني ،الى ان جاء العام الثالث حيث غيرت المدرسة الى أخرى تحت اشراف معلمي نور الدين الذي جمع في تعليمه بين الجد و اللعب وكل شيء لا يخطر على بال وهناك انطلق التلميذ النجيب ولم تنزل رتبتي عن الثالث حتى السنة الرابعة متوسط ،اين دخلت عالم المراهقة والمشاكسة و اشياء أخرى يعرفها المقربون مني في هذا الصرح .
لم تنتهي الحكاية هنا وانتقلت الى المرحلة الثانوية أين كانت معدلات في المتوسط 12 آلى 13 كاعلى معدل في هذه المرحلة ، وصلت الى البكالوريا وكنت الحفيد الأول الذي يصل الى هذه المرحلة ،و الابن الكبير الذي خلفه إخوة ينظرون اليه بترقب ، كان عاما مليئا بالحزن و أشياء اخرى كادت ان تنهي مسيرتي لكن بفضل من الله كنت جيدا في التعايش معها ،لم تكن حوادث موت لا قدر الله ،لكن الاوضاع المادية في تلك المرحلة كانت بائسة بحق . حيث ان دروس الدعم كانت تحتاج مني الى العمل في أوقات الفراغ ،تلك الاوقات التي كنت احتاجها لكي انجز اكثر و اتعلم اكثر ،شهرين فقط ما تلقيته من دروس الدعم لم تكن كافية ،لكن يشاء الله ان يفتح بركاته وينور بصيرتي ويسهل امري في الدراسة .
كنت اواضب في المدرسة القرآنية ،وكان يسمح لنا معلم القرآن نحن تلاميذ المدرسة المنشغلون بالبكالوريا استخدام المدرسة في المساء وبعد المغرب بسبورتها البيضاء وبحاسوبها البطيء ،كنا نستعملهم في تقوية مفاهيمنا جزاه الله عنا خير جزاء ،كنا ندرس مجموعات و القوي في كل مادة يقوم بشرحها للآخر كنت جيدا في مادة العلوم الطبيعية و متوسطا في الرياضيات و الفيزياء و قويا للغاية في مادة اللغة العربية و مشتقاتها من المواد الأدبية ، الى أن وصلنا الى اسبوع البكالوريا .
لم اكن مثل باقي زملائي الانسان الذي يرتاع ويخاف ،بل كنت من اولائك التلاميذ و الاشخاص الذين يستند عليهم زملائهم في تقوية معنوياتهم وتشجيعهم و رفع آمالهم ،اجتزت الامتحان تلو الآخر ولا أذكر انني شعرت بالفزع ربما هي رحمة الله بي في ذالك الأسبوع ،انتهت الامتحانات ودعنا الزملاء و الزميلات في آخر امتحان الفلسفة كان يوما عصيبا مليء بالمشاعر ،ومعه ابتدأت العطلة الصيفية رسميا ،وبدأت معها رحلة البحث عن عمل لفصل الصيف ، يوم بعد يوم يمضي حتى جاء اليوم الموعود يوم ظهور النتائج ،كنت عند عمي مع ابناء عمي على الساعة العاشرة صباحا تجيء ابنة عمي سعيدة اسعدها الله لتخبرنا ان في قناة النهار ذكروا ان النتائج قد ظهرت عبر موقع الانترنت ويالها في دقائق ،خرجت فورا مع ابن عمي لاقرب مقهى انترنت وفي كل خطوة نخطوها تنفجر الزغاريت من احدى البيوت ،وضعت هاتفي في وضع الطيران لان الاتصالات بدات تزعجني وتوترني ابي يتصل ،جدتي ،جدي اعمامي ،دخلت المقهى ، مرحبا سيدي اسأل صاحب المقهى هل يمكنك أن تطلعني على النتيجة ،يجيبني للأسف هناك طابور و الموقع مزدحم !
اذن افتحلي حاسوبا لوحدي حتى اطلع فيه على النتيجة ،كنت جيدا في علوم الحاسب هههه قمت بقرصنة قوة الانترنت في حاسوبي وبعد محاولات تعد على رؤوس الاصابع ،فتح الموقع ، لم اكن احمل معي الاستدعاء ،ولكني سجلت رقم تسجيلي في رسالة على هاتفي الحطبة ،دخلت و الحمد لله وفقت نجاح معدل 12 ،لم يكن يهمني المعدل في تلك اللحظة ،وللاسف لم تكتمل فرحتي لان ابن عمي كان معي ولم ينجح في هذا العام ، خرجت من المقهى ، وتوجهت مباشرة الى منزلي كان يبعد عن مقهى الانترنت حوالي كيلوا متر ونصف ،لا اعرف ولا أذكر كيف مشيتها ،فتحت هاتفي في الطريق وبدأت رسائل الاتصال في الدخول و اتصالات الهاتف بدأت تدخل كنت اغلق على الجميع حتى أتصل والدي لأنه أحق بهذه الفرحة من غيره ، الو ماذا حدث لقد ظهرت النتائج يقول أبي ههه ؟
نعم أعرف ...لقد فعلتها ونجحت هكذا اخبرت ابي لاسمع دوي الزغاريت من منزلي أمي التي لا تجيد هذا الفن لا أدري كيف فعلتها ابعدت هاتفي عن أذني من قوة الزغاريت ،وصلت الى منزلي أين وجدت اطفال الحي في الانتظار لا أدري مالذي حدث لهم ومن ارسلهم لكن الجميع كان يجري الى ليعانقني لا اخفيكم شعوري في تلك اللحظة ،لقد ظننت اني حررت العالم من البؤس ،و شعرت ايضا اني اشفق على نفسي أو انني كنت مثال للشخص اللطيف الذي يستحق ان ينجح لان جميع ابناء الحي الشعبي ينظرون اليه كقدوة ،دخلت منزلي ويالها من مشاعر ووجوه لم ارى قبلها عينا ابي كانت منتفختين وامي ،يعانقني ابي وهو يبكي ،وانا مشدوه من تلك اللحظات ،ماذا فعلت يا ابي ؟ انا لم ارجع سيارتك التي فقدتها بعد افلاسك ،و لم انقذ تجارتك التي ذهبت بعد ان تعرضت لحادث مرور ،امي العزيزة انا لم ادخل عليك بطاقم الذهب الذي بعته من اجل أن ينهض ابي على قدميه و لم يفلح ،لقد نجحت فقط في البكالوريا ؟
هذه الأسئلة لم اكن لأفهمها في ذالك الوقت لكني فهمتها بعد ان اكملت دراستي الجامعية وتوظفت و نجحت في أرجاع اسرتي الى مكانها الطبيعي ..
الحمد لله أولا وأخيرا ،شكرا لكل من قرأ ،بالتوفيق لجميع الممتحنين في السنوات القادمة جدوا واجتهدوا من اجل هذه اللحظة من اجل أنفسكم أولا ووالديكم ثانيا ،شكرا لطاقم المسابقة بالتوفيق للجميع .
البكالوريا في الجزائر ،تجربة فريدة من نوعها ،وامتحان يخوض غماره في كل عام المئات من الطلبة الذي كرسوا جهودهم و طاقتهم لهذا الحدث ،أسبوع من الامتحانات ،كان قبله سنوات من الانضباط و التعب ،السهر و البكاء واحيانا أخرى الفرح ، البكالوريا اعزائي هو المشهد الأخير الذي نترقبه لنهاية فلم ،يبدا منذ اليوم الأول الذي يأخذك فيه والدك او أمك أو احد اوليائك ،الى المدرسة الابتدائية حيث لا تكاد تسأل شخصا زاول الدراسة عن هذا اليوم ،ولو كان في عمر الثمانين الا و ذكره لك كما يذكر تفاصيل الساعة التي امضاها قبل أن يحدثك عن هذا اليوم .
كسائر الاطفال أخذني والدي الى الابتدائية التي درست فيها و تعلمت فيها الحروف كان يوما مليئا بالتوتر ،أمي تجهزئي و جدتي رحمها الله تحشو حقيبتي بما لذ وطاب من الفواكه و السكاكر ،قد يطرح احدكم سؤالا كيف تدخل بحقيبة ؟ و الحقيقة هي انني سجلت دخولا متأخرا بعد اسبوع من انطلاق الدراسة ، ادخلني والدي الى المدرسة و توجه بي الى طاقم الادارة أين استقبلني المدير واستدعى معلمي الذي أخذني معه الى القسم ،كانت المقاعد مكتضة مما اضطرني الى الجلوس بين تلميذين ( زكرياء و فتحي ) لا انسى هذا المشهد ما حييت ، ثم بدا مشواري في الدراسة السنوات الاولى و الثانية كنت تلميذا عاديا لم ترقى رتبتي في القسم الذي يحوي 40 طالبا الا بين الرتبة عشرين و ثلاثين ولا يزال مشهد والدي المحبط من هذه النتائج بين عيني ،الى ان جاء العام الثالث حيث غيرت المدرسة الى أخرى تحت اشراف معلمي نور الدين الذي جمع في تعليمه بين الجد و اللعب وكل شيء لا يخطر على بال وهناك انطلق التلميذ النجيب ولم تنزل رتبتي عن الثالث حتى السنة الرابعة متوسط ،اين دخلت عالم المراهقة والمشاكسة و اشياء أخرى يعرفها المقربون مني في هذا الصرح .
لم تنتهي الحكاية هنا وانتقلت الى المرحلة الثانوية أين كانت معدلات في المتوسط 12 آلى 13 كاعلى معدل في هذه المرحلة ، وصلت الى البكالوريا وكنت الحفيد الأول الذي يصل الى هذه المرحلة ،و الابن الكبير الذي خلفه إخوة ينظرون اليه بترقب ، كان عاما مليئا بالحزن و أشياء اخرى كادت ان تنهي مسيرتي لكن بفضل من الله كنت جيدا في التعايش معها ،لم تكن حوادث موت لا قدر الله ،لكن الاوضاع المادية في تلك المرحلة كانت بائسة بحق . حيث ان دروس الدعم كانت تحتاج مني الى العمل في أوقات الفراغ ،تلك الاوقات التي كنت احتاجها لكي انجز اكثر و اتعلم اكثر ،شهرين فقط ما تلقيته من دروس الدعم لم تكن كافية ،لكن يشاء الله ان يفتح بركاته وينور بصيرتي ويسهل امري في الدراسة .
كنت اواضب في المدرسة القرآنية ،وكان يسمح لنا معلم القرآن نحن تلاميذ المدرسة المنشغلون بالبكالوريا استخدام المدرسة في المساء وبعد المغرب بسبورتها البيضاء وبحاسوبها البطيء ،كنا نستعملهم في تقوية مفاهيمنا جزاه الله عنا خير جزاء ،كنا ندرس مجموعات و القوي في كل مادة يقوم بشرحها للآخر كنت جيدا في مادة العلوم الطبيعية و متوسطا في الرياضيات و الفيزياء و قويا للغاية في مادة اللغة العربية و مشتقاتها من المواد الأدبية ، الى أن وصلنا الى اسبوع البكالوريا .
لم اكن مثل باقي زملائي الانسان الذي يرتاع ويخاف ،بل كنت من اولائك التلاميذ و الاشخاص الذين يستند عليهم زملائهم في تقوية معنوياتهم وتشجيعهم و رفع آمالهم ،اجتزت الامتحان تلو الآخر ولا أذكر انني شعرت بالفزع ربما هي رحمة الله بي في ذالك الأسبوع ،انتهت الامتحانات ودعنا الزملاء و الزميلات في آخر امتحان الفلسفة كان يوما عصيبا مليء بالمشاعر ،ومعه ابتدأت العطلة الصيفية رسميا ،وبدأت معها رحلة البحث عن عمل لفصل الصيف ، يوم بعد يوم يمضي حتى جاء اليوم الموعود يوم ظهور النتائج ،كنت عند عمي مع ابناء عمي على الساعة العاشرة صباحا تجيء ابنة عمي سعيدة اسعدها الله لتخبرنا ان في قناة النهار ذكروا ان النتائج قد ظهرت عبر موقع الانترنت ويالها في دقائق ،خرجت فورا مع ابن عمي لاقرب مقهى انترنت وفي كل خطوة نخطوها تنفجر الزغاريت من احدى البيوت ،وضعت هاتفي في وضع الطيران لان الاتصالات بدات تزعجني وتوترني ابي يتصل ،جدتي ،جدي اعمامي ،دخلت المقهى ، مرحبا سيدي اسأل صاحب المقهى هل يمكنك أن تطلعني على النتيجة ،يجيبني للأسف هناك طابور و الموقع مزدحم !
اذن افتحلي حاسوبا لوحدي حتى اطلع فيه على النتيجة ،كنت جيدا في علوم الحاسب هههه قمت بقرصنة قوة الانترنت في حاسوبي وبعد محاولات تعد على رؤوس الاصابع ،فتح الموقع ، لم اكن احمل معي الاستدعاء ،ولكني سجلت رقم تسجيلي في رسالة على هاتفي الحطبة ،دخلت و الحمد لله وفقت نجاح معدل 12 ،لم يكن يهمني المعدل في تلك اللحظة ،وللاسف لم تكتمل فرحتي لان ابن عمي كان معي ولم ينجح في هذا العام ، خرجت من المقهى ، وتوجهت مباشرة الى منزلي كان يبعد عن مقهى الانترنت حوالي كيلوا متر ونصف ،لا اعرف ولا أذكر كيف مشيتها ،فتحت هاتفي في الطريق وبدأت رسائل الاتصال في الدخول و اتصالات الهاتف بدأت تدخل كنت اغلق على الجميع حتى أتصل والدي لأنه أحق بهذه الفرحة من غيره ، الو ماذا حدث لقد ظهرت النتائج يقول أبي ههه ؟
نعم أعرف ...لقد فعلتها ونجحت هكذا اخبرت ابي لاسمع دوي الزغاريت من منزلي أمي التي لا تجيد هذا الفن لا أدري كيف فعلتها ابعدت هاتفي عن أذني من قوة الزغاريت ،وصلت الى منزلي أين وجدت اطفال الحي في الانتظار لا أدري مالذي حدث لهم ومن ارسلهم لكن الجميع كان يجري الى ليعانقني لا اخفيكم شعوري في تلك اللحظة ،لقد ظننت اني حررت العالم من البؤس ،و شعرت ايضا اني اشفق على نفسي أو انني كنت مثال للشخص اللطيف الذي يستحق ان ينجح لان جميع ابناء الحي الشعبي ينظرون اليه كقدوة ،دخلت منزلي ويالها من مشاعر ووجوه لم ارى قبلها عينا ابي كانت منتفختين وامي ،يعانقني ابي وهو يبكي ،وانا مشدوه من تلك اللحظات ،ماذا فعلت يا ابي ؟ انا لم ارجع سيارتك التي فقدتها بعد افلاسك ،و لم انقذ تجارتك التي ذهبت بعد ان تعرضت لحادث مرور ،امي العزيزة انا لم ادخل عليك بطاقم الذهب الذي بعته من اجل أن ينهض ابي على قدميه و لم يفلح ،لقد نجحت فقط في البكالوريا ؟
هذه الأسئلة لم اكن لأفهمها في ذالك الوقت لكني فهمتها بعد ان اكملت دراستي الجامعية وتوظفت و نجحت في أرجاع اسرتي الى مكانها الطبيعي ..
الحمد لله أولا وأخيرا ،شكرا لكل من قرأ ،بالتوفيق لجميع الممتحنين في السنوات القادمة جدوا واجتهدوا من اجل هذه اللحظة من اجل أنفسكم أولا ووالديكم ثانيا ،شكرا لطاقم المسابقة بالتوفيق للجميع .