التفاعل
7.5K
الجوائز
858
- تاريخ الميلاد
- 19 ماي
- الوظيفة
- نستقي عِلم العَجم
- الجنس
- أنثى
- الأوسمة
- 14

السلام عليكم ورحمة الله
عساكم بخير أفاضل اللمة
بين دقّات القلوب وأهازيج الفرح ..
[ حكايتي يوم نتائج البكالوريا ]
لطالما كنتُ طالبةً متفوّقة، أحصد المراتب الأولى في كلّ المراحل،
لكن رغم كلّ ما مررت به من اختبارات ونجاحات، بقيت تجربة البكالوريا مختلفة ..
لم تكن مجرّد امتحان عابر، بل كانت معركة العمر،
امتحانًا لا يقيس المعلومات فقط، بل يقيس الصبر، والإصرار، وقوة الحلم
- وأضيف أن هذه السنة لم تكن كسابقاتها
كانت سنة استثنائية بكل تفاصيلها
فالبكالوريا جاءت في سبتمبر بدلًا من موعدها المعتاد،
لأن العالم كله كان يواجه عاصفة الكوفيد 19 " كورونا "
كم كان الأمر مختلفًا أن نحمل الحلم في قلوبنا لأشهر طويلة ونحن محاصرون بالخوف من مرضٍ يغيّر ملامح الحياة،
ويزرع القلق في كل زاوية
كنا ندرس ونحن نسمع عن الإصابات والوفيات، نحاول أن نحمي أنفسنا، نحارب الوباء والشكّ معًا -
كنت أعلم أن اجتيازه يعني عبور جسر طويل، من الضفة التي اعتدتها إلى عالم جديد ينتظرني
منذ ذلك اليوم، تغيّر كل شيء في داخلي
ذلك اليوم علّمني أن لا شيء يضاهي طعم التحدّي حين ينتهي بالنصر
في ذلك اليوم الذي طال انتظاره، استيقظتُ باكرًا، لكن ليس ككل صباح
كانت الشمس تشرق بخجل .. تشاركنا الترقّب والقلق
بدت خجلى، وكأنها تخشى أن تواجهني بالنتيجة قبل أن يعلنها البشر
كل شيء من حولي كان يتآمر مع الصمت : الجدران، الساعات،
وحتى أنفاسي التي صارت تتثاقل وكأنها تخشى البوح بما سيأتي ..
الضوء الذي تسلّل من النافذة بدا متردّدًا ..
كان في صدري ثِقَلٌ لا يُرى، وفي عقلي دوامة من الأفكار تتلاطم كأمواج بحر هائج
رأس مثقل بالتوقّعات، كل ثانية تحمل في طياتها ألف احتمال
اليوم ليس كأي يوم .. اليوم موعد إعلان نتائج البكالوريا، ذلك الباب الذي يفصل بين الحلم والواقع، بين المستقبل والانتظار
موعد نتائج ذلك الامتحان الذي كان جسرًا بين طفولتي وبداية مستقبلي
جلستُ على حافة السرير، أستمع لصوت أنفاسي المرتجفة، وكل ما حولي بدا صامتًا إلا دقّات قلبي التي كانت تعلن ثورة في صدري
كيف ستكون النتيجة ؟ أحاول أن أزرع في نفسي شجاعة وهمية، لكن كل محاولة كانت تنهار أمام سؤال واحد : هل سأفرح ؟ أم سأبكي ؟
اقتربت اللحظة، وصوت الإشعارات بدأ يرن، والأخبار تنتشر في الأرجاء
أمسكت بالحاسوب ويدي ترتجفان، أدخلت رقمي، وضغطت على زرّ الإرسال وكأنني أوقّع عقدًا مع القدر
ثوانٍ قليلة، لكنها كانت أطول من عمري بأكمله
ثم ظهر أمامي ذلك الرقم الذي يعني الكثير .. يعني النجاح
لم أصدّق في البداية، قرأتُه مرارًا وتكرارًا، حتى غمرني اليقين، شعرت بالدموع تتدفّق من عيني قبل أن تسبقها الضحكة
كان الفرح أكبر من أن أحتويه
ركضتُ نحو أمي، وجدتها واقفة ويدها على قلبها، كأنها كانت تحرس الحلم بالدعاء
في عينيها ألف سجدة حمد
ارتميت في حضنها، وبكينا معًا بكاءً يحمل في كل دمعة ذكرى تعب وسهر وأمل
ثم التفتُّ إلى أبي، رأيت في عينيه سماءً من الفخر، كانت نظرته تكفيني عن كل كلمات الدنيا
احتضنني بقوة، وشعرتُ حينها أنني أعطيتُه ما يستحقه من فخر،
وأنني أجمل هدية لسنوات جهده وتعبه ..
أحطت إخوتي بذراعي، عانقتهم واحدًا تلو الآخر، وكأنني أوزّع الفرح بينهم كما توزّع الشمس دفئها على الكون
قبّلت جبين أمي مرة أخرى، وضحكنا جميعًا
ذلك اليوم لم يكن مجرد إعلان نتيجة .. حتى الجدران كانت ترقص معنا
كان إعلان بداية، بداية طريقٍ رسمته بعرقي وجهدي، وزيّنته دموع الفرح
ومن بين كل الأصوات، ظل صوت أبي يتردّد في داخلي :
" رفعتِ رأسنا يا ابنتي "
وجعلتني تلك العبارة أشعر أنني لا أحمل نجاحًا فقط، بل أحمل تاجًا من الفخر على رأسي،
تاجًا صنعته أيادي المحبة والدعاء، وكل السهرات الطويلة التي لم تذهب سدى
ولكل من ينتظر لحظته، أقول :
لا تخف .. كل دعوة رفعتها، كل ساعة سهرت فيها، كل دمعة خفية ذرفتها، ستزهر في وقتها المناسب
النجاح لا يولد صدفة، بل هو ثمرة الصبر، والإصرار، والإيمان بأن الله لا يخيّب من أحسن الظن به
وإن تأخر حلمك يومًا، فتذكّر أن الزهر يختار أجمل فصوله ليزهر ..
تحيّة طيّبة
[ لمعانُ الأحداق ]
عساكم بخير أفاضل اللمة
بين دقّات القلوب وأهازيج الفرح ..
[ حكايتي يوم نتائج البكالوريا ]
لطالما كنتُ طالبةً متفوّقة، أحصد المراتب الأولى في كلّ المراحل،
لكن رغم كلّ ما مررت به من اختبارات ونجاحات، بقيت تجربة البكالوريا مختلفة ..
لم تكن مجرّد امتحان عابر، بل كانت معركة العمر،
امتحانًا لا يقيس المعلومات فقط، بل يقيس الصبر، والإصرار، وقوة الحلم
- وأضيف أن هذه السنة لم تكن كسابقاتها
كانت سنة استثنائية بكل تفاصيلها
فالبكالوريا جاءت في سبتمبر بدلًا من موعدها المعتاد،
لأن العالم كله كان يواجه عاصفة الكوفيد 19 " كورونا "
كم كان الأمر مختلفًا أن نحمل الحلم في قلوبنا لأشهر طويلة ونحن محاصرون بالخوف من مرضٍ يغيّر ملامح الحياة،
ويزرع القلق في كل زاوية
كنا ندرس ونحن نسمع عن الإصابات والوفيات، نحاول أن نحمي أنفسنا، نحارب الوباء والشكّ معًا -
كنت أعلم أن اجتيازه يعني عبور جسر طويل، من الضفة التي اعتدتها إلى عالم جديد ينتظرني
منذ ذلك اليوم، تغيّر كل شيء في داخلي
ذلك اليوم علّمني أن لا شيء يضاهي طعم التحدّي حين ينتهي بالنصر
في ذلك اليوم الذي طال انتظاره، استيقظتُ باكرًا، لكن ليس ككل صباح
كانت الشمس تشرق بخجل .. تشاركنا الترقّب والقلق
بدت خجلى، وكأنها تخشى أن تواجهني بالنتيجة قبل أن يعلنها البشر
كل شيء من حولي كان يتآمر مع الصمت : الجدران، الساعات،
وحتى أنفاسي التي صارت تتثاقل وكأنها تخشى البوح بما سيأتي ..
الضوء الذي تسلّل من النافذة بدا متردّدًا ..
كان في صدري ثِقَلٌ لا يُرى، وفي عقلي دوامة من الأفكار تتلاطم كأمواج بحر هائج
رأس مثقل بالتوقّعات، كل ثانية تحمل في طياتها ألف احتمال
اليوم ليس كأي يوم .. اليوم موعد إعلان نتائج البكالوريا، ذلك الباب الذي يفصل بين الحلم والواقع، بين المستقبل والانتظار
موعد نتائج ذلك الامتحان الذي كان جسرًا بين طفولتي وبداية مستقبلي
جلستُ على حافة السرير، أستمع لصوت أنفاسي المرتجفة، وكل ما حولي بدا صامتًا إلا دقّات قلبي التي كانت تعلن ثورة في صدري
كيف ستكون النتيجة ؟ أحاول أن أزرع في نفسي شجاعة وهمية، لكن كل محاولة كانت تنهار أمام سؤال واحد : هل سأفرح ؟ أم سأبكي ؟
اقتربت اللحظة، وصوت الإشعارات بدأ يرن، والأخبار تنتشر في الأرجاء
أمسكت بالحاسوب ويدي ترتجفان، أدخلت رقمي، وضغطت على زرّ الإرسال وكأنني أوقّع عقدًا مع القدر
ثوانٍ قليلة، لكنها كانت أطول من عمري بأكمله
ثم ظهر أمامي ذلك الرقم الذي يعني الكثير .. يعني النجاح
لم أصدّق في البداية، قرأتُه مرارًا وتكرارًا، حتى غمرني اليقين، شعرت بالدموع تتدفّق من عيني قبل أن تسبقها الضحكة
كان الفرح أكبر من أن أحتويه
ركضتُ نحو أمي، وجدتها واقفة ويدها على قلبها، كأنها كانت تحرس الحلم بالدعاء
في عينيها ألف سجدة حمد
ارتميت في حضنها، وبكينا معًا بكاءً يحمل في كل دمعة ذكرى تعب وسهر وأمل
ثم التفتُّ إلى أبي، رأيت في عينيه سماءً من الفخر، كانت نظرته تكفيني عن كل كلمات الدنيا
احتضنني بقوة، وشعرتُ حينها أنني أعطيتُه ما يستحقه من فخر،
وأنني أجمل هدية لسنوات جهده وتعبه ..
أحطت إخوتي بذراعي، عانقتهم واحدًا تلو الآخر، وكأنني أوزّع الفرح بينهم كما توزّع الشمس دفئها على الكون
قبّلت جبين أمي مرة أخرى، وضحكنا جميعًا
ذلك اليوم لم يكن مجرد إعلان نتيجة .. حتى الجدران كانت ترقص معنا
كان إعلان بداية، بداية طريقٍ رسمته بعرقي وجهدي، وزيّنته دموع الفرح
ومن بين كل الأصوات، ظل صوت أبي يتردّد في داخلي :
" رفعتِ رأسنا يا ابنتي "
وجعلتني تلك العبارة أشعر أنني لا أحمل نجاحًا فقط، بل أحمل تاجًا من الفخر على رأسي،
تاجًا صنعته أيادي المحبة والدعاء، وكل السهرات الطويلة التي لم تذهب سدى
ولكل من ينتظر لحظته، أقول :
لا تخف .. كل دعوة رفعتها، كل ساعة سهرت فيها، كل دمعة خفية ذرفتها، ستزهر في وقتها المناسب
النجاح لا يولد صدفة، بل هو ثمرة الصبر، والإصرار، والإيمان بأن الله لا يخيّب من أحسن الظن به
وإن تأخر حلمك يومًا، فتذكّر أن الزهر يختار أجمل فصوله ليزهر ..
تحيّة طيّبة
[ لمعانُ الأحداق ]
آخر تعديل: