التفاعل
7.5K
الجوائز
858
- تاريخ الميلاد
- 19 ماي
- الوظيفة
- نستقي عِلم العَجم
- الجنس
- أنثى
- الأوسمة
- 14

السلام عليكم و رحمة الله
أهل اللمة الأفاضل
عساكم بخير
بعد حديثي في موضوع سابق عن [ هوان أُمة كاملة ]
أهل اللمة الأفاضل
عساكم بخير
بعد حديثي في موضوع سابق عن [ هوان أُمة كاملة ]
أهلا بكم في جزء ثاني له بعدما تفاقم الوقع وبلغت القلوب الحناجر
في غزة، لا ينتهي الليل، وإن أشرقت الشمس، تبقى الظلمة مخيّمة في العيون
على أرضٍ أرهقها الحصار، تحوّل الخبز إلى أمنية، والماء إلى حكاية قديمة يتداولها الأطفال كما يتداولون الأساطير
هنا، في مخيمات الخيام، لا يسكن البشر فقط، بل تسكن الذاكرة المثقوبة بالرصاص،
والروح التي تتعلم كل يوم كيف تُقاوم القهر والجوع والموت
===
المجاعة ليست خبراً عابراً، إنها جسدٌ هزيل لأمّ تحمل طفلها الذي صارت عظامه أكثر حضوراً من ملامحه
إنه شيخٌ يمدّ يديه إلى السماء بعدما جفّت الأرض، يسأل الله أن يرسل غيمة تظلّل خبزًا أو جرعة ماء
في غزة، لم يعد الجوع شعورًا مؤقتًا، بل صار لغةً يتحدث بها الجسد حين يذبل، وصوتًا يصرخ في صمت العالم الأصمّ
وسط هذا الخراب، الخيام البيضاء المنتشرة كأكفان حيّة تحاول أن تقي الأجساد من ... من ماذا ؟؟
في كل زاوية، قصة نزوح محفورة في التراب
نساء يخبزن بدموعهن لأن الدقيق صار شحيحًا،
وأطفال يحفرون الرمال بأيديهم يبحثون عن شيء يأكلونه،
حتى الحشائش باتت طعامًا، وحتى الحلم أصبح مستحيلاً
لكن الموت، في غزة، لا يأتي وحيدًا
الموت يأتي مدججًا بالطائرات، مرسومًا بصواريخ تسقط على رؤوس البيوت المهدّمة أصلاً
كل يوم، يعلن الاحتلال عن مذبحة جديدة بدمٍ بارد،
ثم يخرج العالم ليحصي الأرقام : " اليوم ارتقى خمسون شهيدًا، بينهم أطفال ونساء "
الأرقام باردة، لا تحمل وجوههم، لا تحفظ أسماءهم
كلّ رقم هو حياة، كل حياة هي حلم قُصف قبل أن يكبر
===
ولا يكتفي الجلاد بقتل الأجساد، بل يقتل الحقيقة
الصحفيون في غزة صاروا أهدافًا، لأن الصورة أقوى من الرصاص،
ولأن الكلمة أخطر من الصاروخ
عشرات الأقلام سقطت على الأرض قبل أن تكتب آخر سطر في الخبر،
وعدسات الكاميرا تحطمت وهي تحاول أن تفضح وحشية الاحتلال
هل يدرك العالم أن الصحفي حين يكتب، يكتب بدمه ؟ أن الصورة التي تصلنا مغمّسة بصرخة أخيرة ؟
وفي المقابر، لا مكان فارغ
الشهداء يصطفون في طوابير طويلة، كأنهم ينتظرون يوم القيامة مبكرًا
كل يوم جنازة، كل يوم وداع، حتى صار الحزن عادة،
وصارت الأم الثكلى تحفظ طريق المقبرة أكثر مما تحفظ طريق بيتها
ومع ذلك، حين تسألها عن ابنها، تقول: " ابني لم يمت، ابني حيّ عند ربّه "
في غزة، الإيمان آخر ما تبقى، وحلم الحرية آخر ما يُحارب
===
لكن، رغم كل شيء، ثمة حياة تحاول أن تقاوم
في ظل الخيمة المهترئة، يكتب طفل اسمه على التراب، يزرع زهرة في ركام البيت،
يرسم شمسًا على ورقة قديمة
لأن الغزاويّين، حتى في الجوع والموت، يصنعون للحياة مكانًا، ولو كان صغيرًا كحبة قمح
===
في غزة، الأرض ما زالت تنجب حياة رغم الخراب
من بين الركام، تنبت الزهور، ومن تحت الغبار، يخرج طفل يبتسم لسماء لم تعد تعرف الزرقة
هناك، تُكتب أساطير الصبر بمداد من الدموع، وتُرفع رايات الكرامة رغم أن كل الرايات الأخرى سقطت
===
أتعرف ما هو الأكثر إيلامًا أيها اللماوي ؟
ليس القصف وحده، ولا الحصار وحده، بل هذا الصمت الدولي الذي يدوّي أكثر من القنابل
هذا العالم الذي يحاضر عن الحرية، لكنه يصمّ أذنيه عن أنين مدينة تُذبح ببطء
هذا العالم الذي يزين شاشاته بشعارات الإنسانية، لكنه يطفئ أنواره حين تشتعل غزة
وربما يسألون: كيف تصمد مدينة بلا خبز، بلا دواء، بلا أمان ؟
والجواب بسيط : لأنها غزة
غزة اليوم، ليست مجرد اسم، بل سؤال يُلقى في وجه هذا العالم :
هل ما زلتم بشرًا ؟ أم أنكم هياكل تتنفس ؟
وأخيرًا ..
حين تجلسون أمام موائدكم العامرة، تذكّروا أن في غزة طفلاً ينام على معدة فارغة، ينتظر أن يشبع في حلمه
حين تكتبون عن العدالة، تذكّروا أن في غزة أمًّا تحفر بيديها تحت الركام لتنتشل آخر ما تبقى من عائلتها
وحين تصمتون، اعلموا أن صمتكم ليس حيادًا، بل رصاصة في صدر غزة
- لمعانُ الأحداق -
بكلِّ حُزن وخجل
على قول تميم البرغوثي
[ لما تشوف الشهيد تبقى السلامة خجل، وتبقى عايز تقوله يا أخي آسِف، طب قولي بس أعمل ايه، لو يعني فيها عمل ]
لكم الخط ...
في غزة، لا ينتهي الليل، وإن أشرقت الشمس، تبقى الظلمة مخيّمة في العيون
على أرضٍ أرهقها الحصار، تحوّل الخبز إلى أمنية، والماء إلى حكاية قديمة يتداولها الأطفال كما يتداولون الأساطير
هنا، في مخيمات الخيام، لا يسكن البشر فقط، بل تسكن الذاكرة المثقوبة بالرصاص،
والروح التي تتعلم كل يوم كيف تُقاوم القهر والجوع والموت
===
المجاعة ليست خبراً عابراً، إنها جسدٌ هزيل لأمّ تحمل طفلها الذي صارت عظامه أكثر حضوراً من ملامحه
إنه شيخٌ يمدّ يديه إلى السماء بعدما جفّت الأرض، يسأل الله أن يرسل غيمة تظلّل خبزًا أو جرعة ماء
في غزة، لم يعد الجوع شعورًا مؤقتًا، بل صار لغةً يتحدث بها الجسد حين يذبل، وصوتًا يصرخ في صمت العالم الأصمّ
وسط هذا الخراب، الخيام البيضاء المنتشرة كأكفان حيّة تحاول أن تقي الأجساد من ... من ماذا ؟؟
في كل زاوية، قصة نزوح محفورة في التراب
نساء يخبزن بدموعهن لأن الدقيق صار شحيحًا،
وأطفال يحفرون الرمال بأيديهم يبحثون عن شيء يأكلونه،
حتى الحشائش باتت طعامًا، وحتى الحلم أصبح مستحيلاً
لكن الموت، في غزة، لا يأتي وحيدًا
الموت يأتي مدججًا بالطائرات، مرسومًا بصواريخ تسقط على رؤوس البيوت المهدّمة أصلاً
كل يوم، يعلن الاحتلال عن مذبحة جديدة بدمٍ بارد،
ثم يخرج العالم ليحصي الأرقام : " اليوم ارتقى خمسون شهيدًا، بينهم أطفال ونساء "
الأرقام باردة، لا تحمل وجوههم، لا تحفظ أسماءهم
كلّ رقم هو حياة، كل حياة هي حلم قُصف قبل أن يكبر
===
ولا يكتفي الجلاد بقتل الأجساد، بل يقتل الحقيقة
الصحفيون في غزة صاروا أهدافًا، لأن الصورة أقوى من الرصاص،
ولأن الكلمة أخطر من الصاروخ
عشرات الأقلام سقطت على الأرض قبل أن تكتب آخر سطر في الخبر،
وعدسات الكاميرا تحطمت وهي تحاول أن تفضح وحشية الاحتلال
هل يدرك العالم أن الصحفي حين يكتب، يكتب بدمه ؟ أن الصورة التي تصلنا مغمّسة بصرخة أخيرة ؟
وفي المقابر، لا مكان فارغ
الشهداء يصطفون في طوابير طويلة، كأنهم ينتظرون يوم القيامة مبكرًا
كل يوم جنازة، كل يوم وداع، حتى صار الحزن عادة،
وصارت الأم الثكلى تحفظ طريق المقبرة أكثر مما تحفظ طريق بيتها
ومع ذلك، حين تسألها عن ابنها، تقول: " ابني لم يمت، ابني حيّ عند ربّه "
في غزة، الإيمان آخر ما تبقى، وحلم الحرية آخر ما يُحارب
===
لكن، رغم كل شيء، ثمة حياة تحاول أن تقاوم
في ظل الخيمة المهترئة، يكتب طفل اسمه على التراب، يزرع زهرة في ركام البيت،
يرسم شمسًا على ورقة قديمة
لأن الغزاويّين، حتى في الجوع والموت، يصنعون للحياة مكانًا، ولو كان صغيرًا كحبة قمح
===
في غزة، الأرض ما زالت تنجب حياة رغم الخراب
من بين الركام، تنبت الزهور، ومن تحت الغبار، يخرج طفل يبتسم لسماء لم تعد تعرف الزرقة
هناك، تُكتب أساطير الصبر بمداد من الدموع، وتُرفع رايات الكرامة رغم أن كل الرايات الأخرى سقطت
===
أتعرف ما هو الأكثر إيلامًا أيها اللماوي ؟
ليس القصف وحده، ولا الحصار وحده، بل هذا الصمت الدولي الذي يدوّي أكثر من القنابل
هذا العالم الذي يحاضر عن الحرية، لكنه يصمّ أذنيه عن أنين مدينة تُذبح ببطء
هذا العالم الذي يزين شاشاته بشعارات الإنسانية، لكنه يطفئ أنواره حين تشتعل غزة
وربما يسألون: كيف تصمد مدينة بلا خبز، بلا دواء، بلا أمان ؟
والجواب بسيط : لأنها غزة
غزة اليوم، ليست مجرد اسم، بل سؤال يُلقى في وجه هذا العالم :
هل ما زلتم بشرًا ؟ أم أنكم هياكل تتنفس ؟
وأخيرًا ..
حين تجلسون أمام موائدكم العامرة، تذكّروا أن في غزة طفلاً ينام على معدة فارغة، ينتظر أن يشبع في حلمه
حين تكتبون عن العدالة، تذكّروا أن في غزة أمًّا تحفر بيديها تحت الركام لتنتشل آخر ما تبقى من عائلتها
وحين تصمتون، اعلموا أن صمتكم ليس حيادًا، بل رصاصة في صدر غزة
- لمعانُ الأحداق -
بكلِّ حُزن وخجل
على قول تميم البرغوثي
[ لما تشوف الشهيد تبقى السلامة خجل، وتبقى عايز تقوله يا أخي آسِف، طب قولي بس أعمل ايه، لو يعني فيها عمل ]
لكم الخط ...