نبذة عن المجاهد عمر لعجال

إلياس

👑 TOP5 ✍️
أوفياء اللمة
نبذة عن حياة المجاهد و الملازم أول عمر لعجال:

صفحات مشرقة سطر حروفها رجال عظماء جعلوا حرية الجزائر قبل حياتهم. سنتعرف في هذه النبذة المختصرة عن حياة رجل من رجالات هذا الوطن لبى النداء و كان في الصفوف الأمامية أثناء الثورة التحريرية و بعد الاستقلال. رجل تقلد عدة مناصب قيادية في الثورة و تقلد عدة مناصب سياسية بعد الاستقلال. فمن جندي بسيط إلى ملازم أول اثناء ثورة التحرر. إلى أول رئيس بلدية لمدينة الشريعة بعد الاستقلال، ثم عضوا في المجلس الشعبي الوطني. خدم الجزائر باخلاص. رجل يحبه الجميع و لن ينساه كل من عرفه. إنه المجاهد العظيم لعجال عمر بن محمد.
ولد الملازم أول المجاهد عمر لعجال بن محمد وكوكة منصور البويحياوية لعجال عمر بن محمد في 14 جوان 1934 بدوار القليلة بلدية المزرعة،
عاش في أسرة بسيطة ومحافظة، تلقى دروسه الأولى على يد الشيخ أحمد بن محمد، الذي كان أول من اكتشف فيه الذكاء و الفطنة و سرعة البديهة. فخصه برعاية خاصة. ثم انتقل بعدها إلى مدينة وادي سوف لمتابعة دروسه الدينية هناك على يد شيوخ الزوايا الأفاضل.

انتقل بعد مدة إلى الجمهورية التونسية لمواصلة طلب العلم، لأن تونس كانت في ذلك الوقت حاضنة للعلم و قبلة لكل الطلاب. استقر في الجنوب التونسي في مدينة توزر و واصل تعليمه بكل جد و نشاط و واظب على تلقي العلوم حتى تحصل على شهادة الأهلية العلمية.

كغيره من الغيورين على هذا الوطن الغالي، كان الشاب عمر لعجال يتألم في قرارة نفسه، لم يتحمل وجود الإستعمار الفرنسي على أرض الجزائر، كان ناقما على الوضع المزري الذي يعيشه الشعب الجزائري في ظل هذا الاحتلال الغاشم، رفض الاستسلام و الرذوخ للأمر الواقع، و قرر تغيير مصيره رغم قلة الإمكانيات، فبدأ أولا بعملية التحريض ضد الوجود الإستعماري، و قام بعدة عمليات تحسيس و توعية في صفوف المواطنين، و خاصة المقربين منه.

_ مع اندلاع ثورة أول نوفمبر 1954 الخالدة و رغم صغر سنه في ذلك الوقت، فهو لم يبلغ بعد سن العشرين(20). إلا أنه لبى نداء الجزائر التي نادت على ابنائها المخلصين ليحرروها من نير المستعمر الغاشم. كان عمر لعجال من السباقين و من الآوائل الذين حملوا السلاح لمحاربة قوات الاستعمار الفرنسي الغاشم. حمل السلاح رفقة أبناء عمومته الذين عادوا من حرب الهند الصينية لعجال عمار و لعجال أحمد لاندوشين. و لصغر سنه عرف بين المجاهدين بلقب(بزويش).

_ في سبتمبر 1955 كان أحد المبعوثين إلى تونس لجلب الأسلحة رفقة إخوته أحمد لعجال و الطيب لعجال و عمار لعجال و المجاهد جيلالي السوفي و المجاهد عمار لندوشين لعجال. و في طريقهم إلتحموا مع العدو الفرنسي في عدة معارك أهمها معركة (يورملي) في جبل بورملي بتاريخ 21/09/1955، و معركة (قومل) اللتين وقعتا بين منطقتي قفصة و الرديف بالتراب التونسي..

_ في سنة 1955 شارك كذلك في الهجوم الذي شنه افراد جيش التحرير الوطني على فرقة الدرك الفرنسي التي كانت تحرس محطة القطار بالمكان المسمى (تاجديت). قرب أم العرايس بالجنوب التونسي. و لقد ابلى المجاهد عمر لعجال في هذا الهجوم بلاء حسنا، حيث تم ابادة جميع عناصر فرقة الدرك الفرنسي و غنم المجاهد قطعتين من قطع السلاح الحديثة.

_ أيضا في نفس السنة أي في سنة 1955 شارك المجاهد عمر لعجال في معركة (سندس) الشهيرة، هذه المعركة التي استشهد فيها ابن عمه الشهيد الطيب لعجال و الشهيد جيلالي السوفي و أصيب فيها المجاهد عمر لعجال بجروح بليغة. استدعت نقله للعلاج بمدينة تالة التونسية على جناح السرعة.

_ بعد أن تماثله للشفاء إلتحق في سنة 1956 بصفوف المجاهدين بجبل ام الكماكم قرب مدينة بئر العاتر . و هناك التقى بالبطل الشهيد القائد الشجاع لزهر شريط و تقرب منه و رافقه، و نظرا لذكاء و فطنة و شجاعة المحاهد عمر لعجال عينه القائد البطل لزهر شريط كاتبا خاصا له حتى نهاية سنة 1956.

_ في 24 جوان 1956 صدر قرارا بتعيين المجاهد الملازم عمر لعجال مسؤولا عن الأخبار و المواصلات من طرف قيادة المنطقة السادسة ناحية تبسة.
شارك المجاهد عمر لعجال في جويلية 1956 في معركة جبل أرقو (تبسة) التي كانت بقيادة الشهيد لزهر شريط، هذه المعركة الحامية الوطيس التي أصيب فيها العقيد بيجار برصاصة قرب قلبه، اطلقها عليه المجاهد البطل شريط لزهر، هذه المعركة التي انكسرت فيها شوكة الإستعمار الفرنسي ومظلييه القادمين من الهند الصينية. و التي كانت لها دلالة واضحة وأثر إيجابي في تغيير نظرة المستعمر الفرنسي للمسيرة النضالية والكفاحية لجيش التحرير الوطني والمجاهدين حيث ألحق به عديد الخسائر والإصابات في الجيش و العتاد. ويشير في هذا السياق المؤرخ محمد زروال في كتابه بعنوان "النمامشة في الثورة" أن عددا كبيرا من المجاهدين شاركوا في رسم معالم تلك المعركة، التي جرت خلال شهر يوليو من العام 1956، على غرار الوردي قتال و الزين عباد و محمد بن علي و عمر عون وغيرهم بقيادة الشهيد البطل لزهر شريط، الذي ترك بصمة لا يمكن نسيانها الذي أصاب العقيد الفرنسي آنذاك مارسيل بيجار برصاصة قرب قلبه محققا بذلك نصرا ظل محفوظا في صفحات التاريخ.

في جوان 1958 تم تكليف قائد المنطقة السادسة تبسة (النقيب) سماعلي صالح بن علي، بمهمة إيصال السلاح إلى الولايتين الثالثة والسادسة، حيث طلب منه إرسال كتيبتين من 300 مجاهد لحماية ونقل السلاح من تونس إلى بلاد القبائل (الولاية الثالثة) و إلى المنطقة السادسة، و كانت مهمة ادخال و نقل الأسلحة واحدة من أكبر عمليات نقل شحنات السلاح المهمة التي عبرت من الحدود الشرقية إلى داخل التراب الوطني، كانت رحلة اشبه ما تكون بالمهمة الانتحارية المستحيلة، شارك في هذه القافلة المجاهد البطل عمر لعجال مع الشهيد جلالي عثمان الذي عين من طرف كريم بلقاسم على راس كتيبة تضم 170 مجاهدا، لنقل شحنة السلاح إلى المنطقة الثالثة. كان معهم مجاهدون من أبناء المنطقة منهم المجاهد بخوش بعلوج و المجاهد عبدالمالك العربي و المجاهد الحمزة حسين و المجاهد جعلالي التارزي و المجاهد ضيف عمار والمجاهد جفني معمر. كان المجاهد عمر لعجال نائبا للشهيد جلالي عثمان و مستشارا خاصا له في هذه العملية و المهمة الخطيرة و الصعبة. وصلت القافلة إلى منطقة برج بوعريريج، و لقد تمت العملية بنجاح بعد ان خاض خلالها المجاهدون عدة اشتباكات مع قوات العدو الفرنسي حتى وصلت شحنة السلاح سالمة، و تسلمها قائد المنطقة الثالثة المجاهد علي كافي الذي استقبل أبطال المهمة و أكرمهم و احسن إليهم. و عادوا بعد اتمام المهمة إلى ناحية تبسة. ودامت رحلة هذه القافلة المباركة حوالي 3 أشهر ذهابا وايابا.
في سنة 1958 تم استدعاؤه من طرف القيادة العامة لاستكمال دراسته في دورة تكوينية بمدرسة الاطارات بالكلية الحربية التابعة لجيش التحرير الوطني بمدينة الكاف التونسية. و تحصل بعد الدورة التكوينية على رتبة ملازم أول، و كلف بعد عودته إلى الجزائر بقيادة عدة معارك.
في سنة 1958 تم تعيين الملازم اول عمر لعجال رئيس فرقة للمجاهدين من طرف محمود الشريف الذي كان وزيرا للأسلحة في الحكومة المؤقته انذاك.

في سنة 1962 استقلت الجزائر و تحررت من السيطرة الإستعمارية الفرنسية، فكان الملازم أول المجاهد عمر لعجال هو أول من رفع العلم الوطني الجزائري وأنزل العلم الفرنسي بساحة كارنو الموجودة في قلب مدينة تبسة أمام مقهى المجاهد وبنك CPA حاليا.
في سنة 1962 عين المجاهد عمر لعجال كأول رئيس بلدية لإدارة شؤون بلدية الشريعة المستقلة من 1962 إلى غاية 1964 أين جرت أول إنتخابات محلية في الجزائر المستقلة.. و كان من أخلص السياسيين و من انشط مناضلي جبهة التحرير الوطني في ذلك الوقت، و كان من أگثر المسؤولين نزاهة و تفانيا في عمله من اجل خدمة الوطن و المواطنين.
_ في سنة 1977 تم انتخابه نائبا في أول مجلس شعبي وطني، من سنة 1977 إلى سنة 1982، حيث كان أول نائب برلماني عن دائرة الشريعة في أول برلمان جزائري.
_ في سنة 1978 تلقى دعوة رسمية هو و حرمه من الرئيس الراحل هواري بومدين لحضور مراسيم الإحتفال الرسمي للذكرى 16 لإستقلال الجزائر بقصر الشعب، مع العلم أنه كانت تصله دعوات رسمية من قصر الرئاسة للمشاركة في الاحتفالات الرسمية و الوطنية طيلة سنوات حياته.
_ في سنة 1981 تم اختياره كعضو في المحافظة السياسية لجبهة التحرير الوطني
_ في سنة 1984 تم اختياره عضوا في محافظة ولاية تبسة السياسية و رئيسا لاتحادية بئر العاتر.
_ في سنة 1988 تم انتخابه كعضو في اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني.
_ توفي المجاهد الصنديد الملازم أول عمر لعجال في 25 سبتمبر 1994 و هو في اوج عطائه النضالي السياسي. رحمه الله و غفر له و اسكنه فسيح جناته.

_ هذه شهادات لمن عايشوه و عرفوه عن قرب:
قال الأستاذ رشيد بخوش عنه: الله يرحمه، لقد ابلى البلاء الحسن في مساره كمجاهد وكمسؤول في المرحلة الأولى كمجاهد. التاريخ يسجل كل شيء، أما معرفتي الشخصية به، أنه كان يعامل الناس بدون تمييز و هو متواضع رغم منصبه العالي كمسؤول أنذاك لدرجة أنه جعل سيارته الفاخرة في ذلك الوقت نقل جماعي لكل الناس. شهادة لله وللتاريخ لم أر في حياتي إنسان طيب ومتواضع مثله.
قال عنه الأخ صالح صالح: رحمه الله كان قامة و طنية ينكر الكثير مكانته حتى انه لم تسم باسمه و لا مؤسسة رسمية بدوافع "عروشية" رغم أنه اول رئيس لبلدية الشريعة و اول برلماني عن الشريعة و كان امين في وزارة التموين بقيادة محمود الشريف في الحكومه الموقتة. و قاد الكثير من العمليات في الثورة و كان من انزه المسؤولين الذين عرفتهم المنطقة. ولكن ماذا نفعل و نحن في واقع شعاره " بهيمنا و لا حصان الناس".
قال عنه ابن خالته المجاهد علي ناجي:" أنه كان رجلا صنديدا و فحلا من الفحول الذين لا يهابون الموت، لأن كان يخوض المعارك بكل شجاعة و اقدام".
رحمه الله و أسكنه فسيح جناته و المجد و الخلود للشهداء الأبرار.
ارجو من كل من عرفه ان يترحم عليه و يذكر لنا موقفا من مواقفه البطولية حتى نضيفها لهذه النبذة.
بقلم: بدرالدين ناجي
ملاحظة: أكثر المعلومات مصدرها وثائق خاصة من الأخ عادل لعجال بن المجاهد عمر لعجال.
 
شكرا لك على الموضوع و على تعريفك لنا بالمجاهد
 
توقيع ام أمينة
العودة
Top Bottom