خَواطِرٌ وَبَوْحٌ عَلَى ضَوْءِ القَمَرِ

قولي لهنّ : يحبّني وأحبُُهُ
قلبي يهيمُ به كذلكَ قلبُهُ
ولربما تهواه ألفُ جميلةٍ
ذا ذنبُهنّ فما بذلكَ ذنبُهُ؟
دأبي أطوّقُهُ بسيلِ عواطفي
وعلى دلالي قد تعوّد دأبُهُ
ينسى الوجودَ إذا جلستُ بقربِهِ
و يُحيلني مثلَ الفراشةِ قربُـهُ
 
في هدوء الفجر و القمر يميل الى عزلته المعتادة و هو ينساب كالطفل الجميل الخجول
و حين يصمت كل شيء وتختفي الأصوات إلا همسات اهل الفجر
ارى القمر من عليائه كأنه شاهدٌ على أسرار القلوب
ضوؤه الفضي ينساب على وجه الأرض برفق
كأنه لمسة حنان من السماء تُطمئن القلوب المتعبة ان الغد فيه فجر و اشراقة
و امل جديد
 
توقيع الامين محمد
أخبـروا ذلك الاربعينـي
الـذي خالطَ الشـيبُ شعـر ذقنـه
بأنـهُ قــد أرهــقَ قلبــي…
فـوقَ العشـقِ.. عِشـقا
 
في ليلٍ يختبئ فيه الحنين خلفَ ستائرِ الصمت،
جلستُ أحدّق في القمر، كأنّي أبحثُ فيه عن ملامحٍ نسيتُها في طيّات الزمان.
كان الضوءُ يسيلُ على قلبي كما تسيلُ الذكرياتُ على أطرافِ الوجع،
يوقظُ ما خمدَ من شعورٍ، ويبعثُ في الروحِ أنينًا لا يُسمعُ إلا في حضرةِ الوحدة.


قلتُ له همسًا: أيّها القمر، كم مرّةٍ شهدتَ وجعي ولم تقل شيئًا؟
كم من حكايةٍ خبّأتها خلفَ ظلالِ غيمك، كي لا تنكسرَ أمامَ العيون؟


ابتسمَ بصمتٍ، كعادته،
وكأنّه يقول: "يا من تبوحُ لي كلَّ ليل، أنا مرآةُ قلبك لا أكثر،
إن صفا قلبك صفوتُ، وإن اضطربَ خفتُ نوري."


فابتسمتُ له، وقلتُ:
"إذن ابقَ قريبًا، فليس في هذا الليل من يُنصتُ لي سواك."
 
توقيع الامين محمد
أيّها القمر، رفيقَ وحدتي، أتيتُكَ الليلةَ مثقلاً بالشوق،
أحملُ في صدري حنينًا لا يهدأ، وذكرياتٍ تسري كالنور في عتمةِ الروح.


أخبرني، يا بدرَ السماء، هل مرّت من هنا؟
هل رآها نورُك تمشي على حافةِ الليل،
تسرّح شعرها للريح، وتبتسمُ كما كانت تفعلُ حين تسرقُ قلبي دونَ قصد؟


إنني أشتاقُها يا قمر، أشتاقُها كما تشتاقُ أنتَ لصفاءِ الليلِ حين يغطّيه الغيم،
وكما تشتاقُ الوردةُ ليدٍ تمسحُ عنها غبارَ الغياب.


كلُّ نجمٍ يهمسُ باسمها، وكلُّ نسمةٍ تمرُّ تُعيدُ لي صوتَها العذبَ من بعيد،
فقل لي، ماذا أفعلُ بهذا الشوقِ الذي لا ينام؟


ابتسمَ القمرُ، وقالَ في صمتٍ رقيق:
"اصبرْ يا عاشقَ الضوء، فالحبُّ لا يموتُ،
وإن غابتْ عنكَ الحبيبةُ، فذكراها تضيءُ ليلَك كما أضيءُ لك السماء."
 
توقيع الامين محمد
أيّها القمر، يا شاهدَ الليالي الطويلة،
تعالَ إليّ الليلةَ وأنرْ دربي بنورك،
فقد أثقلتني الجراحُ، لكنّ العزيمةَ ما انكسرتْ.


أنا السبعُ الجريحُ، لكنّ أنيني ليس ضعفًا،
إنّه صوتُ الكبرياءِ حين يُخاطبُ القدر.
سقطتُ مرارًا في معاركَ لا تنتهي،
لكنّي كنتُ أقومُ في كلّ مرةٍ،
أُرمّمُ روحي بنفَسٍ من إيمانٍ لا يخبو.


قلْ لهم يا قمر: ما ماتَ السبعُ،
إنّما استراحَ قليلًا ليداوي جراحه،
ثم يعودُ إلى ساحةِ القتالِ أشدَّ بأسًا وأقوى قلبًا.


في عينيّ رمادُ المعارك،
وفي قلبي شرارةُ نصرٍ لم يولدْ بعد،
وسأولدُ معه من جديد، كما يولدُ الفجرُ من رحمِ الليل.


فابتسمَ القمرُ، وقال:
"أيّها السبعُ الجريح، إنّ المجدَ لا يُهدى،
بل يُنتزعُ من قلبِ الألم... فسرْ،
فالليلُ رفيقُك، والنصرُ وعدُ السماء."
 
توقيع الامين محمد
العودة
Top Bottom