من أصابني بتلك الخيبه، كان الأقرب لي وكنت أباهي به الناس .
لا أنساها، تلك الليلة التي كبرت فيها عمرًا فوق عمري ونضجت فيها من شدة ما كان آذاها عميقًا ...
عندما تحتضن نفسك بنفسك .. عندما ينقلب أقرب الناس عليك .
عندما تنظر إلى نفسك ولا تعرفها خذلان الأهل هو من يعلمنا معنى الموت ف الحياة كيف يغيب الوجود من حولنا دون أن نفقد الوعي.
على ضوء القمر أستعيد ملامحك كما لو أن الليل يحتفظ بصورتك في ذاكرته
كل شعاعٍ فضيّ يهمس باسمك، وكل نَسمة تمرّ تُخبرني أنك هنا
قريب من القلب وإن فرّقتنا المسافات.
**********************************************
تعلّمت من القمر أن الجمال لا يحتاج ضجيجًا،
وأن الحنين لا ينام، بل يعيش في صمتٍ ناعمٍ يشبهك.
فكلما نظرت إليه، شعرت أن بيننا وعدًا قديمًا...
أن نلتقي يومًا تحت هذا الضوء ذاته، مهما طال الغياب.
في صمت الليل، أفهم أن بعض الإجابات لا تُقال،
بل تُحَسّ في عمق الروح حين تهدأ الأصوات.
كل تجربة تمرّ بنا، تترك أثرًا خفيًّا يعلّمنا كيف نصغي إلى الحياة أكثر من أن نتكلم.
هو لا يتحدث كثيرًا، لأن الصمت صار لغته بعد أن أرهقته المعارك.
في عينيه حكايات لم تُروَ،
وفي قلبه ندوب علّمته أن القوة ليست في القتال،
بل في القدرة على النهوض بعد كل سقوط.
هو المحارب الذي يمشي بثباتٍ فوق رماده،
يبتسم رغم الألم، ويؤمن أن الجراح لا تُضعفه،
بل تصنع منه رجلًا يعرف معنى الصبر،
ويفهم أن النور لا يولد إلا بعد عتمةٍ طويلة.
على ضوء القمر، أغمضت عيني وناجيت ربي،
فشعرت أن الطمأنينة لا تُشترى، بل تُمنَح حين تخلص النية.
كل ما فقدته من الدنيا، عوضه الله بسكينة لا تزول،
وكأن القمر نفسه كان يهمس لي: اقترب، فالسلام في القرب.
أشتاقكِ حدَّ الوجع،
كأن المسافة بيننا ليست أميالًا، بل أعمارًا معلّقة على أهداب الصبر.
أفتّش عنكِ في ملامح المساء، ولم اجدك الليلة
في صمت القمر، وفي رجفة أنفاسي حين أذكركِ…
غيابكِ ليس غياب جسد، بل انطفاء وطنٍ في صدري
انتظرك بكل شوق
بعد ما اتونست مع أسيل قلت امشي أعمل الغدا استاذنت منها قمته طالعه اتلاقيت مع عمو عباس بس كان باين عليه ما كويس فبادرت بسؤال..
-عمي انت كويس..؟
عاين لي مسافة بعداك قال لي تعالي معاي هزيت ليه راسي بمعني حاضر ومشيت وراه وصلنا غرفة كده بس اول م فتح بابها عيني وقعت فيها من الداخل انبهرت بدون م احس وقفت في النص ورفعت راسي وأنا بقول كل عبارات التعجب والانبهار كانت مليانه كتب ومرصوصة في رفوف تدهش العقل فيها طاولة كرسي وماكينة قهوة في الأركان مزهريات مليانه زهور ابتسمت وعاينت ليه بي كل اندهاش قلت ليه...
-كأني في حلم ..!! دي مكتبك الخاصة صح ..؟
-ايوة...بس انا ما بعتبرها مكتبه بعتبرها مصدر الامان...
ابتدى يحكي لي عن زمنو ومن متين هو بحب قراءة الكتب ولحدي ما وصل لي مرحلة انو يكون كاتب قدر شنو عانى بس ما استسلم خالص وحصد النجاح الكان بيحلم بيه واستلم كم جائزة من مسابقات الكتب وحتى انو شارك في كذا دورة تدريبية وفتح سلسلة مكاتب إقرا ولسة مكمل في المشوار ..ما كنت متخيلة انو في يوم من الايام اني ح اقعد مع عباس الشقراوي لا وكمان يحكي لي اسرار نجاحاتو والحاجه الأكبر انو عمي ابو زوجي حاجه كانت بلنسبة لي مستحيلة بس أصبحت حقيقة وفهمت درس انو ماف شي مستحيل الانسان ما لازم يوقف في السعي لازم يواصل ويخط خط تحت جملة انو كل شي ممكن في الحياة ...اتجهت على الكتب مسكت كتاب "ما لانبوح به"..
-الواضح انك من النوع البنجزب لي اسم الكتاب ..
-صح..واضح من الاسم انو فيه فصول عميقه وبتوقع من الكاتبة "ساندرا" انها قاصدة الناس البتكتم اسرارها او أشياء معينه ما بتقدر تشاركها لي اي شخص حتى لو كان غالي عليك ...
-توقعاتك جميلة بس يفضل تقري الكتاب اول ..
سكته مسافة وانا بعاين لي الكتاب كنت بفكر اسألو ولا اخلي هو يحكي لي بس بلاخير ما اتحملت وسألتو...
-عمو عباس ..انت ماعندك صديق مقرب...؟
لم سالتو السؤال ده غير ملامح وشو وقعد في الكرسي سكت مسافه قال لي اقعدي ...
-انا عارف انك بتعرفي بي صداقتنا مع كمال كانت صداقة عميقة بس حصلت فجوة كبيرة بيني وبينو واتهدمت صداقتنا...
- صح انا عارفة وحتى سمعت نص القصة من عمو كمال وهسي عايزة اسمع النص التاني منك ...
-يابتي ده أصبح ماضي وماف حاجه حترجع زي الاول ...
-معليش ياعمي حتي لو ماضي انا عايزة اعرف..
..
لم شافني مصرة كده ابتدى يحكي لي كانت البداية نفس بداية عمو كمال لبين ما دخلنا في الكماله الما كملها لي عمو كمال وهي انو في السنه الثالثه انضافت ليهم بت العميد اسمها مريم كانت بتقرا في مصر بسبب مرض امها اطرت تجي السودان واصلت مع ناس عمو عباس شافت انو في شي مميز بين عمو عباس وعمو كمال فحاولت تصاحبهم كانت قريبة من عمو عباس وبسبب قربهم طلعو اشاعه انهم مرطبطين بس حقيقة عمو عباس كان معجب فيها بس لمريم راي اخر وهي انها كانت معجبة بي كمال انجزبت لهداوتو طيبية قلبو وتواضعو ومن هنا بدت النفوس الحاقدة تملا في عقل عمو عباس ضد عمو كمال لبين ماكرهو فكر انو سرق منو حبيبتو بس الحقيقة غير عمو عباس كان فاكر انو مريم حتكون من النوع المادي فكان بجيب ليها هدايا وبلمح ليها قدر شنو ابوهو غنيان كل عشان يوصل ليها رسالة انو انا البسعدك ما كمال بس هي كانت شايفه سعادتها مع كمال اصحابو سممو ليه افكارو وصلو لي خراب صداقة دامت ثلاثه سنوات ... عمو كمال كان فعلا بحبها لي مريم بس ماهان عليه انو يكسر بقلب صاحبو حاول بقدر الإمكان انو يوضح لي عمو عباس ويعتزر منو بس عمو عباس رفض وما سمع منو ولا كلمة ماكان برد عليه الا بلكلمات القاسية والإهانة ودي الخلت عمو كمال يستسلم وقرر انو يعيش حياتو بعد التخريج افترقو ماف واحد بيعرف اخبار التاني عمو عباس نزل في شغل مع ابوه كان ناجح شديد وقتها صاحب ابوه احمد قرر انو يزوجو بتو ولي هي عمتو سهام طرح الفكرة لي ابو عباس واتبسط شديد بس عمو عباس رفض شهر كامل جدي بيقنع في عمي ما وافق الا لم سمع بخبر زواج مريم وكمال اخد قرار في لحظة زعل وغضب ما كان مبسوط في زواجو من عمتو سهام ..بعد زواجهم سافرو دبي واشتغل في الفرع الافتتحوه جديد ما رجع السودان الا لم ابوة اتوفي في يوم العزا اتلقى من صديق ليه انو مريم اتوفت لانو كان عندها كانسر اتاثر عمو عباس ومن يومها كان ندمان على كل كلمة قالها ليها ..
...
خلص الحكاية وانا لسة دموعي نازلة قدر شنو الدنيا ظالمة قلت ليه بي صوت حزين ...
-وبعد ما عرفت مريم اتوفت مشيت لي عمو كمال
-مشيت ..بس ماقدرت اسلم ليه لاني كنت خجلان من نفسي ومن الاهانه الهنته ليه قدام اصحابنا...لو اعتزرت ليه الاعتزار ما حيفيدو ولا حترجع صداقتنا ذي زمان ...
- صح الاعتزار ما برجع الشي الانكسر بس على الاقل بخفف الألم بعدين عمو كمال انسان طيب صدقني حيقبل منك الاعتزار ...انا طالعه فوق انت ارتاح شوية وفكر ..
-افكر في شنو..؟
- في الكلام الحتقولو لي صديق افترقت منو قرابت الثلاثين سنه..
-اكتر شوفي انا حالياً عندي كم ولد
-ولدين وثلاثه بنات وعمو كمال عندو اتنين
-بتعرفي اولادو ..
-ايوة منذر ومجدي وللاسف منذر امو لم اتوفت كان عمرو سنتين ومجدي كان عمرو خمسه سنين واذا زياد عمرو ثلاثين معناه ليكم سبعه وثلاثين سنه معقولة ياعمي كل السنين دي ما فكرتو تنسو الماضي تبدو صفحه جديدة..
-للاسف نجحت في اي شي بس فشلت في صداقتي مع كمال ...
-هسي عندك الفرصة انك تنجح وترجع عمو كمال لحياتك وتخلص من عزاب الضمير ده
-كيف ..؟
- انت بس جهز نفسك في الوقت المحدد وخلي الباقي علي ..
جاتني فكرة واتحمست شديد اني اجمع بين عمو كمال وعمو عباس طلعت من المكتبه وطوالي مشيت بيتي دخلت الغرفة فصلت تلفوني من الشحن واتصلت لي زياد دقايق بس ورد علي ...
-كانو في ناس كده اشتاقت لي بسرعه..
-زياد خلينا من كلامك المافية فايدة ده وركز معاي
-اصلا انتي من دخلتي حياتي وانا مركز معاك..
-زياد..!!..خليك جادي لانو الموضوع مهم بجد
-طيب ..مركز شنو الموضوع..
ابتديت احكي ليه القصة كلها والفكرة الفي راسي اتغالظ علي شوية بعدين قال لي اعملي البريحك ماعلي الا انفذ طلباتك قفلت الخط وانا مبسوطه من اخر جملة بحثت رقم عمو كمال اتصلت عليه ...
-مرحبا عمو كيفك...
-اهلين يابتي...انا كويس الحمدلله و انتي..
- كويسة بعد ما اطمنت عليك ...
-تسلميلي يا الغالية ..ها متين حتسجلي لينا زيارة المكتبة اشتاقت ليك ..
-ييي وانا برضو اشتقت ليها بس مشغولة الفترة دي وبعد بكرة نازلة الجامعه اول ما افضى بزورها...
- خير يابتي ربنا يوفقك ...
-اللهم امين يارب...ااا عمو بصراحه اتصلت عايزة اعزمك على الغدا لاني حابة اعرفك بزياد رجاءً عمو ما عايزة اي اعزار لاني كلمت زياد..
- طيب يابتي..
-تمام ..المسا انا وزياد بنجي نسوقك من المكتبه..
اول ما قفلت الخط رسلت رساله لي عمو عباس محتواها...كل شي تمام أقنعت عمو كمال وحنتغدا مع بعض جهز حالك بعد صلاة العصر ..كنت مبسوطة شديد متاملة انو حيحصل خير وحنقدر نصالحهم رميت التلفون في السرير مشيت استحميت صليت العصر وابتديت أدعي انو ربنا يوفقنا..جهزت نفسي بقيت منتظرة لمن وصلتني رسالة من عمو عباس " انا جاهز يلا انزلي " طفيت الأنوار قفلت الباب ونزلت لقيت عمو عباس قاعد في الصالون منتظرني بي كل حماس قلت ليه مشينا.قاطعني صوت عمتو السهام الكانت جاية من المطبخ...
- خير ماشين وين ان شاءالله..؟
عاينت لي عمو عباس وهو بقي يعاين جات لمياء نازلة عاينت لينا نحنا الاتنين قالت لينا ...
-بابا طالع مع رفيف..؟
-اي طالع معاها حرام يعني ..
- لا بابا العفو سالت بس ما اكتر ..
- طيب مدام الفضول كاتلكن مع امك ح اوريكم طالعين نتغدى برة في زول عندو مشكلة ..
لم قال كده عمتو سهام غضبت شديد لمياء سكتت وماقالت اي شي بي صوت عالي قال لي يلا يا رفيف ركبت العربية وانا بالي مع عمتو سهام متين تبطل تكرهني....
...
-معقولة يا امي خليتهم يمشو مندون ما تقولي اي كلمه..
-اقول شنو ابوكي حر في قرارتو انا ماعندي دخل بيه
-لا والله اتمادت شديد انا بخط ليها حد هسي المناسبه شنو انو يتغدو برة حتى زياد ما معاهم اكيد في سبب ولا عايزة تغسل لي ابوي دماغو معقولة تحشكلو علينا ويخلي يكرهنا...
-ما بعيد اعملو حسابكم..كده شيلنا منها شوفي ندى مالها اتاخرت كده ولا بايته مع ناس أمها..
-تقريبا بايته مع امها..
- كويس طمنتيني عليها...
______________
وصلتني رسالة من رفيف كاتبه فيها "نحنا في الطريق دقايق وبنصلك خلص شغلك بسرعه"
رديت عليها " في انتظاركم" .. سمعت ضربات الباب ..
-اتفضل..
اول ما شفت مهند ابتسامتي اتلاشت...
-وين تأخرت ..
-البص وصل متاخر وكان في زحمه في الشارع ..
-مابتهمني تفاصيلك ..البهمني تكون في الزمن وتخلص شغلك ..
عاين لي بي استفزاز...ما اهتميت بيه اتصلت لي ريم ..
-نعم استاذ..
-جيبي كل الملفات السلمتك ليها الصبح..
- حاضر استاذ...
...
ثواني ريم جابت الملفات استلمتهم منها بعد ماسمحت ليها تطلع سلمتهم لي مهند...
-السبعه ملف الفي ايدك حالياً منهم ثلاثه تابعات الحسابات المالية راجعهم كويس وضيف نسبة الأرباح والاربعه ملفات لسيارات النقل شوف كم سيارة طلعت خلال الشهر وسجلهم في الإحصائيات وكم شحنه اتصدرت من الفول والسمسم والمسا تصلني التقارير في الإيميل...
- على الالقب انت نسيت انا مدير الحسابات مش موظف احصائيات ..
-واو وعلى الاقلب انت نسيت اني المدير العام ممكن اشيلك من منصبك تحت اي لحظه ..وده عقاب بسيط جداً.. معايز اهمال..
قمته علي حيلي شلت الجاكيت من الكرسي أثناء ما بلبسو قال لي..
- الف مبروك سمعت انو في تطورات في زواجكم..
اتلفت عليه وانا بهز في راسي بي نفاذ صبر..
-الله يبارك فيك بس عارف انها ما من قلبك ...
- لانو ما حتكون دايمه...
- اظن لو ركزت على شغلك افضل من تركيزك على حياة الناس ..
تلفوني رنة كانت رسالة من رفيف عاينت ليه بي ابتسامه مسكت التلفون قلت ليه ..خلص وقتك معاي زوجتي منتظراني تحت معايزة اخليها تنتظر اكتر ...طلعت من المكتب وانا بربط كلام ندى مع مهند معقولة تكون صدفة فجأة اتزكرت لم قالت لي شخصين ورفضت تزكر اسمائهم معقولة مهند يكون واحد من الشخصين ديل ..؟ بس ندى من وين بتعرفو..؟ وصلت البوابة وانا راسي مشوش سلمت علي ابوي ورفيف طلبنا من ابوي يتقدم وينتظرنا في المطعم وانا رفيف بنجيب عمو كمال هناك ..
...
ركبنا العربية شايف رفيف مبسوطة...
- شياكة وحلاوة فوق ليها ابتسامة دوووب شكلك كده عايزة تخليني اخطفك ..
لم قلت ليها كده خجلت بقت تعاين لي الشباك..
-خلاص خلاص ..طب ماف سلام ولاكيفك ..
-هسي ما سلمت عليك ...
- متين.. ؟
-كيف يعني متين لم كنت في الشركة ما سلمت عليك مع عمو عباس ..
-هاا مدت الإيد ده بتسمي سلام لي زوجين ..
-وعايزني اسلم ليك كيف قدام عمي وموظفين الشركة..
- طيب هسي ما معانا موظفين ولاحتى ابوي ..
- بس في الشارع ..بعدين ممكن تركز في سواقتك..
- طيب..بركز بس مابنساها ليك ...
- .ها وصلنا واخيراً..
-باقي المهمه الاصعب ...
-ربنا معانا بإذن الله..
عايزة تنزل وقفتها ...
-رفيف..
-نعم...
- انا فخور بيك لانك حتجمعي بين صديقين ليهم سنين من بعض الحاجه الماعملوها هم ولاحتى اولادهم انتي حتعمليها...
- عمو كمال غالي على قلبي هو غريب عني بس قدر ياخد مكانت ابوي الاعمامي المقربين ماقدرو ياخدوها وقف معاي في كل خطوة وبخطيها وانا مستحيل انسى معروفو ولو عملت اي شي مابقدر اجازيه...
-انسان طيب ان شاءالله يتصاحلو
-ان شاء الله يارب
-يلا عشان ما نتاخر عليهم اكتر ...
...
دخلنا لي عمو كمال في المكتبة سلمنا عليه طلب مننا نقعد بس رفضنا لانو ماف زمن انتظرناهو قفل المكتبه واتحركنا على عمو عباس ...
_____________
شلت الملفات ومشيت مكتبي وانا مليان غضب من زياد عاينت ليهم بلشباك لمن فاتو اتلاشى غضبي وابتسمت ابتسامه بتوضح اني ما حاسكت ليه على الاهانه ولا حخليه يتهنى قاطع شرودي اتصال من رقم غريب عاينت ليه مسافه بعدين رديت ...
-الو ..سلام عليكم
-وعليكم السلام ...
-مهند عبدالله ...؟
-ايوة ..منو معاي..؟
-صديقتك الجديدة..
- طيب يا صديقتي الجديدة لو انتي فاضيه وما عندك شغل ولا مشغلة وبس تتصلي لي الناس وتملي فراغك فانا ما زيك عندي شغل لفوق راسي يفضل تخشي في الموضوع بلاش جررة بنات..
-واو واضح انو حنتفق وانا ما بحب الجررة..
-تمام معناه معاك خمس دقايق ..
-حلو.. انا ندى هيثم بنت خالو لي مديرك زياد الشقراوي...
- يسلام والمطلوب مني...
-المطلوب هو انو هدفنا واحد فلازم نتلاقة فيستو فيس ...
- ما فهمت هدفنا شنو..ومن وين جبتي رقمي..؟
ضحكت ضحكه سخرية قالت لي ...
-هدفك انو ذي ما بقيت سبب في زواج رفيف وزياد حتكون سبب في طلاقهم انا ماكنت سبب في الزواج بس ح اعمل جهدي عشان اكون سبب في الطلاق وبلنسبة لي رقمك شلتو من اختك وصال ..
-واعرف كيف انو صادقة في كلامك ..
-اسال اختك وهي بتوريك ...
-تمام ..معناه الأحسن انو نتقابل فيستو فيس ذي ما قلتي..
-معناه بكره ..بينا الاتصال سلام..
-سلام ...
قفلت الخط وانا بلعب بي التلفون في ايدي بفكر معقولة تكون صادقة ولا دي لعبة من زياد قلت خير بكرة بنتقابل ونشوف لو صح ولا لعبه عايز يوقعني فيها ..
____________
مع الونسة والضحك المسافه بقت لينا قصيرة وصلنا سريع نزلنا مع عمو كمال وزياد ساق العربية عشان يبركنها ...دخلنا المطعم وانا عيوني بتفتش في عمو عباس لمن شفتو كان قاعد بعيد وماسك ليه مجله مغطي بيها وشو ابتسمت ليه عملت لي علامه اوكي فضلت عمو كمال على اقرب طاولة قعدنا ثواني وزياد دخل ورانا ..
-زياد:لسه ما طلبتو ..؟
-رفيف: لا لسه .. منتظرين شخص تاني.
- ع.كمال: في زول غيرنا جاي ..
عاينت لي زياد وبعديها عاينت لي عمو كمال قلت ليه بي صوت متفائل...
- عمو كمال نحنا ما حنتغدا الثلاثه نحنا حنتغدا اربعه اسفه ..
-ع كمال: معقولة يا رفيف ده بعتزرو ليه حتى لو سبعه انا ماعندي مشكلة المهم انكم تكونو مبسوطين ...
-زياد: طيب ياعمي انا ممكن اقول ليك حاحه لبين ماضيفنا يصل...
-ع كمال :طبعا...
-زياد: ابوي حكا لي قصتكم عارف الحاجه الحلوة في قصتكم شنو ..انو ماخنتو بعض انت ماكذبت على ابوي ولاحتى مريم .. كنتوا واضحين صادقين من البداية غلط ابوي الوحيد انو سمع كلام اصحابو ماقدر يفهم انو علاقة من طرف واحد مستحيل تكمل ..مريم ما اختارت ابوي واختارتك انت ما فكرت ابدا تخدعك ولا حتى تخدع ابوي بس انا اتخدعت من الاثنين اقرب صديق لي غدرني و الفاكر حكمل باقي عمري معاها كمان غدرتني وياريت لو مع انسان تاني يمكن كان الألم اخف بس للاسف مع اقرب صديق لي وبعتبرو في مسابة اخووي..لم سمعت قصتكم اتمنيت لو قصتي ذي قصتكم بقدر اسامحهم لانها سوء فهم وحقد اصدقاء من بعيد ... بس للاسف قصتي مافيها سوء فهم ولاحتى حقد أصدقاء قصتي خيانة وغدر ..بس ربنا مابينسى عبادو بعد فترة من زواجهم إطلقو وانا بعد سنتين ربنا عوضني بي رفيف وحاليا انا مبسوط لانو لو كنت اتزوجت هند ما كان اتعرفت على رفيف يمكن لو طلبو مني السماح ح سامحهم مندون تردد لانو بفضل غدرهم لي عرفت نواياهم وتعرفت على انسانة طيبة وحبابة احياناً الانسان مابيعرف الخير وين... وفي اي مكان ... بس مع مرور الزمن بيفهم انو كل الحصل معاه لخير وده الحصل مع ابوي بعد سنين فهم انو انت ماغدرت بيه ذي ماقالو ليه اصدقاءُ وفهم انو ما نحكم على اي إنسان قبل ما نسمعو ابوي ندمان شديد بس يمكن ده كان المقدر في حياتكم انكم تفترقو وتتعلمو الدرس ..
-ع.كمال: برغم من انك خسرت شخصين بس ربنا عوضك بشخص يكفيك عن بقية كل الاشخاص رفيف ما بس زوجتك حتكون صديقتك بس انا خسرت صديقي .. بعد خمس سنوات خسرت زوجتي حتى اولادي الربنا عوضني بيهم بعيدين مني..
-زياد: لية وين اولادك..؟
-ع.كمال: مجدي الكبير سافر تركيا عشان يحضر دكتورة في طب الأسنان و منذر بيدرس هندسة في مصر..
-زياد: ماشاءالله ربنا يخليهم ليك و يجمعكم مع بعض ..
-ع.كمال: امين يارب..
طول الفترة القعدناها عمو عباس كان مراقبنا من بعيد ..أول ما أشرت ليه قام من محلو وجى علينا عمو كمال ماشافو لانو مواليه ضهرو اتبادلنا مع زياد نظرات القلق والتوتر وصل عمي على طاولتنا وألقى السلام علينا عمو كمال اتلفت بي حماس وابتسامه ابتدت تظهر بس اختفت بي لمح البصر حسيت انو الجو اتكهرب كانو تاني مرة يتقابلو بعد فراقهم طال الصمت زياد عايز يتكلم بس عمو كمال صداهو ماخلى ينطق حرف ...
- المفروض يتكلم ابوك ما انت ..
-رفيف: انا اسفة عمي لاني كذبت عليك بس لو قلنا ليك معانا عمو عباس كنت حترفض..
-ع.كمال: مسامحكم بس انا عارف الحكاية من لم زياد ابتدى يحكي لي في الموضوع عرفت الضيف منو ...
-ع.عباس: معناه مرحب بي..
-ع.كمال: في الاخير انا معزوم ما عازم فما عندي حق اني افرض قرار..
ابتسمت لي حديثهم الهادي ولو اتحادثو بلطريقة دي فأكيد حيتحقق الفي بالنا كل واحد كان بعاتب في التاني اتكلمو كتير وعمو عباس ما وقف اعتزارات ابدا بين كل عتاب ليهم كان يعتزر نظراتهم المليانه حزن كانت كفيلة انها تأثر علينا بعد حديث طويل من اللوم وزعل اتصالحو قامو على حيلهم ضمو بعض لي دقايق كنت شارده معاهم دموعي مغرقه خدودي ما قاطع شرودي الا زياد لم قال لينا بي فكاهه...
- والله ما نفسي اقطع اللحظه السعيدة دي بس انا جيعان شديد ممكن نبدا ناكل ...
عاينا لي زياد الكان جيعان شديد ضحكنا علية ..بعديها غسلنا ايدينا ابتدينا ناكل ونسمع لي عمو كمال وعمو عباس البيحكو في زكرياتهم وايامهم السمحه والمسابقات الفازو فيها مع بعض وفي نص حديثهم عمو عباس عاين لي وقال لي بي صوت حنين...
-عمري كلو ما ح أنسى معروفك ده بتشكرك لانك شجعتيني ..ربنا يحفظك ويسعدك ويديك الفي نيتك ويرزقكم الزرية الصالحة يارب..
-رفيف: معقولة ياعمي انتو غالين علي شديد وفي مقام ابوي بحبكم وبحترمكم مابتمنى ليكم غير السعادة..بعدين صداقتكم كانت تستاهل انو تدوها فرصة ثانية انا ما عملت اي حاجه بلعكس انتو الجمعتو نفسكم ...
-ع.كمال: عارفة لية حكيت ليك نص القصة وما كملتها..
-رفيف:لية..
-ع كمال: لاني عارف انك انسانه فضولية في القصص دي وعارف انك حتسعي عشان تعرفي باقي القصة عشان كده مسكتك طرف الخيط والصدفة جمعتك مع عباس عشان يحكي ليك النص التاني من القصة وأول ما استلمتي الملف حققتي في القضية وصلتي لي العدالة...
-زياد: يابختي بيك..
-ع.كمال: فعلا يا بختك لانها جوهرة نادرة حافظ عليها لانها غالية على قلوبنا..
-زياد: ان شاءالله ياعمي مستحيل افرط فيها...
احساس انو في ناس بتحبك وبتوصي عليك احساس مابيتوصف خالص ..خلصنا اكل واتفقنا مع زياد انو نرجع البيت نخليهم ياخدو راحتهم ودعناهم طلبنا منهم يرجعو البيت بدري طول الطريق وانا بحكي لي زياد عن صحباتي وايام المدرسة والمقالب الكنا بنعملها في الاساتذة ماسكتت الا لم سمعت صوت الفرامل عاينت بلشباك لقيت نفسنا لسه ما وصلنا عاينت لي زياد الكان مركز معاي قلت ليه بي استغراب..
-وقفت لية..؟
-لاني عايز اركز معاك انتي وبس..
لم سمعت كده فصلت بلمرة مانطقت ولا حرف لمن وصلنا البيت اول ما دخلنا اتلاقينا مع عمتي وزرياب
-زرياب:حمدالله على السلامه كيف كان غداكم
-زياد: الله يقبل حمدك ..ممتاز
-سهام: وين ابوك ما كان معاكم
-زياد: ابوي في المطعم مع صحبو كمال غالب ما يتاخر شوية
عمتو سهام اول ما سمعت اسم كمال سالتو بي اندهاش..
-سهام: كمااال..؟
-زياد: ايوة كمال صديقو القديم..
-زرياب: كمال ده منو.. ؟ من متين ابوي عندو صاحب بلاسم ده..
-زياد: صاحبو من زمن الجامعه كان في سوء تفاهم وحالياً حلو سوء التفاهم مبسوطين مع بعض ..يلا انا طالع انوم شوية امي بتحكي ليك قصتهم..
طلعنا مع زياد خلينا زرياب بيسال في عمتو سهام عن القصة ولية هكذا
ما انكسرْتُ، وإن بدوتُ مُتعَبًا،
فما زال في صدري نبضُ مقاتلٍ يؤمن أن الجراح لا تُخيف، بل تُطهّر.
تعلّمت أن الطريق الطويل ليس عدوّي،
بل صديقي الذي يصنع منّي رجلًا لا يُهزَم،
مهما أثقلته الليالي، ينهض… ويبتسم
كنتُ أظنّ أن القمر بعيدٌ لا يُطال،
حتى أدركت أن نوره يزور الجرحى مثلي كلَّ ليلٍ ليواسيهم.
علّمني القمر أن الضياء لا يخاف الظلمة،
وأن المحارب الحقيقي لا يقاتل ليربح، بل ليبقى واقفًا… مهما اشتدّ الليل